العدد 4890 - الثلثاء 26 يناير 2016م الموافق 16 ربيع الثاني 1437هـ

سوق الخردة توفر لقمة عيش للبسطاء وتدرّ الملايين على الشركات

36 مليون دولار صادرات البحرين من خردة الألمنيوم والحديد

الكفاح من أجل لقمة العيش، ربما هو الوصف الأنسب للوافدين الذين يجمعون خردة الحديد والألمنيوم، وخصوصاً بعد انهيار الأسعار في سوق الخردة بنحو 50 في المئة نتيجة انعكاس تأثيرات تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية.

وفي الوقت الذي يكافح فيه «قمر الدين» لجمع خردة تصل قيمتها نهاية النهار بنحو دينار واحد، فإن الشركات التي تشتري الخردة من قمر الدين تجني الملايين من الدولارات بتصديرها هذه الخردة للهند وباكستان.

ووفق إحصائيات إدارة شئون الجمارك، فإن ما تم تصديره من البحرين من خردة الألمنيوم وخردة الحديد بلغ نحو 36 مليون دولار خلال العام 2015.

وذكر محمد شاه البالغ من العمر 46 سنة أن جمع الخردة يزداد صعوبة، فليس من السهل أن تجمع بشكل يومي كميات من الخردة تغطي المصاريف والتكاليف.

وأوضح أنه عندما يجمع في اليوم 25 كيلو من الحديد، فإنه سيبيعها بقيمة دينار واحد، في المقابل هناك مصاريف منها مصاريف وقود السيارة.

وأكد أن الفرد حتى يتمكن من تغطية مصاريفه يحتاج إلى جمع كميات كبيرة من خردة الحديد لا تقل عن 150 كيلو في اليوم الواحد، وهذه الكمية لا يمكن لأي شخص أن يحصل عليها بشكل مستمر يومياً وطوال السنة. وقال: «يوم تجمع 5 كيلو، وفي بعض الأيام وهي قليلة، ربما تحصل على 200 كيلو».

وعن الخردة ذات الأسعار الأعلى مثل النحاس والألمنيوم، قال: «هذه الخردة لا تلقى في مكب النفايات مثل ما يلقى الحديد، في إشارة إلى أن العديد من الناس بدأوا يلتفتون إلى جمع الخردة كدخل ثانوي. مؤكداً أن جمع الخردة لم يعد عملاً رئيسياً، ربما هو رئيسي للدكاكين التي تشتريها، والشركات.

وهذا ما يؤكده البحريني جابر سلمان الذي يبيع مواد غذائية للأطفال (مينو، جبس، عصير، مشروبات غازية...)، إذ يقول: «أنا أبيع على الأطفال، بعضهم يشرب علبة بيبسي، وعندما ينتهي منها أضعها في خيشة (كيس)، وخلال أسبوع أو أسبوعين، تمتلئ الخيشة، فأبيعها بقيمة دينارين أو ثلاثة».

وأضاف «جمع علب البيبسي ليس عملياً، ولكن هذه العلب تُلقى داخل دكاني، وبالتالي من الطبيعي أن أستفيد منها، إذا كنت سأجني من ورائها دينارين، بدون تعب».

وعما إذا كان يفكر بجمع العلب من مكب النفايات في القرية، قال: «مستحيل، ما يسوى (غير مجدٍ)... متى أجمع خيشة لأبيعها بدينارين؟!... وأما أنا أجمع العلب التي في دكاني، لأنها بين يدي».

وتزداد صعوبة العاملين في جمع الخردة مع انهيار الأسعار، فقد أكد أصحاب دكاكين منتشرة في جدعلي وتوبلي، أن أسعار الخردة انهارت، إذ هبط سعر كيلو الحديد من 100 فلس إلى 40 فلساً، وكيلو الألمنيوم تراجع من 500 فلس إلى 250 فلساً، وكيلو النحاس تهاوى من دينار ونصف إلى 700 فلس.

وأرجعوا انهيار سوق الخردة إلى انعكاس تأثيرات هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية.

ويقول عامل في أحد الدكاكين التي تشتري الخردة: الكل يجني بحسب ما يجمعه من خردة»، في إشارة إلى أن سوق الخردة تعتمد على ما يسمى «اقتصاديات الحجم الكبير»، فالشخص عندما يكون بين يديه كيلو حديد فسعره 40 فلساً، هذا المبلغ يكون غير مجدٍ فيقوم بإلقائه في القمامة. ولكن الشخص الذي يكون بين يديه 1000 كيلو، فإن سعره 40 ديناراً، وهو مبلغ مجدٍ يدفع الشخص لبيعه بدلاً من رميه.

وبحسب قول العامل، فإن هناك من يجمع الخردة في كفاح لتوفير لقمة العيش، وهناك من يجمع الخردة كمدخول إضافي أو ثانوي. وإن الفرد الذي يجمع الخردة عادة يكون مدخوله قليلاً، لأنه يجمع القليل.

والأفراد يبيعون ما يجمعونه على الدكاكين، فتتجمع الخردة لدى أصحاب الدكاكين بكميات أكبر، وأصحاب الدكاكين يبيعونها على الشركات فتتجمع بكميات مضاعفة لدى الشركات التي تصدر هذه الخردة إلى الأسواق العالمية وتجني من ورائها الملايين.

وبلغت صادرات الخردة في العام 2015 نحو 36 مليون دولار، منها 19 مليون دولار خردة حديد، ونحو 17 مليون دولار خردة ألمنيوم، وفق إحصائيات إدارة الجمارك.

ووفق تفاصيل الإحصائيات، التي جمعتها «الوسط» عن إدارة الجمارك، أن صادرات البحرين من خردة الحديد إلى الهند بلغت نحو 12.41 مليون دولار، وإلى باكستان نحو 3.2 ملايين دولار، وإلى الإمارات نحو 3 ملايين دولار خلال العام 2015. وأما خردة الألمنيوم، فقد بلغت صادرات البحرين نحو 17 مليون دولار، منها 9.3 ملايين دولار صدرت إلى باكستان، ونحو 3.7 ملايين دولار إلى الإمارات، ونحو 1.8 مليون دولار إلى ألمانيا، ونحو 1.3 مليون دولار إلى تايلند.

العدد 4890 - الثلثاء 26 يناير 2016م الموافق 16 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً