العدد 4840 - الإثنين 07 ديسمبر 2015م الموافق 24 صفر 1437هـ

الرُّدود الغربيّة على الإرهاب

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

العمليات الإرهابية في العواصم الغربية بدأت تُحرِّك السياسة باتجاهات مختلفة. ففي فرنسا أظهرت نتائج الدور الأول من الانتخابات المحلية التي شهدتها يوم الأحد أن الجبهة الوطنية المتطرّفة (المعادية للمسلمين والأجانب) أصبحت القوة السياسية الأولى في فرنسا. الفوز الكبير الذي حققه اليمين المُتطرّف بزعامة مارين لوبان يُمثل صدمة كارثيّة على الطبقة السياسية الفرنسية، وتأتي كردَّة فعل للأوضاع الاقتصادية الصعبة وتَعقُّد الأوضاع بعد الهجمات الإرهابية.

أمّا في بريطانيا، فقد أثار طعن رجل في قطار الأنفاق بلندن في اعتداء وصفته الشرطة بأنه هجوم إرهابي ردّاً متحدّياً من أحد المارة الذي أصاب وتراً حسّاساً في بريطانيا بقوله للمهاجم «لستَ مُسلماً يا أخي»، وذلك ردّاً على المهاجم الذي صرخ «هذا من أجل سورية» بينما كان يهاجم رجلاً يبلغ من العمر 56 عاماً وهدّد آخرين قبل أن تعتقله الشرطة باستخدام صاعق كهربائي. وانتشر «هاشتاج» «You ain›t no Muslim, bruv» على تويتر لإنكار أن يكون لمثل هذا الهجوم أي علاقة بالإسلام، كما اقتبس عددٌ من مستخدمي تويتر آيات قرآنية لتفنيد الإسلاميين المتشددين الذين يستخدمون الإسلام لتبرير هجماتهم على المدنيين العُزَّل وتجنيد الأتباع في الغرب والشرق الأوسط.

أمّا الرئيس الأميركي باراك أوباما فقد وَجَّه خطاباً من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض وهو واقف برباطة جأش (كتعبير عن الغضب)، وقال إن بلاده ستقضي على التنظيمات الإرهابية دون أن تخوض حرباً برّية في العراق أو سورية، وأكد في خطابه النادر (الثالث من نوعه منذ أن أصبح رئيساً) أن «تنظيم الدولة الإسلامية لا يتحدّث باسم الإسلام»، وحَثَّ المسلمين في الولايات المتحدة والعالم على التصدّي «للفكر المُتطرِّف»، مؤكداً أن المعركة ليست مع الإسلام بل مع «جُزءٍ لا يُذكَر من أصل أكثر من مليار مسلم حول العالم، بمن فيهم ملايين المسلمين الأميركيين الوطنيين الذين يرفضون أيديولوجية الكراهية التي يتبعها هؤلاء».

صحفٌ غربيّة، من بينها «ديلي ميل» البريطانية، نشرت ما قاله أوباما بصورة ناقدة أو ساخرة، فهناك من يرى أن ما يحدث يؤكد وُجهات نظر اليمين المُتطرِّف والإرهابيين في آنٍ واحد، من أن المعركة بين حضارات وثقافات لا تحتمل المهادنة.

نعتقد بأنّ المعركة في واقعها ليست بين حضارات؛ فالإرهاب الذي يعبث بالغرب يعبث أيضاً في الشرق وفي كلِّ مكان، وهذا الإرهاب ترعرع مع الفراغ السياسي ومع الفوضى من أجل أهداف سياسية بحتة، ويتمُّ تسميمُ الشباب بأفكار تُقدِّسُ التوحُّش، وذلك لتوجيه طاقات الشباب في معركة ليست لها علاقة بأيّة حرب بين أديان أو مذاهب أو حضارات.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4840 - الإثنين 07 ديسمبر 2015م الموافق 24 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 2:39 ص

      الصناعة الغربيّة للإرهاب

      إذا عقل المسلمون فإن الغرب سيصنع إرهاباً إسلامياً ليحاربه و يحاربه المسلمين بسببه. هذا ما قالته سوزان لينداور ضابطة الإتصال بين المخابرات الأمريكية و السفارة العراقية في كتابها الإجراء الأقصى "Extreme prejudice"

    • زائر 8 | 2:18 ص

      هم رعاته وهم صائدو فرصه

      أتذكر أني أرسلت رسالةً بمعية جمع من الفعاليات المتنوعة مع انطلاق ثورة اللؤلؤ إلى الرئيس الأميركي تفيد أن عدم حسم الصراع بين الشباب والأنظمة المترهلة نحو التحول الديمقراطي سيفرز جماعاتٍ متطرفةً ستكفر بكل القيم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير. لقد كان الرد آنذاك واضحاً: لن ننصت لكم وسنستمر في دعم الأنظمة المترهلة!
      الغرب هم من صنعوا أزماتنا وهم من يقتات عليها وهم من يجنون ثمارها

    • زائر 6 | 12:16 ص

      الإرهاب حقّق لمصانع السلاح أعلى مستوى أرباح من سنين

      آخر التقارير تقول ارتفاع ارباح شركات السلاح الى مستوى قياسي منذ زمن وهذا هو الهدف من الارهاب الغربي العربي

    • زائر 5 | 12:15 ص

      صنعوا الارهاب ليستمثروه فارتدّ عليهم وعلى الدول المشاركة من الخليج

      الدول الغربية بالتعاون دول الخليج صنعوا الارهاب ليستثمروه فإذا به يرتدّ عليهم وعساهم من هذا الحال لأردى

    • زائر 4 | 12:04 ص

      جزء مهم من المسلمين في الغرب يقوم على الكراهية

      لا أوافق تماماً الدكتور منصور على مقاربته، أعتقد بأن جزء جوهري من المسلمين يقوم على الكراهية ، ولا يمكننا أن نختزل الارهاب من خلال عمليات الفعل الفزيائي كالطعن والدهس أو التفجير ، ممارسات الكراهية تشمل أيضاً الخطاب والتحريض كذلك التمييز وبث الكراهية ضد كل من لا يتبع هذه الطائفة ، وهذا شائع في أغلب هذه الدول التي ينحدر منها الارهابيون

    • زائر 3 | 11:44 م

      تابع

      كله بسبب عدم التطبيع معهم بدليل بشار الا سد وايران وحزب الله واليمن وشعوب مقاومه وثورات تريد قرارها بيدها كلها اليوم هدف للقوى الامبرياليه العالميه

    • زائر 2 | 11:44 م

      لو تلا حظون

      ان من يتمتع بعلاقات جيده مع اسرائيل له الامن والامان في كل دول العالم ومن يقطع علاقاته معها تقوم الدنيا ولا تقعد الا عليه هذا يدلنا على ان اللوبي الصهيوني نافذ ومتحكم بالقوه طبعا في كل حكومات العالم وهدا مصداق لقول الحق تعالى ( لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) فما نعيشه من فوضى اللتي من ورائها الغده السرطانيه الخبيثه كما وصفها الامام وشيطانها الاكبر امريكا.

    • زائر 1 | 10:24 م

      داعش

      لا اعتقد ما تفعله داعش اليوم يختلف عما فعلته الفتوحات في العهد الاموي .. الاسلام انحرف و اذا اردنا تصحيحه فيجب ان يتم تنقيح كتبنا خصوصا كتب تفسير القران و الاحاديث من قبل علماء و هنا اقصد ليس فقط علماء دين بل ان يجتمع الطبيب و المهندس و الجيلوجي و مدرس اللغه و الرياضيات و غيرهم لينقحوا لنا ما اتنا محرف من اجل مصالح سياسيه و سلطوية .. عن نفسي ارى اكبر مصائبنا من شيوخ دينا و صرت لا اثق بقلة قليله خصوصا عندما ارى حجم التبجيل عن البسطاء لهؤلاء .. كلامهم خرافات و خزعبلات و حجب للمنطق و العقل

اقرأ ايضاً