العدد 4872 - الجمعة 08 يناير 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1437هـ

الأنموذج التركي تحت الضغط

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الأمور التي حدثت منذ مطلع يناير/ كانون الثاني 2016 كثيرة جداً، وبعضها غيّر المعادلة السياسية في المنطقة التي تمرّ في مخاضٍ متلاطم. وفي خضمّ كل ذلك، ربما لم نلتفت لبعض ما يجري هنا وهناك، ومن ذلك تقلب التصريحات التركية بصورة سريعة جداً في عدة قضايا.

ومن تلك التقلبات، ما ذكرته وكالات الأنباء في 1 يناير 2016، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشار إلى ألمانيا النازية بزعامة هتلر في معرض دفاعه عن النظام الرئاسي القوي الذي يريد إقامته في بلاده. ونقلت عنه وسائل الإعلام قوله للصحافيين خلال عودته من زيارة إلى السعودية مساء الخميس: «في ظل نظام وحدوي (كما في تركيا) بالإمكان إقامة نظام رئاسي بشكل ممتاز. هناك أمثلة في العالم وعبر التاريخ. وترون المثال في ألمانيا هتلر».

غير أن صدى ذلك التصريح ذهب بعيداً جداً، فتركيا عضو في حلف الناتو، ومثل هذا التصريح لا يناقض فقط مبادئ الحلف، وإنما يقلبها رأساً على عقب. ولذا، فقد سارعت الرئاسة التركية إلى توزيع بيان نفت فيه أن تكون إشارة أردوغان إلى هتلر تضمنت أي تأييد للنازية. وجاء في البيان: «من غير المقبول أن تقدم ملاحظات الرئيس عن النازية باعتبارها إشارة إيجابية، وهو الذي أعلن أن المحرقة ومعاداة السامية مع الإسلاموفوبيا هي جرائم ضد الإنسانية». وأضاف البيان أن «ألمانيا هتلر مثال سيّئ كانت له تداعيات كارثية لجهة استغلال النظام أكان برلمانياً أو رئاسياً».

أردوغان يقود تركيا منذ عام 2002، أولاً كرئيس للوزراء ومن ثم كرئيس منذ عام 2014، وهو يسعى إلى تعديل الدستور بحيث ينتقل دور الرئيس من منصب رمزي إلى رئيس بصلاحيات واسعة، مثل أميركا وروسيا وفرنسا. وقال أردوغان إنه يعتزم خلال العام الجديد تعبئة المجتمع التركي للنقاش من أجل التوصل إلى «توافق اجتماعي» حول طموحاته الرئاسية.

كان يشار إلى تركيا قبل الربيع العربي، وقد اختارها الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما تسلم رئاسته الأولى في مطلع 2009 لزيارتها وإعلان عزمه الاستفادة من تركيا لتكون جسراً بين الشرق والغرب، بين المسلمين وغير المسلمين، بين الإسلام والديمقراطية. كان ذلك الطرح يتسق مع الجاذبية العالية التي وصلت إليها تركيا بين المسلمين وغير المسلمين، وحتى إن أبطال مسلسلاتها التلفزيونية بدأوا يؤثرون في المجتمعات العربية، بصفتهم أنموذجاً عصرياً راقياً يستمد جذوره من بيئة مسلمة. بعد الربيع العربي انقلبت أمور كثيرة، ومن بينها الجاذبية التي كانت تحظى بها تركيا في سنوات ماضية، كأنموذجٍ يحتذى.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4872 - الجمعة 08 يناير 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 4:41 ص

      الانموذج التركي متقلب مثل الحرباء

      يوم مع اسرائيل و يوم ضدها و يوم مع قضايا العرب السنه و يوم ضدهم و تصطف مع ايران و يوم مع المعارضة السوريه و يوم ضدهمو يوم تفتح الحدود بلا حساب للارهابيين الدواعش و تسمح ليهم بالتدريب على اراضيها ويوم تفرض عليهم فيزا؟؟ صارت تركيا مثل الغراب اللي حب يقلد غيره و صارت مشيته عوجه، لا اهي دول عظمى و لا تسعى للسلام

    • زائر 10 زائر 9 | 6:26 ص

      قد يكون كلامك فيه شيء من الصحّه

      ولكن لم تضرّ احداً كما فعلت وتفعل إيران. إيران لم يأتي منها خير إطلاقاً ولا حتّي لشعبها أو للشعوب التي تدّعي انها تناصرها أو تدافع عنها كلبنان والعرق وسوريا واليمن والبحرين ، أعطهم الوهم والخراب، وهذا أسوأ من النفاق أو الحرباء.

    • زائر 7 | 2:36 ص

      ما هو رأي الاتراك في حكومتهم

      لا تنسي أن الأتراك أعادوا إنتخاب حزب أردوغان قبل ثلاثة أشهر بأغلبيه ساحقه ولم يلتفتوا إلي إنتفادات الخارج لحكومتهم ، أمّا عداء الخارج فمعروف مصدره وأسبابه ولذلك لم يغيّر في قناعة الاتراك شيء

    • زائر 6 | 2:22 ص

      وماذا عن الضغوط علي إيران؟

      الضغوط التي تتعرض لها دولة ايران تشبه الضغوط التي تتعرض لها كوريا الشماليه لأنهما دولتان مارقتان في المجتمع الدلي وتتصرفان بكمّ كبير من العداء لجيرانها أولا للمجتمع الدولي ثانياً وهما نظامان شموليان لا يكترثان بمصلحة شعبيهما إطلاقا بقدر ما يهمّهما استفزاز الآخرين وإظهار العداء لهم، ولم يحققا لشعبيها من الرخاء الإقتصادي ربع ما حققه أردوغان لشعبه.

    • زائر 8 زائر 6 | 4:33 ص

      ذبحتونه مع ايران!!!

      عليكم عفريت اسمه ايران؟؟ الموضوع عن تركيا وانتوا تقولون ايران، موضوع عن روسيا تقولون ايران ، موضوع عن الصومال قلتوا ايران !!!! واضح ان ايران مسويه ليكم رعب

    • زائر 5 | 2:09 ص

      أي ضغط و من أين ؟

      لا نري انها تحت أي ضغط غير اعتيادي، كونها دولة كبيره في المنطقه فمن الطبيعي ان تتحمل مهمات بحجمها وأن تأتيها انتقادات من من لا يرضون نهجها. أغلب الإنتقادات التي تأتيها هي من من لا يرضون مساعداتها للشعب السوري المنكوب.

    • زائر 4 | 1:22 ص

      أدولف هتلر كان رجل عظيم وحد ألمانيا و جعلها تهزم كل دول أوربا مجتمعة، دخول أمريكا الحرب هو الذي هزم ألمانيا.

    • زائر 3 | 1:00 ص

      تركيا و ايران نموذجان سيئان جداً فالأول له حسنه واحدة فقط و هي اقتصادية اما الثاني اي ايران فهي نموذج فاشل في كل النواحي لانها تقتات على الطائفية و القذارة

    • زائر 2 | 12:36 ص

      منذ متى صار وريث الدولة العثمانية السيئة نموذجا يحتذى؟! والله لم ولن تكون تركيا مثالا يحتذى سواء تركيا أتاتورك أو تركيا أردوغان ، فالأول علماني متطرف والثاني إخواني متملق وداعم رئيسي للإرهاب.

    • زائر 1 | 12:29 ص

      انموذج فاشل : لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي
      لا هم من الاسلام في شيء ولا هم من الغرب في شيء
      دولة تسيرها الاطماع بلا اخلاق

اقرأ ايضاً