العدد 4919 - الأربعاء 24 فبراير 2016م الموافق 16 جمادى الأولى 1437هـ

مياه البحرين أغنى بِشُعابِها

لم يتبقى من الشعاب المرجانية الا القليل..، هكذا نوهت الدراسات البيئية المحلية، والتي صرحت بزوال ما يفوق 60 % من الشعاب بفعل أعمال الردم، والممارسات الخاطئة للصيد، وغيرها.

فقدنا نسبة كبيرة من الشعاب المرجانية الجميلة والهامة للحياة البحرية في البحرين، وحول العالم. ذلك بسبب أعمال الردم، والممارسات الخاطئة للصيد، وبعض العوامل الطبيعية.

من المحاولات لمعالجة هذه الأضرار، مشروع ترميم الشعاب الصناعية في سنة 2012، والذي نفذته شركة ريف العربية البحرينية لانقاذ ما تبقى من الثروة السمكية.

تضمن المشروع انزال 2620 وحدة صناعية بأنواع مختلفة، معظمها تستخدم التصميم الرئيسي الذي يسمى Reef Ball (كرة الشعاب) وتصنع من مادة «الكنكري”، ولها حياة عمرية تتجاوز مئات السنين. كما تعتبر أنجح نموذج للشعاب الاصطناعية في العالم.

قال مايكل اورورا، عالم بحري من ريف العربية في حديث خاص لـ»الطبي»: بأن مشروع (ترميم الشعاب) نجح وبقوة، حيث لاحظوا على مر الشهور من انزال الوحدات تنوع وزيادة عدد الأسماك قرب مناطق الشعاب الصناعية. إلى جانب ذلك، صرح اوروا بنمو شعاب مرجانية طبيعية، مما يشيد بقدرة المشروع على اثراء الحياة البحرية. و بعد اكمال المشروع، قامت الشركة برحلات للتدقيق ولمراقبة التطورات الناشئة جراء المشروع

الجدير بالذكر إن كرة الشعاب، كانت قد أخترعت في أمريكا قبل 15 سنة، واستخدم منها أكثر من 500000 وحدة للمشاريع البيئية.

إلى جانب ذلك تتوفر الكرة بأنواع وأحجام متعددة مثل الــ Goliath، والــ Superball، والــ Ultraball، وبذلك تتنوع الفوائد المعطاة.

مثلاً النوع الأول المذكور يعتبر مناسب أكثر للحماية من الصيد بشباك الجر، ولزراعة المرجان، وكاسر للأمواج.

قال اورورا إن الشعاب الصناعية: “ توفر مادة قوية في البحر باستطاعتها العمل كملجأ للأسماك، لتحميهم من الحيوانات المفترسة، ومن التيارات المائية.»

بالإضافة إلى ذلك: « تعد ركيزة هامة لنمو الكائنات البحرية، مثل الطحالب والإسفنجيات، والتي بدورها توفر الغذاء للكائنات الأخرى.»

أشار أورورا إلى أهمية المسؤولية الإجتماعية الواجبة على كل فرد، وكل مؤسسة سواء كانت حكومية أو خاصة، فالمشروع يتطلب سنّ قوانين صارمة لحماية الملجأ الصناعي من التدمير، بالإضافة إلى توعية المواطنون بطرق المشاركة في حماية البيئة البحرية.

لذلك يتطلب المشروع والحملات المشابهة لها تدقيق ومتابعة لضمان النجاح وعدم تعرض البشر له، وإلا عاد البحر إلى حالته القبلية، وأزيل المفعول الإيجابي للشعاب الصناعية. قال اورورا: « لا نريد أن يأتي يوماً يخلو فيه البحر تماماُ من السمك.»

خدمات الشعاب الصناعية قليلة على مستوى الخليج العربي، وتعد ريف العربية الوحيدة المتخصصة في هذا المجال في البحرين، والأكبر على مستوى الخليج، حسب قول اورورا. تعمل الشركة بالتعاون مع خبراء العلوم البحرية المحليين والدوليين، وتقدم خدمات استشارية للدول الاخرى.

قال ارورا إنهم وظفوا الشعاب الصناعية في قطر كهيكل داعم للشعاب الطبيعية المتواجدة، وهذا يسمح لمشاريع البناء بالاستمرار.

تعد الشعاب الصناعية فكرة مشهورة عالمياً، وفي بعض البلدان يستخدم العلماء مواد قديمة لصنع الوحدات. على سبيل المثال في ولاية فلوريدا الأمريكية استخدمت سفن بحرية خارجة من الخدمة كوحدات صناعية. يتم غرق هذه السفن وتصبح بمثابة ملجأ كبير للأسماك، وتعمل بنفس وظيفة الشعاب.

كرستها فلوريدا لجذب الأسماك، وكوجهة سياحية للقادمين إلى الولاية، حيث تصبح منظراً مشوقاً لهواة الغوص والاستكشاف.

بعض المواد الأخرى المستخدمة تتضمن أبراج، ومنارات، ويوجد نقاش مستمر حول جودة المواد وامكانيتها على إحداث تغيير ايجابي للبيئة البيولوجية للبحر على مدى الزمن.

مثلاً أبدى بعض العلماء قلقهم من امكانية تشرب الأسماك بعض الملوثات المتواجدة في السفينة، مثل النفظ والاسبستوس، والمادة المسرطنة Polychlorinated biphenyls PCBs بحسب ما ورد في جريدة الواشنطن بوست الأمريكية The Washington Post.

لذلك قدمت منظمة حماية البيئة EPA في 2006 قواعد للسفن المستخدمة، والتي نصت على ألا يتجاوز معدل الــ PCBs بالسفينة 50 جزء من المليون.

أيضاً من الشعاب الصناعية التي سبق استخدامها، إطارات السيارات. كانت فلوريدا تستخدم الإطارات كوحدة صناعية في السبعينيات، ولكن المشروع فشل، وباتت الإطارات غير ثابتة. بعدها دفعت الولاية ما يفوق مليوني دولار لازالتهم في 2007، وبدأت الجهود لتنفيذ المشروع بعد سنة من ذلك.و يعد حجم العمل ضخم، حيث تتجاوز أعداد الاطارات المرمية مئات الألوف.

على غرار ذلك، أكد أورورا أهمية الدقة والدراسة في هذا النوع من المشاريع، من أجل الحصول على نتيجة ايجابية طويلة الأمد.

تعود عملية حماية البحر بالفائدة للكائنات المتواجدة التي تنمو وتتكاثر فيها، وللبشر الذين يستفيدون من المردود المائي جراء بيع الأسماك. كما يمتلك البحر قدرة على جذب السياح وتحسين الوضع الاقتصادي للبلد. لذلك يعد التفكير في الحملات والمشاريع التي تواجه الأضرار التي خلفتها البشر، في غاية الأهمية. و من الطرق الفعالة لتطبيق ذلك، زيادة التوعية في المدارس، من أجل خلق جيل ملم بطرق حماية البيئة وبتأثيرها على حياة الجميع.

العدد 4919 - الأربعاء 24 فبراير 2016م الموافق 16 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً