حملنا المخرج الفلسطيني رشيد مشهراني من مقاعدنا في سينما ليلى غاليري إلى عالم نعرفه جميعا، إنها ذكريات القدس الرائعة التي نحبها، من خلال فيلمه التسجيلي «أرض الحكاية»، فهذا العمل الفني لم يكن فيلما سينمائيا نتابع أحداثه بقدر ما كان وثيقة تاريخية مهمة لمن يعشق هذا المكان الطاهر وتراثه وأخباره وتاريخه ، وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الجمعة (22 يناير / كانون الثاني 2016).
واقع يومي
يحكي الفيلم عن رحلة في أرجاء القدس، عبر مصور أرمني يمتلك الكثير من الصور التاريخية القديمة للقدس، بعضها من عام 1890، وهي تقدم للمشاهد الصورة الحقيقية للقدس في ذلك الوقت قبل الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلال هذه الصور والمصور تطوف كاميرا المخرج مشهراني في أرجاء هذه المدينة المقدسة «زهرة المدائن»، لتسجل الواقع اليومي لحياة الفلسطينيين الذين فضلوا البقاء في بيوتهم وأرضهم بالرغم من قسوة الاحتلال وظلمه.
«الصامدون» هو أجمل وصف ممكن أن نختصر به فيلم مشهراني، الصامدون في القدس الذين يعانون كل يوم.. بل كل لحظة من حياة قاسية يعيشونها، وما يميز مشهراني وأفلامه هو ابتعاده عن الصورة النمطية التي عرف بها الفلسطينيون وهي القتال والمقاومة، فمشهراني من خلال أعماله يسلط الضوء على الحياة الاجتماعية التي تعيشها الأسر؛ كالعمل البسيط والطلاق والدراسة والمسجد والكنيسة.. لأن العرب الصامدين في القدس ليسوا مسلمين فقط، بل مسلمون ومسيحيون.
توثيق معاناة
أعقب الفيلم ندوة نقدية قدمها الناقد السينمائي عماد النويري، وشارك فيها ماهر العواودة المدير العام للاعلام الخارجي في وزارة الاعلام في السلطة الفلسطينية، قدم النويري سردا لتاريخ السينما الفلسطينية، أشار فيه إلى الجهد الذي بذله السينمائيون الفلسطينيون من أجل توثيق معاناتهم وقضيتهم، فيما قدم العواودة تفصيلا لحياة الفلسطينيين تحت الاحتلال، لم يظهره الفيلم ومنه أن الطفل الفلسطيني يسير اربع ساعات يوميا من أجل أن يذهب إلى المدرسة، كان هذا العرض السينمائي ضمن فعاليات مهرجان القرين 22.
