العدد 4946 - الثلثاء 22 مارس 2016م الموافق 13 جمادى الآخرة 1437هـ

باراك أوباما يتوجه إلى الكوبيين من قلب هافانا

أوباما يحضر اجتماعاً مع المنشقين الكوبيين في السفارة الأميركية في هافانا - reuters
أوباما يحضر اجتماعاً مع المنشقين الكوبيين في السفارة الأميركية في هافانا - reuters

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما للكوبيين أمس الثلثاء (22 مارس/ آذار 2016) في كلمة نادرة بثها التلفزيون الكوبي إنه جاء إلى الجزيرة الشيوعية لـ «دفن» عقود من الحرب الباردة.

وفي آخر يوم من زيارته التاريخية إلى كوبا، استعرض الرئيس الأميركي رؤيته لإنهاء الخلاف الذي بدأ في نهاية الخمسينات من القرن الماضي عندما أطاح الرئيس السابق، فيدل كاسترو وميليشياته اليسارية بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة وأصبح حليفاً قوياً للاتحاد السوفياتي.

وألقى أوباما كلمته وسط الهتافات والتصفيق من الجمهور من المسرح الكبير في هافانا، وحضرها الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، وشاهدها ملايين الكوبيين على شاشات التلفزيون.

وقال أوباما في كلمته «لقد جئت إلى هنا لدفن آخر بقايا الحرب الباردة في الأميركيتين».

وقال بالإسبانية «أنا أؤمن بالشعب الكوبي» وكررها بالإنجليزية.

وهلل الحضور لأوباما مرة أخرى عندما دعا الكونغرس الأميركي إلى رفع الحظر المفروض على كوبا منذ عقود في محاولة فاشلة لتركيع الحكومة الشيوعية في هافانا.

وقال عن الحظر إن «هذا عبء قديم على الشعب الكوبي. وهو عبء على الأميركيين الذين يرغبون في العمل والتجارة والاستثمار هنا في كوبا (...) لقد حان وقت رفع الحظر».

إلا أن أوباما لم يتورع عن انتقاد غياب الحرية السياسية في كوبا، وقال إن المستقبل لا يعتمد على الولايات المتحدة بل على التغيير الداخلي في البلاد.

وقال «أنا أؤمن أن الكوبيين يجب أن يتحدثوا بدون خوف، ويجب ألا يتعرضوا للاعتقال بسبب أفكارهم ويجب أن يعتنقوا الحرية».

وكان أوباما يلقى في كل دعوة إلى إطلاق الحريات تصفيقاً حاداً، وهو حدث استثنائي في المسرح بينما كان الرئيس يجلس مستمعاً للكلمة.

وحرص أوباما وكاسترو على التركيز على التقارب بينهما خلال زيارة أوباما التي استمرت ثلاثة أيام بقليل من دبلوماسية البيسبول، في مباراة ودية بين الفريق الوطني الكوبي وفريق «تامبا باي رايز» الأميركي، في رمزية على حب البلدين المشترك لهذه الرياضة.

وهاجم كاسترو الولايات المتحدة على إثارتها قضية حقوق الإنسان في حين أن الحقوق الأميركية نفسها غير كافية في مجالات الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.

وقال كاسترو إن واشنطن يجب أن تعيد إلى كوبا السيادة على غوانتنامو الواقعة تحت السيطرة الأميركية، والمقام عليها المعتقل العسكري الذي تحتجز فيه الولايات المتحدة أجانب يشتبه بضلوعهم بالإرهاب.

وواجه أوباما، الديمقراطي الذي لم يتبق على فترة وجوده في السلطة سوى أقل من عام، انتقادات من الجمهوريين وممثلي حقوق الإنسان بسبب انفتاحه على كوبا.

إلا أنه صرح لتلفزيون «إيه بي سي» في الولايات المتحدة الإثنين أنه بعد محادثاته مع كاسترو، فإن السياسة تؤتي ثمارها من خلال إجبار الدولة المعزولة على دخول حوار.

وقال «إذا فكرتم في المؤتمر الصحافي اليوم، فبحسب علمي فإن هذه هي أول مرة يقف فيها راؤول كاسترو أمام الصحافة ليس فقط الأميركية بل كذلك الكوبية ويجيب على أسئلة».

وأضاف أن «ذلك لم يكن ليحدث لو لم نغير سياستنا».

وقال أوباما أن الدليل على حزمه بشأن قضية الحقوق هو أن حكومة كاسترو التي تسيطر على معظم جوانب السياسة الكوبية، لم يسمح لها بالاعتراض على قائمة المنشقين الذين تمت دعوتهم للمشاركة في لقاء السفارة الثلثاء.

وصرح لشبكة «إيه بي سي»: «نحن واضحون تماماً بأننا سنقابل من نريد مقابلتهم».

العدد 4946 - الثلثاء 22 مارس 2016م الموافق 13 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً