العدد 4907 - الجمعة 12 فبراير 2016م الموافق 04 جمادى الأولى 1437هـ

تركيا تُغازل العرب لإنقاذ السياحة في أنطاليا بعد مقاطعة الروس

مؤتمر تركي - عربي لاستقطاب السياحة بمشاركة شركات بحرينية

استطاعت مدينة أنطاليا جذب 20 مليون سائح في 2015
استطاعت مدينة أنطاليا جذب 20 مليون سائح في 2015

أثارت الخطوات التي اتخذتها روسيا ضد تركيا إثر تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين البلدين عقب إسقاط أنقرة طائرة حربية روسية، مخاوف المستثمرين في مئات الفنادق الممتدة على سواحل مدينة أنطاليا السياحية التي تعد الأكثر تضرراً من تسمم العلاقات بين البلدين.

ودعت روسيا بعد إسقاط الطائرة الحربية الروسية في (نوفمبر/ تشرين الثاني2015) فوق أجواء سورية، إلى قطع حركة السياحة واستيراد الخضراوات والفواكه، إذ تعتمد مدينة أنطاليا على الزراعة والسياحة، ويعد الزبائن الروس من الأهم للمدينة.

ولتدارك آثار محتملة في موسم السياحة في أنطاليا والتي تعد من أكبر التجمعات العالمية للمنتجعات والفنادق الفارهة من المقاطعة الروسية، أقامت الجهات الرسمية قمة استثمارية مع الدول العربية ومينا لتشمل إيران بهدف استقطاب الاستثمارات وخصوصاً في مجال السياحة.

وشارك عدد من مكاتب السفر والسياحة البحرينية في اعمال القمة التي شهدت لقاءات ثنائية بين أصحاب مكاتب السفر البحرينية ونظرائهم من مزودي الخدمات والمنتجعات والفنادق في انطاليا وذلك بمشاركة الخطوط الجوية التركية التي رتبت لزيارة الوفد التجاري.

وبحسب التقارير فإن روسيا تراجعت من المركز الثاني في عدد السائحين لتركيا العام 2015، إلى المركز الخامس في العام الجاري، إذ إن غالبية السائحين يتوجهون إلى منتجعات أنطاليا.

ونقلت صحيفة «حرييت دايلي»، التركية الناطقة بالإنجليزية، عن تقارير رسمية أن إجمالي عدد السائحين إلى أنطاليا في (يناير/ كانون الثاني الماضي) بلغ 97601 فقط، وهو أقل عدد من السائحين في العقد الأخير.

واستطاعت مدينة أنطاليا وهي محافظة تضم عدداً من المناطق الرئيسية الشاسعة ومن بينها منطقة «بلك» ذات المنتجعات الفارهة وملاعب الجولف العالمية من جذب قرابة 20 مليون سائح في العام الماضي يشكل الروس والألمان نسبة لا يستهان بها.

واستضافت «بلك» الاجتماع الأخير لقمة العشرين G20 وتستضيف كذلك بطولات الجولف الدولية بفضل تواجد نحو 16 ساحة جولف تعد من الأفضل على مستوى العالم.

ويوجد في انطاليا نحو 320 فندقاً تعد في غالبيتها منتجعات فارهة بغرف وفيلل يتجاوز عدد غرفها 500 و600 غرفة لكل فندق ممتدة على السواحل بطول 400 كيلو متر لتكون المدينة من أكبر تجمعات فنادق ومنتجعات الخمس نجوم الفارهة في العالم.

رئيس بلدية سيلك ينفي حركة لبيع منتجعات

نفى رئيس بلدية «سيرك» في أنطاليا رمضان سلك، الذي التقى الصحافيين، وجود عملية بيع واسعة للمنتجعات والفنادق في أنطاليا إثر التوتر مع روسيا، لافتاً إلى أنه سمع عن عملية واحدة أو اثنتين وهو أمر يعتبر اعتياديّاً.

كما تطرق رئيس البلدية إلى أن هناك خطة لتشييد شبكة قطارات لربط أجزاء المدينة المترامية الأطراف، ونفى في الوقت نفسه تأثر المدينة بوجود عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في المدينة، مشيراً إلى أنه يتم تقديم المساعدة لهم بالشكل المطلوب.

70 ألف سائح عربي إلى أنطاليا

واستطاعت تركيا جذب قرابة 2.5 مليون مسافر بحسب رئيس المنظمة العربية للسياحة والذي تحدث في افتتاح المؤتمر بحضور سفراء عرب ومسئولين أتراك رفيعي المستوى ومسئولين في الخطوط التركية التي شاركت في تنظيم المؤتمر.

وعلى رغم تدفق السياح العرب على مدينة إسطنبول التي تعد الأولى على مستوى السياحة في تركيا ومن أهم المقاصد السياحية على مستوى العالم فإن نصيب أنطاليا لم يتعد 70 ألف سائح.

وحضر أكثر من 300 ممثل لشركات ومكاتب سياحية عربية، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) ومسئولين في جهات رسمية إلى جانب صحافيين ومراسلي القمة الأولى التي عقدت في منتجع «ريكسوس» في منطقة «بلك» التي تبعد قرابة ساعة ونصف عن وسط مدينة أنطاليا.

وعلى رغم أن بعض الفنادق كانت مغلقة أو لم تكن بنسبة إشغال مرتفعة فإن مسئولين يقولون إن الفنادق تبدأ التحضير في شهر (مارس/آذار المقبل) لموسم السياحة الذي تبدأ ذروته في (مايو/أيار) من كل عام إلى شهر (نوفمبر/ تشرين الثاني) إذ يفضل السياح الغربيون أشعة الشمس والشواطئ الرميلة الخلابة على ضفة البحر الأبيض المتوسط والتي تمتد إلى مئات الكيلومترات.

رئيس بلدية أنطاليا:

القلاقل لم تساعد على نشر السياحة

وقال رئيس بلدية أنطاليا، الذي ألقى الكلمة الرئيسية في حفل افتتاح القمة الأولى إن تركيا والسعودية يعدان من ضمن قائمة الدول العشرين الأكثر نفوذًا في الاقتصاد العالمي، كما توقع أو تمنى دخول دول أخرى من بينها باكستان ومصر ضمن هذا النادي، لافتاً إلى أن ذلك يعد فرصة للتعريف بمجال السياحة.

وتطرق إلى أن الحروب والقلاقل السياسية التي تشهدها دول المنطقة لم تساعد على نشر السياحة بين دول المنطقة، لافتاً إلى أن التغلب على هذه التحديات وتنشيط السياحة يكمن في زيادة التواصل، مبيناً أن المؤتمر الحالي يعد فرصة جيدة ليكون قناة للتواصل بين دول المنطقة.

وقال رئيس بلدية أنطاليا للمشاركين في القمة: «هناك مجالات كبيرة للتعاون وتكون بشركات قوية، حكومتنا تدعم مجال السياحة واستضفنا في الشهر العاشر من السنة الماضية الدول العشرين بمشاركة عشرات الرؤساء واستطعنا النجاح وخرجنا من الاجتماع ورؤوسنا مرفوعة».

ومضى رئيس البلدية بالقول: إن «انطاليا لديها مجالات لفرصة كبيرة كثيرة في مجال العطلات والسياحة ففي (23 إبريل/ نيسان) ستستضيف معرض اكسبو 2016».

وأشار المسئول التركي إلى أن مجالات أخرى في محافظة أنطاليا تتطور بسرعة، مثل الزراعة والانشاءات «أنطاليا تخدم نحو 5 أضعاف حجم سكانها، وهي من المدن التي تشهد تطوراً سياحيّاً وتعد مركزاً للسياحة المطلة على البحر الأبيض المتوسط».

وقال رئيس البلدية إن أنطاليا استقبلت نحو 11 مليون سائح من خارج تركيا في حين بلغ عدد السياح من داخل تركيا نحو 7 ملايين سائح، أي أن حجم السياحة في المدينة يقارب عشرين مليون سائح.

أنطاليا مشهورة في تجارة الأعضاء

وتطرق رئيس بلدية أنطاليا كذلك إلى تجربة المدينة في المجال الطبي، لافتاً إلى أن المدينة تعد من أشهر المراكز الطبية في مجال نقل الأعضاء.

كما تطرق إلى أن المجال العقاري يشهد هو الآخر تطوراً كبيراً حيث تم بيع 50 ألف وحدة سكنية في الفترة الأخيرة.

وأوضح المسئول التركي أن مدينة أنطاليا شهدت خلال السنوات الثلاثين الماضية التطور في المجال السياحية، لافتاً إلى أن المدينة سيتم ربطها في السنوات المقبلة بخط قطار مع كل من العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول.

وتحدث المسئول كذلك عن الحدائق في انطاليا ومن بينها حديقة «بوتن» التي تستقبل 10 آلاف سائح، كما تطرق إلى المشروعات التي تشمل ميناء كبيراً ومشروعاً لرفع طاقة اليخوت ثلاثة أضعاف، كذلك الاهتمام بالآثار الإسلامية ومن بينها توسيع الجامع الكبير في انطاليا.

وقال المسئول إن هناك 7 مشاريع لإنشاء متاحف فنية وثقافية، كما ستعرض المدينة مشاريع بنظام «بي أو تي» خلال مشاركتها في معرض السياحة في فرنسا.

واعتبر رئيس بلدية أنطاليا أن السياحة تعد بمثابة «مشاريع سلام»

الخطوط التركية الأكثر تطوراً في أوروبا

من جانبه، قال مساعد رئيس الخطوط الجوية التركية للتسويق والمبيعات آدم جيلان إن «الخطوط التركية» تعد الأسرع تطورًا في أوروبا، إذ إن الشركة ستحتفل بـ 300 طائرة جديدة تطير إلى مختلف وجهات العالم.

وشرح المسئول في الخطوط التركية أن انطاليا استقبلت 11 مليون سائح من الخارج إذ يعد مطار أنطاليا الثالث في البلاد بعد مطاري إسطنبول وأنقرة.

واعتبر جيلان أن الخطوط الجوية التركية تعد بمثابة جسر بين انطاليا والشرق الأوسط، والأهم أن حجم الفرص السياحية في أنطاليا واسع جدّاً، وأن المؤتمر فرصة لتوسيع الاستثمارات.

وأشار جيلان إلى أن الخطوط الجوية التركية ترغب في زيادة الرحلات لأنطاليا وأن ذلك بحاجة الى السياح من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخصوصاً أنه يمكن اعتبار السياحة في أنطاليا من السياحة الحلال التي يمكن أن يتوجه إليها المسلمون.

4 مليارات دولار الإنفاق العربي السياحي في تركيا

من جانبه، تحدث رئيس المنظمة العربيّة للسياحة بندر بن فهد في القمة، مبيناً أن مجالات التعاون قائمة بين تركيا والعالم العربي في مجال التطوير السياحي.

ولفت بن فهد إلى أن محافظة انطاليا تعتبر من أهم الوجهات السياحية على المستوى العالمي، مشيراً إلى أن 36 مليون مسافر زاروا تركيا العام الماضي بينهم 2.5 مليون عربي أنفقوا نحو 4 مليارات.

وأوضح بن فهد أن السائح العربي يعتبر من الأعلى إنفاقاً في العالم، إذ ينفق، في رحلة من 5 أو 4 أيام، نحو ثلاثة آلاف دولار.

وقال بن فهد إنه بحث أوجه التعاون مع وزير السياحة التركي ومن بينها تقديم أنواع الدعم وتخفيض الضرائب وزيادة ميزان السياحة، وقال: «بدأنا تسيير سياح إلى تركيا من السعودية والأردن وفلسطين، كما أن سياحة الكروز سنبدأ بها»

وتطرق بن فهد إلى أن القطاع السياحي يتأثر بشكل من التوترات الأخيرة إذ يعتبر قطاعاً حساساً يعتمد على الأمن والاستقرار «تركيا تنعم بأمن واستقرار مما يجعلنا نتعاون في عدة مجالات، من بينها تشجيع السياحة العلاجية، حيث ينفق الخليجيون نحو 27 مليار دولار في السياحة العلاجية واقترحنا إقامة ملتقى لتبادل التجربة».

وأشار بن فهد إلى أن المنظمة ستطرح ورقة عمل تتعلق بضمان الاستثمار «هي بوالص تهدف إلى تشجيع تدفق الاستثمارات، المنظمة ستتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية بهدف جعل المستثمرين آمنين على استثماراتهم».

«بلك» مركز عالمي للجولف

من جانبه، قال مساعد وزير السياحة حسين ييمان إن محافظة انطاليا تطورت بشكل سريع، ومن اكثر المدن استقبالا للسياحة، وأن هناك نيبة لافتتاح مكتب للسياحة والثقافة في منطقة بلك، موضحاً أن منطقة بلك أضحت مركزاً عالميّاً للعبة الجولف إذ يزورها نحو 2.7 مليون لممارسة هذه اللعبة.

وأوضح أن انطاليا يزورها نحو 70 الف سائح من الشرق الأوسط في وقت تقدر فيه العائدات التركية من السياحة بنحو 32 مليار دولار في 2013.

من جانبه، أوضح مستشار رئاسة الوزراء التركية لشئون الاستثمار مصطفى جوكسو أن نحو حجم الاستثمارات إلى تركيا يقدر بنحو 55 مليار دولار في الوقت الذي تستضيف فيه البلاد 44 ألف شركة أجنبية.

وأوضح أن الناتج القومي للفرد قفز في السنوات الماضية من 3 آلاف دولار في السنوات الماضية ليصل إلى 10 آلاف دولار في 2014. في حين تستهدف تركيا بلوغ ناتج الفرد حتى ألفي دولار في 2023.

وأشار إلى أن تركيا نجحت في كبح التضخم الذي كان يحوم في حدود 30 في المئة في 2002 ليبلغ 8 في المئة في حين وقعت اتفاقات تجارة حرة مع 37 دولة مع إمكانية الوصول إلى الأسواق العالمية خلال أربع ساعات بفضل موقعها المتوسط بين قارات العالم.

وتطرق جوكسو إلى قوانين الاستثمار الأجنبية إذ تخفيض القيود التي بدأت منذ ثلاث سنوات ومنها فتح حرية تملك العقارات وتأسيس الشركات.

العدد 4907 - الجمعة 12 فبراير 2016م الموافق 04 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:19 م

      نوع السياحة في انطاليا هي سياحة الشواطيء و تلائم الروس بينما العرب يذهبون الى الشمال و اسطنبول و اجواء الصيف جدا حارة

    • زائر 2 زائر 1 | 11:42 م

      ما عليك من الأتراك

      لا يوجد أفضل من شواطئ وسواحل تايلند ،،، ممكن أعدد لك جزر رائعة كثيره ، فقط أعطيك إسم جزيره و روح شوف النت شيقول عنها ، مصنفه من أفضل 10 جزر في العالم من الأمم المتحدة وهي ( Kho Tao ) تروح عن طريق مدينة سورات تاني في الجنوب . ( المندوب السامي وعاشق تايلند حتى النخاع ).

اقرأ ايضاً