العدد 4888 - الأحد 24 يناير 2016م الموافق 14 ربيع الثاني 1437هـ

خبراء ماليون يتحدثون في منتدى بالمنامة عن هجرة أموال من بورصات الخليج ومخاوف من السيولة

تفاؤل بتحسن أسعار النفط واتجاهها نحو الستين دولاراً

من الحفل السنوي لجمعية المحللين الماليين المعتمدين في البحرين - تصوير : عقيل الفردان
من الحفل السنوي لجمعية المحللين الماليين المعتمدين في البحرين - تصوير : عقيل الفردان

تحدث خبراء في رأس المال في منتدى اقتصادي في المنامة تناول التوقعات الاقتصادية في العالم والمنطقة خلال العام الجاري، عن انسحاب استثمارات من بورصات الخليج وتوجهها لدول غربية وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية التي رفعت معدل الفائدة في خطوة هي الأولى منذ عدة سنوات، إلا أن هذه السحوبات ليست بالدرجة التي تترك آثارا كبيرة على أسواق المنطقة.

كما تحدث الخبراء في حفل سنوي لجمعية المحللين الماليين في البحرين تخلله منتدى اقتصادي أقيم مساء أمس الأول (السبت) في فندق الفورسيزون، عن مخاوف بشأن ضغط على البنوك بفعل تأثر معدلات السيولة.

محلل في بلاك روك: تخمة

المعروض وراء هبوط النفط

من جانبه، ذكر المحلل الاستراتيجي للاستثمارات لدى «بلاك روك»، شركة الاستثمار العملاقة ومقرها الولايات المتحدة، كريم شديد، أن تخمة المعروض في سوق النفط هي تقف وراء الهبوط الكبير في أسعار النفط إلى المستويات الحالية.

وقال شديد انه لا يعتقد أن تطور استخدام الطاقة المتجددة في الاستخدامات التي تحل مكان النفط قد ساهم بصورة كبيرة في الهبوط المدوي في أسعار النفط، لافتاً إلى ان التطور في مجالات الطاقة المتجددة سيستغرق وقتاً أطول قبل أن تترك أثرها على الطلب في سوق النفط، رغم حدوث تطورات في مجال السيارات الكهربائية واستخدامات الطاقة المتجددة.

ورأى المحلل الاستراتيجي للاستثمارات لدى «بلاك روك» أن التطور الأكثر أهمية التي شهدتها سوق النفط العالمية، هو سماح الولايات المتحدة لأول مرة منذ نحو 40 عاماً بتصدير النفط للخارج، وهو ما يزيد من تخمة المعروض. لافتاً إلى أنه يمكن ملاحظة أن التطورات الجيوسياسية المتوترة في المنطقة لم تعد تترك التأثير الكبير على مستوى الأسعار، مع عدم تواؤم العرض والطلب. وأشار إلى أن مشكلة النفط تتلخص حالياً في العرض أكثر من أي أمر آخر.

وخفف شديد من تأثيرات التبعات الكبيرة التي يجري الحديث عنها بشأن السوق الصينية وتأثيرها على النمو العالمي، وشرح المحلل إلى أن هناك تفاوتا في تأثيرات هبوط النمو الصيني على دول العالم، فمثلاً في أوروبا تعتبر ألمانيا أكبر متأثر بحكم حجم الصادرات إلى الصين، والتي تقدر بين 5 إلى 10 في المئة تقريباً من الصادرات الألمانية، في حين تشكل في باقي أوروبا بين 3 و5 في المئة.

وعلى الرغم من أن الأنظار منصبة على أداء الاقتصاد الصيني واثره في النمو العالمي في السنوات المقبلة، إلا أن شديد استبعد أن تشكل التطورات الصينية خطراً على أسواق المال العالمية.

بنوك الإمارات وقطر تعتمد

على سيولة الحكومات

من جانبه، توقع مدير قسم بحوث إدارة الأصول في شركة الأوراق المالية والاستثمار (سيكو) مالك زاهر أن تشهد أسعار النفط ارتفاعاً مع نهاية العام الجاري وبداية العام المقبل 2017 لمستوى قد يصل إلى 60 دولاراً للبرميل.

وأشار زاهر إلى أن مستقبل النفط يظل غامضاً على المدى الطويل، لكنه أشار إلى أن تفاؤلا بمستقبل الغاز الطبيعي وخصوصاً مع امتلاك دول إقليمية مثل قطر احتياطيات كبيرة من الغاز.

وتطرق إلى تأثير الأوضاع الراهنة في سوق النفط على دول الخليج، فأشار إلى أن البنوك السعودية تتمتع بمستويات مريحة تعد الأفضل في العالم والتي يمكنها من تحقيق الربحية، حيث أن أكثر الودائع في البنوك السعودية هي ودائع إدخارية مربحة لا يتم دفع الفوائد المصرفية عنها للمودعين.

لكن المسئول تطرق لذلك إلى المخاوف المتعلقة بالسيولة وخصوصاً أن البنوك القطرية والإماراتية تصل مستوى التعرض لودائع الحكومة إلى مستويات 60 في المئة في ظل ضغوط على الحكومات بشأن هذه الودائع في ظل تراجع أسعار النفط.

رؤوس الأموال تخرج من دول الخليج

من جانبه، ذكر الرئيس التنفيذي لرئيس التنفيذي لشركة «فيرست إكويتي» قيس المسقطي أن رؤوس أموال هاجرت أسواق دول الخليج باتجاه أسواق عالمية وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية التي أقدم المجلس الاحتياطي الفدرالي فيها (المصرف المركزي) على رفع معدلات الفائدة.

ورأى المسقطي أن معدلات الفائدة في أسواق الأسهم في المنطقة ستكون مرتفعة «الأموال المهاجرة غادرت وهي ستحقق فوائد متدنية تصل لاثنين في المئة، لكن هنا تستطيع تحقيق أكثر من ذلك».

وفي أسوق رأس المال، أشار المسقطي إلى أن السيولة لا تعد مشكلة بالنسبة لبورصات المنطقة، لافتاً إلى أن فتح السوق السعودية للأجانب في فترة سابق لم يترك الأثر الكبير الذي كان يجري الحديث عنه حينها.

ولخص المسقطي رؤيته للوضع الراهن «لدينا تحديات اقتصادية في 2016 من سعر نفط متدن وظروف سياسية غير معروفة (...) من المستبعد إذا لم يكن من المستحيل أن تكون هناك طفرات في أسواق رأس المال في الخليج وحتى في سوق العقار، قد تكون الأسواق مستقرة أو قد تنحدر بمستوى بسيط».

وقال المسقطي: «هذه فرصة بالنسبة لنا، فعندما يحصل ركود في أسواق رأس المال فهذا يعني أن نستطيع الشراء ونحقق أرباحا من خلال مستويات الاسعار الجيدة».

وقال: «مستويات التداول في أسواق المال ستنخفض كما نتوقع، وبالتالي تنزل قيمة الأوراق المالية وهذا يعتبر فرصة للمشتري».

وأكد المسقطي أن رؤوس أموال انسحبت من أسواق الخليج «هذا طبيعي فرؤوس الأموال تبحث عن الأسواق الآمنة، وهذا يشمل جميع أسواق دول الخليج (...)، جزء من السيولة سيخرج وجزء منها سيذهب للولايات المتحدة الأميركية التي تشهد انتعاشاً وأوروبا كذلك توفر نقطة أمان للاستثمار».

وعن أثر هذا الانسحابات من أسواق المنطقة قال المسقطي: «لا أعتقد أنها ستترك أثراً كبيراً، فأسواق المنطقة غير ثابتة لأسباب أخرى تتعلق بعدم الوضوح».

وتوقع الرئيس التنفيذي لرئيس التنفيذي لشركة «فيرست إكويتي» ألا تتجاوز أزمة ركود النفط أكثر من سنتين، قبل أن تخرج دول المنطقة منها «أسعار النفط لن تستمر لفترة طويلة في بحر العشرين والثلاثين دولارا».

تخريج 25 محللاً مالياً معتمداً

واستضاف رئيس ومجلس إدارة جمعية المحللين الماليين المعتمدين في البحرين، الجمعية المحلية الممثلة لخبراء الاستثمار العاملين في مملكة البحرين، مساء أمس الأول حفل العشاء السنوي وتخريج الدفعة العاشرة من حملة شهاداتها في فندق فور سيسونز البحرين.

وبحسب بيان صحافي، يعتبر هذا الحفل أحد أهم المناسبات الرئيسية السنوية في أجندة مجتمع الاستثمار والأعمال لهذا العام. وقام رئيس جمعية المحللين الماليين المعتمدين في البحرين بالترحيب محمود نوار بالرئيس التنفيذي لـ»سيتي بنك» البحرين عثمان أحمد كضيف شرف، كما قام بتسليم 25 خريجاً جديداً شهادات المحلل المالي المعتمد، بحضور أكثر من 200 ضيف وعضو في الجمعية.

وقال نوار: «سيكون العام الجاري عاماً مهماً لجمعية المحللين الماليين المعتمدين في البحرين؛ لأنه سوف يتزامن مع استمرار نمو الأسواق المالية في دول مجلس التعاون الخليجي. كما سيستضيف معهد المحللين الماليين المعتمدين وللمرة الثانية «المؤتمر السنوي للاستثمار في الشرق الأوسط 2016» هنا في البحرين في شهر أبريل/نيسان المقبل، وسوف يستمع أعضاء الجمعية إلى محاضرات يلقيها عدد من أبرز الخبراء العالميين من العاملين في تشكيلة متنوعة من المؤسسات المهنية والتعليمية، يناقشون خلالها القضايا والمواضيع التي تؤثر في الأسواق العالمية والاقليمية على حد سواء. وعلى مدى الشهور الاثني عشر الماضية، أخذت الجمعية زمام المبادرة في تعزيز قيادة الفكر، وكذلك مناقشة مجموعة واسعة من قضايا الساعة. ولدينا برنامج مميز آخر مقرر لعام 2016، بما في ذلك إتمام برنامجنا «متمهن» الثاني، وهو برنامج لتطوير الخريجين الجدد في المملكة».

العدد 4888 - الأحد 24 يناير 2016م الموافق 14 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:16 م

      لماذا لا استطيع تصديق كلامهم !

      هل لانهم مستثمرين و يخافون قول الحقيقه ! في الخبر يذكر احدهم انها فرصه لشراء العقارات في ظل توقع نزول اسعارها بينما واقع الحال يقول العكس تماما فمنذ 2011 شهد العقار في البحرين جمودا في ظل اتفاق تجار العقار على عدم بيع حصصهم و الانتظار ! و الحقيقه مع بدء حكومات الخليج بفرض ضرائب خصوصا على الاجانب فهذا يعني هجرة الكثير منهم و ترك عقارهم ! كما ان الاقتصاد العالمي حاليا كله في حالة ترقب من انتكاسة اخرى في الاسواق الامريكيه خصوصا ان الصين تريد اسقاطها ورد الصاع صاعين

اقرأ ايضاً