العدد 4907 - الجمعة 12 فبراير 2016م الموافق 04 جمادى الأولى 1437هـ

هيغواين-ديبالا ومعركة التفوق الأرجنتيني في قمة إيطاليا

ستكون النكهة الأرجنتينية طاغية على الموقعة المرتقبة بين يوفنتوس بطل المواسم الأربعة الأخيرة وضيفه نابولي الحالم بلقبه الأول منذ 1990، وذلك عندما يتواجهان اليوم (السبت) في المرحلة الخامسة والعشرين من الدوري الايطالي لكرة القدم.

وتتجه الأنظار في هذه الموقعة التي سيسعى من خلالها يوفنتوس إلى الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور لكي يزيح نابولي عن الصدارة، إلى المواجهة بين نجمي الدوري لهذا الموسم الأرجنتينيين باولو ديبالا وغونزالو هيغواين.

وقد يكون ديبالا (22 عاما) بعيدا بأهدافه الـ 13 عن مواطنه هيغواين الذي يسير بثبات نحو تحطيم الرقم القياسي من حيث عدد الأهداف في موسم واحد (35) والمسجل باسم مهاجم ميلان السويدي غونار نوردال العام 1950 بعد أن رفع رصيده إلى 24 هدفا في 24 مباراة حتى الآن، ما ساهم بشكل أساسي بتواجد نابولي في الصدارة، لكن التأثير الذي تركه المهاجم الشاب على حملة يوفنتوس لا يقل أهمية على الإطلاق.

ولعب ديبالا، القادم هذا الموسم من باليرمو، دورا حاسما في انتفاضة يوفنتوس الذي استهل الموسم بشكل مخيب للغاية، لكنه انتفض بعدها وحقق 14 انتصارا متتاليا وأصبح على بعد 3 انتصارات من الرقم القياسي المسجل باسم إنتر، ما سمح له بالعودة من بعيد والتواجد حاليا على بعد نقطتين من نابولي.

وترتدي مواجهة السبت أهمية كبرى للفريقين لأنها قد تكون مفصلية في الصراع على اللقب، وبالتالي سيسعى كل من يوفنتوس ونابولي، القادم من 8 انتصارات متتالية للمرة الأولى في تاريخه، إلى تجنب الهزيمة على اقله وهذا ما المح إليه قائد الأول وحارسه جانلويجي بوفون قائلا: «التعادل سيكون نتيجة مرحبا بها».

ما هو مؤكد انه وبعمر الثانية والعشرين فقط أنسى ديبالا وفي غضون 6 أشهر جماهير فريق «السيدة العجوز» هدافه السابق مواطنه كارلوس تيفيز.

لقد أثبت ديبالا انه خير خلف لتيفيز، العائد إلى بلاده الصيف الماضي بعد موسمين في «سيري أ» سجل خلالهما 19 و20 هدفا على التوالي. وبعد نحو 7 أشهر بألوان «بيانكونيري»، فرض ديبالا نفسه من ابرز لاعبي الدوري الايطالي على رغم انه لم يستهل الموسم أساسيا، إذ انتظر أسابيع ليحصل على ثقة المدرب ماسيميليانو أليغري الذي لم يعتبره جاهزا للعب دوره.

الرئيس الجدلي لباليرمو ماوريتسيو تسامباريني تأسف من رؤية ديبالا احتياطيا، فقال غاضبا: «ديبالا هو كرة القدم، وليس أليغري».

لكن مدرب حامل لقب الدوري الايطالي قاد سفينته بهدوء وصبر قبل الدفع بنجمه القادم بمبلغ كبير بلغ 40 مليون يورو، رصد للتفوق على عروض سان جيرمان وميلان وأرسنال الانجليزي.

وأقر ديبالا مؤخرا بأن حاجته لوقت كي يتأقلم كانت ضرورية: «لقد غيرت طباعي، لقد نضجت من ناحية شخصية وذهنية. في يوفنتوس، لا تجد سوى اسود جائعة تريد استعادة الكرة فور فقدانها، ولا تمنح خصومها فرصة التقاط أنفاسها». وتابع «يجب أن أتحسن بعد، لكن على الأقل لم نعد نتكلم الآن عن سعري وبات بإمكاني اللعب أكثر بهدوء».

النتيجة مذهلة، فمنذ نوفمبر/ تشرين الثاني صعد ديبالا بسرعة صاروخية وبات أسلوب المهاجم الكامل وغير المتوقع يشكل مزيجا بين مواطنيه تيفيز وسيرخيو اغويرو، ويلحق ضررا بالغا في دفاعات الدوري الايطالي، كما تسبب بتهميش الاسباني الفارو موراتا؛ بسبب مهاراته ومراوغاته.

«يتميز باولو بتعطشه الكبير لتحقيق الأهداف التي يضعها لنفسه»، هذا ما قاله أليغري عن نجمه الأرجنتيني الذي أثار إعجاب المدافع الدولي السابق والمدرب الحالي فابيو كانافارو، اللاعب الذي دافع عن ألوان نابولي ويوفنتوس، إذ قال الخميس في حديث لصحيفة «غازيتا ديلو سبورت»: «نابولي في قلبي لكن هناك عددا قليلا من اللاعبين الذين يرقصون أمام منطقة الجزاء بالقدر الذي يفعله ديبالا. انه يعرف كيف يؤذي الفرق الأخرى». وواصل «عندما يركض في المساحات، سيعاني (لاعب وسط نابولي) جورجينيو المطالب بالحذر الشديد».

ويبقى على ديبالا أن يسحب تألقه إلى الساحة الأوروبية، إذ لم يسجل بعد في دوري أبطال أوروبا، وستكون الفرصة سانحة أمامه لافتتاح باكورته في 23 الجاري عندما يتواجه يوفنتوس على أرضه مع بايرن ميونيخ الألماني في ذهاب الدور الثاني.

هيغواين ماكينة هجومية

وفي المعسكر الأزرق، يعيش هيغواين الذي صنفه مدربه ماوريتسيو ساري بـ»أفضل قلب هجوم في العالم»، أفضل مواسمه على الإطلاق وقد جعل أنصار نابولي يحلمون بإحراز السكوديتو للمرة الثالثة في التاريخ والأولى منذ 26 عاما، عندما قاد أرجنتيني آخر هو دييغو ارماندو مارادونا الفريق الجنوبي إلى لقب الدوري الايطالي.

ويتصدر هيغواين ترتيب الهدافين برصيد 24 هدفا من 24 مباراة وبفارق 11 هدفا أمام ديبالا، ما يجعله مرشحا لتحطيم رقم نوردال والتفوق على ما حققه لوكا توني الذي كان اللاعب الأقرب في الموسم الأخيرة للوصول إلى رقم مهاجم ميلان السابق لكن عداده توقف عند 31 هدفا العام 2006.

لكن الأهم من الأهداف التي يسجلها هيغواين بالنسبة إلى أنصار النادي الجنوبي أنهم بدأوا يحلمون برفع اللقب للمرة الأولى منذ العام 1990 عندما منحهم مارادونا اللقب الثاني في تاريخ النادي بعد الأول العام 1987.

وكان هناك إمكانية أن تكون الأهداف التي سجلها هيغواين هذا الموسم في مرمى الأندية الانجليزي عوضا عن الايطالية لان علاقة الحب التي تربطه بنابولي كادت تنتهي في أواخر الموسم الماضي بعد إضاعته ركلة جزاء في المرحلة الأخيرة ضد لاتسيو حرمت فريقه من بلوغ دوري أبطال أوروبا، فصب الجمهور جام غضبه عليه.

بيد أن قدوم المدرب الجديد ماوريتسيو ساري بدلا من الاسباني رافائيل بينيتيز، ساهم في إعادة الثقة إلى المهاجم الدولي الأرجنتيني الذي تخطى عدد الأهداف التي سجلها في موسمين كاملين (17 و18 هدفا في الموسمين الآخرين) وهو يعترف بذلك بقوله: «أدين بالكثير إلى ساري بفضل النجاحات التي أحققها مؤخرا على أرضية الملعب».

العدد 4907 - الجمعة 12 فبراير 2016م الموافق 04 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً