العدد 4898 - الأربعاء 03 فبراير 2016م الموافق 24 ربيع الثاني 1437هـ

لنعقد العزم جميعاً على وضع حدٍّ للسرطان

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

(كلمة له بمناسبة اليوم العالمي للسرطان الموافق 4 فبراير/ شباط 2016) إذا كان اليوم العالمي للسرطان دائماً فرصة لاستنهاض همة العالم، فهو في هذا العام يأتي وله قوة خاصة بفضل اعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 في الآونة الأخيرة، ذلك أن الخطة ترمي إلى تحقيق حياة تُكفل فيها الكرامة للناس جميعاً.

فأهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الحكومات كافة تنادي بتخفيض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بمقدار الثلث. ويقوم هذا المبتغى على أساس التزام تاريخي أعلنه رؤساء الدول في عام 2011. ونحن نسترشد في هذا الصدد أيضاً بالاستراتيجية العالمية لصحة المرأة والطفل والمراهق، وحركة «كل امرأة، كل طفل» التي تقف وراءها، حيث تسعى كل من الاستراتيجية والمبادرة إلى تقوية النظم الصحية وتعميم تغطية نفقات الرعاية الصحية وتوسيع نطاق التدخلات المنقذة للحياة من خلال الوقاية من السرطان والسيطرة عليه بصورة شاملة.

ومن واجبنا مضاعفة الجهود لوضع حد للمآسي الكثيرة التي تحدث بسبب السرطان. فإن نحو الثلث من أنواع السرطان يمكن الوقاية منها، بينما أنواعه الأخرى يمكن الشفاء منها إن هي شُخصت وعولجت مبكراً. وحتى حينما يكون السرطان في مرحلة متقدمة، ينبغي للمرضى أن يستفيدوا من الرعاية الملطِّفة.

وإذا كان السرطان لا يخلو منه بلد، فإن البلدان الأضعف من حيث الموارد هي الأشد تضرراً. وما من شيء أبين في توضيح هذا الأمر من العبء الناجم عن سرطان عنق الرحم. ففي أشد بلدان العالم فقراً تعيش أكثر من 8 نساء من كل 10 نساء ممن يشخص لديهن سرطان عنق الرحم لأول مرة، ويُسجل فيها 9 وفيلات من كل 10 وفيات تحدث بسبب هذا الداء.

وإننا وإذ نشيد بالنجاح الذي تحقق في الكشف عن سرطان عنق الرحم في العديد من البلدان المرتفعة الدخل، تقع علينا مسئولية نقل هذا التقدم إلى الدول ذات الدخل المنخفض حيث لايزال سرطان عنق الرحم من أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء.

ولدينا اليوم ما يلزم من معرفة وخبرة وأدوات لحماية النساء جميعاً أينما كن. فالوقاية الشاملة من سرطان عنق الرحم تشمل اللقاحات لحماية الفتيات من أن يُصبن في المستقبل بفيروس الورم الحُليمي البشري، وتدابير الفحص، والعلاج الوقائي من مقدمات السرطان.

ولا ينبغي للمكان الذي يعيش فيه أي شخص أن يحكم على الشخص بأن يُصاب بالسرطان أو يموت منه. ويجب علينا أن نعمل معا للقضاء على سرطان عنق الرحم باعتباره مشكلة من مشكلات الصحة العامة، وللحد من العبء الذي يتحمله ملايين البشر من جميع أنواع السرطان.

وبمناسبة اليوم العالمي للسرطان، لنعقد العزم على وضع حدٍ لما يسببه هذا الداء من آلام يمكن الوقاية منها، وذلك في إطار سعينا الأوسع نطاقاً إلى عدم إغفال أي أحد.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 4898 - الأربعاء 03 فبراير 2016م الموافق 24 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً