العدد 4908 - السبت 13 فبراير 2016م الموافق 05 جمادى الأولى 1437هـ

مدفيديف: العالم دخل «حرباً باردة جديدة» مع تزايد التوتر بين الشرق والغرب

صرّح رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أمس السبت (13 فبراير/ شباط 2016) بأنّ العالم دخل «حرباً باردة جديدة» بعد أن هيمنت التوترات المتزايدة بين الغرب والشرق بشأن سورية وأوكرانيا على اجتماع قادة العالم في ألمانيا.

وأعلن مدفيديف أن العالم «انزلق إلى حقبة جديدة من الحرب الباردة». وأضاف أن «ما تبقى هو سياسة غير ودية ومغلقة برأينا، لحلف شمال الأطلسي حيال روسيا».

في المقابل، سارع عدد من زعماء دول أوروبا الشرقية إلى انتقاد السياسة الخارجية الروسية. وقال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو: «في كل يوم يتسلل الجنود الروس وتدخل الأسلحة والذخيرة الروسية إلى بلادي».

وألقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ كلمة أمام منتدى ميونخ للأمن تعهد فيها الجمع بين الموقف الحاسم ضد روسيا وإجراء مزيد من الحوار. وقال: «لقد شاهدنا روسيا أكثر حزماً تعمل على زعزعة النظام الأمني في أوروبا».


مدفيديف: العالم دخل «حرباً باردة جديدة» مع تزايد التوتر بين الشرق والغرب

ميونخ - أ ف ب

صرح رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أمس السبت (13 فبراير/ شباط 2016) إن العالم دخل «حربا باردة جديدة» بعد أن هيمنت التوترات المتزايدة بين الغرب والشرق بشان سورية وأوكرانيا على اجتماع قادة العالم في ألمانيا.

وصرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر الأمن في ميونخ إن على روسيا أن توقف استهداف الفصائل المقاتلة في سورية وسحب قواتها من أوكرانيا. وقال كيري «حتى اليوم فان الغالبية العظمى من الهجمات الروسية تتركز على مجموعات المعارضة المشروعة».

وأضاف «لكي تنفذ الاتفاق الذي وافقت عليه، يجب على روسيا تغيير أهدافها» في إشارة إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الجمعة الماضي ووافق خلاله وزراء الخارجية على «وقف الأعمال العدائية» في سورية خلال أسبوع.

وأضاف «هذه هي اللحظة المناسبة. يجب اتخاذ القرارات في الأيام والأسابيع المقبلة، ويمكن أن تنهي أشهر قليلة الحرب في سورية، أو يمكن أن تحدد مجموعة صعبة من الخيارات للمستقبل». وتأتي تصريحاته عقب إعلان مدفيديف أن العالم «انزلق إلى حقبة جديدة من الحرب الباردة».

وأضاف أن «ما تبقى هو سياسة غير ودية ومغلقة برأينا، لحلف شمال الأطلسي حيال روسيا».

«إنها عدوانكم»

وسارع عدد من زعماء دول أوروبا الشرقية إلى انتقاد السياسة الخارجية الروسية. وقال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو «في كل يوم يتسلل الجنود الروس وتدخل الأسلحة والذخيرة الروسية إلى بلادي».

وخاطب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لم يكن حاضراً بقوله «هذه ليست حرباً أهلية في أوكرانيا، إنها عدوانكم. هذه ليست حربا أهلية في القرم، إنها جنودكم الذين يحتلون بلادي».

وأكد كيري أن العقوبات المفروضة على روسيا ستبقى إلى حين تطبيق جميع بنود اتفاقا لسلام الخاص بأوكرانيا والذي تم التوصل إليه في مينسك عاصمة بيلاورسيا العام الماضي. وقال «روسيا أمامها خيار بسيط: إما أن تطبق اتفاق مينسك بالكامل، أو تواصل مواجهة العقوبات الاقتصادية المدمرة».

وحذر بوروشينكو من أن «الأطراف الموالية لروسيا» تقوض أوروبا من الداخل من خلال مجموعة القيم البديلة التي تتبناها وهي «الانعزالية وعدم التسامح وعدم احترام حقوق الإنسان، والتعصبات الدينية والعداوة للمثليين. إن لأوروبا البديلة هذه زعيم اسمه السيد بوتين».

لكن مدفيديف انتقد توسع حلف شمال الأطلسي ونفوذ الاتحاد الأوروبي إلى عمق دول أوروبا الشرقية التي كانت جمهوريات سوفياتية سابقة ولاتزال روسيا تعتبرها عمقها الاستراتيجي.

وقال إن «السياسيين الاوروبيين اعتقدوا أن إقامة حزام مزعوم من الأصدقاء على حدود الاتحاد الأوروبي سيشكل ضمانة أمنية. ما هي النتيجة؟ ليس هناك حزام من الأصدقاء بل حزام إقصاء».

وأضاف «كل يوم تقريباً يتم اتهامنا بأننا نصدر تهديدات مرعبة جديدة أما لحلف الأطلسي ككل، أو ضد أوروبا، أو ضد الولايات المتحدة أو غيرها من الدول».

وأكد أن «بناء الثقة صعب» ولكن على رغم ذلك علينا أن نبدأ. مواقفنا مختلفة لكنها ليست بدرجة الاختلاف التي كانت عليها قبل أربعين عاماً عندما كان هناك جدار في أوروبا».

إكراه وترهيب

وألقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ كذلك كلمة أمام المنتدى تعهد فيها الجمع بين الموقف الحاسم ضد روسيا وإجراء مزيد من الحوار. وقال «لقد شاهدنا روسيا أكثر حزماً تعمل على زعزعة النظام الأمني في أوروبا».

وأكد أن «الحلف الأطلسي لا يسعى إلى المواجهة، ولا يريد حرباً باردة جديدة. وفي الوقت ذاته يجب أن يكون ردنا حاسما». وأكد أن الحلف «يجري أكبر عملية تعزيز لدفاعنا المشترك منذ عقود، ليرسل إشارة قوية لردع أي عدوان أو ترهيب... ليس لشن حرب بل لمنعها».

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أعلن ستولتنبرغ الموافقة على خطط لزيادة تواجد قوات الحلف في أوروبا الشرقية. وذكرت مصادر أن تلك القوة ستضم بين 3 و6 آلاف جندي يتناوبون في المنطقة.

وقال ستولتنبرغ «إن خطاب روسيا وتدريباتها لقواتها النووية تهدف إلى ترهيب جاراتها وتقويض الثقة والاستقرار في أوروبا». ورد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بانتقاد «تقليعة الخوف من روسيا في بعض العواصم» و «إخفاق الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي في التعاون بشكل تام مع روسيا».

العدد 4908 - السبت 13 فبراير 2016م الموافق 05 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً