العدد 4901 - السبت 06 فبراير 2016م الموافق 27 ربيع الثاني 1437هـ

البحرين وفرت للشركات والمصانع فرصة بيع منتجات بقيمة 5.9 مليارات دولار في أسواق الخليج

مصانع الألمنيوم تسوق منتجاتها في الخليج عبر البحرين
مصانع الألمنيوم تسوق منتجاتها في الخليج عبر البحرين

كان حلم البحرينيين في السبعينات عندما فكروا بتنويع الإنتاج والاستثمار في القطاعات الاقتصادية، أن تكون «البحرين بوابة مثلى لدخول أسواق الخليج».

وواجه هذا الحلم تحديات كبيرة، وخصوصاً مع سعي الدول لتنويع اقتصادياتها، وتعزيز قدراتها التنافسية للاستحواذ على بعد استراتيجية لدخول أسواق المنطقة التي يقدر ناتجها الإجمالي بأكثر من تريليون دولار.

ويؤكد اقتصاديون أن البحرين تمتلك مميزات جيواقتصادية، وتنافسية، تجعل المستثمرين يفكرون بالبحرين عند سعيهم دخول أسواق المنطقة.

ووفق إحصائيات إدارة شئون الجمارك فإن المصانع التي تعمل في البحرين، خلال العام 2015 صدّرت منتجات وسلع بقيمة 5 مليارات دولار، و50 في المئة منها إلى دول الخليج، وهو ما يعني أن الاستثمارات الأجنبية التي بنت لها مصانع في البحرين تركز بالدرجة الأولى على أسواق الخليج. وبلغت إعادة صادرات الشركات من المنتجات والسلع عن طريق البحرين نحو 3.6 مليارات دولار، منها 92 في المئة تم إعادة تصديره إلى أسواق دول الخليج العربية، وهو ما يؤكد عملياً أن المستثمرين يتخذون البحرين نقطة انطلاق للأسواق المجاورة.

وفتحت شركات عملاقة عابرة للقارات، مصانع وفروع لها في مملكة البحرين، لاقتناص الفرص ودخول أسواق منطقة الخليج بشكل خاص وأسواق الشرق الأوسط بشكل عام. وتعتبر شركة موندليز الأميركية العملاقة في صناعة الأغذية (كرافت سابقاً) من أبرز قصص النجاح التي أتخت البحرين كبوابة لدخول أسواق المنطقة وتزويدها بالمنتجات والسلع.

ففي العام 2008 استثمرت شركة موندليز 75 مليون دولار بإنشاء مصنع لجبنة كرافت ومسحوق عصير تانغ، بطاقة إنتاجية تبلغ 110 آلاف طن في السنة، وذلك لاستهداف أسواق الشرق الأوسط ولاسيما أسواق الخليج.

وحسب إحصائيات إدارة الجمارك، فإن صادرات الأجبان في العام 2015 بلغت نحو 27 مليون دولار، بينما صادرات محضرات لصناعة الليمونادة أو غيرها من المشروبات الخفيفة بلغت نحو 72 مليون دولار.

ونتيجة للنجاح الذي حققته شركة موندليز في مصنع الأجبان و»التانغ»، عادت في 2015 لإقامة مصنع ثانٍ لإنتاج البسكويت باستثمار نحو 90 مليون دولار، بطاقة تبلغ 40 ألف طن في السنة الأولى قبل أن ترتفع في السنة اللاحقة إلى 90 ألف طن سنوياً، مستهدفة أسواق منطقة الشرق الأوسط.

وقصة «موندليز» ما هي إلا واحدة ضمن مسلسل من قصص نجاح مختلفة لمستثمرين إقليميين وعالميين، في قطاعات مختلفة على رأسها قطاع الألمنيوم. وقال الخبير الاقتصادي جعفر الصايغ: « البحرين تمتلك خصائص جيو اقتصادية، تؤهلها لو استغلت بأن تكون بوابة لدول الخليج، فمن المعرفون في كل الأقاليم في العالم، أن الدول الصغيرة تلعب دول الوسيط للدول الكبيرة أو البوابة للدول المحيطة، فمثلاً سنغافورة، استغلت بعض الخصائص، وأصبحت تعمل في خدمة الدول المحيطة».

وأضاف «البحرين كانت تحلم بأن تكون المركز في كل شيء، مركز تجارة، مركز خدمات، مركز مصرفي وما شابه ذلك... لكن هناك منافسة شرس بين الدول الإقليمية، فمثلاً دبي تريد أن تكون المركز في القطاع التجاري والخدمات، وقطر تحاول أن تكون مركزاً للخدمات المالية...».

وتابع «أعتقد أن البحرين بحكم خبرتها في الخدمات المصرفية، وقربها من دول كبيرة كالسعودية، اقتصاديات فيها سيولة كبيرة تحتاج إلى إعادة دوران، تستطيع أن تلعب وأن تكون بوابة لهذه الدول، لما تتمتع به من مميزات وخبرات. كما أن بعض المصارف لديها ثقة بالبحرين كموقع استثماري».

واستطرد «البحرين عندها بعض الاتفاقيات مع بعض الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأميركية وهي اتفاقية التجارة الحرة، وهو ما يميزها عن بقية الدول».

وأكد على ميزة البحرين في إنتاج الكوادر الوطنية، قائلاً: «أي مستثمر عندما ينظر لأي دولة، ينظر إلى المناخ الاستثماري، القوانين والتشريعات، والعمالة ووفرة الكوادر المؤهلة».

وأضاف «البحرين تتمتع بكوادر مدربة وغير مستغلة، لو تم استغلال هذه الكوادر لتحولت إلى كوادر منتجة ومبدعة وهذا ما يبحث عنه المستثمرون، فسر نجاح، وتقدم أي دولة، هو الإبداع الذي يبدعه العامل والموظف».

وأكد على أهمية تشجيع الكوادر، واستغلالها بحيث يتم تحويلها إلى كوادر إبداع، وهذه النقلة التي تحتاجها البحرين حالياً وكثيراً.

كما أكد على ميزة الانفتاح الاقتصادي والثقافي والاجتماعي الذي تتمتع به البحرين.

العدد 4901 - السبت 06 فبراير 2016م الموافق 27 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:42 ص

      ابومحمد

      بس المواطن اليوم يعيش القلق من الازمات الاقتصاديه وبلخصوص مثل هي شركات المدخوال مالها اين يذهب

اقرأ ايضاً