العدد 4944 - الأحد 20 مارس 2016م الموافق 11 جمادى الآخرة 1437هـ

علينا حماية حقوق الجميع... فأي اعتداء على أي أقلية هو اعتداءٌ على البشرية جمعاء

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

(كلمة بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري الموافق (21 مارس/ آذار 2016)

لاشك أن العالم قطع أشواطاً طويلة على صعيد كفالة المساواة في الحقوق ومناهضة التمييز خلال الخمس عشرة سنة التي مضت منذ انعقاد المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب، وما يتصل بذلك من تعصب. فقد اعتمدت الدول الأعضاء قوانين وضمانات جديدة، وأقامت مؤسسات جديدة مكرسة لتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها. كما كثّفت منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم أنشطتها المناهضة للعنصرية، وباتت أكثر جرأة في إسماع صوتها.

لكن الطريق مازال طويلاً أمامنا. فنحن نشهد اليوم تنامي مظاهر التعصب والآراء العنصرية والعنف بدافع من الكراهية. وتعاظمت أيضاً ممارسات التنميط العنصري والعنف بحق بعض الجماعات. كما أن المصاعب الاقتصادية والممارسات السياسية الانتهازية تؤجج جذوة العداء حيال الأقليات، ويظهر ذلك بشكل جلي في الهجمات وأعمال العنف الموجهة ضد اللاجئين والمهاجرين، ولاسيما التعصب ضد المسلمين.

وما فتئت الأحزاب السياسية المنتسبة إلى أقصى اليمين تزرع بذور الشقاق وتنشر خرافات بالغة الخطورة. بل لقد تسلّل التشدد إلى مواقف أحزاب الوسط نفسها؛ وباتت كراهية الأجانب تتصاعد بحدة في البلدان المشهود لها بالاعتدال سابقاً؛ وأخذت بعض الأصوات المعروفة بالاتزان سابقاً تستغل مخاوف الناس بشكل يذكّرنا بأحلك فصول القرن الماضي.

وكل ذلك إنما يزيد من مخاطر تمزق النسيج الاجتماعي وزعزعة الاستقرار ونشوب النزاعات. وفي خضم هذه التقلبات والقلاقل، علينا أن ننتصب للدفاع عن الحقوق والكرامة للجميع والذود عن التنوع والتعددية. علينا أن نجاهر برأينا ضد معاداة السامية والتعصب حيال المسلمين وسائر أشكال الكراهية. فأي اعتداء على أي أقلية إنما هو اعتداءٌ على البشرية جمعاء.

ويظل إعلان وبرنامج عمل ديربان الإطار الأكثر شمولاً للعمل ضد العنصرية على الصعيد الدولي والإقليمي والوطني. غير أن القلق يساورني لأن الممارسات السياسية الانتهازية ما برحت تنخر العزيمة الجماعية التي أتاحت إبرام ذلك الاتفاق البعيد المدى والأثر.

لقد اعترف المجتمع الدولي في ديربان أنه ليس بمقدور أي بلد أن يزعم خلوّه من العنصرية. وما أشبه اليوم بالبارحة. فلابد أن نضع دوماً نصب أعيننا تلك الأعداد التي لا تحصى من ضحايا التمييز العنصري. وبتنفيذ اتفاقات ديربان، لن نكون قد أنصفنا الضحايا الأشد معاناة فحسب، بل سننتصر للإنسانية جمعاء. فهلمّوا نوحّد الصفوف لكي ينعم الجميع بالكرامة والعدالة والتنمية.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 4944 - الأحد 20 مارس 2016م الموافق 11 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً