العدد 4875 - الإثنين 11 يناير 2016م الموافق 01 ربيع الثاني 1437هـ

هل أخطأ زيدان بقبول المهمة؟!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

استهل نجم كرة القدم السابق والمدرب اليافع حالياً زين الدين زيدان مشواره مع فريقه ريال مدريد بخماسية وأداء راقٍ ضد ديبورتيفو في الدوري الإسباني.

زيدان الذي قبل المهمة الموكلة إليه بقيادة الريال خلفاً للإسباني رافائيل بينيتيز سيكون أمام اختبار صعب أو مفصلي في حياته المهنية.

فعالم التدريب لا يتطابق تماماً مع عالم لعب كرة القدم، ومعظم اللاعبين البارزين لم ينجحوا كمدربين، في حين أن المغمورين تحولوا إلى مدربين عالميين.

معايير التدريب تختلف عن معايير اللعب، فالتدريب يعتمد أكثر على العقل والفكر، واللعب يعتمد إلى جانب العقل على الإمكانات الفردية والمهارية والموهبة التي يمتلكها اللاعب.

زيدان دخل تحدياً هو يقول عنه إنه يريد الاستمتاع به، ولكن الاستمتاع شيء والمطلوب في نهاية الموسم شيء آخر، كونه بدأ من الأعلى وليس من الأسفل وليس هناك تجارب مماثلة وقريبة سوى تجربة غوارديولا مع برشلونة.

غوارديولا عندما جاء إلى برشلونة لم يكن قبلها قد درب أي فريق، لينجح سريعاً في إحداث ثورة في كرة القدم الحديثة ويحقق نجاحاً لم يسبقه له أحد حتى بات الأعلى أجراً بين المدربين حول العالم والعملة الصعبة التي تطلب ودها جميع الفرق في مختلف الدوريات.

زيدان هو الآخر لم يخض أي تجربة تدريبية سابقاً، ومباشرة سيقود الفريق الأشهر على مستوى العالم ومن منتصف الموسم وليس بدايته، ما يعني صعوبة تطبيق أفكاره وفلسفته التدريبية المفترض أنه يمتلكها والتي من خلالها سيحدث التغيير المنشود في الفريق.

البداية كانت أكثر من رائعة ولكن الأمور تحسب بخواتيمها، والمعضلة الأساسية أمام زيدان أنه لا مجال أمامه لخسارة هذا الرهان لأن الخسارة ستعني نهاية مشواره التدريبي مبكراً.

فعندما تدرب الريال أو برشلونة أو مانشستر يونايتد وتخفق فلن يكون هناك مجال كبير أمامك وخصوصاً أنك في البدايات، فماذا تريد أكثر من أن تدرب أغنى نادٍ في العالم وأي بديل سيكون موازياً له في المستقبل؟.

إذاً النجاح والتتويج هو المطلوب فقط وغير ذلك تفاصيل، وزيدان لا وقت أمامه ليضيعه وإنما يجب أن يضع رؤيته واستراتيجيته منذ اللحظة الأولى ويبرهن عن قدراته لأنه يدرب فريقاً استبدل 11 مدرباً في 12 عاماً!.

ريال مدريد الذي لم يجد ضالته في كل المدربين العالميين الذين تعاقبوا عليه كما لم ينجح مع المغمورين أمثال البرتغالي كيروش هل سيكون زيدان هو الاستثناء.

المشكلة الأكبر التي سيواجهها زيدان ليس تطبيق فلسفته في كرة القدم الحديثة، وإنما في كيفية مواجهة منافس بقدرات وحجم برشلونة وفي عصره الذهبي بقيادة الأسطورة ميسي وتواجد نيمار وسواريز.

لو كنت مكان زيدان لما قبلت مهمة الريال الآن لأن المطلوب أشبه بالمستحيل، فكيف السبيل إلى التفوق على تشكيلة برشلونة بوجود الثلاثي المرعب والأداء المثالي، وغير هذا التفوق في عرف الريال هو إخفاق كامل لأن المركز الثاني لا يعني شيئاً للنادي.

الخيارات المتاحة أمام زيدان محدودة، فهو مطالب بأداء يفوق برشلونة والمدة المسموحة أمامه لن تتعدى الموسم المقبل على أغلب تقدير على شرط أن يكون قد قدم نصف موسم استثنائياً هذا العام.

زيدان يبحث عن المتعة في التحدي الذي دخله، وهو يعلم تماماً أن مستقبله المهني في عالم التدريب بين خيارين ماثلين فإما النجاح المنقطع النظير وضخ فكر جديد في عالم المستديرة، وإما الإخفاق الذي قد يتوارى بعده تماماً من عالم التدريب، فلننتظر ونترقب النتائج.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4875 - الإثنين 11 يناير 2016م الموافق 01 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 1:35 ص

      ملاحظات برشلوني مخضرم

      تحليل واقعي ولكن هناك بعض النقاط التي غفل عنها الموضوع، أولها ان الريال قادر على اجتذاب المزيد من النجوم وبالتالي لن يكون هناك بون شاسع بين الفريقين، وثانيها ان وجود النجوم هو احد العوامل الرئيسة في التفوق، ولكن هناك عوامل اخرى مهمة كالروح القتالية وتكامل خطوط الفريق والحالة المعنوية والمهارة التكتيكية للمدرب وكلها عوامل قد تعوض الفارق المهاري كما نلحظ ذلك جليا في فريق اتلتيكو وكذلك بروسيا دورتموند وغيرها

    • زائر 4 | 12:54 ص

      لا أعتقد ذلك

      تحليل دقيق... ولكني أعتقد أن زيدان لن ينجح مثلما نجح غوارديولا ، فالريال في هذه الفترة بعيدا عن المنافسة، كذلك الأسلحة الكاتالونية بقيادة الأسطورة ميسي ومعه نيمار وسواريز هي أسلحة فتاكة لا تبال إن كان الفريق قويا أو ضعيفا، هذه هي الحقيقة

    • زائر 3 | 12:27 ص

      اخ محمد انت ما ذكرت كم سنة صار له زيدان مع الريال ، كل المدربين سحبوهم وخذوهم ع راس النادي وهم ما يدرون عنه الا من ورا الشاشة وهذا عايش معاهم ومنهم وفيهم

    • زائر 2 | 11:28 م

      هرار

      وش هلهرار فرصة مثل هذه اشلون يرفضها. ثاني شيء اهو اخبر من اي احد باسرار هذا الدوري. يعني مو واحد قاعد اطالع التلفزيون و يحلل على كيفه

اقرأ ايضاً