العدد 4839 - الأحد 06 ديسمبر 2015م الموافق 23 صفر 1437هـ

تشومسكي: التاريخ لا يذهب في خط مستقيم...وحديث عن السلْطة... الأيديولوجيا والتقشُّف

في حوار مع «Jacobin» في ذكرى «احتلوا وول ستريت»...

نعوم تشومسكي
نعوم تشومسكي

هل يحتاج الحوار مع عالم اللسانيات الأميركي نعوم تشومسكي مناسبة كي يحرِّك الراكد من الموضوعات، أو تلك التي يُراد لها أن تُنسى؟ ليس بالضرورة؛ لكن صحافيين محدَّدين يلتقطون مناسبة ما كي يقتنع الرجل بالجلوس إليهم، وإعادة النظر في بعض الرؤى التي قدَّمها سابقاً. بعض تلك الرؤى يظل كما هو، ويثبت حقيقته وصواب نظره، على رغم مرور سنوات.

المناسبة هذه المرة مرور الذكرى الرابعة على حركة «احتلوا وول ستريت». حركة الاحتجاجات التي تمت الدعوة إليها في مدينة نيويورك. كانت صدى للدويِّ الذي أحدثته حركة ثورات الربيع العربي. كانت دعوة إلى ما يسمى «عولمة التظاهرات»، وتحديداً في 15 أكتوبر/ تشرين الأول مستهدفة جميع مدن وبلدان العالم.

الصحافي الإيطالي المستقل توماسو سيغانتيني، أجرى حواراً مع تشومسكي نشرته مجلة «Jacobin»، أو (اليعاقبة) بتاريخ 22 سبتمبر/ أيلول 2015، تناول موضوعات السلْطة، الأيديولوجيا، الاقتصاد والسياسة الخارجية الأميركية. ربما لا يكون الاقتصاد هو مجاله الحيوي، لكنه يتناوله هنا في تردِّي مستوياته من زاوية السلطة والأيديولوجيا. شدَّد في الحوار على أن «التاريخ لا يذهب في خط مستقيم»، إنه في حركة تحوِّل دائم، يصنع هذا المترجرج والمتحوِّل في حركة العالم. هنا مقدمة سيغانتيني، وأهم ما جاء في الحوار، الذي نشره تشومسكي على مدوَّنته بتاريخ 22 سبتمبر الماضي.

السلطة... الأيديولوجيا... الاقتصاد

طوال حياته المهنية اللامعة، كان أحد أهم انشغالات عالم اللسانيات الأميركي الشهير نعوم تشومسكي هو استجواب الافتراضات والقواعد التي تحكم مجتمعنا، وحثّنا على السؤال. استئنافاً للحديث عن السلْطة، والأيديولوجيا، الاقتصاد والسياسة الخارجية الأميركية في نهاية الأسبوع الماضي (اللقاء تم في سبتمبر 2015) في المدرسة الجديدة بمدينة نيويورك، التقى الصحافي الإيطالي المستقل توماسو سيغانتيني، المفكِّر البالغ من العمر ستة وثمانين عاماً في حوار لمناقشة بعض الموضوعات نفسها، بما في ذلك صِلتها بعمليات التغيير الاجتماعي.

بالنسبة إلى الراديكاليين، يتطلَّب التقدُّم ثقبَ فقاعة حتمية: التقشف، على سبيل المثال «هو قرار سياسي تم اتخاذه من قبل الذين وضعوه لأغراض خاصة بهم» ولكنه لم يتم تنفيذه، كما يقول تشومسكي «بسبب أنه في أي من القوانين الاقتصادية «الرأسمالية الأميركية تستفيد أيضاً من التشويش الأيديولوجي: على رغم ارتباط الأمر بالأسواق الحرَّة».

بتناول الفقاعة، تم التعريج أيضاً على مناقشة آفاق التغيير الجذري. في الحوار تعليق من تشومسكي على أزمة منطقة اليورو؛ سواء تمكَّن حزب سيريزا اليوناني الذي يرأسه أليكسيس تسيبراس من تجنُّب الخضوع لدائني اليونان، أم لم يتمكَّن، وأهمية عضو حزب العمَّال البريطاني جيريمي كوربين، والسناتور الأميركي بيرني ساندرز، الذي عارض الحرب على العراق، ودافع بقوة عن إخراج المال من السياسية.

تشومسكي قال إنه لا يزال متفائلاً بوعي. «مع مرور الوقت هناك نوع من المسار العام نحو مجتمع أكثر عدلاً، جنباً إلى جنب مع الانحدارات والانتكاسات طبعاً».

قلت في مقابلة قبل بضع سنوات إن حركة «احتلوا وول ستريت» (OWS)

(Occupy Wall Street) قد خلقت شعوراً نادراً للتضامن في الولايات المتحدة. كان السابع عشر من سبتمبر الماضي هو الذكرى الرابعة. ما هو تقييمك للحركات الاجتماعية مثل حركة «احتلوا وول ستريت» على مدى السنوات العشرين الماضية؟ هل كانت فعَّالة في إحداث التغيير؟ وكيف يمكن لها أن تتحسَّن؟

- لقد أحدثت أثراً؛ صحيح أنها لم تندمج ضمن الحركات المتماسكة. لأن الحركات تلك تظل ضمن مجتمع صغير جداً. وهناك عدد قليل جداً من المنظمات المتماسكة والمتحركة ممن لديها ذاكرة مؤسسية، تلك التي تعرف كيفية الانتقال والتحرك نحو الخطوة التالية، وهلم جرا. يرجع ذلك جزئياً إلى تدمير الحركة العمالية، والتي تستخدم لتقديم أسس متماسكة في عديد الأنشطة والفعاليات؛ الآن، عملياً، تظل المؤسسات المتماسكة الوحيدة عندنا هي الكنائس. أمور كثيرة هي قائمة اليوم على الكنيسة. من الصعب للحركة اتخاذ إجراء إزاءها. غالباً ما تكون هناك تحرّكات للشباب، لكنها تميل إلى أن تكون عابرة. من ناحية أخرى هناك أثر تراكمي، ولا يمكنك أبداً معرفة أن أمراً ما هنالك سيشتعل ويمتدُّ إلى حركة كبيرة. حدث ذلك مراراً وتكراراً: تجلَّى ذلك في حركة الحقوق المدنية، الحركة النسائية. لذلك فهي تحاول أن تبقى حتى يتسنَّى لها الانطلاق.

أثبتت أزمة العام 2008، وبشكل واضح عيوب المذهب الاقتصادي الليبرالي الجديد. ومع ذلك، لا تزال النيوليبرالية كما يبدو مستمرَّة، وما زالت تطبِّق المبادئ الخاصة بها في كثير من البلدان. لماذا - حتى مع الآثار المأساوية لأزمة العام 2008 - بدا مذهب الليبرالية الجديدة صامداً إلى هذا الحد؟ لماذا لم يتم حتى الآن رد فعل قوي مثلما حدث بعد الكساد العظيم؟

- أولاً وقبل كل شيء، كانت الاستجابات الأوروبية أسوأ بكثير من ردود أفعال الولايات المتحدة، وذلك هو ما يثير الدهشة تماماً. في الولايات المتحدة كانت هنالك جهود طفيفة في تحفيز الاقتصاد، والتيسير الكمِّي وهلمَّ جرّا؛ ما سمح ببطء الاقتصاد للدخول في مرحلة التعافي. واقعاً، كان التعافي من الكساد العظيم - وقتها - أسرع في العديد من البلدان مما هو عليه اليوم، وذلك يرجع إلى الكثير من الأسباب. في حالة أوروبا، واحدة من الأسباب الرئيسية تكمن في أن إنشاء عُملة موحَّدة كان كارثة مركَّبة، مثلما أشار العديد من المحلّلين. آليات الاستجابة للأزمة لا تتوافر في الاتحاد الأوروبي: اليونان، على سبيل المثال، لا يمكن خفض قيمة عمْلتها. التكامل الأوروبي كانت له تطوُّرات جِدُّ إيجابية في بعض النواحي، وكان ضاراً في النواحي الأخرى، وخصوصاً عندما يكون مثل ذلك التكامل تحت سيطرة القوى الاقتصادية الرجْعية للغاية. فرْض السياسات التي هي مدمِرة اقتصادياً، وهي في الأساس شكل من أشكال الحرب الطبقيَّة. لماذا لا يوجد رد فعل؟ حسناً، الدول الضعيفة لا تحصل على الدعم من الآخرين. لو حظيت اليونان بدعم من إسبانيا والبرتغال وإيطاليا وغيرها من الدول ربما كانت قادرة على مقاومة القوى المؤثرة والضاغطة في الاتحاد الأوروبي. ذلك ضرْب من الحالات الخاصة التي لها علاقة بالتطورات المعاصرة. في ثلاثينات القرن الماضي، تذكَّر، بأن ردود الفعل لم تكن جذَّابة: كانت النازية إحداها.

قبل عدَّة أشهر انتُخب أليكسيس تسيبراس زعيم حزب «سيريزا»، رئيساً لوزراء اليونان. ومع ذلك، كان عليه أن يقدِّم العديد من التنازلات بسبب الضغوط المفروضة عليه من قبل القوى المالية، وأجبر على تنفيذ تدابير تقشف قاسية. هل تعتقد بأنه يمكن تحقيق تغيير حقيقي عندما يأتي زعيم يساري راديكالي مثل تسيبراس إلى السلطة، أم أن ذلك سيُفقد الدول القومية الكثير من سيادتها، وهي التي تعتمد أيضاً على المؤسسات المالية التي يُمكن لها أن تعمل على تأديبها إذا كانت لا تتبع قواعد السوق الحرة؟

- كما قلتُ، في حالة اليونان، لو كان هناك دعم لليونان من أجزاء أخرى من أوروبا، لكانت اليونان قادرة على الصمود في وجه هجوم تحالف المصارف الرسمية في الاتحاد الأوروبي. ولكن اليونان كانت لوحدها؛ بل لم يكن لديها العديد من الخيارات. هنالك اقتصاديون جيِّدون جداً مثل جوزيف ستيغليتز ممن يعتقدون أنه يجب على اليونان الانسحاب فوراً من منطقة اليورو. وتلك خطوة محفوفة بالمخاطر للغاية. اقتصاد اليونان صغير جداً، وهو بالمناسبة ليس اقتصاد تصدير في جزء كبير منه، وستكون أضعف من أن تصمد أمام الضغوط الخارجية. هناك أشخاص ممن ينتقدون تكتيكات سيريزا والموقف الذي اتخذه، ولكن أعتقد أنه من الصعب أن ندرك الخيارات المتوافرة لديهم مع عدم وجود دعم خارجي.

دعنا نتصوَّر على سبيل المثال أن بيرني ساندرز فاز في الانتخابات الرئاسية العام 2016. ما الذي في اعتقادك سيحدث؟ هل يمكنه إحداث تغيير جذري في هياكل السلطة في النظام الرأسمالي؟

- لنفترض أن ساندرز فاز، وهو أمر مُستبعد جداً في نظام انتخابات تم شراؤه. سيكون لوحده: لا يوجد له ممثلون في الكونغرس، ولا يوجد لديه حكّام أقاليم، علاوة على أنه لا يحظى بدعم من البيروقراطية القائمة، وليس لديه مُشرِّعون منتخبون. ويقف وحده في هذا النظام، ولن يتمكَّن من فعل الكثير. البديل السياسي الحقيقي سيكون من خلال المجلس. سيتعيَّن أن تكون هنالك حركة سياسية واسعة. أعتقد أن حملة ساندرز ذات أهمية وقيمة - لأنها ستعمل على فتح كثير من ملفات القضايا. ربما تضغط على التيار الديمقراطي قليلاً في اتجاه تدريجي، وكذلك تعبئة الكثير من القوى الشعبية، بقاؤهم بعد الانتخابات يظل هو النتيجة الأكثر إيجابية. إنه خطأ فادح أن توجِّه كل جهودك إلى الانتخابات كل أربع سنوات ثم تذهب إلى البيت. هذه ليست طريقة يُمكن أن تُحدث بها تغييرات. التعبئة يمكن أن تؤدِّي إلى المنظمات الشعبية المستمرة، تلك التي يمكن أن يكون لها تأثير ربما على المدى البعيد.

ما هو رأيك في ظهور شخصيات مثل جيريمي كوربين في المملكة المتحدة، بابلو أغليسياس في إسبانيا، أو بيرني ساندرز في الولايات المتحدة؟ هل هي حركة اليسار الجديد في صعود، أم هي مجرد ردود متفرقة على الأزمة الاقتصادية فحسب؟

- ذلك يعتمد على ما هو رد الفعل الشعبي. خذ كوربين في إنجلترا: هو تحت ضغوط هجوم شرس، ليس فقط من جانب حزب المحافظين، ولكن حتى من جانب حزب العمَّال. نأمل أن يكون كوربين قادراً على تحمُّل هذا النوع من الهجوم، وذلك يعتمد على الدعم الشعبي. إذا كان الجمهور على استعداد لدعمه في مواجهة التشويه والتكتيكات المدمِّرة، سيكون لذلك حينئذ الكثير من التأثير. الشيء نفسه ينطبق على حزب بوديموس في إسبانيا. (بوديموس تنسيقية تعمل ببرنامج اليسار الاجتماعي ضد الفساد السياسي والاقتصادي في إسبانيا، وأصبحت حزباً سياسياً في يناير/ كانون الثاني 2014. والوجه البارز لهذه الحركة هو أستاذ العلوم السياسية بابلو إغليسياس).

كيف يمكن للمرء أن يحشد عدداً كبيراً من الناس في مثل هذه القضايا المُعقدة؟

- إنها ليست مُعقدة. مهمَّة المنظمين والناشطين هي مساعدة الناس على الفهم وجعْلهم يدركون بأن لديهم سلطة، وأنهم ليسوا عاجزين. الناس يشعرون بقلة الحيلة، ولكن لابد من التغلُّب على ذلك. هذا هو بالضبط الأمر الذي يقوم عليه التنظيم والنشاط. في بعض الأحيان يُمكن لذلك أن يُعطي نتيجة، وأحيانا يفشل، ولكن ليس هنالك أي أسرار. إنها عملية طويلة الأجل - فقد كان الحال دائماً على هذا النحو، وحقق الكثير من النجاح. مع مرور الوقت هناك نوع من المسار العام نحو مجتمع أكثر عدلاً، مع كل التراجعات والانتكاسات التي تطل برأسها، بطبيعة الحال.

هل تريد أن تقول إنه خلال حياتك، تقدَّمت الإنسانية في بناء مجتمع أكثر عدلاً بعض الشيء؟

- حدثت تغيُّرات هائلة. يكفي مجرد إلقاء نظرة هنا في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا. خذ جولة بامتداد القاعة، والقِ نظرة على طبيعة الجسم الطلابي: الأمر يتعلق بنصف النساء، والأقليات الثالثة، ممن يرتدون ملابس غير رسمية، علاقات عادية بين الناس، وهلم جرا. عندما وصلت إلى هنا في العام 1955، لو كنتَ تمشي في القاعة نفسها فلن تجد سوى البِيض من الذكور، السترات وربطات العنق، مهذبين جداً، ومطيعين، لا يطرحون العديد من التساؤلات. وهذا تغيير كبير.

ليس هنا فقط، هو في كل مكان. أنا وأنت لن نكون على تلك الشاكلة. في واقع الأمر أنت بحد ذاتك لن تستطيع أن تكون هنا. تلك هي بعض من التغيرات الثقافية والاجتماعية التي حدثت بفضل الإخلاص والتفاني في النشاط.

أشياء أخرى لم تحدث، مثل الحركة العمالية، التي كانت تحت هجوم شديد طوال التاريخ الأميركي؛ وخاصة منذ مطلع خمسينات القرن الماضي، فقد ضعفت بشكل خطير: في القطاع الخاص هي هامشية، وهي تتعرَّض الآن إلى هجوم في القطاع العام. وهذا هو الانحدار.

سياسات الليبرالية الجديدة هي انحدار بالتأكيد. بالنسبة إلى غالبية السكان في الولايات المتحدة، كان هناك الكثير جداً من الركود والتراجع لدى الجيل الذي سبق، ولم يكن ذلك بسبب أي من القوانين الاقتصادية. تلك كانت هي السياسات. إضافة إلى أن التقشف في أوروبا لم يكن ضرورة اقتصادية - في الواقع، إنه سخْف اقتصادي. لكن هذا القرار السياسي تم اتخاذه من قبل واضعيه من أجل أغراضهم الخاصة. وأعتقد بشكل أساسي أن ذلك نوعاً من الحرب الطبقية، ويمكن مقاومتها ولكنها ليست سهلة. التاريخ لا يسير في خط مستقيم.

في اعتقادك ما هي الكيفية التي ستجعل النظام الرأسمالي يبقى على قيد الحياة، حين نأخذ في الاعتبار اعتماده على الوقود الأحفوري وتأثيره على البيئة؟

- ما يسمَّى النظام الرأسمالي هو بعيد كل البعد عن أي نموذج للرأسمالية أو السوق. خُذ صناعات الوقود الأحفوري: كانت هنالك دراسة حديثة أجراها صندوق النقد الدولي حاولت تقدير الدعم الذي تحصل عليه شركات الطاقة من الحكومات. كان مجموع ذلك الدعم ضخماً. أعتقد أنه كان في حدود 5 تريليونات دولار سنوياً. وذلك لا علاقة له بالأسواق والرأسمالية.

ينطبق الشيء نفسه على العناصر الأخرى المكوِّنة لما يسمى النظام الرأسمالي. في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، كانت هناك، خلال فترة الليبرالية الجديدة، زيادة حادَّة في حجم ونفوذ الاقتصاد. كانت المؤسسات المالية في الولايات المتحدة تستحوذ على نحو 40 في المئة من أرباح الشركات عشية انهيار العام 2008، والتي كان لها نصيب كبير من مسئولية ما حدث.

هناك دراسة أخرى لصندوق النقد الدولي حققت في أرباح المصارف الأميركية، ووجدت أنها كانت تعتمد كلياً على الإعانات العامة الضمنية. هناك نوع من الضمان - وهو ليس على الورق، لكنه ضمان مُضْمر ومُقدَّر (ضمني) - بحيث إذا تعرضت تلك المصارف للمتاعب فسيتم إنقاذها. وهذا ما يسمى «ضخم بحيث لا يسمح له بالإفلاس».

وكالات التصنيف الائتماني تعرف ذلك طبعاً، وتأخذ ذلك في الاعتبار، ومع التصنيفات الائتمانية العالية، تحصل المؤسسات المالية على امتياز الوصول إلى ائتمان أرخص، وتحصل على إعانات إذا سارت الأمور بشكل خاطئ، وكذلك العديد من الحوافز، والتي ربما تبلغ على نحو فعَّال في مجموعها الأرباح الإجمالية التي تحققها.

حاولت الصحافة الاقتصادية إجراء تقدير حول رقم الإعانات والحوافز تلك وخمَّنته في حدود 80 مليار دولار في السنة. وهذا لا علاقة له بالرأسمالية.

إنه الشيء نفسه في العديد من القطاعات الأخرى من الاقتصاد. لذا فإن السؤال الحقيقي هو، هل سيتمكَّن نظام رأسمالية الدولة - وهو ما هو عليه - من البقاء على قيد الحياة، ويستمر في استخدام الوقود الأحفوري؟ والجواب على ذلك هو، بالطبع، لا. الآن، هناك إجماع قوي جداً بين العلماء الذين يقولون، إن أغلبية كبيرة من الوقود الأحفوري المتبقية، ربما 80 في المئة، لابد من تركها في الأرض إذا كنا نأمل في تجنب ارتفاع درجة الحرارة التي من شأنها أن تكون قاتلة جداً. وهذا لا يحدث. البشر قد يدمِّرون فرصهم من أجل بقاء لائق. ذلك لن يقتل الجميع، لكنه سيغيِّر العالم بشكل كبير.

كانت التظاهرات محاولة لعولمتها
كانت التظاهرات محاولة لعولمتها




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً