العدد 4904 - الثلثاء 09 فبراير 2016م الموافق 30 ربيع الثاني 1437هـ

الخبز (بروبية ونص)!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لا نعلم مدى صحّة هذا الخبر الذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن رفع الدعم عن الطحين، فلقد ورد في الخبر أنّ وزير التجارة والصناعة البحريني تحدّث في اجتماع خاص عن رفع الدعم عن طحين الخبز، نظرًا إلى ارتفاع أسعار وقود البواخر، فبيع دقيق الخبز على شركة مطاحن الدقيق بالبحرين قد ارتفع، وموازنة الدولة لا تستطيع دعم الطحين، وانه ابتداء من شهر (ابريل/ نيسان المقبل) سيكون سعر قطعة الخبز الواحدة بجميع المخابز تباع بـ 30 فلساً، بعدما كانت بـ 20 فلساً!

إن كان الخبر صحيحًا فانّ الخبز من الخبّاز سيصبح غاليًا، أي الخبز الواحد بـ (نص روبّية)، خبز بهذا المبلغ ورفع دعم عن اللحوم ودينارين للكهرباء، ورفع سعر البنزين، ليس خطأً، وخاصّة أن الدولة في حالة تقشّف قوية جدّاً، وتحتاج إلى مداخيل سريعة، لكن رفع الخبز والراتب ضعيف هذه مصيبة لذوي الدخل المتوسّط - إن كان هناك ذوو دخل متوسّط - ولذوي الدخل المحدود، مصيبة إذا كان المواطن سيعاني الأمرّين جرّاء التقشّف، والمجلس النيابي مازال يناقش تقاعده وامتيازاته وجوازاته الخاصّة، ويناقش هذه الأيام أيضًا (هوشات) أعضاء المجلس!

لا نقول إنّنا في حالة رخاء، ولا نريد الرخاء حاليًّا في ظل تدهور سعر النفط وثباته على 30 دولاراً للبرميل، ولا نقبل الإسراف، ونحن مع الدولة ومع الحكومة في خطّتها، لكنَّ خطّة الخبز غير مقبولة أبداً، لا من بعيد ولا من قريب، ولن يرضى بها أحد.

الخبز بالذّات هو ملاذ الطبقة الوسطى والفقيرة في ظل زحمة الراتب المعصور، بـ (روبية) 5 خبز، يأكله الجميع ويشبع، سواء خبزاً بالجبن أو خبزاً بالرهش أو بالحلوى أو باللحم أو المهياوة، أيّا يكن ما يوضع مع الخبز يُشبع البطون، وإن صحّ الخبر، ونتمنّى من كل قلوبنا أن يكون شائعة يتداولها النّاس، فإننا نعلم أنّ هناك طبقة كبيرة ستعيش في فقر مدقع، ولن تستطيع الأكل.

هذا بالنسبة الى المجتمع البحريني، فما بالنا بالعمالة الأجنبية التي تعتمد على الخبز في يومها الشاق، وخاصة العمالة الآسيوية؟! فالهنود على سبيل المثال، يقدّرون بـ 390 ألفاً في البحرين، وغالبيتهم يشغلون الأعمال الدنيا، ووجبة الخبز والرز هي الوجبة الأساسية، فماذا سيصنعون؟!

أيضًا العرب المغتربون سيعانون كثيرًا، فاذا كان المواطن البحريني ذو الدخل المحدود والمتوسّط، الذي يصرف راتبه على البترول وعلى الأكل وعلى الكهرباء والقروض والجمعيات وغيرها بالكاد سيوفّر لقمة العيش، فماذا سيصنع المغترب الذي يريد توفير راتبه للرجوع الى أهله بمبلغ محترم؟! لا نعلم والله!

هذه هي قيمة المستشار الاقتصادي البنّاء، الذي يعرف ماذا يتم رفعه وماذا يُبقي عليه، فالمواطن سيصبر مع الدولة، ولكن إذا لم يستطع الصبر، فماذا هو صانع؟! هل سيهاجر من وطنه؟! هل سيكون مثل إخواننا العرب، يحاول الحصول على فرصة في الخارج من أجل زيادة الدخل؟! أيّام صعبة نعيشها، ويزيد عليها شائعات النّاس وما يتداولونه في مواقع التوصل الاجتماعي، وندعو الله ألاّ يكون الخبر إلاّ نكتة سمجة أو شائعة كاذبة، حتى لا تحل المصائب علينا.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4904 - الثلثاء 09 فبراير 2016م الموافق 30 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 6:00 ص

      التخبط مستمر

      لا يمكن علاج ما يحدث في البحرين لا من خلال الضرائب او حتى من خلال رفع الدعم .. الحل تقليل المصاريف الحكوميه و التخلص من الموظفين الحكوميين الزائيدين و لعل الحكومة لا تحتاج الى نصف هؤلاء ! البحرين الى الافلاس لا محالة الا اذا اصبحت حكومتنا جدية اكثر

    • زائر 14 | 5:57 ص

      تقولي انك مع الدولة في خطتها ولكن نسيتي ان تقولي اين كانت الدولة عنا في السابق ؟ ثم اين محاسبة اللص والمفاسد ؟! لسنا من جعلنا الدولة في هذا الوضع وانما هي من كانت السبب فلا تحملونا وزرها

    • زائر 13 | 2:57 ص

      ونوابنا يناقشون الجوازات

      نسيوا اللحوم والبنزين وراحوا للجوازات والاولاد ذو ١٨ سنه لا يعرفون العمل الارهابي. الناس في وادي وهم في وادي آخر. الجلسة اليايةعن انتخابات الفيفا

    • زائر 12 | 2:51 ص

      وقود البواخر هبطت لان اسعار النفط نزلت ! يعني ليس السبب الرئيسي

    • زائر 10 | 1:03 ص

      الحل الصحيح للأزمة هي ان تدخل مداخيل الشركات التي تملكها الحكومة الى خزينة الدولة وميزانيتها. اغلب هذي الشركات تروح مداخيلها الى المجهول اللي يشتري بها بنتليات واستون مارتن. بسكم عبث ببيزات البلد

    • زائر 9 | 12:53 ص

      تتحدثون عن النتائج دون الحديث عن الأسباب، ما الذي جعل الدعم يرفع؟ لماذا لا يتم تناول الملفّات الأهم؟
      هل يوجد بلد يواجه هكذا وضع ثم يصرّ على مسألة التجنيس ويفاقمها ويصرّ على الوضع الامني الذي يحرق الاخضر واليابس
      ما لم نملك الشجاعة لكي نقول كلمة الحقّ فلن ينجو الوطن

    • زائر 8 | 12:19 ص

      طمع بعض الخبابيز واضح

      بعض الخبابيز رفع السعر بطريقه اخرى وهي تقليل حجم العجين لكل قرص...صار الخبز االواحد شفاف ورقيق جنه خبز رقاق.

    • زائر 6 | 11:48 م

      ياريت

      ياريت بس مره تلومين الحكومه ولاتقفين معها. كل هذه الامور بسبب فشل الحكومه والضحيه المواطن وكأنه هو السبب ليتحمل اخطاء غيره.

    • زائر 11 زائر 6 | 1:31 ص

      أي والله

      الحكومة بتقودنة إلي الجحيم او ياليت تشتغل عليهم بس قالوة القانون مايتطبق عليهم.

    • زائر 5 | 11:06 م

      هدهد

      في يوم من الايام خرج النس وهم يحملون رغيف الخبز في اعتصام وقيل ما قيل في حقهم وهاهي الايام تحكي لنا حكاية

    • زائر 4 | 10:57 م

      عزيزتى مريم:لن تكون كذبه ولا نكته سمجه بل ستكون واقعه والايام السوداء اتيه لامحاله. مادام التخطيط غير منصف والله يكون فى العون.

    • زائر 1 | 9:47 م

      مائه بالمائه

      بصراحه كاتبه دائما متميزه و ان شاء الله في تقدم مستمر بمقالاتك التحفه الي تمس المواطن وهمومه .

اقرأ ايضاً