العدد 4877 - الأربعاء 13 يناير 2016م الموافق 03 ربيع الثاني 1437هـ

توقيف خمسة مشتبه بهم على علاقة بتفجير إسطنبول

«الداخلية» السعودية: منفذ الهجوم غادر السعودية وعمره 8 أعوام

رئيس الوزراء التركي وزوجته يضعان الزهور  في موقع الانفجار - epa
رئيس الوزراء التركي وزوجته يضعان الزهور في موقع الانفجار - epa

إسطنبول، الرياض - أ ف ب، د ب أ 

13 يناير 2016

أوقفت الشرطة التركية أمس الأربعاء (13 يناير/ كانون الثاني 2016) خمسة أشخاص على صلة بتفجير إسطنبول الانتحاري الذي نسب إلى تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» وأوقع عشرة قتلى ألمان الثلثاء باستهدافه للمرة الأولى أجانب وقطاع السياحة التركي.

ويأتي هذا الهجوم فيما تشهد تركيا حالة إنذار قصوى بعد الاعتداء الأكثر دموية الذي وقع على أراضيها وأسفر عن 103 قتلى في 10 أكتوبر/ تشرين الأول أمام محطة القطارات المركزية في أنقرة.

وتؤكد السلطات أن الانتحاري السوري نبيل فضلي البالغ من العمر 28 عاماً ينتمي إلى تنظيم «داعش» ودخل البلاد قبل بضعة أيام بصفة «مهاجر عادي» من سورية.

والأربعاء، أعلن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو بعد اجتماع أمني، أن الشرطة أوقفت أربعة اشخاص جدداً، ما يرفع عدد المشتبه بتورطهم الموقوفين منذ بداية التحقيق إلى خمسة.

وكان وزير الداخلية التركي، أفكان آلا أشار في وقت سابق أنه تم اعتقال شخص مساء الثلثاء على صلة بالاعتداء، من دون أن يوضح هوية المعتقل ودوره.

وأكد داود أوغلو أن الانتحاري نجح بالدخول إلى بلاده كلاجئ عادي من بين 2,5 مليون لاجئ سوري فروا من الحرب الدائرة في بلادهم إلى تركيا المجاورة.

وقال إن «هذا الشخص لم يكن مراقباً (كمشتبه به مطلوب). وهذا الشخص دخل تركيا كمهاجر عادي». وأضاف أنه «سيتم التعرف على جميع الأشخاص المتصلين به الآن».

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن عشرة ألمان قتلوا في التفجير الانتحاري وقالت متحدثة باسم الوزارة هي سوسن شبلي «لا يزال سبعة ألمان جرحى يتلقون العلاج في مستشفيات بإسطنبول خمسة منهم في العناية الفائقة».

وأكد وزير الداخلية التركي أن 17 شخصاً أصيبوا في الهجوم 11 منهم لا يزالون في المستشفى.

من جهته، قال وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزيير أن «أياً من عناصر التحقيق لا يشير إلى استهداف ألمانيا (...) لا أرى مبرراً لعدم السفر إلى تركيا».

وطلبت ألمانيا من رعاياها الثلثاء تفادي الأماكن المكتظة وأبرز المواقع السياحية «مؤقتاً».

وندد دي ميزيير مجدداً بالهجوم قائلاً إنه «اعتداء ضد الإنسانية ولقد أتيت اليوم لأظهر أن الشعب الألماني يندد إلى جانب نظيره التركي بهذا الاعتداء ويشاطره الحداد».

وواصلت الشرطة التركية مداهمة الأوساط المتطرفة التي لا يبدو أن لها علاقة مباشرة بتفجير إسطنبول وأوقفت أمس تسعة أشخاص بينهم ثلاثة من الروس في أنطاليا ومرسين في الجنوب وفق وكالة أنباء «دوغان).

والثلثاء أوقف 65 شخصاً يشتبه أنهم متطرفون في أنقرة وأزمير (غرب) وكيليس وأضنه ومرسين (جنوب) وكذلك في شانلي أورفة (جنوب شرق) كما أفادت وكالة «الأناضول».

وانضم النظام الإسلامي المحافظ الذي حامت حوله لفترة طويلة شبهات بالتساهل مع متطرفين من المعارضة السورية، إلى التحالف الدولي ضد الجهاديين ونفذ بضع غارات ضد مواقع تنظيم «داعش» في سورية. ومنذ الخريف قام باعتقال عناصر يشتبه بانتمائهم إلى التنظيم وقال إنه أفشل عدة هجمات.

وأوردت وسائل الإعلام التركية أن الانتحاري المولود في السعودية دخل تركيا كلاجىء من سورية في الخامس من يناير/ كانون الثاني.

وأمكن التعرف عليه بسرعة من بصماته التي أخذتها أجهزة الهجرة التركية. وقال وزير الداخلية التركي أنه لم يكن على قوائم المشتبه بهم.

من جهتها، نفت وزارة الداخلية السعودية ما يثار حول هوية الانتحاري الذي استهدف تجمعاً من السائحين في إسطنبول بأن منفذ الهجوم سعودي الجنسية، مؤكدة أنه سوري الجنسية، وغادر المملكة برفقة ذويه قبل أكثر من 20 عاماً.

وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي في تصريح لصحيفة «الحياة» اللندنية التي وزعت في الرياض أمس (الأربعاء) إن الانتحاري المدعو نبيل فضلي هو من مواليد المملكة، وغادر مع ذويه وعمره ثمانية أعوام في العام 1996.

- تكريم الضحايا

وتوجه رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو إلى الوسط السياحي لإسطنبول الذي يزوره ملايين السياح كل سنة ثم انضم إليه وزير الداخلية الألماني لوضع إكليل من الزهور قرب مسلة تحتمس الثالث حيث وقع التفجير.

وأزالت الشرطة الأربعاء الطوق الأمني الذي فرضته حول موقع الهجوم، وتمكن بعض السياح ووسائل الإعلام من دخول المنطقة. ووضع البعض زهوراً في موقع التفجير.

وروت الدليل السياحي التي رافقت السياح الألمان لصحيفة «حرييت» الواسعة الانتشار اللحظات الأخيرة التي سبقت الانفجار.

وقالت سيبل ساتيروغلو التي أصيبت في ساقها إنها سمعت وهي تشرح للسياح صوت طقة. وقالت «بدا لي الصوت غريباً ولاحظت أن شاباً انضم إلى المجموعة. ثم رأيته يخرج ما يشبه عبوة ناسفة فصرخت: إهربوا! وبدأ الجميع في الجري».

بالإضافة إلى الهجمات الدامية، تشهد تركيا منذ الصيف، وبعد سنتين من وقف إطلاق النار، معارك بين قوات الأمن التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني. هذه المواجهات أدت إلى انهيار محادثات السلام التي أطلقت في العام 2012 لوقف نزاعاً أوقع أكثر من 40 ألف قتيل منذ العام 1984.

وعزت الصحف المستقلة التركية أمس هجوم الثلثاء إلى السياسة المبهمة للرئيس رجب طيب أردوغان إزاء التنظيمات المتطرفة.

وكتب محمد يلمظ في صحيفة «حرييت» «نحن مثل الجالس فوق قنبلة موقوتة والسبب الوحيد لهذا الوضع هو هذا الإصرار على التساهل مع التنظيمات الجهادية».

العدد 4877 - الأربعاء 13 يناير 2016م الموافق 03 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً