العدد 4904 - الثلثاء 09 فبراير 2016م الموافق 30 ربيع الثاني 1437هـ

السعودية تُعلن جهوزيتها لحرب برية في سورية

نازحون داخلياً في بلدة سلقين في محافظة إدلب السورية - reuters
نازحون داخلياً في بلدة سلقين في محافظة إدلب السورية - reuters

أكد المتحدث باسم قوات التحالف العربي، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد ركن، أحمد عسيري أن بلاده بكامل جهوزيتها لعمليات برية في سورية.

من جانب آخر، دعت الأمم المتحدة تركيا إلى فتح حدودها أمام عشرات الآلاف من السوريين الذين فروا من هجوم عنيف يشنه الجيش السوري في حلب.

وفي دمشق، أسفر تفجير سيارة مفخخة استهدف نادياً لضباط الشرطة وتبناه تنظيم «داعش» عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة عشرين آخرين على الأقل.


الأمم المتحدة تحض تركيا على استقبال عشرات الآلاف من النازحين السوريين

عسيري: السعودية جاهزة للحرب البرية في سورية لمواجهة «داعش»

القاهرة، بيروت - د ب أ، أ ف ب

أكد مسئول سعودي أن بلاده تعمل ضمن تحالف دولي في سورية ضد تنظيم «داعش»، وفي الوقت نفسه ضمن تحالف في اليمن لإنقاذ الشرعية، «ولديها القدرة العسكرية على هزيمة الانقلابيين في اليمن بقرب الحدود الجنوبية للسعودية، وكذلك تنظيم داعش».

وأوضح المتحدث باسم قوات التحالف العربي، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد ركن، أحمد عسيري، في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، «أن القوات السعودية نفذت آخر عملية جوية سعودية، في سورية قبل أسابيع بالتنسيق مع 65 دولة ضمن التحالف الدولي».

وأشار في حديثه الذي نشرته الصحيفة أمس الثلثاء (9 فبراير/ شباط 2016)، إلى أن السعودية في الوقت نفسه تستعد لبدء تمرين عسكري «رعد الشمال» بمشاركة 21 دولة.

وذكر عسيري أن «الموقف السعودي الذي قررته القيادة السياسية في البلاد، عندما تزيد من وتيرة عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش، أتى من تضررها من التنظيم»، مشيراً إلى أن السعودية ستعمل ضمن تحالف، وليس لوحدها، سواء كان في اليمن أو في سورية.

وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي في اتصال هاتفي، إن السعودية مستمرة في العمليات ضد تنظيم «داعش»، منذ 23 سبتمبر/ أيلول 2014، حيث بدأت أول طائرة سعودية حربية في قصف مواقع لـ «داعش»، و»مع ذلك لم نتوقف حتى الآن على الرغم من الالتزامات التي طرأت من خلال عمليتي (عاصفة الحزم) و(إعادة الأمل...) نحن لا نزال مستمرين مع دول التحالف الدولي، على الرغم من أن هناك دولاً شاركت، ومثلها انسحبت، وأخرى توقفت عن عملياتها، وكانت آخر عملية نفذتها القوات الجوية السعودية قبل أسابيع».

وأشار عسيري إلى أن بلاده «حينما أعلنت رغبتها في المشاركة في أي عمليات برية قد يتفق التحالف الدولي ضد تنظيم داعش على تنفيذها في سورية، جاء ذلك لرغبتها الجادة في هزيمة التنظيم الإرهابي، وأنها في كامل جاهزيتها، وأن الإعلان جاء قبل انعقاد مؤتمر وزراء الدفاع في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، في بروكسل».

وأضاف: «السعودية لا تعمل لوحدها، وإنما ضمن تحالف عسكري في اليمن أو في سورية، حيث إن التحالف العربي لإنقاذ الشرعية في اليمن، يقوم بواجبه من قبل الدول المشاركة بقيادة السعودية، بينما في نفس الوقت، السعودية أيضاً تشارك في تحالف دولي مكون من 65 دولة، ومتى كان التحالف الدولي لديه الرغبة في أي عمليات برية، فالسعودية جاهزة».

من جانب آخر، دعت الأمم المتحدة أمس (الثلثاء) تركيا إلى فتح حدودها أمام عشرات الآلاف من السوريين الذين فروا من هجوم عنيف يشنه الجيش السوري في محافظة حلب وتجمعوا عند المنطقة الحدودية حيث بلغت مخيمات النازحين قدرتها القصوى على الاستيعاب.

وللمرة الثالثة في أقل من أسبوع، دعت الولايات المتحدة روسيا التي تساعد النظام السوري عسكرياً، إلى وقف غاراتها في حلب قبل يومين من مؤتمر دولي غداً (الخميس) في ميونيخ مخصص للنزاع في سورية.

وقال المتحدث باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وليام سبيندلر في جنيف «نطالب تركيا بفتح حدودها أمام جميع المدنيين السوريين الهاربين من الخطر والباحثين عن الحماية».

من جهته، قال أحمد المحمد وهو مسئول ميداني في منظمة «أطباء بلا حدود» يدخل يومياً من تركيا إلى محافظة حلب، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن موجة النزوح الأخيرة تسببت «بالضغط على أكثر من عشرة مخيمات موجودة في الخط الحدودي الممتد من شمال اعزاز (في ريف حلب الشمالي) وحتى تركيا».

وتقدر الأمم المتحدة بـ31 ألفاً عدد السوريين الذين فروا منذ بدء حملة الجيش السوري في شمال حلب في الأول من فبراير، ثمانون في المئة منهم من النساء والأطفال.

قلق أوروبي

وأعلن مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية ليل الإثنين أن ثمانية مخيمات عشوائية في الجانب السوري من الحدود مع تركيا بلغت طاقتها «الاستيعابية القصوى»، لافتاً إلى نزوح نحو 31 ألف شخص من مدينة حلب ومحيطها في الأيام الأخيرة.

ويضطر العديد من النازحين «للنوم في الشوارع والعراء بدون بطانيات أو أغطية» وفق المحمد، الذي يتولى مهمة «مدير الصيدلية والتبرعات» في منظمة أطباء بلا حدود.

من جهته، قال مدير البرنامج في سورية، جاكوب كيرن «نحن قلقون للغاية نظراً لأن إمكانية الوصول وطرق الإمدادات من الشمال إلى شرقي مدينة حلب والمناطق المحيطة بها أصبحت مقطوعة الآن، لكننا نبذل كل جهد ممكن لتوصيل ما يكفي من الغذاء لجميع المحتاجين».

وقال مراسل لـ «فرانس برس» في المكان أمس إن «شاحنات مساعدات اجتازت الحدود» إلى سورية.

وأبدت تركيا التي تقول إنها تستضيف نحو 2,5 مليون سوري مساء الإثنين خشيتها من وقوع «الأسوأ». وقال نائب رئيس الحكومة التركية نعمان قورتولموش في ختام اجتماع للحكومة إن «السيناريو الأسوأ الذي يمكن أن يحدث في هذه المنطقة على المدى القصير قد يكون عبارة عن تدفق جديد لـ600 ألف لاجىء إلى الحدود التركية».

وبدوره قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ أمس إن الحلف سيدرس «بكثير من الجدية» طلب المساعدة الذي قدمته تركيا وألمانيا لمواجهة أزمة الهجرة عبر المتوسط.

من جهته، قال رئيس الاتحاد الأوروبي، دونالد توسك الثلثاء إن الغارات الجوية الروسية في سورية تفاقم النزاع وتزيد من أعداد اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا التي تعاني تبعات تدفقهم.

عالقون قرب الحدود

وبعد أسبوع على بدء هجوم واسع في ريف حلب الشمالي بدعم من الغارات الجوية الروسية، تمكنت القوات السورية من استعادة السيطرة على بلدات عدة في المنطقة وقطع طريق إمداد رئيسي للفصائل يربط مدينة حلب بالريف الشمالي نحو تركيا.

وباتت للمرة الأولى منذ العام 2012 على بعد نحو عشرين كيلومتراً من الحدود التركية.

وتمكنت قوات النظام بفضل هجومها من التقدم باتجاه مدينة تل رفعت، وهي واحدة من المعاقل الثلاثة المتبقية للفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، إلى جانب مدينتي مارع واعزاز.

من جهتها، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أمس مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ستة آخرين على الأقل الجمعة في قصف جوي لمستشفى تدعمه في بلدة طفس في محافظة درعا بجنوب سورية.

قتلى في دمشق

وفي دمشق، أسفر تفجير سيارة مفخخة أمس (الثلثاء) استهدف نادياً لضباط الشرطة في مساكن برزة في شمال شرق العاصمة وتبناه تنظيم «داعش» عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة عشرين آخرين على الأقل، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكر مدير المرصد، رامي عبد الرحمن أن «انتحارياً كان يرتدي زي الشرطة أقدم على تفجير نفسه داخل السيارة».

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن التفجير تسبب «بارتقاء ثلاثة شهداء وجرح 14 مواطناً».

رجال شرطة سوريون يتفقدون موقع تفجير في دمشق - epa
رجال شرطة سوريون يتفقدون موقع تفجير في دمشق - epa

العدد 4904 - الثلثاء 09 فبراير 2016م الموافق 30 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 4:13 م

      الله يحفظ المسلمين .

      الله يحفظ المسلمين..

    • زائر 8 | 1:02 ص

      الحرب بالوكالة

      تحارب امريكا بلاسم فقط والدول العربية بجيوشها والخاسر الاكبر الشعوب والجيوش... الى متى تحسب الحروب الناجحة لامريكا وخسران الدول العربية اموالها في حروب ليست لها ناقة ولاجمل. افيقوا يالعرف من السبات العميق.

    • زائر 6 | 12:24 ص

      شطار

      الاجانب تضحك على العرب ..

    • زائر 2 | 10:36 م

      حرب بالوكاله

      بدل الجيش الامريكي يتدمر ويقتل تقتل وتدمر الجيوش العربيه...

اقرأ ايضاً