العدد 4906 - الخميس 11 فبراير 2016م الموافق 03 جمادى الأولى 1437هـ

روسيا: التدخل البري في سورية يعني نشوب «حرب عالمية»

وزير الخارجية الأميركي ونظيره الروسي في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية في ميونيخ الألمانية - reuters
وزير الخارجية الأميركي ونظيره الروسي في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية في ميونيخ الألمانية - reuters

حذر رئيس الوزراء الروسي، ديمتري مدفيديف من خطر نشوب «حرب عالمية جديدة» في حال حصل هجوم بري خارجي في سورية، في مقابلة تنشرها صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية اليوم (الجمعة).

وقال مدفيديف إن «الهجمات البرية عادة تؤدي إلى أن تصبح أي حرب دائمة» مضيفاً أنه «ينبغي إرغام جميع الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بدل التسبب باندلاع حرب عالمية جديدة».

وشدد على أنه «يجدر بالأميركيين وشركائنا العرب التفكير مليّاً: هل يريدون حرباً دائمة، وهل يعتقدون أن بوسعهم تحقيق انتصار سريع في مثل هذه الحرب؟ إن أي شيء من هذا القبيل مستحيل، وخصوصاً في العالم العربي».

وباشر الأفرقاء الرئيسيون المعنيون بالملف السوري أمس (الخميس) في ميونيخ مباحثات صعبة حول اقتراح روسي بوقف لإطلاق النار فيما يتواصل هجوم القوات السورية.


واشنطن: السعودية تعرض توسيع دورها في الحملة الجوية ضد «داعش»

روسيا تحذر من خطر نشوب «حرب عالمية» في حال هجوم بري خارجي في سورية

برلين، بروكسل - أ ف ب، رويترز

حذر رئيس الوزراء الروسي، ديمتري مدفيديف من خطر نشوب «حرب عالمية جديدة» في حال حصل هجوم بري خارجي في سورية، في مقابلة تنشرها صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية اليوم (الجمعة).

وقال مدفيديف إن «الهجمات البرية عادة تؤدي إلى أن تصبح أي حرب دائمة» مضيفاً أنه «ينبغي إرغام جميع الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بدل التسبب باندلاع حرب عالمية جديدة».

وشدد على أنه «يجدر بالأميركيين وشركائنا العرب التفكير ملياً: هل يريدون حرباً دائمة، وهل يعتقدون أن بوسعهم تحقيق انتصار سريع في مثل هذه الحرب؟ إن أي شيء من هذا القبيل مستحيل، وخصوصاً في العالم العربي».

وأعلنت المملكة العربية السعودية مؤخراً أنها مستعدة للمشاركة في أي عملية برية يقررها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في سورية.

وباشر الأفرقاء الرئيسيون المعنيون بالملف السوري مساء أمس في ميونيخ مباحثات صعبة حول اقتراح روسي بوقف لإطلاق النار فيما يتواصل هجوم القوات النظامية بدعم من موسكو.

و أعلنت روسيا أمس الخميس (11 فبراير/ شباط 2016) أنها قدمت عرضاً «ملموساً» لوقف إطلاق النار في سورية وتنتظر رد واشنطن وذلك قبيل اجتماع دولي مهم يعقد في ميونيخ بهدف العمل على إنقاذ عملية السلام التي انطلقت في جنيف والسعي لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.

وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف في مستهل لقائه نظيره الأميركي جون كيري أن روسيا قدمت عرضاً «ملموساً» لوقف إطلاق نار في سورية وتنتظر رداً أميركياً.

وقال لافروف «ننتظر الرد الأميركي قبل عرضه على المجموعة الدولية لدعم سورية» التي اجتمعت أمس في ميونيخ متحدثاً عن اقتراح «ملموس».

واكتفى كيري بالقول «نريد إحراز تقدم في مسألتي إيصال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار».

ويأخذ الغربيون على روسيا أنها قوضت مفاوضات السلام بين السوريين عبر شن غارات جوية كثيفة على مقاتلي المعارضة. وتطالب المعارضة السورية بوقف لإطلاق النار قبل أن توافق على استئناف المفاوضات في جنيف. ويشن النظام السوري هجوماً واسعاً مدعوماً بقوة من الطيران الروسي على الفصائل المعارضة المسلحة في شمال حلب ما أدى إلى فرار نحو 51 ألف مدني بحسب الأمم المتحدة.

وأدى هذا الهجوم إلى توقف مباحثات السلام غير المباشرة التي انطلقت في جنيف بين ممثلين عن النظام وآخرين عن المعارضة. ويفيد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذا الهجوم أوقع حتى الآن أكثر من 500 قتيل على الأقل بينهم نحو مئة مدني، ما جعل من موعد استئناف المفاوضات في الخامس والعشرين من الشهر الجاري أمراً غير مؤكد.

مفاوضات معقدة

وإضافة إلى حضور كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، فإن ممثلين لنحو 17 دولة وثلاث منظمات سيشاركون أيضاً في لقاء ميونيخ بينهم وزيرا الخارجية الإيراني والسعودي.

ومن المقرر ان يبدأ لقاء ميونيخ في الساعة 18،00 (17،00 تغ). إلا أن المؤشرات تدل على أن مفاوضات ميونيخ ستكون معقدة بسبب غموض الموقف الروسي وضعف هامش المناورة لدى الدول الغربية.

ورداً على سؤال عن احتمال اقتراح وقف لإطلاق النار اعتباراً من الأول من مارس/ آذار، رفض المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف التعليق واكتفى بالقول «ثمة مشاورات قائمة».

ومن شأن مهلة مماثلة أن تتيح لروسيا تعزيز موقع النظام السوري أكثر وذلك قبل أن تبدأ مفاوضات جنيف فعلياً.

وعلقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني لدى وصولها إلى ميونيخ «لن يكون اجتماعاً سهلاً، إن مستقبل سورية والسوريين هو بين أيدينا».

ميدانياً، باتت قوات النظام السوري على مشارف مدينة تل رفعت، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، حيث يخوض الطرفان اشتباكات على بعد ثلاثة كيلومترات منها، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وألقت طائرات شحن روسية مساعدات غذائية فوق الأحياء التي تسيطر عليها قوات النظام السوري في مدينة دير الزور في شرق البلاد والمحاصرة من تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد المرصد.

لا خطة بديلة

من جانبها، أعلنت روسيا أنها نفذت 510 طلعات جوية لضرب 1888 «هدفاً إرهابياً» بين الرابع والحادي عشر من فبراير، مؤكدة أنها قتلت اثنين من قادة المعارضة في محافظة حلب.

وفي ظروف مماثلة، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الألمانية، مارتن شافر أن «من الصعب قول كلمة (وقف إطلاق النار)». وفي رأي وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف أن على الغربيين أن يتخلوا عن سياستهم «الخاطئة» وبعض «شروطهم المسبقة»، في إشارة إلى المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد.

وفي حال فشل العملية السياسية فإنه ليس لدى الغربيين أي خطة بديلة ما لم يقرروا فعلاً المواجهة المباشرة مع الروس على الأرض.

وقال مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في باريس، كميل غران لـ «فرانس برس» إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يمارس اللعبة» ويضغط على الأوروبيين المنقسمين إزاء مشكلة اللاجئين الذين يصلون إلى حدودهم بمئات الآلاف.

ويتردد الغربيون أيضاً في تزويد مقاتلي المعارضة صواريخ أرض-جو خشية أن تقع هذه الأسلحة في أيدي «القاعدة» وتنظيم «داعش».

من جانبه، ندد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بشدة أمس بالدعوات الدولية لفتح الحدود التركية أمام عشرات آلاف النازحين السوريين.

وقال أردوغان «إن كلمة (أغبياء) ليست مكتوبة على جبيننا. لا تظنوا أن الطائرات والحافلات متواجدة هنا بدون سبب. سنقوم بما يلزم».

من جهته، قال متحدث باسم وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أمس (الخميس) عقب محادثات ثنائية بين مسئولين أميركيين وسعوديين إن السعودية قررت زيادة مساهماتها العسكرية في الحملة المناهضة لتنظيم «داعش» ويشمل ذلك عرضاً بتوسيع دور المملكة في الحملة الجوية.

والتقى كارتر مع ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان والذي يتولى أيضاً منصب وزير الدفاع في اجتماع لوزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف بمقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بيتر كوك في بيان «شكر الوزير ولي ولي العهد على مشاركته في اجتماع اليوم (أمس) لوزراء دفاع التحالف ... وعلى قرار السعودية زيادة مساهماتها العسكرية لا سيما عرض المملكة توسيع دورها في الحملة الجوية».

اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية في ميونيخ - reuters
اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية في ميونيخ - reuters

العدد 4906 - الخميس 11 فبراير 2016م الموافق 03 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً