العدد 4901 - السبت 06 فبراير 2016م الموافق 27 ربيع الثاني 1437هـ

قيادات «التقدُّمي»: على المعارضة إعادة قراءة الوضع السياسي... وسندرس الموقف في 2018 بتعمُّق

الأمين العام للجمعية خليل يوسف متحدثاً إلى «الوسط» - تصوير : أحمد آل حيدر
الأمين العام للجمعية خليل يوسف متحدثاً إلى «الوسط» - تصوير : أحمد آل حيدر

كشفت قيادات جمعية المنبر التقدمي في حوار موسّع مع «الوسط»، عن سعي الجمعية لطرح مبادرة سياسية جديدة، تستهدف إخراج الساحة السياسية من حالة الجمود.

بموازاة ذلك، تحدثت القيادات، وشملت الأمين العام للجمعية خليل يوسف، ونائب الأمين العام للشئون التنظيمية فاضل الحليبي، ونائب الأمين العام للشئون السياسية فلاح هاشم، عن حاجة المعارضة لإعادة النظر في مجمل العمل السياسي، بما يهيئ الأجواء للوصول لتوافقات سياسية، الأمر الذي يفرض عليها قراءة الوضع السياسي بشكل آخر.

وخلال الحوار الذي احتضنه مقر «التقدمي» في مدينة عيسى، تطرّقت قيادات الجمعية لجملة ملفات، شملت الحديث عن مرور الجمعية بحالة انشطار على خلفية التباينات الحادة عقب أحداث 2011، إلى جانب التأكيد على ضرورة تجاوز ما وصف بـ «التلكؤ» لإعلان قيام التيار الديمقراطي، ومطالبة المعارضة بالدراسة المعمّقة لخياري المشاركة والمقاطعة في انتخابات 2018.


قيادات «التقدمي» في حضرة «الوسط»: على المعارضة إعادة قراءتهــا للوضع السياســي... ومراجعة مواضع الإصابة والخلل

مدينة عيسى - محمد العلوي

كشفت قيادات جمعية المنبر التقدمي في حوار موسع مع «الوسط»، عن سعي الجمعية لطرح مبادرة سياسية جديدة، تستهدف إخراج الساحة السياسية من حالة الجمود.

بموازاة ذلك، تحدثت القيادات، وشملت الأمين العام للجمعية خليل يوسف، ونائب الأمين العام للشئون التنظيمية فاضل الحليبي، ونائب الأمين العام للشئون السياسية فلاح هاشم، عن حاجة المعارضة لإعادة النظر في مجمل العمل السياسي، بما يهيئ الأجواء للوصول لتوافقات سياسية، الأمر الذي يفرض عليها قراءة الوضع السياسي بشكل آخر.

وأضافت «هنالك حاجة لكل قوة سياسية بشكل منفرد أن تخوض مراجعة داخلية، وبالإمكان عقد ورشة عمل موسعة لقوى المعارضة لتقدم فيها أوراقاً، تناقش أين أصابت؟ وأين أخطأت؟ وعلى ضوء ذلك تعيد صياغة حراكها السياسي، لتمنحه بذلك دفعة قوية».

وخلال الحوار الذي احتضنه مقر «التقدمي» في مدينة عيسى، تطرقت قيادات الجمعية لجملة ملفات، شملت الحديث عن مرور الجمعية بحالة انشطار على خلفية التباينات الحادة عقب أحداث 2011، إلى جانب التأكيد على ضرورة تجاوز ما وصف بـ «التلكؤ» لإعلان قيام التيار الديمقراطي، ومطالبة المعارضة بالدراسة المعمقة لخياري المشاركة والمقاطعة في انتخابات 2018.

بدوره، عبر أمين «التقدمي» الرابع، خليل يوسف، عن مهمة قيادته للجمعية بالصعبة، حتى وصفها بـ «السير في حقول من الألغام»، شاكياً من حالة «الاصطياد في الماء العكر»، ومؤكداً اعتماده مبدأ التواصل مع جميع الأطراف لاستعادة اللحمة الوطنية.

وفيما يلي نص الحوار:

  • لنبدأ بالسؤال عن أحوال البيت الداخلي لـ «التقدمي»، في ظل تشكيلته الجديدة.

- يوسف: الأحوال تمضي إلى الأحسن، فأولى أولوياتنا في الدورة الحالية تعزيز اللحمة الوطنية بين أعضاء المنبر وتجاوز حالة الانشطار التي مر بها «التقدمي»، والكثير من مؤسسات المجتمع المدني.

انخرط البعض من الإخوة المبتعدين بسبب التباين في وجهات النظر بشأن الدور الذي يتوجب على الجمعية ممارسته، وطبيعة تحالفاتها، ومسائل أخرى.

الآن نحن في صدد محاولة تجاوز هذه الحالة وأعتقد أننا نمضي بشكل صحيح، للهدف الذي يتصدر أولوياتنا، قناعة منا أن المنبر لن يتمكن وهو ضعيف من أداء دوره، وهو يحتاج لجميع أبنائه لإتمام ذلك.

  • لكن هل تطمئنون جماهيركم والأصدقاء، من أن «التقدمي» تجاوز بلا رجعة حالة الانشقاق والاستقالات؟

- يوسف: إذا أردنا أن نكون صرحاء علينا أن نعترف بأننا لم نحقق الهدف بالكامل، في ظل وجود أعضاء مبتعدون حتى الآن، لكننا نسعى لاستقطابهم من جديد.

- الحليبي: المؤتمر العام السابع الذي أثمر انتخاب اللجنة المركزية والرفيق خليل يوسف أميناً عاماً، يعتبر خطوة للأمام باتجاه تعزيز الوحدة الداخلية للتنظيم الممتد لستة عقود.

  • تحدثتم عن حالة انشطار، فهل لكم أن تضعونا في صورة مستجدات ملف المبتعدين، بما في ذلك الأعداد؟

- يوسف: إذا أردنا الصراحة فعلينا الإقرار بحالة الانشطار.

  • لكن، بعيداً عن الأعداد، الواضح أننا أمام أسماء نوعية، وهو ما انعكس سلباً على التشكيلة الجديدة للجنة المركزية التي طالها تغيير كبير، اختفت منها الأسماء الكبيرة.

- الحليبي: هذه القراءة جانبها الصواب، فالكثير من الرفاق في اللجنة المركزية، يحتفظ بتاريخ نضالي ممتد، سواءً منذ أيام جبهة التحرير، أو من خلال اللجان العمالية، وفي اتحاد الشباب الديمقراطي البحراني، وعليه فإننا لا نتحدث عن أسماء طارئة على العمل السياسي وإن كانت غير بارزة إعلامياً.

  • لكننا شهدنا غياب الأسماء البارزة عن تشكيلة اللجنة المركزية، فهل لذلك علاقة بملف المبتعدين؟

- يوسف: ربما، لكن بعضهم ليسوا من ضمن المبتعدين، بل أرادوا ترك المجال لآخرين، وخاصة أن منهم من بقي في اللجنة المركزية لأكثر من دورة.

  • يعني ذلك أن الابتعاد لا علاقة له بالاعتراض على أداء الجمعية؟

- يوسف: لا، لا علاقة لذلك بهذا.

- الحليبي: إذا تحدثنا مثلاً عن الأمناء العامّين، فسيكونون عاملين ضمن اللجان في العمل السياسي، يعملون من خلال ذلك، وهذا يشمل الرفيقين حسن مدن وعبدالنبي سلمان.

- يوسف: هم موجودون معنا، سواء عبر لجان الجمعية القطاعية أو التي تم استحداثها وأقرت مؤخراً في اجتماع اللجنة المركزية.

  • بشكل محدد، ما هي العقبة التي تحول دون عودة المبتعدين، هل هي التحالفات؟

- يوسف: لا علاقة للأمر بالتحالفات، ففي فترة من الفترات كانت هنالك تباينات في وجهات النظر، والآن نحن نشهد تقلصاً في مساحة هذا التباين الذي طال التحالفات مع القوى السياسية الموجودة في فترة من الفترات.

- الحليبي: بعضهم يهدف بشكل أو بآخر لإبراز الدور التقدمي للتنظيم، والذي يحتاج لشخصيته الاعتبارية العابرة للطوائف والقبائل. حزب يعبر عن الوطن كله، وصحيح أن ما حصل في فبراير/ شباط 2011، أثر على بعض الأعضاء لأسباب تتعلق بالماكنة الإعلامية التي عملت بشكل أو بآخر على ترسيخ الانشقاق الطائفي في المجتمع ولذلك أسبابه الكثيرة والمعروفة، لكننا نسعى لاستعادة جميع الرفاق، وبعضهم الآن قد يكون وصل لمرحلة الاكتفاء من العمل السياسي.

وبشكل عام، فإن هدفنا اليوم أن نكون قوة فعالة في المجتمع كما كانت عليه جبهة التحرير الوطني البحرانية.

  • تحدثتم عن مطالب للمبتعدين باستعادة الشخصية الاعتبارية للتقدمي، فهل أنتم على قناعة فعلية اليوم لاستعادتها؟

- الحليبي: نعم، نحتاج ذلك، فطوال تاريخنا كانت الساحة البحرينية مليئة بالقوى والتيارات، لكن كانت الجبهة تحتفظ بدورها الفعّال النشط على صعيد البحرين والخارج، فكان لها دور واضح، مميز، وبالإمكان قراءته، والآن لأسباب كثيرة من المهم مراعاة حالة التنسيق والتواصل مع جميع الأطراف، داخل المعارضة وخارجها، فيدُنا ممدودة للجميع وهدفنا إخراج بلدنا من أزمته، عبر الوصول لحل سياسي شامل يعزز دور الدولة المدنية الحديثة، دولة الديمقراطية والحريات والعدالة الاجتماعية، والبرلمان كامل الصلاحيات، عوضاً عن البرلمان الحالي الذي لا يعبر عن رؤيتنا.

- يوسف: أضيف هنا أن الحديث عن الاستقلالية لا يعني أن بالإمكان عملنا بشكل منفرد.

  • لكن يبدو أنكم في وارد إعادة التموضع، أو إعادة هندسة تحالفاتكم.

- يوسف: هذا التموضع لا يعني إلغاء مبدأ التعاون مع القوى السياسية كافة. أما عنوان إعادة هندسة التحالفات، فلا يعبر بدقة عن توجهاتنا والتي تتركز حول إعادة المواقف بما يؤكد وجهة النظر المستقلة سواء اتفقت مع القوى الأخرى أو اختلفت.

لنكن مباشرين. الآن الأزمة السياسية هي عَصب الحديث، فما هي رؤية «التقدمي» بوجهه الجديد لهذه الأزمة وللحل الذي يجب أن تنتهي إليه؟

- الحليبي: للتو ذكرت أن الحل يجب أن يكون حلاً وطنياً شاملاً وجدياً، يأخذ بالدولة لتعزيز الديمقراطية والحريات...

  • لكن ما تطرحونه عنوان عام...

- الحليبي: طرحنا هو ما نأمل تحقيقه، فاليوم نحن أمام أزمة سياسية، أضيف لها أزمة اقتصادية، وهذه الأخيرة تشكل عبئاً كبيراً على شعبنا، وبالتالي فإننا ننادي بحل سياسي يخرجنا من عنق الزجاجة.

  • ما نحن بصدد السؤال عنه، هو وثيقة المنامة التي تجمعكم مع بقية قوى المعارضة...

- الحليبي: هنالك لَبْس يجب توضيحه. نحن لم نوقع على الوثيقة.

  • هذا صحيح، لكن الأمين العام السابق عبدالنبي سلمان كان يتحدث بإيجابية عن هذه الوثيقة.

- الحليبي: ربما، لكن لدينا ملاحظات عليها.

- يوسف: الآن نحن بصدد إجراء تقييم لمسائل كثيرة...

  • ما نتمناه هو حديث بمستوى أرفع من الصراحة. نقدر حاجتكم للمزيد من التماسك الداخلي، لكن علينا الانتباه للأصوات التي بدأت تتساءل حيال الأزمة السياسية المستمرة: إلى أين نحن سائرون؟ ولعل الإقرار بالحاجة لاستعادة الشخصية الاعتبارية للتقدمي تفرض منطقياً القيام بمجموعة مراجعات، والعصب هو الرؤية حيال الأزمة السياسية، وهنا نسأل: ما هو موقف «التقدمي» بوجهه الجديد من هذه الوثيقة؟

- يوسف: نحن نجري تقييماً سواءً لوثيقة المنامة أو حتى وثيقة التيار الوطني الديمقراطي التي بدأنا في مناقشتها، عبر إحالتها للجنة السياسية.

نقيم كل ذلك، وبما في ذلك الوضع السياسي، ولا نعتقد أن وجهة نظرنا تختلف عن بقية القوى السياسية الوطنية الأخرى في المطالبات الخاصة بالدولة المدنية الحديثة.

  • إذاً، أين هو موقع استعادة الشخصية الاعتبارية في هذه النقطة؟ بمعنى ما هو التغيير الذي سيحصل لكي تستعيدوا هذه الشخصية؟

- الحليبي: ليكن في علم الجميع، نحن لا نرفض التنسيق مع أية قوى سياسية في البحرين، ولا يجب أن يتصور أحد أن القيادة الجديدة للجمعية ستتخذ موقفاً حاداً من القوى السياسية.

  • هل يعني هذا أنكم لستم في وارد نسف تحالفاتكم مع قوى المعارضة؟

- الحليبي: لا يوجد تحالف، والحاصل هو حالة تنسيق، سواء كان عبر صيغه الرباعية أو الخماسية وغيرها. كل ذلك يعبر عن حالة تنسيق لم يصل لمستوى التحالف.

  • طيب، ألستم في وارد فك الارتباط مع هذه القوى؟

- الحليبي: نحن لا نتحدث عن ذلك، فمن البداية تحدثنا عن إعادة النظر في بعض القضايا، تتناسب مع برنامجنا السياسي الملزم لنا، والذي يشتمل على العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تتقاطع مع القوى السياسية، وربما هنالك نقاط نختلف حولها.

  • هل نفهم من كل ذلك، أن المنبر التقدمي بدأ يقتنع بعدم واقعية بعض المطالب السياسية المرفوعة من قبل قوى المعارضة؟

- الحليبي: ما نقوله إننا نؤمن بحرية الرأي والتعبير لأي حزب سياسي. قد نختلف معه حول التفاصيل، لكننا لسنا معنيين بما يطرحه الآخرون، بل إننا معنيون بما نطرحه كتنظيم سياسي، وما يتحمله الآخرون يتحملون هم مسئوليته سواء أكان باتجاه التصعيد أو العكس.

- يوسف: سنكون مع كل طرح وطني يعبر فعلاً عن تطلعات شعبنا وينأى بنا عن أي حالة أو نفَس طائفي.

الأمين العام السابق حسن مدن شخّص حالة الضعف التي تعيشها البحرين بسبب الداء الطائفي، وحمّل التيار الديمقراطي المسئولية بسبب ما قد تسمونه «ترك الساحة للقوى الطائفية»، فهل يمكن أن يقود «التقدمي»، القاطرة لإصلاح ما أفسده الدهر؟

- يوسف: شخصياً، لا يمكنني أن أقول إنني سأقود القاطرة، على اعتبار أن ذلك مرتبط بالقواسم التي ستجمعنا مع القوى الثانية.

- الحليبي: بالنسبة لطرح الأمين العام السابق حسن مدن، فإن ذلك يتعلق بالتنسيق بين قوى التيار الديمقراطي، والذي لو تحقق، فإن الموضوع سيختلف، عبر طرح البرنامج والرؤية الفكرية.

فعلى مدى 10 سنوات، أي من 2006، تم تقديم العديد من المرئيات والوثائق من كل قوى التيار الديمقراطي، وفي الوقت السابق كانت بعض القوى تتلكأ في الوصول للحظة الإعلان عن ولادة هذا التيار، واليوم نحن نؤكد الحاجة الملحة لتحقيق ذلك، فلم يعد مقبولاً لدى الشخصيات الوطنية والقوى السياسية في البلد التي تحترم تاريخ تنظيمات هذا التيار، الاستمرار على الوضع الحالي، وليس أمامها إلا المطالبة بهذا التيار.

- يوسف: وهذا الأمر من أهدافنا التي أكدنا عليها، ضمن رؤيتنا وأهداف هذه الدورة، ليصبح الإعلان عن ولادة التيار الديمقراطي الهدف الثاني بعد هدف وحدة التنظيم.

  • هل اقتربنا من لحظة الولادة؟ علماً بأن الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) رضي الموسوي، حدد موعد الولادة في الربع الأول من العام الجاري.

- يوسف: نأمل ذلك.

  • الواضح أن التحديات التي تحول دون ذلك، لم تنفذ بعد. هل هو إرث العقود الماضية؟

- الحليبي: بالنسبة لنا، لا مشكلة لدينا بشأن ذلك، حيث بادرنا لتنظيم العديد من الورش في عامي 2014 و2015، من أجل الإعلان عن قيام التيار الديمقراطي، ونظمنا لقاءات موسعة ومازلنا على الموقف نفسه.

  • ما الذي يعيق عملية الولادة السريعة؟

- يوسف: مؤخراً تسلمنا مسودة هذه الوثيقة، وهي حصيلة جهد سابق، نخضعه في الوقت الحالي للدراسة وفق معطياتنا ومرئياتنا الحالية.

- الحليبي: التيار الديمقراطي يجب أن لا يتحول لما يشبه القضية الفلسطينية، وكأننا أمام قضية لا حل لها. لابد من وجود إرادة شجاعة وقوية توافق على المرئيات وتضع برنامجها وتوافق عليه، أما التلكؤ هنا وهناك فغير جائز في هذا الوقت.

  • تتحدث عن حالة تلكؤ؟

- نعم، في الفترة الماضية حدثت حالة تلكؤ مع الأسف الشديد، لكننا نريد تجاوز كل ذلك، والآن يجب الإعلان عن قيام التيار الديمقراطي، كما أننا نؤكد على ضرورة تجاوز أية معوقات أو عراقيل، فنحن أمام مهمة وطنية.

كذلك، نجدد التأكيد على أن قيام هذا التيار لا يعني مناكفة لأية قوى سياسية بما في ذلك المعارضة، بل سيشكل قوة إضافية ومضاعفة للمعارضة، وليس بديلاً لأية قوى كما قد يتخوف البعض.

  • الواضح أن هنالك ثمة هواجس لدى المتلكئين، إن صح التعبير.

- هاشم: قواعد التيار الديمقراطي بصفة عامة توّاقة لوحدة التيار، ليلمّ كل كوادره المتبعثرة، أما الهواجس فقد يأتي ذلك على خلفيات سابقة أدت لبعض التحفظات عند بعض الإخوة، كشخصيات وحتى كقيادات في بعض الجمعيات.

لذا، أعتقد أن قناعة كوادر التيار، الذي يضم الجمعيات الثلاث (التقدمي، وعد، القومي)، إلى جانب طيف واسع من الشخصيات الوطنية، بانتظار لحظة الإعلان عن قيام التيار، ومتى ما استطعنا أن نضع اللبنات الأولى لهيكلية معينة للتيار فسيمثل ذلك خطوة متقدمة، وكل ذلك بحاجة لحالة إنضاج.

لماذا تغيب حالة الشفافية في الحديث عن موضوع التيار الديمقراطي، أسباب عدم القيام والهواجس؟ وهو بالمناسبة غياب مستمر لسنوات؟

- هاشم: عملية الإنضاج تحتاج لصياغة تعابير تخدم الهدف، وفي حال دخلنا في مناكفات يلقي من خلالها كل طرف اللوم على الطرف الآخر فلن نصل لنتيجة، وسنرجع للمربع الأول عوض التقدم خطوات للأمام.

  • يبدو أن حديثكم هذا يحيل التفاؤل الذي أنتجه تصريح رضي الموسوي لتشاؤم حيال مصير التيار الديمقراطي.

- الحليبي: لا مشكلة لدينا في هذا الصدد، والتلكؤ الذي أشرت إليه يختص بالفترة السابقة، أما الآن فهنالك لقاءات بصدد أن تنعقد بين قوى التيار الديمقراطي للتباحث حول ذلك، فالرغبة جامحة من قبل القواعد باتجاه الدفع للإعلان عن قيام هذا التيار.

- هاشم: لنكن واضحين. حالة التلكؤ ليست مقتصرة على الماضي البعيد، فخلال العامين الفائتين كانت هنالك حالة مراوحة، رغم ورش العمل التي أقامتها «التقدمي» والتي سعت للخروج بتوصيات ملزمة.

والآن مع انسداد الأفق السياسي في البلد، لا مجال أمام هذا التيار إلا النهوض، وإذا أخفقنا في تحقيق ذلك في هذه الفترة فسيكون صعباً تحقيق ذلك في فترات لاحقة، فنحن أمام فرصة تاريخية.

  • لكنكم بحاجة لأرضية صلبة تحول دون أية انتكاسة مستقبلية.

- هاشم: صحيح، ونعتقد أن أرضيتنا الصلبة هي في قناعة قواعدنا، والتي تجاوزت القواعد لتصل لبعض القوى الإسلامية، بحيث إن البلد بات بحاجة لتيار ديمقراطي جامع للطوائف، قادر على إخراج البلد من حالة المراوحة والأزمة.

نعلم أن التأسيس بحاجة لعمل كثير، وللمزيد من التفاهمات، وعلى الرغم من السوداوية التي تظلل الأفق البحريني إلا أننا نرى أن الفرصة مواتية لأن يأخذ التيار الديمقراطي الدور المطلوب منه.

  • هل هنالك أيادٍ خفية تعيق ولادة هذا التيار؟

- الحليبي: لا وجود لأيادٍ تعيق، لكن قد يكون هنالك أفراد لا يرتضون قيام التيار، ونحن لسنا في وارد البحث عن إشكاليات، بل نعمل على تذليل الصعاب حتى نصل لنتيجة تؤدي لظهور قوة يحسب لها حساب.

كقوى ديمقراطية، وعطفاً على تاريخكم المليء بالتباينات الحادة، ما هو ردكم على من يذهب للتنبؤ باستحالة ولادة التيار الديمقراطي؟

- هاشم: العمل السياسي يفرز في بعض المحطات هذه التباينات، بما في ذلك داخل الحزب الواحد، إلا أننا نؤكد على أن الحاجة المجتمعية لقيام التيار، وهذا ما نعول عليه، ويعول عليه المناصرون لفكرة ظهور تيار ديمقراطي قوي، وهم كثر ويتزايدون.

  • لكن واضح أن هنالك خشية لدى البعض من قيام هذا التيار؟

- الحليبي: لا نتفق مع هذا الحديث، وقد سمعنا من أحد قيادات جمعية سياسية تصريحاً يشدد على أن ولادة التيار الديمقراطي من شأنه أن يشكل قوة إضافية للمعارضة.

  • منطقياً، هنالك حالة تنازع على الكعكة الجماهيرية بين تيار الإسلام السياسي بشقيه، وبين قوى التيار الديمقراطي.

- يوسف: لسنا في وارد الحديث عن كعكة أو حصة جماهيرية، بل نتحدث عن دور وطني للتيار الديمقراطي، وهذا ما يشكل منطلقاً لعملنا.

هناك من يجد نفسه يضار بشكل أو بآخر، نحن لا نكترث بذلك، بل نعمل بقناعتنا الوطنية عبر العمل على قيام هذا التيار، والذي من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق مطالب الشعب.

  • بالعودة للحديث حول البيت الداخلي لـ «التقدمي»، الواضح أنه يدار بعقول لا عقل واحد، الأمر الذي قد يمثل عهداً جديداً تمر به الجمعية، فكيف تسير أمورها؟ هل هنالك حالة اتساق تضمن تحييد مساحة التباينات؟

- يوسف: يعيش المكتب السياسي حالة من الانسجام، والجميل هو الالتفات لطريقة عمل الجمعية التي تدار فعلاً بعقول لا عقل، وهو أمر يشكل لنا حالة قوة، على اعتبار أنها تمثل جميع أطياف «التقدمي».

  • هل يعبر ذلك عن حالة تفاهمات مسبقة، تم الترتيب لها لتنتج قيادات منوعة؟

- هاشم: على مدى سنوات عمل «التقدمي» جرت تغييرات كثيرة على مستوى القيادات، إلا أن مسار العمل منذ أيام الراحل أحمد الذوادي، واحد، فلم نشهد طفرات انقلابية وما إلى ذلك.

والتغيير يأتي انطلاقاً من حاجة كل مرحلة لإداراتها وفقاً لمستجداتها، أما التباينات فقد تمكنا عبر المؤتمر العام الآخير من جمع كل هذه الرؤى، بحيث تصب في بوتقة واحدة.

  • لكن في نهاية المطاف، يبدو أننا أمام تبادل مواقع في قيادة «التقدمي»، ما بين الصقور والحمائم.

- الحليبي: هذه تصنيفات صحافية، أكثر من كونها سياسية. وبشكل عام، نجدد الحديث على أن التباينات حاضرة في عمل «التقدمي»، لكن كل ذلك لم يؤثر سلباً على خط عمله وفكره السياسي الذي ظل واحداً منذ التأسيس، ولم تؤدِ لتجميد عمل الحزب.

والأن بعد التعديلات التي أدخلت على النظام الأساسي عبر استحداث منصبي الأمين العام للشئون السياسية، والأمين العام للشئون التنظيمية، فإنها تستهدف خلق فريق عمل يتعاون مع الأمين العام، لرفع مستوى ديناميكية العمل السياسي.

- يوسف: حالة العمل الجماعي في قيادة «التقدمي»، لا تعني الابتعاد عن خط عمل الجمعية.

  • لنسأل هنا عن زعامة «التقدمي» التي هي بلا شك هي تركة ثقيلة، فكيف يعبر عنها الأمين العام الحالي للجمعية؟

- يوسف: لا أبالغ حال شبهت المهمة بالسير في حقول من الألغام، فالمسئولية صعبة، وخاصة إذا تحدثنا عن التراكمات والتعقيدات التي تتطلب الحذر، يضاف لذلك الأجواء المحيطة بنا على صعيد التنظيم والبلد، فالمحاذير تفرض علينا أن نحسب خطواتنا بشكل دقيق جداً.

وللأسف نحن في مجال التصيد في الماء العكر، حتى في السلوكيات التي قد نقوم بها بعفوية.

  • عطفاً على تموضعه المتساوي من جميع الأطراف، هل يمكن أن يتحول خليل يوسف لرجل المرحلة؟

- يوسف: أترك ذلك لتقديرات الآخرين، لكنني أؤكد اعتمادي مبدأ التواصل مع الجميع، ومراعاة الظرف الحساس الذي نعيشه.

  • في سياق الحديث عن الوجه الجديد لـ «التقدمي»، هل يمكننا السؤال عن الموقف اليوم من مطالب محددة، كالحكومة المنتخبة أو الممثلة بالإرادة الشعبية؟

- هاشم: من حيث المبدأ، نؤكد على أن «التقدمي» لم يكن في يوم من الأيام من هواة رفع الشعارات الصدامية، حتى في بعض المواقف مع إخوة في المعارضة، نحن لم نعترض عليها لكن لم نكن معهم بنسبة 100 في المئة.

وأعتقد أن «التقدمي» حتى من بعد مارس/ آذار 2011، كانت رؤيته واضحة وصريحة، في وجوب طرح خطاب واقعي لا يسمح للجهات الساعية لطأفنة البلد أن تأخذ زمام الأمور، وهنالك بعض الشعارات التي رغم صحتها من حيث المبدأ، إلا أنها لم تخدم الحراك الجماهيري منذ 5 سنوات.

إذاً تتحدثون عن قناعة مفادها أن المجال ترك قبل 5 سنوات لظهور أخطاء معينة، ليدفع الجميع بعد ذلك الثمن.

- هاشم: لذلك كنا دقيقين في طرح بعض الشعارات، فأحياناً يكون لديك مطلب، يقبل بصيغة معينة دون سواها.

  • هل يعني هذا أن الحراك السياسي بحاجة لحالة انضباط أكبر؟

- هاشم: بالتأكيد، ولو تحدثنا تحت عنوان المراجعة، فإن مطلب تعزيز الديمقراطية هو مطلب محق ومشروع، لكن الوضع الذي كان فيه الحراك منح بعض القوى الطائفية، الفرصة للاستفادة من ذلك وتأجيج حالة الانقسام في البلد.

  • بشكل محدد، هل لديكم اليوم رؤية واضحة لحراك سياسي إيجابي، يتخلص من أخطاء الماضي؟

- هاشم: نحن في «التقدمي» لدينا وثيقة مراجعة نقدية تبناها المؤتمر العام السابق، ونحن ملتزمون بها وهي تحدد أهمية التعامل الجدي مع الأوضاع العامة، بما يحفظ أو يسترجع وحدة شعبنا، فاليوم هنالك حالة شرخ طائفي في البلد.

  • لكن هذه الوثيقة، ورغم عمرها الزمني الذي يعود للعام 2011، لم تؤتِ أكلها؟

- الحليبي: المسألة لها جانب داخلي وخارجي، وفيما يتعلق بالوضع السياسي فقد ركزت على كيفية التعاطي مع أحداث الدوار، إلى جانب وحدة التيار الوطني الديمقراطي، والإشارة لبعض الشعارات التي رُفعت وأعاقت من الوصول لنتيجة إيجابية، ومع الأسف فقد وصلنا اليوم لأزمة سياسية عميقة وانشقاق مجتمعي، فبالتالي على كل قوة سياسية أن تتوقف لمعرفة أين أصابت وأين أخطأت، وأية قوة سياسية لا تعالج الموضوع من ناحية داخلية ومن ثم خارجياً، لا تستطيع المواصلة في العمل، بحيث لا يمكن البقاء على نفس المنهجية في ظل أوضاع متغيرة ومتسارعة، بما في ذلك الوضعين الإقليمي والعربي.

  • على إثر هذا الكلام، هل تطالبون قوى المعارضة بوقفة نقدية شاملة؟

- الحليبي: قبل أن نطالبها بذلك، هنالك حاجة على كل قوة سياسية بشكل منفرد أن تخوض مراجعة داخلية، وبالإمكان عقد ورشة عمل موسعة لقوى المعارضة لتقدم فيها أوراق، تناقش أين أصابت؟ وأين أخطأت؟ وعلى ضوء ذلك تعيد صياغة حراكها السياسي، لتمنحه بذلك دفعة قوية.

  • طيب، هذه الخطوة ألا ترون ضرورتها وضرورة أن تحتل مكانة بارزة ضمن أولويات «التقدمي»؟

- هاشم: نعتقد أن رؤيتنا كانت تؤكد على ما يحدث اليوم، ففي 2011 لم يكن الإرهاب قد وصل للبحرين، والوضع اليوم يؤكد على ما ذهبت إليه «التقدمي» في وقت سابق.

اليوم نحن بحاجة بالفعل لإعادة بلورة حراكنا، لكن باتجاه الأخذ بالمتغيرات التي لا يمكن تجاهلها.

  • هل صارحتم رفيقاتكم في المعارضة بأهمية الإقدام على هذه الخطوة؟

- هاشم: هنالك بعض اللقاءات التي تم التطرق فيها إلى ذلك، كما إن هنالك حوارات، ونحن بحاجة للمزيد من خطوات الانفتاح، فمع انتشار الإرهاب في المنطقة تبرز تحديات أكبر أمام المعارضة والقوى المنادية بالتغيير، تتركز حول الانفتاح على الآخر.

  • ما هو ردكم على من يعول عليكم في «التقدمي»، لحمل راية هذا المشروع. مشروع إجراء مراجعة شامل من قبل قوى المعارضة؟

- الحليبي: نحن نفكر أكثر من ذلك، تحديداً عبر إطلاق مبادرة سياسية جديدة، وقد سبق لنا أن أطلقنا قبل أحداث 2011، مبادرة سياسية، وكان لـ «الوسط» دور إيجابي بالدفع بها، واليوم نجدد الحديث حول ضرورة إطلاق مبادرة وطنية لحل سياسي شامل، وقد نتفق فيما بين قوى المعارضة على التفاصيل.

  • هل بدأتم في صياغة هذه الوثيقة؟

- الحليبي: ليس بعد، فلاتزال أفكار في الوقت الحالي.

- هاشم: نؤكد بعد خروجنا من المؤتمر العام السابع لـ «التقدمي»، على أن الانطلاق الآخر بعد ترتيب البيت الداخلي سيكون باتجاه التيار الديمقراطي، ومؤكد أن أية مبادرة سنطرحها، ستحتاج لتوافقات مع بقية القوى، وهي كفكرة تحتاج للمزيد من الدراسة، بحيث قد تطرح على قوى عديدة وقد تطرح بشكل مباشر على قوى التيار الديمقراطي، مستهدفين من كل ذلك الخروج من حالة الجمود أو المراوحة.

  • بحسب وثيقتكم المرتقبة، هل المطلوب تقديم تنازلات من جميع الأطراف؟

- هاشم: ليست الفكرة في تقديم التنازلات بقدر المطلوب لحالة توافقات سياسية، ففي الوقت الحالي لاتزال هنالك قوى تظهر ممانعة حيال الجلوس مع القوى الأخرى، وقبل الحديث عن تنازلات علينا إقناع الجميع بالجلوس على طاولة واحدة.

  • لكن هنالك قراءة مختلفة تقول إن الكرة في ملعب المعارضة، فهي المطالبة بتقديم مشروع واحد وواقعي، عوضاً عن ما هو موجود حالياً من مشروعين كلاهما غير واقعيين، كيف تردون؟

- الحليبي: نريد الانطلاق من الحوارات التي أطلقتها الدولة تحديداً بعد أحداث 2011، وإذا أرادت الدولة إنجاح أية خطوة للخروج من الأزمة السياسية فإن الحاجة ماسة لعقد حوار شامل يجمع القوى السياسية كافة، من دون السعي المسبق لإفشاله، ومن دون التخلي عن العناوين الرئيسية ممثلة في تحقيق الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

- هاشم: أضيف لذلك، أننا حين نطالب قوى المعارضة بالجهوزية عبر مشروعها للحل السياسي، فإن ذلك لا يعني إغفال الإشارة لأن من يمسك بزمام المبادرة الأساسي هي السلطة، ومن خلال تجربتنا في الحوار بنسختيه، لم تكن هي عامل دافع للتقدم في الحوار، كما لم تكن جاهزة لطرح أية مشاريع تشكل مخارج سياسية.

  • لكن ألا تعتقدون أنكم كمعارضة وبعد كل هذه التجارب، بحاجة للتفكير خارج الصندوق، والبحث عن حلول إبداعية، بدل الاكتفاء بترديد ذات العبارات؟

- الحليبي: حين ننادي بتعزيز الديمقراطية عطفاً على المشروع الإصلاحي الذي جاء به ميثاق العمل الوطني، فهل مطالبتنا بالحريات والعدالة الاجتماعية تعني أننا لانزال داخل الصندوق؟ غير صحيح هذا الكلام، فما نطرحه عبارة عن عناوين رئيسية لأية تحولات مجتمعية، لا يمكن تجاوزها.

الاختلاف ليس هنا، بل في السبيل للوصول لهذه العناوين.

- الحليبي: السبل أو الأساليب هذه خاضعة للتوافقات، والآن هنالك أطروحات للدفع باتجاه ذلك.

  • هل يشمل ذلك قوى المعارضة؟ هل تقدم خطاب مختلف عن خطابها السابق؟

- الحليبي: المعارضة تسعى لإخراج البلد من أزمتها، لكن علينا الانتباه إلى أنها ليست في السلطة ولا تمتلك القوة التنفيذية لمطالبتها بأكثر من ذلك.

  • سنسأل هنا عن تجربة انتخابات 2014، هل تتفقون مع من يرى أن المعارضة تعيش عزلة نتيجة مقاطعتها للانتخابات؟

- هاشم: تاريخياً وكما هو معروف، فإننا في «التقدمي» لسنا من دعاة مبدأ المقاطعة بصورة أساسية، وهذا السلوك يمتد للسبعينات، لكن حين وصلنا لمحطة 2014 كنا نأمل في تهيئة الأجواء على الأقل على الصعيد الأمني، لكن ذلك لم يتحقق، واليوم بعد مرور عام على الانتخابات، تبدو النتائج سيئة بسبب البرلمان الهزيل.

  • ألا يمثل غيابكم عنه كمعارضة، أحد الأسباب؟

- هاشم: هنالك عدة أسباب، ولا يجب تحميل المعارضة كامل المسئولية وإن كنا نقر بتحملها جزء من ذلك، وهي بحاجة لإعادة النظر في موقفها، لكن كذلك علينا أن لا نجلدها أكثر من اللازم فهي في وضع سيء جداً، عطفاً على تغييب الكثير من قياداتها في السجن.

  • هل تدعون المعارضة لدراسة خياري المشاركة والمقاطعة في محطة 2018؟

- هاشم: الدراسة مطلوبة في كل وقت.

- الحليبي: اليوم لا بد من إعادة النظر في مجمل العمل السياسي، فالآن نحن نتحدث عن توافقات سياسية، وهذا بدوره يفرض على المعارضة قراءة الوضع السياسي بشكل آخر.

  • هل هو تمهيد لإعلان قرار المشاركة في 2018؟

- هاشم: لا ينبغي أن يفهم من ذلك أن «التقدمي» اتخذ قراراً بالمشاركة أو المقاطعة، ولا ينبغي كذلك اعتبار حديثنا هذا تمهيداً في أي اتجاه، فلكل قرار ظرفه السياسي والوقتي ومتى ما حان ظرفه يجب على كل القوى السياسية أن تعيد الدراسة، فالظروف تتغير.

  • الواضح أن مزاج «التقدمي» تجاه المشاركة في الانتخابات، بدأ في التحول.

- هاشم: مجدداً يجب أن لا يفهم من حديثنا هذا تفضيل أي قرار، فبالأساس نحن لم نناقش هذا الموضوع داخل الجمعية، ولدينا ملفات نسعى لإنجازها قبل ذلك.

رغم ذلك، أشير إلى أن الموقف المبدئي من أي حدث سياسي في البلد، بما في ذلك المشاركة أو المقاطعة، نذكّر بالموقف من الانتخابات التكميلية في 2011، حيث لم يتخذ «التقدمي» موقفاً معلن بالمقاطعة بل ترك الخيار للرفاق ولم يتقدم أحد، لكننا اليوم نؤكد أن أي قرار سياسي يجب أن يؤخذ حسب لحظته ووقته.

بالتالي على المعارضة أن لا تتعجل باتخاذ قرار المقاطعة من الآن.

- هاشم: صحيح، لكن عليها أيضاً أن لا تتعجل لأخذ قرار مسبق.

  • لكن ألا يفرض عامل الوقت دراسة الخيارين الآن، ونحن نتحدث عن 3 سنوات فقط؟

- الحليبي: المعارضة هي خارج البرلمان طوال 4 سنوات، وعليها أن تدرس الإيجابيات والسلبيات، ولا بد من المراجعة المعمقة عبر ورش ودراسات، فالحراك السياسي حالياً يعاني من الركود، وبموازاة ذلك نحن أمام برلمان شبه مشلول عاجز عن ممارسة الدورين التشريعي والرقابي.

العدد 4901 - السبت 06 فبراير 2016م الموافق 27 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 6:48 ص

      يغيير الله من حال لحال

      لعل الفرج قريب ما أجمل التحلي بالصبر و التوكل على الله جل و علا ... و الصبح قريب بإذن الله فلن ينتصر غير الحق

    • زائر 18 | 3:30 ص

      والسلطة؟!

      وعلى السلطة ان تعيد قراءتها للوضع،هل قدمت السلطة شي يذكر؟أم المواطن في كل يوم يخسر حتى وصل الحال لتضييق عليه في البنزين وغيره

    • زائر 17 | 1:51 ص

      كنتم خير أمة

      لأنكم من اسستم الحركة العمالية وقدتم اتحاد عمال البحرين وبفضلكم تأسس الاتحاد الحر وعليه فقد كنتم خير امة

    • زائر 11 | 1:17 ص

      للاسف ..
      ويل للجيل القادم من هذا الشعب بكل مكوناته بل بسنته قبل شيعته.

    • زائر 10 | 1:14 ص

      مدام

      هناك ناس تشجع علا التجنيس وتسكنهم في قراهم وهذا الشي من سنين والسبب معروف

    • زائر 9 | 12:54 ص

      اقول يالحبييب لا ينشرط لك عرق
      من الصبح تشارك بأكثر من مشاركة عن بو تبي توهم الناس ان الاكثريه من هم برأيك
      تعلمنا من مدرسة الحسين عليه السلام ليس الانتصار في الحرب هو الانتصار الحقيقي بل ان الانتصار الحق هو وقوفك مع الحق والعدل والكرامة والمساواة
      ولا تفرح بهذه الايام التي نعيشها سيأكلها الجيل القادم بكل طوائفه

    • زائر 13 زائر 9 | 1:28 ص

      ههه ضحكتني من الصبح

      اعجب لامر من يغطي على فشل جمعيات المعارضة السياسي باسقاط المشهد على مظلومية الحسين عليه السلام او اعطاء الامر صبغة دينية او يلمح الى الصبر والنصر القريب والهرار...كون الشخص او الجمعية مطالبها شرعية ليس بالضرورة انها ناجحة سياسيا...السياسية هي فن الممكن والحرب هي فن المستحيل اما من يتحدثون عن تغير الوضع مستقبلا لامحالة فهذه سنة الحياة ولاعلاقة للامر بالجمود السياسي الحالي الناتج عن فشل جميع الاطراف بكن فيهم المعارضة

    • زائر 21 زائر 9 | 5:47 ص

      فن الممكن

      يعني نقدر نقول ان الغايه تبرر الوسيله وكل الي تعلمناه من قيم واخلاق هرار ولا قيمة له

    • زائر 8 | 12:52 ص

      دعوه للنقاش

      شكرا للجميع..مع احترامي لجميع المكونات وكل من حقه ان يطرح رايه..بس نبتعد عن اللوم لبعض.. حيث. انه من البداية.والاساس الجمعيات والناس ماشيه بنضباط والذي دفعهم للخروج بالمطالب والحقوق هو التلمؤ والإلتفاف على الوعود التي واكبة الميقاق والتي شعر الناس انها وعود ليست حقيقية %100 فمن هنا فالجميع مدعو لطرح وجهة نظره دون تخوين او انتقاص فالشعب نهض ليصلح وضعه المنتهك.. ربما حصلت اخطاء ..لكن الاساس صحيح وختاما نحي جهود كل المخلصين

    • زائر 6 | 11:58 م

      الكلام ببلاش

      إللي ينتقد حيا يتفضل يراوينا شجاعته، مو بس بالكلام

    • زائر 15 زائر 6 | 1:29 ص

      صح الكلام ببلاش

      هو الكلام الذي تم تسويقه من قبل من شاركوا في 2006 و2010 والذي لولا ازمة 2011 لرايتهم يصولون ويجولون في اروقة البرلمان والمطالب بم يتحقق منها شيء

    • زائر 5 | 11:55 م

      نعم هذا هو حال جمعيات المقاطعة في البحرين، من سيء إلى أسوأ. قلناها لكم ستأتون مرغمين للمشاركة في الإنتخابات البرلمانية القادمة لأن طريق العنف والتخريب لم ولن ينفعكم في مواجهة شعب متحد مع قيادتة واليوم صار اكثر وعيا بما تخفيه سرائركم.

    • زائر 7 زائر 5 | 12:39 ص

      هلوو

      شصار عن زيادة الرواتب الي وعدوكم فيها.

    • زائر 12 زائر 5 | 1:19 ص

      اقعد

      في بيتك شوف في متغيرات وستكون من صالح الشعوب وحل هل الكلام حلقة بودنك

    • زائر 14 زائر 5 | 1:28 ص

      2018

      في 2018 واجد انتظروا في 2030 يالتعابه

    • زائر 19 زائر 5 | 5:42 ص

      الله يحيينا

      انت للحين متامل شي من هالبرلمان اول اقنع الموالاة بالتصويت وبعدين اقنع المعارضه قال مرغمين قال #بصوتك_تقدر

    • زائر 20 زائر 5 | 5:44 ص

      ؟؟؟؟

      انت تبي حل للوضع او تبي بنج مؤقت شالفايده اذا اتوا مرغمين وبعدين يعني سنه سنتين ونرجع مثل قبل توتر وقتلى الي يحب الوطن ما يقول هالكلام

    • زائر 3 | 11:10 م

      هل سمعتم ؟

      هل سمعتم مصطلح (الموت السريري أو مات اكلينيكيا) هذه الجمعيات ينطبق عليها هذه المصطلحات .. كل يوم لون وكل يوم شكل وكل يوم رأي وكل يوم نهج !!

    • زائر 2 | 11:00 م

      الصبر مفتاح الفرج
      سنصبر حتا يمل الصبر منا
      الله وعدا بالصبر

    • زائر 16 زائر 2 | 1:31 ص

      اصبر

      اصبر حتى يمن الله علينا بمن هو اعقل وارشد سبيلا ليستلم الراية في جمعيات ...او ان يغير الله الامور للافضل وهو تعالى موجد الاسباب

    • زائر 1 | 10:10 م

      .

      صباح الليل يا معارضه

اقرأ ايضاً