العدد 4955 - الخميس 31 مارس 2016م الموافق 22 جمادى الآخرة 1437هـ

الهدار: نطالب بإنشاء كلية بحرينية لدراسة تخصصات الزراعة

«الهيدروبونيك» من فوق أسطح المنازل...

إبراهيم الهدار، شابٌّ بحرينيٌّ في العقد الثالث من عمره، بادر بإقامة مشروع الزراعة المائية «الهيدروبونيك» فوق سطح منزله الواقع في قرية الهملة، والذي اعتبره مشروعاً صغيراً لسد حاجات أسرته من الخضراوات، مطالباً بإنشاء كلية أكاديمية بحرينية لدراسة تخصصات الزراعة.

الهدار بدأ في هذا النشاط كهواية، انطلاقاً من حبه للزراعة، حصل على دورات تدريبية في تخصصات الزراعة لِمَدِّه بالمعرفة والخبرة.

وللتعريف بهذه الزراعة وانتشارها في البحرين، وعن تجربته الناجحة في هذا المجال، يحدثنا الهدار في هذا الحوار:

كيف تعرفت على طريقة زراعة الهيدروبونيك؟

- تعرفت على هذا النوع من الزراعة من خلال قراءتي وتصفحي في مواقع «الانترنت» ومتابعتي لـ «اليوتيوب».

كيف كانت بدايتك مع المشروع؟

- اعتمدتُّ على نفسي في تجهيز جميع الاحتياجات للبدء فيه، فقد قمت بشراء جميع الأدوات والأجهزة، وصممت الأعمدة والقاعدة التي هي أساس لزراعة الهيدروبونيك، فمن الناحية المهنية عملت على بناء الموقع بنفسي من دون مساعدة من أحد.

كيف تتم عملية الزراعة من دون تربة «زراعة الهيدروبونيك»؟

- في البداية يتم أخذ البذور ووضعها في أحواض صغيرة إلى أن تنبت شتلات، وبعدها يتم نقلها إلى الأنابيب المزودة بالمياه طوال اليوم وهي تعتمد على خزان للماء يوضع فيه محلول خاص من نوعين (A،B) ونضيف مقداراً مناسباً منهما على حسب كمية الماء الموجودة في الخزان. المحلول يحتوي على عناصر تعوض عن التربة والأسمدة فتزود النباتات بالفيتامينات والأحماض والأملاح الضرورية لنموها، وبداخل الخزان توجد مضخة تعمل على تكرير الماء 24 ساعة.

هل ترى من الضروري فتح تخصصات أكاديمية في البحرين لتدريس الزراعة وتقنياتها؟

- نحتاج بشكل كبير إلى فتح تخصصات أكاديمية لدراسة الزراعة، فكما نرى يتم جلب الأجانب كمهندسيين زراعيين وفنيين وتقنيين للعمل في القطاع الزراعي، ونرى من جانب آخر توجه بعض الطلاب إلى الخارج لدراسة الهندسة الزراعية وغيرها من التخصصات المماثلة. فنحن نطالب بفتح أكاديمية أو تخصصات في الجامعات البحرينية لدراسة الزراعة.

كم تبلغ دورة إنتاج النباتات واثمارها في هذا النوع من الزراعات؟

- البذور تحتاج إلى فترة اسبوع واحد لتنمو وتصبح شتلات صغيرة، ثم تنقل للأنابيب وتأخذ مدة شهر أو أكثر بقليل لتثمر.

ما هي أنواع الثمار التي تقوم بزراعتها؟

- أقوم بزراعة الطماطم إلى جانب الخيار وأيضاً الفوطن، والنعناع والزعتر. والحمد لله جميع التجارب ناجحة في الزراعة ما عدا زراعة الخيار الذي واجهت صعوبة فيه، فقد تضرر من الديدان؛ لأن المكان مفتوح، ولذلك يفضل أن يكون مكان المشروع مغطى بمحمية لحمايته من الديدان والحشرات.

برأيك، هل ستؤثر الزراعة بدون استخدام التربة على الزراعة التقليدية، وهل ستكون منافسة لها؟

- مع عدم وجود أراضٍ زراعية، وعدم توافر دعم من الجهات الحكومية والشركات الكبيرة للمزارعين وأيضاً بسبب شح المياه، فقد بدأ عموم المجتمع البحريني بالتوجه للزراعة فوق الأسطح وقد انتشرت جداً هذه الطريقة في الآونة الأخيرة، بدأ الناس باستخدام ما نسميه بأجهزة المثلث الهرمي (الزراعة المائية)، والكثير من أصحاب المشاتل والمزارع الكبيرة توجهوا الآن للزراعة بالهيدروبونيك والاكوابونيك (الزراعة السمكية) ويتركون الزراعة في التربة، ففي هذا النوع من الزراعة لا تحتاج إلى عمال كثر فيكفي فيها عاملان؛ لأنها تعتمد على التقنية وليست الأيادي العاملة.

باعتقادي أن مع الأيام ستكون هذه الطريقة منافسة للزراعة التقليدية بشكل كبير.

مع انتشار هذه الطريقة عند بعض المزارعين، هل يثق المستهلك البحريني بشراء المنتوجات المزروعة بالطرق المائية؟

- القيمة الغذائية لا تختلف بين النوعين، ويوجد إقبال كبير على شراء المنتوجات الزراعية المزروعة بالطرق الحديثة.

ما هي الصعوبات التي واجهتها عند تأسيسك المشروع؟

- لا توجد صعوبات بالمعنى الحقيقي، فالمشروع جّداً سهل، لكن هناك بعض الأجهزة الواجب توافرها في هذا النوع من الزراعة و هما جهازان لقياس الماء غير متوافرين في البحرين، فكان لابد من شرائهما من الخارج.

كيف كان الدعم والتشجيع من قبل الأهل؟

- لقد منحت ثقة كبيرة ودعم وتشجيع كبيرين من قبل أهلي وخصوصاً أخي الكبير الذي وقف معي في هذا المشروع، وكذلك حصلت على ردات الفعل الايجابية والتشجيعية من باقي الأهل والجيران، الذين أبدوا إعجابهم بالمشروع وبادروا بالاستفسار عن تكلفة المشروع وكيفية القيام به.

كم تبلغ تكلفة المشروع، وهل هي أعلى تكلفة من الزراعة التقليدية؟

- التكلفة ليست باهظة جدا، فزراعة الهيدروبونيك تكلف 200 دينار بحريني، إذا لم يستعن المزارع بفني أو تقني لصنع الأنابيب وغيره، لكن إذا تمت الاستعانة بهم فهي ستكلف تقريباً 600 دينار بحريني.

أما مقارنة بالزراعة التقليدية فهي أقل تكلفة طبعا فهي طريقة اقتصادية لا تحتاج إلى عمال ولا مواد عضوية.

ما الدافع وراء استمراريتك في العمل في هذا المشروع؟

- الإنتاج، ليس وفيراً كثيراً لكن منظر الخضراوات وهي تنمو وتثمر يشجعني على الاستمرار فيه، ففي النهاية هو حب لهواية الزراعة.

هل بالإمكان طرح منتوجك الزراعي في السوق، بمعنى آخر: هل يمكن الاعتماد على هذه الطريقة لمد السوق بالإنتاج المحلي؟

- المشروع الذي أقمته صغير جداً، أستعين بنتاجه لسد حاجة الأسرة فقط، و ذلك بسبب صغر المساحة التي أمتلكها، لكن بإمكان المزارعين ذلك فهم يطرحون الآن منتوجاتهم في الأسواق، لكنها خلال الموسم فقط وسيتوقف ويتم الاستيراد من الخارج بعدها، ما عدا المزارعين الذين يمتلكون محميات مكيفة يستطيعون الزراعة والانتاج طوال العام، وبذلك بإمكانهم مد السوق بالإنتاج المحلي.

كيف ترى التطور في القطاع الزراعي البحريني اليوم؟

- يعاني القطاع الزراعي من مشكلة كبيرة، فالمعظم يتوجه لترك أراضيه الزراعية ويبتعد عن الزراعة وذلك بسبب التربة وقلة المياه وقلة الدعم، كما يوجد شح كبير في الانتاج المحلي، والجهود الموجودة على الساحة حاليّاً هي جهود شخصية.

هل هناك دعم حكومي للمشاريع الزراعية الصغيرة؟

- للأسف لا نرى دعماً للمشاريع الزراعية سواء للأفراد أو للمزارعين الكبار.

ما هو تخطيطك لتوسعة المشروع؟

- أتمنى الحصول على أرض كبيرة لإقامة المشروع عليها، وكذلك الحصول على دعم لتوسعة المشروع.

ما هي خططك ومشاريعك المقبلة، وما الذي تطمح إلى تحقيقه؟

- بإذن الله سأحول الزراعة المائية (الهيدروبونيك) إلى الزراعة السمكية (الأكوابونيك) وقد بدأت في ذلك فعلاً، فقد جهزت الخزانات لتربية السمك فيها.

إبراهيم الهدار
إبراهيم الهدار

العدد 4955 - الخميس 31 مارس 2016م الموافق 22 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً