العدد 4941 - الخميس 17 مارس 2016م الموافق 08 جمادى الآخرة 1437هـ

فورمولا 1 على خط الانطلاق... وملبورن تعطي إشارة البداية

ستكون الأنظار متجهة يوم الأحد نحو حلبة ألبرت بارك الأسترالية التي تعطي إشارة انطلاق الموسم الجديد من بطولة العالم لفورمولا 1 وسط التطلع للخروج من هيمنة مرسيدس وإعادة الحياة لسباقات الفئة الأولى.

ويأمل عشاق هذه الرياضة أن يكون الموسم الجديد مغايراً لما سبقه بعدما فرض الملل نفسه على مجريات 2015 لأن فريق مرسيدس هيمن تماماً على البطولة وخرج منتصراً في 16 سباقاً من أصل 19، بينها 10 للبريطاني لويس هاميلتون الذي توج باللقب العالمي للمرة الثانية على التوالي والثالث في مسيرته.

«إن الهيمنة المطلقة لمرسيدس جعلت الكثير من الناس يحضرون انطلاق السباق ثم يطفئون التلفاز لأن فريق مرسيدس جعل البطولة مملة»، هذا كان موقف عراب فورمولا 1، البريطاني بيرني إيكليستون الذي لخص تماماً واقع الأمور في بطولة الفئة الأولى التي بدأت تفقد شعبيتها نتيجة الهيمنة المطلقة التي فرضها الفريق الألماني خلال الموسمين الأخيرين.

وتابع إيكليستون «هذا الأمر ليس جيداً بالنسبة للرياضة. المشجعون لا يريدون معرفة هوية الفائز قبل انطلاق السباق. إنها مشكلة بالنسبة لنا في الوقت الحالي. إنها مشكلة نحتاج إلى حلها».

ومن المؤكد أن ما عاشته فورمولا 1 في العامين الأخيرين ليس صحياً على الإطلاق، وحصول مرسيدس على 12 ثنائية خلال موسم 2015 (رقم قياسي) وانطلاق «السهم الفضي» من المركز الأول في 18 سباقاً من أصل 19 وتصدره 86 في المئة من اللفات في السباقات الـ19، يؤكد غياب المنافسة على رغم بعض بوادر الأمل القادمة من معسكر فيراري.

الفريق الإيطالي كسر احتكار أبطال العالم من خلال الفوز بثلاثة سباقات عبر الألماني سيباستيان فيتل الذي خاض موسماً أول ناجحاً إلى حد ما مع «سكوديريا» بتحقيقه 3 انتصارات وبصعوده على منصة التتويج في 13 سباقاً من أصل 19.

وكان العامل المثير الوحيد في بطولة 2015 قادماً من مرسيدس بالذات، من المنافسة بين هاميلتون وزميله الألماني نيكو روزبرغ الذي أطلق تحذيراً شديد اللهجة لبطل العالم من خلال فوزه بالسباقات الثلاثة الأخيرة للموسم لكن البريطاني كان حاسماً حينها للقب الذي توج به في سباق الولايات المتحدة قبل 3 مراحل على ختام الموسم.

وبالتالي، يأمل الجميع أن يكون موسم 2016 مختلفاً في ظل التوقع بأن يتمكن فريق فيراري من مقارعة مرسيدس استناداً إلى جولتي التجارب الشتوية اللتين احتضنتهما إسبانيا قبيل انطلاق الموسم إذ كان «الحصان الجامح» بقيادة فيتل والفنلندي كيمي رايكونن الأفضل في 5 أيام من أصل 8. لكن القيمين على فيراري يدركون بأن النجاح لا يتحقق بين ليلة وضحاها وهم يعلمون أنهم دفعوا ثمن الانشغال بالمنافسة مع ريد بول على لقب 2013، تاركين المجال أمام مرسيدس للتركيز على المحرك الجديد ذات الاسطوانات الست مع شاحن هوائي «توربو» ما جعلهم متخلفين عن الفريق الألماني كما حال الفرق الأخرى.

ولا يمكن الاعتماد على التجارب الشتوية التي امتدت لثمانية أيام من أجل الوقوف على موقع كل فريق لأن مرسيدس ركز على عامل الاعتمادية من خلال خوض أكبر عدد ممكن من اللفات ما فتح الطريق أمام ثنائي فيراري لتسجيل أسرع لفات خلال الجولتين الشتويتين.

«بصراحة، أعتقد أنه تنتظرنا معركة شرسة»، هذا ما قاله هاميلتون عن توقعاته للموسم الجديد، مضيفاً: «من الصعب معرفة الوضع الحقيقي. تبدو السيارة (مرسيدس) جيدة لكن فيراري كانت قوية في نهاية العام الماضي، كما أن الفريق حقق تقدماً ملحوظاً من نهاية العام الماضي وحتى الآن».

ومن المؤكد أن عشاق فورمولا 1 يأملون أن تكون النتائج التي حققها فريق فيراري في التجارب الشتوية قريبة إلى الواقع من أجل إعادة الحياة إلى البطولة التي عاشت فترة ركود صعبة.

هاميلتون وروزبرغ

يعولان في موسم 2016 الذي سيكون ماراثونياً بعدما رفع عدد السباقات من 19 إلى 21 بانضمام حلبة باكو الأذربيجانية وعودة جائزة ألمانيا، على فيراري مجدداً من أجل محاولة إيقاف مرسيدس التي تحدث عنها مديرها غير التنفيذي سائق فيراري وبطل العالم السابق النمسوي نيكي لاودا، قائلاً في حديث مع صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت»: «كنا الأسرع في العامين الماضيين ولم يكن ذلك خطأ مرسيدس»، في إشارة منه إلى ضعف المنافسين.

وتابع «هدفنا المحافظة على تلك الأفضلية لكني أعتقد بأن الفارق تقلص بشكل كبير. أعتقد أنهم أقرب هذا الموسم».

ومن ناحيته قال المدير التنفيذي لمرسيدس توتو وولف أن «فريق فيراري حقق قفزة بالتأكيد. حتى إن كنا نتمتع بأفضلية، فالوضع لن يكون مشابهاً لما كان عليه العام الماضي».

وبعيداً عن الصراع الداخلي المتوقع بين سائقي مرسيدس ومع سائقي فيراري في هذا الموسم الذي سيشهد تعديلاً على نظام التجارب التأهيلية ونوعية الإطارات المستخدمة، هناك مجموعتان تتنافسان على هدفين: الأولى، يترأسها وليامس مرسيدس الذي يبحث عن الاحتفاظ أقله بالمركز الثالث الذي حققه الموسم الماضي لكنه يواجه منافسة قوية من ريد بول وفورس إنديا.

أما المجموعة الثانية، فتبحث عن النقاط وحسب مع أنها تحلم باستعادة أمجاد الأيام الغابرة والحديث هنا عن ماكلارين-مرسيدس والصانع الفرنسي العائد إلى البطولة رينو لكنهما قد لا يتمكنان حتى من التفوق على تورو روسو الذي يعتمد على سائق الواعد الهولندي ماكس فيرشتابن، والوافد الجديد هاس الذي يضع نصب عينيه تعزيز شعبية سباقات فورمولا 1 في بلده الأم الولايات المتحدة التي ستمثل بفريق للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود.

صحيح أن لا أحد في أروقة فورمولا 1 يريد بشكل رسمي بطولة بسرعتين لكنها موجودة حالياً في الحلبات في ظل الفارق الكبير في المستويات خصوصاً بين مرسيدس وفيراري والآخرين، ومن أجل تغيير بعض الأمور بحلول العام 2017، على الأقل فيما يخص المحركات، يجب أن تتسارع وتيرة الأمور وأن «يترك الآخرون فرامل اليد».

العدد 4941 - الخميس 17 مارس 2016م الموافق 08 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً