العدد 4943 - السبت 19 مارس 2016م الموافق 10 جمادى الآخرة 1437هـ

الحلــواجي: نفســـنا طويل بشـأن «الاتـفاقية الثلاثية»... ونرفض بخس حق «الاتحاد» كونه الأكثر تمثيلاً للعمال

أكد أنه لن يعمل في عباءة المحفوظ... ورفض وصف «نقابة بتلكو» بـ «الابــــــــــــــن الضال»

الأمين العام الجديد لاتحاد نقابات عمال البحرين يفتح قلبه لـ «الوسط» - تصوير : محمد المخرق
الأمين العام الجديد لاتحاد نقابات عمال البحرين يفتح قلبه لـ «الوسط» - تصوير : محمد المخرق

قال الأمين العام لاتحاد نقابات عمال البحرين حسن الحلواجي، إن نفَس الاتحاد سيكون طويلاً بشأن تنفيذ الاتفاقية الثلاثية لإعادة المفصولين بسبب أحداث العام 2011 إلى أعمالهم، مشدداً على أن الاتحاد يرفض أن يُبخس حقه في كونه الأكثر تمثيلاً للعمال، في إشارة منه إلى التمثيل الثلاثي في مجالس إدارات الهيئات الرسمية المعنية بالشأن العمالي.

وفي اللقاء الأول له كأمين عام مع «الوسط»، أكد الحلواجي أنه لن يعمل في «عباءة» الأمين العام السابق للاتحاد السيد سلمان المحفوظ، رافضاً من جانب آخر اعتبار نتائج الانتخابات الأخيرة المبكرة لنقابة عمال بتلكو بمثابة «عودة الابن الضال» إلى أحضان الاتحاد... وفيما يأتي نص اللقاء مع الحلواجي:

كونك قضيت الشطر الأكبر من عملك النقابي رئيساً لنقابة «بناغاز» والآن ترأس اتحاداً نقابياً كيف تنظر إلى هذا التغيير في حجم العمل ونوعيته؟ وخصوصاً أنها المرة الأولى التي تدخل فيها الأمانة العامة للاتحاد؟

- صحيح أنها المرة الأولى التي أدخل فيها الأمانة العامة للاتحاد، ولكني كنت قريباً من الاتحاد حين رأست المجلس المركزي، وقبله كنت رئيساً للمؤتمرين التأسيسيين الأول والثاني، وكانت هناك توصيات صدرت عن المؤتمر تتطلب متابعتها من قبل المجلس المركزي. ولذلك كنت دائماً على اتصال بالزملاء في الأمانة العامة السابقة، كما كنت مكلفاً مع مجموعة من النقابيين والخبراء بمراجعة النظام الأساسي للاتحاد في العام 2008، وبالتالي كنت على قرب أكثر بمعرفة اللوائح والأنظمة.

وحتى في علاقاتي الشخصية والنقابية، كنت أعلم بما يدور في دهاليز الاتحاد، إن صح التعبير، وفي أكثر من دورة ألح عليَّ الزملاء بالترشح لعضوية الأمانة العامة للاتحاد، ولكني كنت أرى الحاجة لترتيب البيت الداخلي لنقابة بناغاز أولاً، ولذلك لا أجد أن هناك فرقاً كبيراً بين عملي في النقابة وعملي في الاتحاد.

ولذلك حين عرض علي المنصب وجدت في نفسي الأهلية والثقة الكافية لأن أكون أميناً عاماً للاتحاد، وفي أول لقاء لي، قلت لأعضاء الأمانة إنني لن أنجح لوحدي، وإنما أريد من الجميع أن يعملوا معي بنفس واحد.

من عرض عليك الترشح لمنصب الأمين العام؟

- المجموعة بأكملها، لأن استقالة الأمين العام السابق للاتحاد السيد سلمان المحفوظ كانت مفاجئة، وكنت قبلها قررت دخول الأمانة العامة، وبعد أن انتهى المؤتمر العام وحصلت على أغلب الأصوات، ارتأى غالبية النقابيين أنني قد أكون أفضل بديل للمحفوظ في قيادة دفة الاتحاد.

هل تفاجأت بإجماع الأصوات على اختيارك أميناً عاماً للاتحاد؟

- لم أتفاجأ، وذلك بسبب تاريخي النقابي وقربي من النقابيين، وكنت أعرف كيف ينظر لي هؤلاء، ولذلك توقعت أن أكون أميناً عاماً للاتحاد.

قبل ترشحك لمنصب الأمين العام، قلت إن الأمين العام يجب أن يملك «كاريزما» تؤهله لشغل هذا المنصب، فهل وجدت في نفسك هذه «الكاريزما» التي تحدثت عنها؟

- الكاريزما لا تتعلق بالشخص بعينه، وإنما هي مثل إطار الصورة، إذا كنت داخل الإطار قد لا أرى الإطار بصورته الصحيحة، ولكن من هو خارج الإطار هو من يقرر إذا كان هناك توافق بين الإطار وبين من هو بداخله، وهذا تحده القدرة على التعاطي مع الآخرين وفرض الحضور واستقطاب الآخرين، وبالتالي لا أستطيع أن أقول عن نفسي ما إذا كنت أملك كاريزما أم لا. وبالعودة إلى وجهة نظري، فإنني مازلت أصر على ضرورة أن يكون لدى القيادة كاريزما تؤهله للقيام بدوره القيادي.

هل تعتقد أن ترجل ستة من قيادات الأمانة العامة السابقة للاتحاد، خلف لك تركة ثقيلة من العمل النقابي؟

- العمل النقابي لم يكن قط في يوم من الأيام في فراغ، ودائماً هناك ملفات نقابية مستجدة وأخرى عالقة، فالنقابات وجدت من أجل حل المشكلات القائمة بين الأطراف الثلاثة، وهذه القيادات تركت فراغاً من حيث الخبرة التي تمتلكها، وخصوصاً على صعيد علاقاتها الدولية، وعلى مستوى الداخل نحن قريبون منهم، وهناك دماء شابة جديدة دخلت الأمانة وتحتاج إلى رعاية أكبر، وربما لا يسدون الفراغ الذي خلفته القيادات السابقة، ولكنه سيضاعف الجهد علينا في التميز في المرحلة المقبلة.

وتأسيس الاتحاد مضى عليه 12 عاماً، ولاشك أن غياب الخبرات سيترك فراغاً، ولكن على الوجوه الجديدة أن تسعى لشغله. والواقع أنني متفائل جداً بأننا لن يكون لدينا قصور في عملنا.

كيف ترد على من يقول إن الحلواجي سيواجه صعوبة في الخروج من عباءة المحفوظ؟

- الحلواجي مختلف كلياً عن المحفوظ، وحين كنت على سدة رئاسة المجلس المركزي، لطالما اختلفت مع المحفوظ حين كان أميناً عاماً للاتحاد، وهو خلاف مهني لا شخصي، فعلاقتي الشخصية به قوية جداً. والأيام كفيلة أن تثبت بأن الحلواجي ستكون له قيادة مختلفة في الأمور، وأنا لا أقلل من شأن المحفوظ، وربما هذه فرصة لأشيد به وبقيادته للاتحاد في ظروف صعبة جدا، إلا أنه استطاع أن يبني علاقة جيدة مع كل الأطراف، وتمكن من الوصول في ملف المفصولين إلى نهايات مشجعة بنسبة 80 في المئة. وكل له طريقته في إدارة العمل بأسلوبه، وأنا لا أستطيع أن أعمل في عباءة المحفوظ.

الحلواجي مختلف كلياً عن المحفوظ، وهو خلاف مهني لا شخصي

وربما من سوء الطالع أن أخلف رجلاً قوياً مثل المحفوظ، ولكني لا أستطيع أن أعمل بطريقته، وإنما لي طريقتي الخاصة، ولدي تجربتي الخاصة في نقابة بناغاز التي حققت خلالها الكثير من المكتسبات، وأعتقد أنها طريقة ناجحة، والعمل النقابي ليس فيه خاسر ورابح، وإنما أن يكون الطرفان رابحين، لأن نجاح طرف على حساب الآخر فيه خسارة.

ما هي الملفات التي لاتزال عالقة في الاتحاد، وتعتقد أنها بحاجة لمعالجات أخرى لحلحلتها؟

- من دون التركيز على ملفات معينة، أشعر أن الاتحاد كان يسير بخطوات جيدة وواضحة، وحقق الكثير من الطموحات والاستراتيجيات التي وضعها في بداية دورة الأمانة السابقة، واليوم نحن على أعتاب دورة جديدة، ونعمل على استراتيجية للأربعة أعوام المقبلة.

وما هي ملامح هذه الاستراتيجية؟

- الاتحاد يجب أن يرتقي بالعمل النقابي اليوم، ويجب ألا يقتصر دوره في إطار المفاوضة على مكاسب العمال فقط، وإنما يجب أن يأخذ دوره في وضع دراسات معمقة للوضع القائم بشكل عام، وخصوصاً أن البحرين أمام تحديات اقتصادية كبيرة، والاتحاد طرف من أطراف الإنتاج الثلاثة، فيجب أن يفتح الحوار بيننا وبين أطراف الإنتاج الثلاثة، الحكومة وغرفة تجارة وصناعة البحرين والاتحاد، وأن تكون لنا مساهمة وطنية في حل المشكلات الموجودة.

على سبيل المثال، فإن الاتحاد اليوم بمنأى عن قرار رفع الدعم، والأمانة السابقة أخذت على النواب أنهم لم يقوموا بدورهم بحسب ما يأمله الشعب، وبالتالي نحتاج لأن تكون هناك جسور بيننا، باعتبار أن مشكلاتنا الوطنية واحدة، وأن يتم التشاور في هذه القرارات المصيرية على مستوى وطني، ومن ضمن التوصيات التي رفعناها في المؤتمر العام الأخير، هي إنشاء مجلس اجتماعي اقتصادي، وهناك عدة نماذج لهذا النوع من المجالس في عدد من الدول التي أثبتت نجاحها، وتكمن أهمية هذا المجلس في تقديم استشارات لجميع مؤسسات المجتمع المدني والسلطة التشريعية أيضاً في مختلف المجالات.

ترأست المؤتمر لثلاث دورات وترأست المجلس المركزي، وكنت من يحاسب ويراقب الأمانة العامة للاتحاد، والآن بت أنت من يخضع لهذه الرقابة ولمساءلة المجلس المركزي والمؤتمر، فكيف تنظر لهذا الأمر؟

- كوني كنت رئيساً للمجلس المركزي، فإن هذا الأمر يسهل عليَّ مهمتي الحالية، لأني كنت على سدة الرقابة على مالية الاتحاد وعمله بشكل عام، وما إذا كانت الأمانة العامة تلتزم في قراراتها بنظامها الأساسي أو تتجاوزه. فاليوم أنا على وعي تام بما يجب أن أقوم به وكيف أحترم السلطة الرقابية هذه لأتفهم دورها، لأننا بالنهاية نعمل جميعاً لمصلحة واحدة.

كيف ستتعامل مع الملفات العمالية التي لاتزال عالقة، كالتمييز في الوظائف واستمرار عمليات الفصل، ناهيك عن منع دخول ممثلي العمال من الخارج للمشاركة في المؤتمر العام الأخير للاتحاد؟

- لاشك أن ملف المفصولين من أولوياتنا، وخصوصاً المفصولين لأسباب نقابية، وعلينا واجب وطني وأدبي بالوقوف إلى صف المفصولين إلى حين إرجاعهم لأعمالهم.

أما فيما يتعلق بالتمييز في الوظيفة، فإن الاتفاقية الثلاثية التي تم توقيعها بإشراف منظمة العمل الدولية نصت على بند يمنع التمييز في الوظيفة، وهذا البند يجب أن يتم البت فيه، ولا أعتقد أن مملكة البحرين تمانع أن تكون هناك شفافية في هذا الملف وبموجب آلية واضحة للجميع.

ملف المفصولين من أولوياتنا، وخصوصاً المفصولين لأسباب نقابية

وكان بودي لو سمح لجميع الوفود الخارجية بالدخول إلى البحرين للمشاركة في أعمال المؤتمر العام للاتحاد، والواضح أن القرار الذي اتخذ في هذا الشأن سياسي وربما سيادي ولن نتدخل فيه، والوفود الأخرى التي شاركت في المؤتمر، بثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات أكدت خلالها أنها وجدت الديمقراطية الحقيقية للعمل النقابي في البحرين، وأن النقاشات التي شهدوها لم تكن مفبركة أو معداً لها مسبقاً، ولاشك أن مثل هذه التصريحات تسهم في إثراء التجربة النقابية في البحرين، وتسهم في منظومة الإصلاح التي تحدث عنها جلالة الملك في بداية عهده، وتبين أنها بدأت تؤتي ثمارها. فالمؤسسات تعمل اليوم بشكل منفرد وشفاف، وبما يسمح بالتعبير عن الآراء بشفافية أمام الوفود الأجنبية. وحين يتحدث الخبراء الأجانب عن نضوج التجربة النقابية في البحرين، فلابد أنها تعكس ما يحيط بها من بيئة اجتماعية إيجابية بشكل عام، إذ لا يمكن أن تكون المؤسسة (الاتحاد) لوحدها فقط التي تتميز بهذا النضج، وهذا يظهر صورة البحرين بمظهر لائق بين الدول الديمقراطية، وتعبر عن حراك نقابي ديمقراطي وحقيقي وشفاف.

ما هي خطتكم المقبلة في التعامل مع تنفيذ الاتفاقية الثلاثية، وخصوصاً في ظل وجود نحو 50 مفصولاً ممن لم يتم إعادتهم لوظائفهم بموجب الاتفاقية؟

- العمل النقابي ليس له نهاية، ومثل هذه الاتفاقيات ليس لها تاريخ نهاية صلاحية، وخصوصاً مع ما تتضمنه من التزامات أدبية ومالية كبيرة، وتحتاج إلى وقت طويل لحلها. وأنا هنا لا أعطي المبرر للأطراف المعطلة للاتفاقية، ولكني أقول إن نفَسنا طويل، وفي كل الأحوال يجب ألا تخرج الأمور عن السياق، ونحن نتحدث عن الاتفاقية الثلاثية منذ نحو ثلاث سنوات، وقطعنا شوطاً طويلاً في الاتفاقية، وسنبني على ما قام به الاتحاد، ولكني على يقين أن جميع الأطراف - بما فيها الحكومة - حريصة كل الحرص على أن يطوى هذا الملف بأسرع وقت ممكن، وأن نتجاوز الأزمة التي مررنا بها، بما يعود بمكسب للعمال والحكومة والغرفة، وحتى يتبين أننا استطعنا أن نحل مشكلاتنا بحل وطني، وإن كانت هناك بعض المعوقات، إلا أننا استطعنا أن نلتقي مع بعضنا البعض ونتشارك ونختلف في بعض الرؤى، وأنا متفائل جداً بأننا سننهي هذا الملف في أسرع وقت ممكن.

يُعرف عنك أنك شخصية هادئة وتميل إلى التهدئة في العلاقة مع الحكومة، فهل نتوقع أن نشهد علاقة أكثر هدوءاً عن السابق بين الحكومة والاتحاد؟

- أنا لا أتفق مع فكرة أن العلاقة كانت سيئة بين الحكومة والاتحاد، والدليل هي التسهيلات التي حصلنا عليها في المؤتمر الأخير للاتحاد، وأنا هنا أغتنم الفرصة لتقديم الشكر والتقدير لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإلى الحكومة على جميع التسهيلات التي حصلنا عليها في المؤتمر، وإن كنا نتمنى لو تم السماح لجميع الوفود بدخول البحرين للاطلاع على تجربتنا.

لا أتفق مع فكرة أن العلاقة كانت سيئة بين الحكومة والاتحاد، والدليل هي التسهيلات التي حصلنا عليها في المؤتمر الأخير للاتحاد

ولكني لا أعتقد أن هناك علاقة سيئة أو غير جيدة، والاتحاد العام سيمثل خلال الشهر المقبل عمال البحرين في منظمة العمل الدولية، بمعية ممثلي الحكومة وغرفة تجارة وصناعة البحرين، وهذه كلها أفق وأطر العلاقة الطيبة التي تجمعنا بالحكومة.

وما هو تصوركم للعلاقة التي تسعون إليها مع الحكومة؟

- قلوبنا وأيدينا مفتوحة للجميع، وفي اعتقادي الشخصي أن الاتحاد بل العمل النقابي برمته لم يكن موجوداً لولا المشروع الإصلاحي لجلالة الملك ونظرته المستقبلية الثاقبة في وضع أسس العمل الديمقراطي في البحرين، والسماح بالعمل النقابي، وأيضاً على مستوى مؤسسات المجتمع المدني، ولذلك كل ما نجنيه اليوم هو ثمار البذرة التي وضعت قبل 15 عاماً.

وعليه أرى أن العلاقة لم تنقطع أصلاً، وإن مرت بمد أو جزر، فهذه طبيعة العمل الديمقراطي الذي يمر بارتفاع وانخفاض وبعض الصعوبات. والشعوب التي تفكر بحرية مطلقة وتعبر عن آرائها لابد أن تختلف، والأخرى التي تنظر من وجهة نظر واحدة قلما تختلف، وأعتقد أن هذا الاختلاف حضاري جداً.

لو كان الاتحاد مسيساً ويدار من قبل الجمعيات السياسية، لما أصبحت رئيساً للاتحاد، فأنا مستقل

بعض الأطراف كانت تتهم الاتحاد بأنه مسيس وأن الجمعيات السياسية هي من تقود عناصره القيادية، كيف سينأى الأمين العام للاتحاد الجديد عن هذه الاتهامات؟

- لو كان الاتحاد مسيساً ويدار من قبل الجمعيات السياسية، لما أصبحت رئيساً للاتحاد، فأنا مستقل، ولا أنتمي لأية جمعية سياسية، ودخلت الأمانة العامة مستقلاً، ومن حضر المؤتمر العام وشهد الإرهاصات والاختلافات في الرؤى بين الأطراف، قطعاً سيخرج بمحصلة واحدة، أن هذا الاتحاد يُقاد من كوادره ومندوبيه الذين يحضرون المؤتمر.

العلاقة بين اتحادكم والاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين منقطعة، فهل نتوقع أن تنتهج الأمانة العامة الجديدة للاتحاد نهجاً جديداً في العلاقة مع الاتحاد الحر؟

- ليست هناك علاقة بيننا كاتحادين، وخصوصاً أننا نعتقد أننا الاتحاد الأصيل، وأن الإخوة في الاتحاد الآخر انشقوا عنا، وأنا هنا لن أتحدث عن آلية تشكيل الاتحاد الآخر لأنها ليست شأني. ولكن نهج الاتحاد واستراتيجيته لا يقره الأمين العام لوحده، وإنما الاتحاد ككل.

ويجب أن أقول إن علاقتي الشخصية بأعضاء الاتحاد الآخر هي علاقة جيدة، ولكن على صعيد مهني، فإننا مختلفون في الرؤى، وأعضاء الاتحاد الآخر يعرفون أني لست ممن يختلف شخصياً مع أحد، حتى وإن كانت خلافاتنا النقابية كبيرة.

كيف ستتعاملون مع مسألة التمثيل الثلاثي في مجلس إدارة هيئة التأمين الاجتماعي؟

- القاعدة الأساسية التي يفترض أن تحتكم إليها أطراف الإنتاج الثلاثة، هي معايير منظمة العمل الدولية، وهي واضحة وجلية جداً، وتقوم على أن الأكثر تمثيلاً للعمال هم من يمثل العمال في المجالس الثلاثية والمفاوضات الجماعية والحوار الاجتماعي وخارج مملكة البحرين، باعتبار أنه يملك القاعدة العمالية الأكبر، ولذلك فإن الاتحاد له وجهة نظر في هذا الموضوع، ونرفض أن يُبخس حق الاتحاد العام كونه الأكثر تمثيلاً. واليوم التعددية النقابية مسموح لها في البحرين، وإذا كان أي طرف يرى أن لكل اتحاد الحق في التمثيل، فهذا أمر غير صحيح، وخصوصاً إذا تعددت الاتحادات وضم كل اتحاد نقابتين أو ثلاثاً فقط.

الأكثر تمثيلاً للعمال هم من يمثل العمال في المجالس الثلاثية والمفاوضات الجماعية والحوار الاجتماعي وخارج مملكة البحرين

هناك اتحادات في دول العالم تضم العشرات من النقابيين، ولديهم مئات الآلاف من القاعدة العمالية، ولكن من يمثل العمال هو الاتحاد الأكثر تمثيلاً.

ماذا عن نقابة عمال بتلكو التي كان مجلس إدارتها السابق قد أعلن انسحابه من الاتحاد، هل نتوقع بعد انتخابات مجلس الإدارة الأخيرة، عودة الابن الضال - إن صح التعبير - إلى الاتحاد؟

- لن اعتبر نقابة بتلكو الابن الضال، فعلى المستوى الشخصي علاقاتي جيدة جيداً مع أعضاء النقابة، بمن فيهم رئيس مجلس الإدارة السابق عبدالعزيز دهنيم، وكانت له وجهة نظر مختلفة مع كثير من التوجهات الموجودة في الاتحاد، ولكني أحترم هذا الرجل ووجهة نظره المهنية.

أنا لا أعتبر أن النقابة كانت بمثابة الابن الضال وعادت الآن إلى أحضان الاتحاد، وإنما كان هناك اختلاف حضاري أدى إلى انتخابات مبكرة، وعلى مجلس الإدارة الجديد أن يقوم بدوره في تصحيح الوضع السابق إذا كانت وجهة نظره أنه كان وضع خاطئاً، أما إذا كانت لهم وجهة نظر أخرى، فإننا سنحترمها، وكانت إشكاليتنا أن النقابة منضوية تحت الاتحاد واتبعت آليات غير صحيحة في الانسحاب.

هل تواصلتم مع مجلس الإدارة الجديد للنقابة؟

- تمت دعوتنا كاتحاد للإشراف على انتخابات مجلس الإدارة الأخيرة، وهذا يعطي مؤشراً قوياً أن العلاقة بين الاتحاد ونقابة عمال بتلكو لم تنقطع، ونحن نؤمن بالعمل الحيادي واستقلالية النقابة في قراراتها، وسنكون موجودين في حال طلب منا أية مساعدة.

ونحن نرحب بمجلس الإدارة الجديد للنقابة، باعتبارها عضواً مؤسساً في اتحاد النقابات، وخصوصاً أن لها عطاءات كبيرة في الاتحاد، ولديها كوادر نقابية لطالما عملت من مظلة الاتحاد ووصلت إلى منظمة العمل الدولية.

هل لديكم مساعٍ لتحريك ملف النقابات في القطاع الحكومي؟

- قانون النقابات أعطى الحق النقابي من الخاصرة، فالمادة 10 من القانون، تعطي حق المخاطبين بأنظمة الخدمة المدنية الانضمام لها. ونحن نحتكم في جميع أمورنا إلى الدستور، الذي أعطى بالنص الحق للعمال بإنشاء نقاباتهم، ولم يحدد الدستور هذا الحق بأي من عمال القطاعين الخاص أو الحكومي، وإنما تحدث بلغة الشعب كله، وإذا قلنا إن المخاطبين في الدستور هم من يخضعون لأحكام الخدمة المدنية، فلنأخذ على سبيل المثال نقابة بناغاز التي أنتمي إليها، وعلاقتنا مع الشركة من أفضل العلاقات الموجودة اليوم بين إدارة ونقابة، فهل يحق لي أن أضم عمال وزارة الطاقة إلى نقابة بناغاز؟، وإذا وفقنا في ذلك، فهل سيقبل الوزير المعني بهذه الوزارة أن أتفاوض معه بشأن عمال أنا لست واحداً منهم؟ فالموضوع برمته معلق على مستحيل، لذلك نأمل أن تكون النظرة أوسع من ذلك.

ونحن دخلنا في إرهاصات العمل النقابي من أكثر من 12 عاماً في القطاع الخاص، فما الضير وما الخطر في أن يدخل القطاع الحكومي؟ فالشركات التي تضم نقابات، أكثر استقراراً، وخصوصاً الشركات الكبرى. لو كان هناك صوت للعمال في القطاع الحكومي ستحل الكثير من المشكلات وتذلل، والعمل النقابي ليس بعبعاً.

العدد 4943 - السبت 19 مارس 2016م الموافق 10 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 7:25 ص

      في جميع الاتفاقيات هناك وقت البدء بها وهو يوم التوقيع عليها ويوم انتهاء. لا أدري هذه الاتفاقية جايبينها من المريخ؟ معقولة تبقى إلى مالا نهاية؟

    • زائر 6 | 5:00 ص

      خسارة لبناغاز

      الكل يتمنى التوفيق لحسن الحلواجي ولكن نحن عمال بناغاز خسرناه لانه طلع ولا هيئ البديل المناسب مكانه وحاليا نقابتنا من غير رئيس ....يحمل طلباتنا للإداره ا...

    • زائر 5 | 4:08 ص

      كتبت أسم حسن الحلواجي الأمين العام للنقابات عمال البحرين في قوقل!
      ولكن للأسف لم أحصل على بروفايل ومعلومات عن الأستاذ حسن الحلواجي في موقع الويكيبيديا ووسائل التواصل الاجتماعية الأخرى مثل تويتر وفيس بوك ويوتيوب ولينكت إن وغيرها! مهم يكون هذا مهيئ ويتم مساعدة الأستاذ بهذة الأمور في ضل هذه الضروف ويكون له إيميل يتواصل معه العمال!

    • زائر 7 زائر 5 | 5:01 ص

      ماله داعي

      من افضل الشخصيات اللي تعمل بصمت وبالخفاء وأسأل موظفي بناغاز عنه

    • زائر 4 | 1:30 ص

      عاش الأمين العام الجديد خير خلف لخير سلف، وبقيادتكم نمضي إلى الأمام بعزيمة وتصميم

    • زائر 3 | 1:15 ص

      نحن الكادر التمريضى نتمنى لكم التوفيق ونطالب بقيام جمعية التمريض كما كانت وان نسمع صوتها تحت مظلة الاتحاد بما يمثلنا ويحقق طموحاتنا

    • زائر 2 | 1:15 ص

      والنعم بالحلواجي! أدعموه! يستاهل تدعمونه إن شاء الله! من خلال معرفتي ليه فعلا مندمج بما يفعله ويبذل مجهوده وحتى دون أجر بل بصورة إنسانية! أتوكلوا على الله وأدعموه بما تستطيعون ليساعدكم في إرجاع الحقوق! أكفاية أنه ما ينتمي للجمعيات السياسية ولو كان ينتمي للجمعيات الشياسية فعلا كان مستحيل يكون أمين عام للمجلس وكونه لا ينتمي لهذي الجمعيات! الله يمكن المؤمنين والمؤمنات من إرجاع حق الضعيف من القوي! الله يساعدكم على التملق للمسؤولين اله بتضطرون تعملونه عشان ترجعون بعض الحقوق لأصحابها!

    • زائر 1 | 1:01 ص

      مواطن

      الاتفاقية الثلاثية خدعة وقع فيها اتحاد النقابات و لم يلتزم بها سوى الاتحاد نفسه.
      كان ينبغي من اتحاد النقابات عدم سحب الشكوى قبل عودة جميع المفصولين إلى وظائفهم و تعويضهم

    • زائر 9 زائر 1 | 6:39 ص

      رجل المرحله

      الأستاذ حسن الحلواجي من الكوادر النقابيه المخضرمه ويعتبر رجل المرحلة القادمة والانجازات قادمه تحت قيادته لاتحاد النقابات لما يمتلك من أسلوب المفاوضات والأسلوب الدبلوماسي المقنع.. بالتوفيق للجميع

اقرأ ايضاً