العدد 4925 - الثلثاء 01 مارس 2016م الموافق 22 جمادى الأولى 1437هـ

قوى وطنية تحيي الذكرى الـ 44 لتأسيس الاتحاد الطلابي البحريني

ندوة القوى الوطنية بمقر «التجمع القومي» في الزنج - تصوير : محمد المخرق
ندوة القوى الوطنية بمقر «التجمع القومي» في الزنج - تصوير : محمد المخرق

أحيت قوى وفعاليات وطنية الذكرى الـ 44 لتأسيس الاتحاد الوطني الطلابي، مشددة على أنه يجب النظر إليه «كدرس في توحيد القوى الوطنية على رغم الاختلافات في توجهاتها وأيديولوجياتها وأفكارها».

وشددت القوى الوطنية، في ندوة عقدت بمقر جمعية التجمع القومي في الزنج مساء الإثنين (29 فبراير/ شباط 2016)، تحت عنوان: «الاتحاد الوطني لطلبة البحرين، مدرسة للأجيال»، على أن «الاتحاد الوطني الطلابي كتب له النجاح؛ لأنه تأسس على رفض الطبقية والطائفية بين أعضائه، ولم يكن يؤمن بها مطلقًا في حراكه داخل وخارج البحرين».

من جانبه، أفاد عضو الاتحاد الوطني الطلابي سابقًا، رئيس الهيئة الاستشارية في جمعية التجمع القومي يوسف آل شرف أن «أسباب نجاح تأسيس الاتحاد الطلابي هي عبارة عن مجموعة من الثوابت، منها التوافق على المطالب الوطنية المطروحة آنذاك، ولم يكن يوجد من يتحدث بمنطق الأكثرية والأقلية بين الطلبة، وانعدام الحالة الطبقية بين الطلاب أنفسهم، فلم يكن هناك أحد يتحدث على انه فقير أو غني، ولم تكن الصراعات الطائفية موجودة بين الشباب أو الطلبة سواء في الداخل أو الخارج، بل كانت العلاقات طيبة، وساهمت في تأسيس الاتحاد».

وأضاف «ومن الأسباب أيضا الدعم اللامحدود من القوى الوطنية التي ساعدت الطلبة في الداخل والخارج، لكي يلتقوا وينجحوا في تأسيس الاتحاد، جميع القوى الوطنية ساهمت بدعمها في تأسيسه وتذليل الصعاب التي يواجهها، الكل كان متفهما وينظر إلى مصلحة الطلاب في الخارج ومصلحة الوطن».

وأردف آل شرف «كان الاتحاد متفاعلاً ومواكباً للحركة النقابية والأحداث العربية والعالمية لذلك كانت للاتحاد مواقف موحدة وجامعة لكل القوى الوطنية، وكانت له عضوية في الاتحاد العالمي للطلبة، بسبب نشاطه الواسع جداًّ».

وتابع «استقلالية الاتحاد وعدم تبعيته إلى أية جهة رسمية كانت واضحة، على رغم محاولات عدة من جهات رسمية لجعله تحت مظلته، لذلك نجح الاتحاد في تخطي العديد من الصعوبات التي واجهها بفضل استقلاليته».

وأكمل «كان للاتحاد الطلابي دور كبير في خلق علاقات اجتماعية بين طلبة البحرين والاتحادات العربية الأخرى، علاقات اجتماعية وإنسانية قوية جدا، كذلك كانت مشاركات الاتحاد وطلبة البحرين في الخارج واضحة وقوية ومؤثرة».

وأشار آل شرف إلى أن «هناك عدة أشخاص كان لها دور كبير في تأسيس الاتحاد الطلابي، وربما لا يكون محبذاً ذكر هذه الأسماء الآن، هناك أسماء كان لها دور كبير في تأسيس الاتحاد الطلابي، وتأسس الاتحاد في البداية على ما أظن بتسعة فروع وبعد ذلك ازدادت الفروع في مختلف الدول ووصلت إلى 11 فرعًا».

وأكمل «استمر الاتحاد نشيطا حتى العام 1975 أو 1976 على ما اعتقد، إذ أخذ يضعف بعدها، لا أريد أن أتحدث عن الاتحاد كأرقام أو أحداث تاريخية، وإنما أردت أن أركز على كيفية قدرة الاتحاد على توحيد القوى الوطنية تحت مظلته، وهو الهدف الذي لا يتوافر حاليا بين مختلف القوى الوطنية في البلاد».

أما الأمين العام السابق لجمعية التجمع القومي حسن العالي، فشدد على أن «الاتحاد رفد العمل الوطني والقوى السياسية بخيرة الكوادر في البحرين، وهي نقطة مضيئة تحسب له».

وأضاف العالي «لابد من الإشارة أيضا إلى موضوع الوحدة الوطنية، التي كرسها الاتحاد الطلابي لطلبة البحرين، فالكل كان يعرف أن الاتحاد كان عبارة عن ائتلاف من القوى السياسية آنذاك، وكان يتم الاجتماع كل عامين لإنتاج خطاب وطني مشترك، وهذا التنسيق أعطى مردوده اليوم لإنتاج خطاب وطني مشترك وعمل وطني، وهذا ما تعلمناه خلال حراك 2011 بأن نؤمن بالتنسيق ووضع البرامج الوطنية المشتركة».

وتابع «إذن، من ضمن الدروس الأساسية هي بروز قيادات أخذت دوراً مهمّاً على ساحة العمل الوطني هي خريجة الاتحاد الوطني طلبة البحرين، كما انه كرس أهمية التنسيق المشترك بين القوى الوطنية».

من جهته، قال العضو السابق في الاتحاد الطلابي محمد المرباطي: «كنت طالبا في القاهرة، وابتعثت من قبل وزارة الصحة لدراسة العلوم الصحية في مطلع السبعينات، ووقتها لم أكن املك أي خلفية عن التنظيمات السياسية، وعندما وصلت للقاهرة أعجبت بالجو الطلابي، وذات ليلة كان معي زميلي في شقتنا، وجاء لنا زملاء قدامى لنا وطلبوا منا أن نشارك معهم في إدارة الرابطة الطلابية، فرع القاهرة، ولم يكن قد مضى علي إلا شهران هناك، فتخوفت في البداية إلا أنني وافقت تحت إلحاح هؤلاء الزملاء، وفعلاً لم تكن الطبقية موجودة بين الأعضاء، وكذلك مسألة الطائفية كانت معدومة».

وأضاف المرباطي «في 25 فبراير/ شباط 1972 تم إشهار الاتحاد، وكنت محظوظا بانضمامي إلى الاتحاد الطلابي فرع القاهرة على رغم قصر سنوات مكوثي في مصر، ففي العام 1973 تخرجت لكنني واصلت العمل الطلابي من خلال نادي العروبة».

أما القيادي في جمعية التجمع القومي محمود القصاب، فقال: «اعتقد أن إسقاط الفترة التاريخية التي مر بها الاتحاد على واقعنا يحتاج إلى تأمل، تجربة الاتحاد الطلابي تجربة غنية؛ لأنها علَّمت ووعَّت الكثير من الأجيال، واليوم نتمنى أن يسود واقعنا اليوم ما كان موجودا في تلك الفترة».

وأضاف القصاب «الاتحاد شكل فترة وطنية أصيلة بين جميع القوى الوطنية، عندما التقت كل هذه القوى، تم تأسيس هذا الاتحاد، صحيح أن البعض أراد قطف بعض المكاسب من الاتحاد، لكن هذا أمر طبيعي، وأعتقد أن كل الأحزاب في الوطن العربي مرت بهذه الحالة، لذلك نتمنى للتيار الديمقراطي الذي نبحث عن مخرج له، ونريد وسيلة لإشهاره، نريد لهذه الروح أن تعود إلى التيار الديمقراطي، فهذه الروح هي التي كانت أساس تشكيل ذلك الاتحاد الطلابي».

وتابع «تأسيس الاتحاد الطلابي ترافق مع خطوات انفتاح ديمقراطية في البحرين خلال الفترة بين 1972 و 1974، وكانت فرصة لأن تؤسس لمثل هذا الاتحاد، وتم إشهار الاتحاد تحت نظر وزارة التربية والتعليم التي كان يرأسها الشيخ عبدالعزيز آل خليفة، وأنا شخصيا قابلته عندما كنت امثل فرع بغداد وكان شخصا متفهما ومرحبا بالعمل الطلابي إلى أبعد حد، لكن سرعان ما حاولت السلطة الهيمنة على الاتحاد خلال مرحلة أمن الدولة بعدة طرق، منها محاصرة الطلاب وسحب جوازاتهم والاعتقالات ومنع إنشاء الأندية وغيرها، وقامت فعلا بضرب الاتحاد، وعندما جف نبع هذه الفروع في كل الدول أدى ذلك إلى انحسار وجفاف العمل الطلابي، وما نتمناه أن يعود العمل الطلابي إلى سابق عهده».

وأخيرا قال رئيس جمعية الشفافية شرف الموسوي: «ربما لا نحتاج إلى استذكار الأحداث التاريخية للاتحاد الطلابي، بل نحتاج إلى أن نتحدث عن كيف سنستفيد من هذا الاتحاد في بث الوعي الوطني والمجتمعي في البلاد».

العدد 4925 - الثلثاء 01 مارس 2016م الموافق 22 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً