كانت الساعة تشير إلى الساعة الحادية عشرة والنصف مساء، إلا أن العامل الآسيوي عبدالمنعم، لم ينته من عمله، فمازال يجر تلك العربة الحديدية ذات العجلتين، يجوب شوارع إحدى المناطق في المحافظة الشمالية، ويجمع الكراتين الملقاة على قارعة الطريق، وأمام المحلات التجارية، ليؤمن دخلاً إضافياً من جانب، ويخلّص المجتمع من أحد أنواع النفايات التي تؤثر على البيئة.

عبدالمنعم لم يمانع الحديث مع «الوسط»، فتوقف يدلي بمعلومات عنه، فهو بحسب قوله يعمل في الصباح عامل نظافة في إحدى المدارس، وما إن ينتهي من عمله الأول، حتى يبدأ عمله الثاني في جمع الكراتين والورق.

ويشير إلى أنه قضى نحو 15 عاماً من العمل البحرين، وهو يبلغ من العمر 35 عاماً الآن. ويقول إنه يبدأ العمل في جمع الكراتين عند الساعة الرابعة عصراً تقريباً، ويجر عربته وهو يدير عينه يميناً ويساراً، بحثاً عن قطع الكراتين، إلى أن يملأ تلك العربة، ويتوجه به إلى منطقة محددة، ويجمع فيها الكراتين، قبل أن تأتي سيارة خاصة لنقلها إلى حيث المكان الذي تُجمع فيها كل كميات الكراتين.

ورصدت «الوسط» في عدد من المناطق، وجود عمال آسيويين يمتهنون جمع الكراتين، فبعض منهم يجر العربة بواسطة يديه، وبعض آخر يربطها في دراجته الهوائية، ويتنقل من منطقة إلى أخرى.

ولاحظت «الوسط» قيام بعض الآسيويين بجمع الكراتين وبيع الخضراوات في آن واحد، إذ تم رصد آسيوي يبيع البصل الأحمر، وفي الوقت نفسه يجمع الكراتين.