العدد 4922 - السبت 27 فبراير 2016م الموافق 19 جمادى الأولى 1437هـ

المير: يُمنع استخدام الأطفال دون الـ 3 أعوام «الأجهزة الذكية» لتسببها في أمراض عصبية

المدارس الحكومية أفضل من «الخاصة» لحالات «فرط الحركة وتشتت الانتباه»

الاستشارية المير لدى تقديمها ورقة بعنوان «اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه»
الاستشارية المير لدى تقديمها ورقة بعنوان «اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه»

قالت استشارية الأطفال والصحة الأسرية، صديقة حسين المير، إن «الأطفال من هم في سن أقل من 3 أعوام يجب ألا يستخدموا الأجهزة الذكية لتسببها في أمراض نفسية وعصبية، ولذلك يمنع الأطباء ذلك دائماً»، مفيدةً بأن «المدارس الحكومية أفضل من الأخرى الخاصة بالنسبة للأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه، نظراً لوجود مراكز ومشرفين ومعلمين مختصين للتعامل مع هذه الحالات».

وأضافت المير أن «الإصابة بالحركة المفرطة وتشتت الانتباه يرتبط سببه بالدرجة الأولى بالعامل الوراثي والطبي (بيولوجي)»، موضحةً أن «لا توجد دراسة طبية تؤكد أن للأطعمة والمشروبات سببا في فرط الحركة وتشتت الانتباه. كما أن الحمية لا تعتبر حلاً للمشكلة».

وأكدت الاستشارية خلال الملتقى التربوي الأول «فرط الحركة وتشتت الانتباه» الذي نظمته جمعية باربار الخيرية ومركز السلام لصعوبات التعلم أمس السبت (27 فبراير/ شباط 2016)، أن «الكثير من المستحضرات والأغذية التي تستخدم كعلاج لهذه الإصابة لا يوجد دليل أو دراسة علمية تؤكد صحتها، بل هي منتوجات غذائية تجارية تستغل الأمومة ورعاة الأطفال».

إلى ذلك، ذكرت المير أن «نسبة الإصابة بكثرة الحركة وتشتت الانتباه مرتفعة لدى الفتيان، في حين أن الاصابة بتشتت الانتباه لدى الفتيات أكثر ارتفاعا. علماً أن الإصابة بكثرة الحركة وتشتت الانتباه له علاقة بالجانب الوراثي والطبي البحت. وهذه الحالة من الإصابة تصاحبها حالات مثل: اضطراب التحدي المعارض، اضطراب السلوك، الاكتئاب، القلق النفسي، صعوبات في التعلم، صعوبات لغوية وسمعية، صعوبات في القراءة والكتابة، بالإضافة إلى حالات مصاحبة أخرى يشخصها الأهل على الأغلب».

وعن حال المصاب بفرط الحركة، أفادت بأنه «يشعر المصاب بالإحباط والإحراج الشديد، وغيرها، ولا يُعزى ذلك إلى سوء التربية أو عدم الانضباط، ولا إلى استخدام الأجهزة الذكية أو تناول نوع محدد من الأطعمة والمشروبات». مؤكدةً أن «لا دراسة طبية تؤكد أو بعض الأطعمة والمشروبات تتسبب في فرط الحركة وتشتت الانتباه، والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى شأن طبي بيولوجي».

وفيما يتعلق بتشخيص الحالة، أسهبت الأخصائية بأنه «يتم التشخيص من خلال معايير الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية. ويشترط التأكد عند التشخيص في أن تدوم الأعراض لمدة 6 أشهر على الأقل، ووجود أعراض فرط الحركة والاندفاع أو نقص الانتباه قبل سن 7 أعوام، ووجود ضعف أو تأخر لدى المريض بسبب هذه الأعراض في مكانين أو أكثر مثل المدرسة أو العمل أو المنزل، ويجب أن يكون هناك دليل واضح. علماً أن الطبيب يجب أن يبحث في المؤشرات المهمة ويستبعد الحالات المتشابهة».

وختمت المير: «يؤثر فرط النشاط وتشتت الانتباه في تعثر الأداء الدراسي في المدرسة واستكمال الدراسة، والاكتئاب، ومشاكل في إقامة العلاقات والصداقات، وسوء تقدير الذات».

زهير: تغير السلوك حل لفرط الحركة وتشتت الانتباه

من جانبه، تطرق رئيس قسم صعوبات التعلم بوزارة التربية والتعليم، الاستشاري علي زهير، في ورقته إلى استراتيجيات تعليمية وإرشادية لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه. وقال إن «الأطفال ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه يعانون من عدم الاتزان الانفعالي، وقد تبدو هذه الانفعالات على أشكال مختلفة تتراوح ما بين الإحساس بالإثارة إلى الإحساس بالغضب الشديد. كما أنهم يظهرون تحديا كبيرا للوالدين والمعلمين الذين لم يدربوا على التعامل مع تلك الانفعالات، ونتيجة ليأس الوالدين في التعامل مع وضع طفلهم فإنهم يتجهون عادة إلى الأطباء الذين يصفون بدورهم بعض الأدوية التي تخفف من الحركة».

وأضاف زهير: يفترض في أسلوب العلاج السلوكي أن مشكلات الأفراد قد تكون نتاجا لعوامل بيئية تؤدي إلى زيادة أو نقص مظاهر سلوكية معينة لدى الطفل، وذلك انطلاقاً من كون الإنسان لا يعيش بمعزل عن بيئته بل هو يتفاعل معها ويؤثر ويتأثر بها، وبالتالي فقد تعمل البيئة على تقوية سلوكيات محددة لدى الإنسان بتوظيف أساليب الثواب أو التدعيم والتعزيز، وقد تعمل أيضاً على خفض بعض السلوكيات من خلال العقاب».

كما تحدث الاستشاري عن «السلوك، وبين أن «الأهداف العامة لتعديل السلوك تسمو إلى مساعدة الطفل على تعلم سلوكيات جديدة غير موجودة لديه، ومساعدته على زيادة السلوكيات المقبولة اجتماعياً، ومساعدة الطفل على التكيف مع محيطه المدرسي وبيئته الاجتماعية، ومساعدته أيضاً على التخلص من مشاعر القلق والإحباط والخوف».

وحول طرق وفنيات تعديل السوك، بين زهير أن من بينها «التعزيز، حيث يلعب التعزيز دوراً مهماً في تقوية واستمرار صدور الاستجابات المرغوبة، فتعلم أي سلوك يتم من خلال تكوين رابطة بين السلوك وتوابعه، فعلى سبيل المثال بعدما يبتسم المعلم للطفل يجلس بصورة منضبطة داخل الفصل يميل هذا الطفل للجلوس بصورة منضبطة دائماً، وقد يؤدي عدم حصول الطفل على تعزيز لفترات طويلة إلى الإصابة بالإحباط والاكتئاب. وأمثلة على ذلك: تقديم طعام محبب للطفل عبر كميات صغيرة، وأن يقدم بصور متنوعة ومختلفة حتى لا يحدث تشبع، وأداء نشاط محبب ويجب أن تشعر الطفل هذه الأنشطة بالسعادة وأن تمثل نوعاً من المسئولية أو الالزام على الطفل، فضلاً عن التعزيزات الاجتماعية مثل المدح والتربيت على كتف الطفل وإعطائه قدراً من الاهتمام والابتسام، وإعطاء طريقة المكافآت الرمزية أهمية من خلال الحصول على نقاط أو نجوم أو رقائق بلاستيكية كلما أصدر الطفل سلوكاً مرغوباً».

وبالنسبة للعقاب في طرق وفنيات تعديل السلوك، ذكر الاستشاري: «يستخدم غالباً الآباء الذين يحضرون أطفالهم إلى العلاج بهدف تعديل سلوكهم العقاب بصورة مفرطة، ويستخدم الآباء العقاب البدني في المنزل، ويبدو العقاب البدني بمفرده وإن لم يكن شديداً غير فعال في تقليل السلوك المضطرب، بل ربما يدعم استمرار هذا السلوك، ويجب أن يتعلم الآباء مهارات جديدة بديلة للعقاب البدني الذي يؤدي إلى تفاقم السلوكيات المضطربة، وتتمثل بعض طرق العقاب البديلة للعقاب البدني في أسلوب تكلفة الاستجابة، وأسلوب الاستبعاد المؤقت»، مستدركاً أن «يستخدم تكتيك تجاهل السلوك حين يرغب في التخلص من أحد السلوكيات المزعجة التي يبديها الطفل، كما يستخدم أسلوب التعلم بالقدوة أو النمذجة، ويطلق عليه مصطلح التقليد، وهو تقليد السلوك المرغوب تعلمه. كما لابد من استخدام الاستبعاد المؤقت، فحينما يظهر الطفل سلوكاً غير مرغوب يقوم الوالد أو المعلم بإرسال الطفل لمنطقة معينة، مثل زاوية الغرفة، أو خارج الغرفة لعدة دقائق».

معلمون وأولياء أمور ومختصون شاركوا في الملتقى التربوي «فرط الحركة وتشتت الانتباه»
معلمون وأولياء أمور ومختصون شاركوا في الملتقى التربوي «فرط الحركة وتشتت الانتباه»

العدد 4922 - السبت 27 فبراير 2016م الموافق 19 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 1:35 ص

      شكراً على هذا الطرح من الوسط ونتمنى الاستمرار كما نتمنى لجمعية باربار الخيرية بالموفقية في مثل هذه الندوات والبرامج ف هنيئا لاهالي باربار.
      وإذا أمكن المساعدة بطلب عنوان ورقم هاتف الدكتورة. وشكراً لكم

    • زائر 4 | 12:40 ص

      مسمار في لوح

      مشكلة أولياء الامور انهم يشغلون أطفالهم بهذه الأجهزة ليكونوا هم متفرغين لأمور تافهة ، وهذه هي الأنانية بعينها ، اذ انهم يعرفون سلبيات تعود الأطفال على الأجهزة الذكية ولكن الكسل الذي فيهم وحبهم لمشاغلهم السخيفة يجعلهم يرضون بمثل هذه الامور

    • زائر 3 | 11:44 م

      مثل ها المواضيع جداً مهمة يا ريت يتم طباعة بروشور او منشور عن هذا الموضوع ، ويتم اعطاءة من قبل أقسام الرعاية الصحية للمواليد الجدد ، مع أن لا يتخلف أثنان على خطورة الاجهزة الذكية لا سيما على النظر بالنسبة للأطفال ..

    • زائر 2 | 11:40 م

      ملتقى رائع
      شكراً لمشروع السلام بجمعية باربار الخيرية
      شكراً لدكتورة صديقة المير
      شكراً لدكتور علي زهير

    • زائر 1 | 11:38 م

      شكرا من الأعماق

      الشكر لكم ياجمعية باربار ولمركز السلام على هذه البرامج المتنوعه و الاهتمام بذوي صعوبة التعلم والشكر موصول للدكتورة المير والاستاذ علي

اقرأ ايضاً