العدد 4920 - الخميس 25 فبراير 2016م الموافق 17 جمادى الأولى 1437هـ

القدرة على البقاء والقابلية للتغيير أبرز التحديات التي تواجه «ريادة الأعمال»

أكاديميون في ندوة نظمتها «فينوس الدولية» والسفارة الأميركية:

هدى صنقور
هدى صنقور

اعتبر أكاديميون أن أبرز التحديات التي تواجه ريادة الأعمال، هي القدرة على البقاء والقابلية للتغيير، مؤكدين في الوقت نفسه على ضرورة أن تسهم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في دعم الاقتصاد. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها مؤسسة فينوس الدولية بالتعاون مع السفارة الأميركية في البحرين، بشأن التحديات التي تواجه رواد الأعمال، وذلك مساء يوم الأربعاء الماضي (24 فبراير/ شباط 2016)، في فندق «رامي جراند».

وخلال كلمتها في افتتاح الفعالية، قالت الرئيس التنفيذي لمؤسسة فينوس الدولية هدى صنقور: «الشباب هم الثروة الحقيقية للوطن، وريادة الأعمال هي عصب أي اقتصاد مزدهر، فرواد الأعمال من الشباب هم الحل لمجتمع قوي ولبناء اقتصاد مزدهر ومثمر، ولنجاح هذا القطاع المهم، يجب أن تتضافر كل الجهود، بما فيها جهود الحكومة والسلطة التشريعية، وكذلك القطاع الخاص سواء منفرداً أو عن طريق غرفة تجارة وصناعة البحرين، والأهم هو التنشئة المناسبة، من أجل دعم هذه الفئة من الشباب».

أما الملحق الثقافي والإعلامي في السفارة الأميركية توم تانر، فأشار إلى الندوة تهدف إلى تبادل الأفكار بين رواد الأعمال من الشباب وممثلين عن القطاعين الحكومي وغير الحكومي بشأن الصعوبات التي قد تواجه تأسيس أي عمل تجاري، ناهيك عن نقل تجارب رواد الأعمال البحرينيين الذين شاركوا في برامج التبادل الثقافي الأميركي في هذا المجال.

وقال: «إن دعمنا لبرامج التبادل الثقافي تأتي انطلاقاً من دعمنا لترسيخ مبادئ السلام والازدهار في العالم، عن طريق خلق المزيد من التفاهمات بين الأشخاص في مختلف المجالات».

ومن جهتها، تطرقت الأستاذ المساعد في جامعة البحرين جميلة المحاري، إلى دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في خلق الوظائف، مشيرة إلى أن بداية الحديث عن هذه المشروعات في كل دول العالم، بما فيها البحرين، كانت في التسعينات، منوهة بأهميتها في خلق الوظائف ومساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي.

وأوضحت أن مساهمة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي البحريني تصل إلى نحو 23 في المئة، في حين أنها تصل في الإمارات إلى 60 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، لافتة إلى أن العاملين في هذه المشروعات يمثلون ما نسبته 77 في المئة من إجمالي الوظائف في القطاع الخاص، إلا أنها استدركت بالقول: «للأسف أن 86 في المئة من العاملين في هذه المشروعات هم من غير البحرينيين، فيما لا تشكل نسبة البحرينيين إلا 14 في المئة، فلماذا نستثمر الأموال في مجالات لا تستهدف البحرينيين؟ هذه النسب ليست أرقاماً مزعجة فقط، وإنما تخلق تحديات تتطلب مواجهتها».

كما بيّنت المحاري أنه بحسب الإحصائيات التي تعود إلى العام 2005، فإن نحو 100 ألف من العمال مصنفون ضمن من يتقاضون الرواتب المتدنية، فيما ارتفع العدد ليصل إلى 375417 عاملاً ممن يتقاضون رواتب متدنية في العام 2015، مشيرة إلى أن العامل الأجنبي الواحد يكلف البحرين مبلغ 55 ديناراً شهرياً، بحسب التصريحات الرسمية، وهو ما يساوي 240 مليون دينار في السنة للأجانب العاملين في المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأوضحت أن التحويلات المالية للخارج تبلغ ما يساوي 2.1 مليار دينار في العام الواحد، على رغم ما قد يشكله هذا المبلغ من فارق كبير فيما لو تمت إعادة ضخّه في اقتصاد صغير مثل الاقتصاد البحريني، وقالت: «إذا كان ما نسبته 7 في المئة من الناتج المحلي للبحرين يذهب إلى الخارج، فأين دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للاقتصاد البحريني؟».

وأضافت: «إن من أكبر التحديات التي تواجه الصناعات الصغيرة والمتوسطة هي القدرة على البقاء، وإذا كان الاقتصاد قوياً، لاشك أن هذه الصناعات ستقوى، ورسالتي لرواد الأعمال الشباب، أن يفكروا فيما هو مناسب لهم وما هو مناسب للاقتصاد البحريني».

وأكدت المحاري على ضرورة التفريق بين الصناعات الصغيرة وريادة الأعمال، موضحة أن ريادة الأعمال تشمل الابتكار والإبداع في العمل التجاري.

أما رئيس جامعة العلوم التطبيقية غسان عواد، فتناول في ورقته الابتكار وريادة الأعمال في الدول العربية، وتطرق خلال حديثه إلى نتائج مؤشر التنافسية للعام 2016/2015، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي تصدرت فيه دول الخليج قائمة أفضل أداء بالمقارنة بالدول العربية الأخرى.

وأشار إلى أن خلق ثقافة ريادة الأعمال، تتطلب الأخذ في الاعتبار المسئولية والقيم والضرائب والتعليم في أي بلد، ناهيك عن توافر مناخ الإبداع والابتكار والمهنية والشفافية.

وقال عواد: «ريادة الأعمال تتطلب قادة فاعلين لا بيروقراطيين، ومن أبرز المشكلات التي تواجه ريادة الأعمال، هي عدم القدرة على التغيير، وعدم وضوح النشاط التجاري، وضعف القيادة، وعدم توافر المهارات والتدريب اللازمين، وعدم وجود السياسات المناسبة».

وأضاف: «هناك عدد من الدول الآسيوية التي تخصص ما يفوق 3 في المئة من ناتجها المحلي لإجراء الأبحاث والدراسات المتعلقة بالأعمال، وهذا ما من شأنه أن يساعد على الابتكار في إدارة الأعمال، وهو ما تفتقر إليه الدول العربية».

فيما تحدثت الرئيس التنفيذي لمركز زاري للاستشارات زهراء باقر عن تجربتها كأحد رواد الأعمال، وقالت: «أهم ما يميز رواد الأعمال الثقة الكبيرة بأنفسهم والمرونة والطاقة والقدرة على العمل لساعات طويلة، ولكننا نواجه الكثير من الصعوبات في مشروعاتنا، وأبرزها عدم توافر المعلومات التي نحتاجها للبدء بمشروعاتنا، بالإضافة إلى عدم وجود البيئة الداعمة لنا، حتى من قبل العائلة التي قد لا ترى مستقبلاً ليكون ابنها من رواد الأعمال، وإنما تفضل أن يكون موظفاً في أحد الأجهزة الحكومية».

وأضافت: «لقد عانينا كثيراً كرواد أعمال في الحصول على التدريب والتوجيه المناسبين من أجل جذب الزبون المناسب، وحين حصلت على المدرب المناسب، تمكنت من بدء العمل في مركزي الخاص».

الندوة التي نظمتها مؤسسة «فينوس الدولية» بالتعاون مع السفارة الأميركية في البحرين - تصوير جعفر حسن
الندوة التي نظمتها مؤسسة «فينوس الدولية» بالتعاون مع السفارة الأميركية في البحرين - تصوير جعفر حسن

العدد 4920 - الخميس 25 فبراير 2016م الموافق 17 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:52 م

      نعم للريادة

      اقول لرواد الأعمال الشباب ومن كانوا رواد وأصبحوا تجارا كبار لكي تكون رائدا كن رائدا في مسؤولياتك الاجتماعية وكن على ثقة أن تكون النسبة غير متدنية في توظيف بحريني في شركتك.

اقرأ ايضاً