العدد 4892 - الخميس 28 يناير 2016م الموافق 18 ربيع الثاني 1437هـ

العلاج الطبيعي

محمد جابر

اختصاصي علاج طبيعي، عضو بجمعية العلاج الطبيعي البحرينية

بات العلاج الطبيعي أو الفيزيائي تخصصاً طبيًّا مهمًّا يشارك المنظومة الطبية من التخصصات الأخرى، ويصبو في اتجاه هدف واحد هو تحسين جودة الحياة للافراد والمجتمعات وتمتعهم بأكبر قدر من الصحة العامة والتي تقيهم وتعالجهم من مختلف الأمراض.

وتنقسم الخدمات التي يقدمها العلاج الطبيعي إلى تثقيفية وتوعوية وعلاجية وتأهلية، لذلك فإن أخصائي العلاج الطبيعي يدخل مهام تخصصه في كثير من بيئات العمل المختلفة، مثل المدارس والمصانع والملاعب الرياضية وصالات التقوية البدنية وغيرها.

وقد وضعت جمعية العلاج الطبيعي الأميركية هدفاً استراتيجيًّا بحلول 2020 بالزامية دراسة الدكتوراه الاكلينيكية في العلاج الطبيعي لكل طلبة العلاج الطبيعي في الجامعات الأميركية وهي خطوة تعبر عن أهمية هذا التخصص الفعال الذي أثبت جدواه في علاج الكثير من الحالات المرضية والاستغناء عن التدخلات الجراحية في كثير من الأحيان.

لقد خطت الدول المتقدمة خصوصًا دول أوروبا الشرقية مسافات واسعة للاستثمار في هذا المجال الطبي لما يدر من فوائد صحية عديدة، ويجنب خزينة الدول إهدار الكثير من الأموال وهذا ما يفسر إقدام جمعية العلاج الطبيعي الأميركية للمضي بعيدا في أهدافها والتي بلاشك كانت محل دراسة وتمحيص دقيقين.

لقد أضحت وسائل العلاج الطبيعي المثبتة علميا والمستخدمة في المستشفيات ومراكز التأهيل مادة علمية خصبة لكثير من الدراسات في مراكز البحث العلمي في مختلف أنحاء العالم والتي تلقي على الأخصائي مسئولية تحديث معلوماته لضمان تقديم خدمة قائمة على البرهان والدليل.

كما أن مدارس العلاج الطبيعي وأدواته المختلفة تعطي خيارات أوسع للمريض ونسبة أكبر لتحسن حالته. ومن هذا المنطلق أصبح ضروريا مواكبة هذا التقدم في تنوع الخيارات العلاجية وإصدار القوانين والتشريعات والتي تكفل استخدام هذه الأدوات المحدثة وفق شروط محددة.

يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بتحرير التاريخ المرضي وتقييم وتحليل الحالة المرضية وصولا إلى استخدام الاختبارات الخاصة وانتهاء بتشخيص الحالة وهو من يضع الخطة العلاجية المناسبة للمريض والتي تشمل مختلف الأدوات العلاجية، وهو يكشف عن الجهد المبذول من قبله وهو بالتأكيد جهد مقدر ومحمود ويتطلب كذلك جهدا مبذولا من قبل المريض في الالتزام بتعليمات الاخصائي واحترام خياراته العلاجية والتعاون مع الاخصائي.

لقد أصبح التعويل على خبرة أخصائي العلاج الطبيعي عاملا ضروريا في جوانب الحياة كافة مثل أداء الوظائف الحياتية الروتينية بشكل سليم، الوقاية من اصابات العمل والعمود الفقري، تجنب الإصابات الرياضية وهو ما يفرض على المؤسسات المعنية الاستفادة من هذه الخبرات وادماجها في مواقع العمل المختلفة.

إقرأ أيضا لـ "محمد جابر"

العدد 4892 - الخميس 28 يناير 2016م الموافق 18 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً