العدد 4945 - الإثنين 21 مارس 2016م الموافق 12 جمادى الآخرة 1437هـ

مؤسس «أطباء بلا حدود»: يجب التمييز بين المهاجرين واللاجئين... ودول تخشى الأخيرين بلا مبرر

في أولى جلسات منتدى الاتصال الدولي في الشارقة أمس...

وزيرة الشباب الإماراتية خلال مشاركتها في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي أمس
وزيرة الشباب الإماراتية خلال مشاركتها في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي أمس

الشارقة (الإمارات) - علي الموسوي 

21 مارس 2016

قال مؤسس منظمة أطباء بلا حدود ورئيسها السابق، برنار كوشنير، إن بعض الدول في العالم تبدي تخوفات لا صحة لها وتخشى من غير مبرر، استقبال اللاجئين، وهو الأمر الذي أدى إلى تراجع أهمية القضايا الإنسانية، معتبراً أن الجهود المبذولة غير كافية لمعالجة مثل هذه المشكلات الإنسانية الكبرى، وخصوصاً مع إعطاء الموضوع بعداً سياسياً.

وذكر كوشنير، الذي شغل منصب وزير الشئون الخارجية والأوروبية بفرنسا خلال الأعوام 2007 – 2011، أنهم أنشأوا المنظمة بهدف الوصول لإغاثة المحتاجين، إلا أنهم فوجئوا الآن بوضع الحدود وتسييج الدول.

جاء ذلك في أولى جلسات اليوم الثاني من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، يوم أمس الإثنين (21 مارس/ آذار 2016) في مركز إكسبو الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي حملت عنوان «الكوارث الطبيعية والإنسانية... من إدارة الأزمات إلى التواصل الاستراتيجي».

وأشار إلى أن أهمية الإعلام برزت في إبراز القضايا الإنسانية الملحّة مؤخراً، فحتى فترة قريبة كنّا نشكو من وسائل الإعلام أنها لا توفر التغطية الكافية للكوارث الإنسانية والأزمات التي يقع

ضحيتها الأبرياء، وأزمات اللاجئين وغيرها، إلى أن ظهرت صورة جثة الطفل السوري الغارق على الشاطئ، والتي حركت مشاعر الملايين حول العالم وبدأ الإعلام يتحرك شيئاً فشيئاً نحو قضايا اللاجئين».

من جانبه، رأى محرر الشئون العالمية في قناة «بي بي سي»، جون سمبسون، أن «أحد أهداف الإعلام هو إخبار المواطنين بما يدور حولهم في مختلف الدول، لكن الإعلام اليوم يحاول أن يدفع بالحكومات للاستجابة إلى التقارير التي يقوم بنشرها، ولا أعتقد أنه يجب على الإعلام أن يقوم بدفع الحكومات لاعتماد سياسات معينة، وإنما لابد للإعلام أن يضع الأسباب الحقيقية وراء اللجوء، وأن يقوم بطرح السؤال حول كيفية التعامل مع هذه الأسباب».

وأضاف: «لابد من التمييز بين اللاجئين، فمنهم من يغادر بلده في سبيل الوصول إلى مكان يأمن فيه على عائلته ونفسه، ومنهم من يحاول الهرب من وضع اقتصادي مزر سعياً لتحسين حياته وتحقيق طموحه».

وأوضح أن المهاجر يمكن أن يعود إلى بلده في أي وقت، بيد أن اللاجئ لا يمكنه ذلك، وربما حتى إن تحسن وضع بلاده وأصبحت أفضل مما كانت عليه.

وبدوره، أكد الرئيس التنفيذي للجنة للإنقاذ الدولية ووزير خارجية المملكة المتحدة خلال الأعوام (2007 – 2011) ديفيد مليباند، أكد أهمية المعلومات في تفعيل دور العمل الإنساني والإغاثي عند الكوارث.

وقال: «بالنسبة للمنظمات الإنسانية، فإن السلعة الأثمن هي المعلومات الموثوقة، ولكن اليوم يصعب علينا الحصول على هذه المعلومات بسبب الوضع الحساس في بعض مناطق الأزمات، إلا أن تطور وسائل التواصل جعل الوصول أفضل إلى بعض التفاصيل التي تهم عملنا الإنساني وتقودنا إلى أن نكون واثقين من النتائج الإيجابية لعملنا».

وأضاف: «وللمعلومات أهمية كبرى بالنسبة للحكومات كذلك، فإن إيصال المعلومات بشأن الأزمات والكوارث الطبيعية إلى الجمهور يكسب الحكومات مصداقية عالية مما يعزز من ثقة المواطنين في جدوى مساعيها للمساعدة على تخطي الأزمة».

من جانبه، استعرض نائب الأمين العام لقطاع جمع التبرعات والتسويق في الهلال الأحمر الإماراتي، فهد سلطان، جهود الإمارات في المجال الإنساني خلال الكوارث والأزمات، معتبراً أن «الإمارات سباقة في العمل الإنساني، وتوجيهات القيادة تحث على دعم ومساندة كل من يحتاج لها، ولذا فنحن نعمل مع المؤسسات المحلية والعالمية في هذا المجال ونقوم بالتنسيق معهم للارتقاء بالعمل الإنساني من خلال تدريب الكوادر والوصول إلى مستوى عال من الجهوزية للتعامل مع كافة أنواع الكوارث الإنسانية والطبيعية».

وحول أهمية الاتصال الحكومي في العمل الإنساني، قال: «من خلال خبرتنا، فإن عمل الهلال الأحمر الإماراتي يعتمد بشكل كبير على بعض وسائل الإعلام المحلي الرسمية والخاصة والمستقلة لتضع يدها على أماكن الأزمة والمناطق المنكوبة والتوجه لها لتوفير الدعم الإنساني المطلوب. ومن جانب آخر، نحن ننتظر من المؤسسات الإعلامية المحلية والعالمية أن تقوم بتسجيل وتدوين عمل المنظمات الإنسانية محلية كانت أم دولية من أجل نشر الوعي بجدوى هذا العمل، مشيراً إلى أهمية تغطية فترات ما بعد الكوارث، حيث يتم تجاهل هذا البعد كلياً من قِبل وسائل الإعلام».

المتحدثون في الجلسة الثانية للمنتدى الدولي للاتصال ، الحكومي من اليمين ندابا مانديلا، بدور القاسمي وحبيب الصايغ
المتحدثون في الجلسة الثانية للمنتدى الدولي للاتصال ، الحكومي من اليمين ندابا مانديلا، بدور القاسمي وحبيب الصايغ

العدد 4945 - الإثنين 21 مارس 2016م الموافق 12 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً