العدد 4888 - الأحد 24 يناير 2016م الموافق 14 ربيع الثاني 1437هـ

الجيش السوري يسيطر على آخر معقل رئيسي للمعارضة المسلحة في اللاذقية

تظاهرة في حلب من أجل الإفراج عن المعتقلين ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة في حي الفردوس في حلب - REUTERS
تظاهرة في حلب من أجل الإفراج عن المعتقلين ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة في حي الفردوس في حلب - REUTERS

حقق الجيش السوري تقدماً ميدانياً أمس الأحد (24 يناير/ كانون الثاني 2016) بسيطرته على آخر معقل استراتيجي للفصائل الإسلامية والمقاتلة في محافظة اللاذقية في غرب البلاد وذلك عشية محادثات سلام مرتقبة يعرقلها حتى الآن خلاف على ممثلي المعارضة.

وأعلن المتحدث باسم الجيش السوري السيطرة على بلدة ربيعة، آخر معقل استراتيجي للفصائل الإسلامية والمقاتلة في اللاذقية، بعد معارك استمرت يومين. وأضاف، في بيان نقله التلفزيون الرسمي، «قواتنا وبالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية سيطرت على 18 بلدة وقرية بما يزيد على 120 كيلومتراً مربعاً في ريف اللاذقية الشمالي خلال اليومين الماضيين».

وقال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس»: «مع سقوط ربيعة، يمكن اعتبار ريف اللاذقية الشمالي ساقطاً نارياً بيد الجيش، وبالتالي سنعلن قريباً محافظة اللاذقية أول محافظة خالية من المسلحين».

وأوضح أن ربيعة تعد نقطة انطلاق لعمليات عسكرية شرقاً نحو محافظة إدلب التي تسيطر عليها الفصائل الإسلامية والمقاتلة بالكامل باستثناء بلدتين.

وتقع ربيعة في جبل الأكراد وكانت تتواجد فيها فصائل إسلامية ومقاتلة أهمها الفرقة الساحلية الثانية المؤلفة أساساً من مقاتلين تركمان والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة «النصرة» (ذراع تنظيم القاعدة في سورية).

معقل استراتيجي

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «خلال الـ48 ساعة الماضية، حاصرت قوات النظام بلدة ربيعة من الجهات الجنوبية والغربية والشمالية، بعدما سيطرت على 20 بلدة وقرية».

ولفت عبد الرحمن إلى أن مستشارين روساً يشرفون على العمليات في ريف اللاذقية وخصوصاً بهدف ضمان أمن قاعدة حميميم الجوية التي تتخذها القوات الروسية مقراً.

وغالباً ما استهدفت الفصائل المقاتلة مدينة اللاذقية بالقذائف من تلك المنطقة.

وقال الخبير في الجغرافيا السورية في معهد «واشنطن انستيتيوت» فابريس بالانش لـ «فرانس برس»: «تعد ربيعة ملتقى طرق في المنطقة» أهمها تلك التي تصل إلى الحدود التركية شمالاً.

وأوضح أنه بالسيطرة على ربيعة، «أصبح الجيش السوري قادراً على قطع طريق تسلل مقاتلي الفصائل باتجاه اللاذقية جنوباً، وبالتالي لن يعود بمقدورهم الاقتراب أو إطلاق الصواريخ» باتجاه المدينة وتحديداً مطار حميميم.

وتترافق عمليات الجيش السوري في اللاذقية مع غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي الذي قام بدور أساسي في معركة ربيعة، وفق المرصد.

وأوضح عبد الرحمن أنه «بالسيطرة على ربيعة، تضيق القوات الحكومية الخناق على طرق إمداد مقاتلي الفصائل عبر الحدود التركية».

وتبعد ربيعة 13 كيلومتراً من الحدود التركية، وفق وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وتأتي استعادة ربيعة بعد نحو أسبوعين على سيطرة الجيش السوري على بلدة سلمى في جبل التركمان، التي كانت تعد أهم معقل للفصائل الإسلامية والمقاتلة في ريف اللاذقية.

«محادثات من دون ارهابيين»

وتنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي، يتوقع أن تبدأ في الأيام المقبلة محادثات سلام بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة، لم يتضخ موعدها حتى الآن بانتظار التوصل إلى حل لبعض المسائل العالقة.

وكان مقرراً عقد هذه المحادثات اليوم (الإثنين)، إلا أن الأمم المتحدة أعلنت أن «من المرجح» تأجيلها لأسباب قد تكون مرتبطة بخلاف على تشكيل وفد المعارضة الذي أعلنته الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت من اجتماع للمعارضة في الرياض.

ويعقد موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا اليوم مؤتمراً صحافياً بشأن المحادثات.

وتعارض موسكو اقتصار الوفد المعارض على الأسماء التي أعلنت من الرياض وخصوصاً أنه يضم ممثلين لفصائل مقاتلة على رأسهم في مهام كبير المفاوضين محمد علوش، المسئول السياسي في «جيش الإسلام»، الفصيل المقاتل الذي تعتبره كل من دمشق وموسكو «إرهابياً».

من جانبه، قال العضو في الائتلاف السوري المعارض، سمير نشار لـ «فرانس برس» أمس إن «هيئة المفاوضات العليا في الرياض ستعقد اجتماعاً غداً (الثلثاء) لتحديد موقفها من الاقتراحات التي تقدم بها كل من كيري ودي ميستورا، من بينها إجراء تعديلات على أسماء الوفد».

وأكد رفض الهيئة «إضافة أسماء جديدة من خارج اجتماع الرياض إلى الوفد أو القبول بمشاركة وفد معارض ثان».

وأكد وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير أمس في تصريحات نقلتها صحيفة «فرانكفورتر الغيمايني تسايتونغ» ضرورة أن يتضمن وفد المعارضة مجموعات مقاتلة على ألا تكون «متطرفة أو إرهابية».

العدد 4888 - الأحد 24 يناير 2016م الموافق 14 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً