العدد 4899 - الخميس 04 فبراير 2016م الموافق 25 ربيع الثاني 1437هـ

روسيا تتهم تركيا بالإعداد لتوغُّل في سورية

سكان مدينتي نبل والزهراء جنباً إلى جنب مع القوات السورية يحتفلون بعد كسر الحصار  - reuters
سكان مدينتي نبل والزهراء جنباً إلى جنب مع القوات السورية يحتفلون بعد كسر الحصار - reuters

قالت روسيا أمس (الخميس) إن لديها أدلة قوية للاشتباه في أن تركيا تعد لتوغل عسكري في سورية، في حين قال مصدر بالجيش السوري إن القوات الحكومية تقترب من تطويق مدينة حلب بدعم جوي روسي.

في الوقت نفسه طلبت تركيا -التي تدعم المعارضة السورية المسلحة- من الولايات المتحدة اتخاذ موقف أكثر حسماً في وجه روسيا بسبب تدخلها في سورية وقالت إنه لا جدوى من مباحثات السلام في ظل استمرار القصف الروسي.

وعاد التركيز على أزمة اللاجئين التي أفرزتها الحرب المستمرة منذ خمس سنوات مع اجتماع للمانحين في لندن أمس، حيث تعهدت دول بتقديم مليارات الدولارات لمساعدة ضحايا الصراع الذي شرد الملايين.

وقالت تركيا خلال المؤتمر إن ما يصل إلى 70 ألف لاجئ من حلب يتحركون صوب الحدود بسبب الغارات الجوية. يأتي هذا بينما قالت المعارضة إنها تأمل أن يشجع فشل المفاوضات الدول الأجنبية المؤيدة لها على تزويدها بأسلحة أفضل.


روسيا تتهم تركيا بالإعداد لتوغل في سورية...والمانحون يتعهدون بتقديم مليارات

عواصم - رويترز

قالت روسيا أمس (الخميس) إن لديها أدلة قوية للاشتباه في أن تركيا تعد لتوغل عسكري في سورية في حين قال مصدر بالجيش السوري إن القوات الحكومية تقترب من تطويق مدينة حلب بدعم جوي روسي.

في الوقت نفسه طلبت تركيا -التي تدعم المعارضة السورية المسلحة- من الولايات المتحدة اتخاذ موقف أكثر حسماً في وجه روسيا بسبب تدخلها في سورية وقالت إنه لا جدوى من مباحثات السلام في ظل استمرار القصف الروسي.

وعلقت الأمم المتحدة الأربعاء أول محادثات سلام سورية منذ عامين خيم عليها الفشل منذ البداية مع احتدام القتال على الأرض ونجاح القوات الحكومية في قطع طريق إمداد رئيسي إلى مدينة حلب ذات الأهمية الاستراتيجية والتي كانت كبرى المدن السورية قبل اندلاع الحرب.

وعاد التركيز على أزمة اللاجئين التي أفرزتها الحرب المستمرة منذ خمس سنوات مع اجتماع للمانحين في لندن أمس حيث تعهدت دول بتقديم مليارات الدولارات لمساعدة ضحايا الصراع الذي شرد الملايين.

وقالت تركيا خلال المؤتمر إن ما يصل إلى 70 ألف لاجئ من حلب يتحركون صوب الحدود بسبب الغارات الجوية. يأتي هذا بينما قالت المعارضة إنها تأمل أن يشجع فشل المفاوضات الدول الأجنبية المؤيدة لها على تزويدها بأسلحة أفضل.

وقلبت أربعة أشهر من التدخل الروسي موازين القوى لصالح الرئيس السوري بشار الأسد بعدما حققت المعارضة تقدماً في أوائل 2015 وشكلت تهديداً متنامياً لمناطق مهمة تحت سيطرة النظام في غرب سورية.

ويواصل الجيش السوري استعادة أراض على جبهات محورية في الغرب حيث تقع غالبية المدن السورية المهمة بدعم من سلاح الجو الروسي.

لكن مساحات كبيرة من أراضي سورية لا تزال في قبضة فصائل مسلحة بينها تنظيم «داعش» في الشرق ووحدات كردية في الشمال ومزيج من الجماعات في الغرب استهدفتها بشكل أساسي الغارات الروسية.

وسيمثل أي توغل تركي تصعيداً خطيراً في الحرب التي انزلقت إليها بالفعل دول مجاورة وقوى إقليمية وعالمية وسينطوي على مخاطرة بحدوث مواجهة مباشرة بين روسيا ودولة عضو بحلف شمال الأطلسي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنها سجلت «إشارات متزايدة على استعدادات خفية تقوم بها القوات المسلحة التركية لتنفيذ أعمال نشطة على أراضي سورية».

لكن تركيا ردت بعنف على الاتهامات الروسية. وقال مسئول كبير في مكتب رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أمس (الخميس) إن روسيا تحاول صرف الانتباه عن جرائمها في سورية بزعم أن أنقرة تستعد لتوغل عسكري في هذا البلد.

وقال المسئول لـ «رويترز»: «الروس يحاولون التستر على جرائمهم في سورية. هم ببساطة يصرفون الانتباه عن هجماتهم على المدنيين كدولة تغزو سورية بالفعل. تركيا لها كل الحق في اتخاذ أي إجراءات تكفل حماية أمنها».

حلب... جائزة استراتيجية

وتدهورت العلاقات بين موسكو وأنقرة منذ أسقطت تركيا طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي خاصة مع تأثر العلاقات بفعل الأزمة السورية.

وقال رئيس الوزراء التركي إن روسيا شنت مزيداً من الهجمات بعد كل مشاورات بينها وبين الولايات المتحدة.

وتمثل حلب التي تفصلها 50 كيلومتراً فقط عن الحدود التركية جائزة استراتيجية كبرى في الحرب وهي الآن مقسمة لمناطق بعضها تحت سيطرة الحكومة وبعضها تحت سيطرة المعارضة. ويرتبط كثير من المعارضين الذين يقاتلون في حلب ومحيطها بعلاقات وثيقة مع تركيا.

ومنذ بدء حملة القصف الروسي في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي شن الجيش السوري وحلفاؤه هجمات مكثفة على المعارضة إلى الجنوب من حلب وضد «داعش» في الشرق.

وبفضل قصف روسي مكثف لثلاثة أيام هذا الأسبوع نجح الجيش والمقاتلون الموالون له في قطع خط إمداد محوري إلى الشمال الغربي من حلب في عملية نجحت في فك الحصار عن بلدتين شيعيتين مواليتين للحكومة للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات ونصف.

وقال المصدر العسكري السوري إن عمليات تهدف لتطويق حلب بشكل كامل من الغرب ستنفذ قريباً.

وقال مصدر أمني بارز غير سوري مقرب من دمشق إن مقاتلين إيرانيين لعبوا دوراً محورياً في هذا التقدم.

وقال المصدر «قاسم سليماني موجود هناك في نفس المنطقة» في إشارة لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وهو المسئول عن العمليات بالخارج.

وبثت قناة «المنار» التابعة لحزب الله لقطات لسكان يشكرون الأسد وإيران وحزب الله ببلدتي نبل والزهراء الشيعيتين.

في الوقت نفسه مثلت وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على مساحات كبيرة في شمال سورية ضغوطاً إضافية على المعارضة المسلحة حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسيطرتها على قريتين قرب نبل والزهراء.

وينفي أكراد سورية باستمرار مزاعم المعارضة بشأن تعاونهم مع دمشق.

وحتى الآن فشلت جميع المساعي الدبلوماسية لوضع حد للقتال. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان جي مون إن القصف الجوي المكثف أجهض أحدث الجهود في مباحثات السلام. وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، ستافان دي ميستورا تعليق المباحثات لثلاثة أسابيع.

المعارضة تأمل في الحصول

على أسلحة إضافية

وقال مسئول بالأمم المتحدة لـ «رويترز» «أعتقد أن المبعوث الخاص قرر تعليق المباحثات لأن المنظمة لا تريد أي ربط بينها وبين التصعيد الروسي في سورية الذي يخاطر بإجهاض المباحثات كلياً».

في الوقت نفسه دعا وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف لاستئناف المباحثات ولوقف فوري لإطلاق النار بينما قالت روسيا إنها لن تدخر جهداً لضمان ألا تطول فترة تعليق مباحثات السلام.

وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري إن نظيره الروسي سيرجي لافروف وافق خلال اتصال هاتفي أمس (الخميس) على أن هناك حاجة لبحث كيف يتم تنفيذ وقف لإطلاق النار في سورية.

ورغم حصول المعارضة السورية على مساعدات أميركية خلال الصراع تشمل دعماً عسكرياً لفصائل معارضة منتقاة فإن معارضي الأسد وجهوا انتقادات حادة للسياسة الأميركية خلال الأسابيع الماضية واتهموا واشنطن بإفساح المجال لروسيا.

وقال قياديون بالمعارضة إنهم يأملون في أن يقنع انهيار مباحثات السلام الدول الأجنبية التي تدعمهم كالسعودية بأن الوقت حان لإرسال أسلحة أشد قوة وتطوراً بينها صواريخ مضادة للطائرات.

وتزود دول أجنبية مناوئة للأسد الفصائل المعارضة له بأسلحة عبر تركيا والأردن.

وقال قيادي معارض طلب عدم نشر اسمه إنه يتوقع «شيئاً جديداً إن شاء الله» بعد فشل مباحثات جنيف.

وقال آخر طلب أيضاً عدم نشر اسمه إن القوى الداعمة للمعارضة تعد بمواصلة الدعم مضيفاً أن المعارضة لا تعرف في أي شكل سيكون ذلك.

وبينما حصلت الفصائل التي يتشكل منها الجيش السوري الحر على أسلحة بينها صواريخ أميركية الصنع مضادة للدبابات فإن مطالبتها بالحصول على صواريخ مضادة للطائرات لم تلق استجابة في معظمها بسبب مخاوف من سقوطها في أيدي جماعات متطرفة قوية كـ «جبهة النصرة» التي تقاتل الأسد هي أيضاً.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن مدرباً عسكرياً روسيا قتل في هجوم بقذيفة مورتر في أول فبراير/ شباط الجاري.

العدد 4899 - الخميس 04 فبراير 2016م الموافق 25 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 11:55 ص

      ممكن

      لكن في دول مثل قطر والسعودية والإمارات العربية والكويت غير ممكن

    • زائر 1 | 2:33 ص

      الشعب متعدد الالوان

      هل يعقل ان تتسلم معارضة للنظام مثل داعش وجبهة النصرة واحرار الشام الإرهابية المسلحة الحكم في سوريا وهي تقتل وتذبح السوريين ولاتئمن بالطرف الآخر المخالف إلى فكرها وعقيدتها مثل طوائف الشعب السوري من مسيح وآخرين

    • زائر 2 زائر 1 | 3:31 ص

      ليش لاء

      حصل هذا في إيران وفي روسيا وفي سوريه بشار الأسد ويمكن يحصل العكس، لا تستغرب

اقرأ ايضاً