العدد 4887 - السبت 23 يناير 2016م الموافق 13 ربيع الثاني 1437هـ

رئيس الوزراء التونسي يدعو الشعب إلى «الصبر» بعد أسبوع من الاحتجاجات

دعا رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد أمس السبت (23 يناير/ كانون الثاني 2016) التونسيين إلى «الصبر» بعد أسبوع من الاحتجاجات الاجتماعية غير المسبوقة منذ ثورة 2011، وذلك من دون أن يعلن أي إجراءات ملموسة للتصدّي لمشاكل البطالة والفساد.

وبعد أيام عدّة من المواجهات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة والتي دفعت السلطات إلى إعلان حظر تجوال ليلي لمُدّة غير مُحدَّدة، ساد هدوء نسبي العديد من المدن.


ليلة أولى من حظر التجوال في تونس... ورئيس الوزراء يدعو الشعب إلى «الصبر»

تونس - أ ف ب

دعا رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد أمس السبت (23 يناير/ كانون الثاني 2016) التونسيين إلى «الصبر» بعد أسبوع من الاحتجاجات الاجتماعية غير المسبوقة منذ ثورة 2011، وذلك من دون أن يعلن أي إجراءات ملموسة للتصدي لمشاكل البطالة والفساد.

وبعد أيام عدة من المواجهات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة والتي دفعت السلطات إلى إعلان حظر تجوال ليلي لمدة غير محددة، ساد هدوء نسبي العديد من المدن.

ورغم استمرار خطر تصعيد جديد، لم يعلن الصيد أي إجراء إثر جلسة طارئة لمجلس الوزراء وحض مواطنيه على «الإإدراك أن هناك صعوبات»، مضيفاً أن «الحلول موجودة لكننا نحتاج إلى التحلي بالصبر والتفاؤل».

وأوضح أن تونس «في خطر رغم الأشياء الإيجابية التي أنجزناها وخاصة على مستوى الانتقال الديمقراطي»، لافتاً مجدداً إلى التحديات «الأمنية والاقتصادية والاجتماعية».

وكان الصيد أعلن الجمعة أنه لا يملك «عصاً سحرية» لتأمين الوظائف للجميع في الوقت نفسه، وقد شدد السبت على أن مجلس الوزراء سيبقى مستنفراً لبحث الوضع في البلاد التي تواجه صعوبات اقتصادية كبيرة.

فرصة ضائعة

واعتبر المحلل سليم الخراط أن هذه التصريحات مخيبة للآمال، مؤكداً أنه «لم يفاجأ» بعدم إعلان أي إجراءات.

وقال الخراط لوكالة «فرانس برس»: «لو كانت الحكومة تملك حلولاً لطرحها لكانت فعلت قبل اندلاع الأزمة. يجب ألا ننسى أن هامش المناورة محدود جداً».

وتدارك أن الصيد «كان في إمكانه اتخاذ إجراءات غير مكلفة» ضد الفساد غير أنه «فوت فرصة إعطاء إشارة إيجابية»، وتابع «ما يطالب به المتظاهرون ليس العمل فقط بل يطالبون بمسئولين يتحلون بالنزاهة ويخدمون الشعب».

والسبت، ساد هدوء نسبي المدن التي شهدت مواجهات مع الشرطة في الأيام الأخيرة، كما ذكر مراسلون من وكالة «فرانس برس».

وفي القصرين في وسط البلاد الفقير، حيث انطلقت الحركة الاحتجاجية على التهميش الاجتماعي والفقر، تبدو الحياة وكأنها عادت إلى طبيعتها. وكان سكان وشبان أطلقوا حملة الجمعة لتنظيف ما خلفته الصدامات.

وفي سيدي بوزيد غير البعيدة، أشعل بعض طلاب المدارس إطارات، من دون أن تسجل حوادث.

وفي هذه المدينة، أحرق البائع الجوال محمد البوعزيزي نفسه في نهاية 2010، مطلقاً بذلك شرارة الثورة التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي الذي طرد من السلطة في يناير 2011.

واندلعت الاضطرابات في القصرين التي تضم حوالى ثمانين ألف نسمة على إثر وفاة الشاب رضا اليحياوي (28 عاماً) العاطل عن العمل السبت الماضي بصعقة كهربائية خلال تسلقه عموداً قرب مقر الوالي احتجاجاً على سحب اسمه من قائمة توظيف في القطاع العام.

واتسعت الحركة الاحتجاجية بسرعة في الأيام الأخيرة لتعم العديد من المدن الأخرى.

طبيعية

وأكد الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي الجمعة أن الاحتجاجات على البطالة والاقصاء الاجتماعي القائمة في بلاده «طبيعية». وأضاف أن شعار الثورة كان الحرية والكرامة و»ليس هناك كرامة من دون عمل (...) لا نستطيع أن نقول لأحد لا يملك ما يأكله أن يصبر أكثر».

وفي بعض المدن، أحرقت مراكز للشرطة بينما سجلت أعمال نهب في ضاحية تونس الكبرى.

وخلال نهار وليل الجمعة، أوقف 261 شخصاً بتهمة التسبب باضطرابات و84 آخرين لمخالفتهم حظر التجوال، كما ذكرت وزارة الداخلية.

وبسبب أعمال العنف، فرضت الحكومة التونسية «حظر التجوال بكامل تراب الجمهورية» من الساعة 20,00 ليلاً إلى الساعة 5,00 صباحاً (من 19,00 إلى 4,00 ت غ) «نظراً لما شهدته البلاد من اعتداءات على الأملاك العامة والخاصة وما بات يُشكله تواصل هذه الأعمال من مخاطر على أمن الوطن والمواطن».

وحذر الرئيس قائد السبسي من «أياد خبيثة» تريد استغلال الوضع. وقال إن «الذي وقع بعد انطلاق المسيرات هو أن الأيادي الخبيثة دخلت وأججت الأوضاع».

وأشار إلى أن «الشيء الجديد هو أن داعش أيضاً الذي هو موجود في ليبيا الشقيقة، أصبح تقريباً على حدودنا الآن، وبدا له أن الوقت سانح ليحشر أنفه في هذه العملية».

في باريس، أعلن الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند الذي استقبل رئيس الوزراء التونسي الجمعة خطة دعم لتونس بقيمة مليار يورو للسنوات الخمس المقبلة، تهدف خصوصاً إلى «مساعدة المناطق المحرومة والشباب عبر التركيز على الوظائف».

من جهته، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس التونسيين إلى «عدم إضاعة بلدهم» وضرورة تفهم صعوبة الأوضاع الاقتصادية في العالم أجمع.

وأمنية وسرقات لمحلات.

شرطة تونسيون ينتشرون في شارع الحبيب بورقيبة بعد إعلان حظر التجوال
شرطة تونسيون ينتشرون في شارع الحبيب بورقيبة بعد إعلان حظر التجوال

العدد 4887 - السبت 23 يناير 2016م الموافق 13 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:31 ص

      بل عادوكم ربعنا حافظوا علي ديرتكم لأن الي تعرفه احسن من المجهول

    • زائر 1 | 11:49 م

      تونس

      بلد الانس والجمال احتضني أبناءك. ابني مشاريع ستراتيجية خططي لهم ابني جسور التواصل مع دول نامية تعمل لا تعرف الكسل. اتركي مجاملة الطغاة و الديكتاتوريات.

اقرأ ايضاً