العدد 4896 - الإثنين 01 فبراير 2016م الموافق 22 ربيع الثاني 1437هـ

الشحن الطائفي

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بداية لابد لنا أن نعزي أحبابنا وأهلنا في الإحساء على مصابهم بفقد الشهداء الذين لقوا وجه ربهم ركعاً وسجوداً في مسجد الإمام الرضا (ع) أحد بيوت الله، وندعو لجرحى الاعتداء الآثم بالشفاء العاجل، تعازي يرفعها جميع شرفاء العالم مهما كان دينهم أو مذهبهم، وسلوانا في ذلك يقيننا بأن «شهداءنا في الجنة وقتلاهم في النار».

لأيام معدودة ستصمت الأصوات والأقلام العفنة عن ترديد عبارات التخوين والتكفير العلنية، لتعود مرة أخرى تنفث فحيحها الكريه بعد أن تمر مرحلة الصدمة وتهدأ النفوس ويعود الناس لمشاغلهم وهمومهم اليومية.

خطاب يفرق ولا يجمع، يبذر الكره والحقد بين الناس بدلاً من المحبة واحترام الآخر، يتعمد التأجيج الطائفي والمذهبي، سواء عن طريق الدين أو السياسة وأحياناً كلاهما.

أسماء معروفة ومشهورة تظهر على المحطات التلفزيونية والصحف وعلى اليوتيوب، كل حسب تخصصه، فرجل الدين ينبش في التاريخ والسير والأحاديث وحتى من آيات القرآن الكريم ما يثبت به واهماً أن الآخر كافر منافق يتخذ من التقية منهجاً لحياته ودينه، ويدعو في صلواته على إخوانه في العقيدة بأكثر مما يدعوا على الكفار والملحدين، يدعوا الله بأن «ييبس الدم في عروقهم وأن يقطع أعقابهم ويبليهم بالطاعون والسرطان وكل الأمراض الخبيثة، ويبيدهم عن آخرهم، ومع ذلك لم يحاسب أو يتهم بإثارة النعرات الطائفية وحتى لم ينتقد.

أما من يمتهن السياسة منهم فإن همه الأكبر أن يثبت أن جميع المخالفين له في المذهب عملاء خونة يتبعون دولة معادية ويأتمرون بأمرها، وكأن الجميع جواسيس لهذه الدولة، معادين لدولهم، باعوا أوطانهم وضمائرهم للأعداء، ليس لهم ولاء لأوطانهم يتربصون الفرصة للقضاء على من يخالفهم، ولا يهم إن حاولوا إثبات ذلك بوقائع أو أحداث أو أرقام مغلوطة.

الشواهد كثيرة جداً وموثقة بالأسماء والتواريخ، لا يمكن لأحد إنكارها أو التحايل في تفسيرها وتأويلها، ومع ذلك لم نجد أحداً يحاكم على ازدرائه أو تطاوله على فئة كبيرة من مجتمعاتنا الخليجية، وكأن ذلك لا يعد تحريضاً علنياً على القتل ونشر التناحر بين أبناء الوطن الواحد.

في العمليات الانتحارية والتفجيرات التي عايشناها خلال السنوات القليلة الماضية هنالك عدة أطراف لايمكن تبرئتها، سواء أشاركت بشكل مباشر في القتل والتخطيط والتمويل أو من خلال التحريض أونشر الكره والفتنة.

أحد الأصدقاء قال كلاماً مقنعاً لا يمكن تجاهله، «صحيح أن الفتنة الطائفية خلقت كدمية أو لعبة في الخارج ولكن بطارياتها التي تحركها وتبعث الروح فيها هي صناعة محلية بامتياز»... نعم يمكن أن تكون الفتنة الطائفية التي نمربها اليوم تم تدبيرها من خلال مخطط خارجي يسعى لتدمير الوطن العربي، ولكن ما هو واضح أن هنالك أياد محلية تمول وتشحن وتغذي هذا المخطط، وبسوء نية وكل همها أن تحصل على المزيد من الأموال والهبات والعطايا، حتى وإن هلك الجميع.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4896 - الإثنين 01 فبراير 2016م الموافق 22 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 9:12 ص

      لن يتباهى أحد على أحد في التكفير ؛ في الطرفين المتعصب و التكفيري و الإرهابي. و ليس على هؤلاء اللوم كله. لكن اللوم كله على العلماء الساكتين.

    • زائر 11 | 12:53 ص

      البعض كأنهم روبوت ومكائن مبرمجة ما إن يتم كتابة مقال يتحدث عن حقيقة الواقع ومرارته يقفز دوما لاتهام ايران .
      الجهل والتخلّف يجعل البعض يظنّ انه بهذا الهراء يمكنه مقاومة الحقيقة التي اكتشفها العالم كله ويعرفها وانما ردود البعض انما تكشف ان هناك ضمائر واقلام تشترى باموال من اجل اضلال الناس حيث لا يمكن ذلك

    • زائر 10 | 12:41 ص

      هل ايران من شنّ الحرب لثمان سنوات سخّرت كل موارد الخليج لضربها
      هل ايران هي من دمّر سوريا وهي من جلبت حثالة البشر وجعلتهم عصابات من اجل تدمير سوريا
      هل ايران هي من شن الحرب على اليمن
      هل ايران هي من يرسل الانتحاريين لقتل الشعب العراقي وهدم المقامات بحجة انها اعمال شرك ومشركين
      هل ايران هي من يزرع الفكر التكفيري الذي يستبيح كل الدماء التي تخالفه فكريا وعقائديا

    • زائر 9 | 12:35 ص

      الطائفية لها طرفان أما محاولة إلصاقها بطرف واحد فقط فهذا غباء

    • زائر 8 | 12:25 ص

      الشحن الطائفي سلاح للانظمة لن تتخلى عنه وهي تجد فيه ضالتها التي يمكن ان تحتمي بها في ضل وضع فساد ازكم الانوف في كل العالم انتشرت ريحته

    • زائر 6 | 11:47 م

      التأجيج الطائفي يتم من الجانبين ولا ننسى أن من احدث الفتنة في العالم الإسلامي هي إيران لأنها أول دولة تحكم بنظام طائفي وتعمل على تصدير مذهبها للعالم..قبل 1980 لم نكن نسمع عن تنظيم القاعدة أو عن انتحاريين ..لكن وجود كيان تنظيمي شيعي استتبع بالضرورة وجود كيان تنظيمي سني مقابل له وللأسف فالكيانان بعيدان عن روح الدين الصحيح

    • زائر 7 زائر 6 | 11:56 م

      صحح معلوماتك

      هناك دول اسلامية قبل ايران و التشدد حصل قبل ذلك ، فمن افتى بهدم قبور البقيع و تكفير من يزورهم حتى و من بعدها تاتي تباعا ..
      و للعلم ايضا فموضوع داعش و القاعدة موجود من مئات السنين و تاريخ القتل و التكفير قديم بعمر الاسلام اصلا !
      لا تنسى ان في زمن كان يقتل من يسمى عليا و يمنع ان يذكر اسمه ! لا تنسى ان هناك من حرم الرياضيات كمثال و قتل علماء مسلمين في مجال الرباضيات و الفيزياء و الكمياء بسبب فتاوي.
      مشكلة امثالك انه تم غسل عقولهم حتى ان اصيب بزكام قال ايران السبب !! اقرا و لا تدع غيرك يخدعك

    • زائر 5 | 11:37 م

      للاسف

      الكل مشارك في هذه الخلل .. نعم اللوم الاكبر على من تبنى منهج القتل .. و لكن اقولها بصراحه الطرف الاخر من خلال الشتم و السب في رموزهم .. جعل للاخر حجه .. فلنلوم ايضا من ينشد ابتلشنا بام الجمل و بعدها بعدة ساعات يفجر في الابرياء بسبب قصيدة و للاسف هذه القصيدة تمس عرض الرسول.. هذا فقط مثال على عدة امثلة و منها ما نسمع ان فلان لا يوالي فلان فلا يدخل الجنة !
      مصيبتنا من اغلب ال.. الموجودين حاليا .. فرحم الله الوائلي و الشعراوي و فضل الله و غيرهم من كان وسطيا و جامعا للكل

    • زائر 4 | 11:11 م

      عندي اوزار ابي ابيعه من يشترية

      عندي اوزار ابي ابيعه من يشترية
      من هنا بدأت قصة الطائفية عندما يأتيك شخص لا يعرف كوعه ولا بوعه يكذب على ... بأسم الدين ويلقي عليهم خطب الجهاد في المناكحه وكيف تكون محاوط بالحور والقصص الخرافية التي تجعل من هؤلاء .. تصديقه والجري خلف كلام لا أساس له وشراء الوزار المعروض للبيع بأسم المساعدات والتبرعات هنا تبدأ الفتنه الطائفية بحذافيرها
      اتمنى الفكرة قد وصلت.
      m&m

    • زائر 13 زائر 4 | 5:40 ص

      أي فكره ؟؟

      إنت قلت شي مفهوم ؟

اقرأ ايضاً