العدد 4952 - الإثنين 28 مارس 2016م الموافق 19 جمادى الآخرة 1437هـ

ملامح من تأثير البيئة على المنتجات الحيـوانية

سؤال دائماً يتبادر إلى أذهان مربي الحيوانات: هل بإمكاننا الاعتماد على الظروف البيئية الطبيعية في تربية الحيوانات سواء الأبقار أو الأغنام أو الماعز أو غيرها؟
إنه بلا شك خيار صعب في هذه الأيام التي تتنافس فيها الاكتشافات العلمية الهادفة إلى زيادة الإنتاج من تلك الحيوانات سواء كان الإنتاج لحماً أو لبناً، ولكن زيادة الربح من التربية ليس قاصراً فقط على زيادة الناتج الكمي من تلك المنتجات، فهناك بعض المكونات في المنتج قد تزيد من قيمته التسويقية إلى أضعاف المنتج العادي، فتعوض النقص في الكمية نتيجة زيادة نسبة أحد مكونات الحليب مثلاً!
مناسبة هذا الحديث أن بعض مربي الأبقار في إحدى الدول الأوروبية اكتشفوا أن تغذية الأبقار على نوع خاص من الأعلاف تزيد فيه نسبة البرسيم الأخضر وبعض المواد الطبيعية الأخرى يمكن أن تساعد على زيادة نسبة هورمون الميلاتونين بمقدار يزيد على 25 ضعفاً لما تحتويه ألبان الأبقار الأخرى التي لا تحصل على هذا النوع من الأعلاف، كما إنه من الطريف أنه لكي نحصل على هذه النسبة من الميلاتونين، فلا بد أن تحظى الأبقار في المقابل على رعاية خاصة كعدم إزعاجها بعد مغيب الشمس، وإلا غضبت علينا وعاقبتنا بقلة نسبة هذا الهورمون في حليبها، لذلك يعمد المربون إلى إعطائها ضوءاً خافتاً يساعدها على النوم الهادئ والراحة التامة خلال الليل، كما إن عملية الحلب يجب أن تتم قبل الفجر.
ويتم استخلاص هذه المادة الطبيعية من الحليب، ويباع في كبسولات تحتوي على الحبيبات المستخلصة، حيث يكفي التعود على شرب كوب من الحليب مذاباً به كبسولة واحدة منها إلى نوم هادئ وأحلام سعيدة كلها بهجة وسرور، كما تساعد على تقليل نسبة الإصابة بمرض الزهايمر في الأعمار المتقدمة.
وعلى الرغم من أن هورمون الميلاتونين يتم إنتاجه اصطناعياً وليس طبيعياً ويباع في الصيدليات على هيئة كبسولات، إلا أن المادة الطبيعية المستخلصة من حليب الأبقار تتفوق كثيراً في تأثيراتها الفعلية على تلك المواد الاصطناعية، ولذلك فإن التغذية الطبيعية للأبقار يمكن أن تعطي حليباً يتفوق في أسعاره على الأنواع الأخرى من الحليب، وبذلك يعوض قلة الإنتاج الذي يحدث نتيجة تلك التغذية الطبيعية، بشرط أن يكون ذلك على أسس علمية، وأن يكون هناك نظام يستطيع استخلاص تلك المواد الطبيعية لتباع بأسعار خيالية تدر الربح الوفير على المنتج الذي يشتكي دائماً من عدم اقتصادية تربية الحيوانات.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً