العدد 4955 - الخميس 31 مارس 2016م الموافق 22 جمادى الآخرة 1437هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

ويبقى الماء سرَّ الحياة والنجاة

لعل العامل المشترك في النصر الإلهي آنذاك في قضية انتصار الأنبياء أثناء الدعوة، حينما تغلق أبواب الدعوة والخير والسلام والعدالة أمام الأنبياء هو «الماء»، وهو الحل والمد الإلهي والنصر والخلاص والفرج للأنبياء من العذابات والتنكيل بهم من قبل طواغيت زمانهم «وكأن الله سبحانه وتعالى أرسل رسالته التحذيرية المائية الأولى للبشر؛ كي يعتبروا، ولم يعجزه أن يرسل النيران ولا البراكين ولا الريح الصرصر، أي الباردة تحرق ببردها كإحراق النار والمأخوذة من الصر، وهو شديد البرودة وَلا الْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ بل بدأ سبحانه وتعالى بالماء كقوله «وما نُرْسِلُ بالآيات إلا تخويفا».

أيها القراء، لنمر مرورًا سريعاً على حياة وقصص الأنبياء، بكسر القاف، وليس بضمها، ونبدأ بالنبي نوح، حينما أعيته طيلة الدعوة التي قاربت الألف عام، وطول نياحه لقومه بالدعوة إلى الله إلا أن عناد الكافرين والمستهزئين والمشككين فيه ألجأه إلى الخالق فالق الإصباح فجاءه النداء «ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون» (الصافات: 75)، والذي أشار إليه بالفرج في هذه الآية المباركة «واصنع الفلك بأعيننا ووحينا» (هود: 37)، وكان الطوفان المائي هو المد الإلهي الذي كان نوح ينتظره، حيث انفرجت أساريره حينما شاهد أمواج الطوفان تعتلي بسفينته إلى السماء «وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي، وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي» (هود: 44)، وما قصة النبي يونس ببعيد، إذ أعيته حجج قومه، فغضب من قومه، وتوجه تلقاء البحر، فوجد سفينة فركبها، وحينما هاجمها الحوت الضخم ووقعت القرعة عليه «فساهم وكان من المدحضين» (الصافات: 141) فرموه أيضاً في الماء لتقليل حمولة السفينة، وكان ماء البحر فيه الاختبار، وفيه ايضا النصر بابتلاع الحوت له ثم عودته للحياة مرة ثانية له في البر «فنادى في الظلمات أن لا إله إلا الله سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجبنا له ونجيناه من الغم، وكذلك ننجي المؤمنين» (الأنبياء: 87، 88).

وأما العامل المشترك في قصة النبي موسى فكان أيضاً «الماء»، وفي ثلاث مراحل، ففي المرحلة الأولى حينما جاء النداء إلى أمه «أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل ياخذه عدو لي وعدو له» (طه:39)، فكان اليم صمام الأمان، حينما أوصل التابوت إلى يد فرعون الجبار، ثم كان النصر الإلهي الأكبر حينما طارده فرعون بغية قتله «فاوحينا الى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم، وأزلفنا ثم الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين» (الشعراء:63، 64، 65) وما قصته مع «الخضر» حينما خرق السفينة التي كانت لمساكين يعملون في البحر، وكان أحد الطغاة يتربص بهم الدوائر!

أما النبي يوسف فكان الماء هو النصر الإلهي له حينما رماه إخوته في الجب أي البئر المملوءة بالماء للتخلص منه، ومن غيرتهم لكنهم لم يدركوا عظمة الخالق حينما نصره الله فنصبه ملكاً على أموال وثروات وعرش مصر، وقصة طالوت وجالوت فيها عبر وعبر حيث نهى طالوت جنوده عن شرب الماء «إلا من اغترف غرفة بيده» والنصر سيكون حليفهم إلا أن العصيان والغرور ركبهم فشرب أغلبيتهم ولما قامت الحرب كانت النتيجة «لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده» (البقرة:249) أي امتنع أصحاب طالوت أن يبرزوا لقتال جالوت على رغم جائزة طالوت المثيرة لهم بأن يزوج من يبرز لقتاله أعز ما لديه، وهي ابنته، ويكون وريثه في الملك، فلم يتقدم أحد إلا غلام صغير يسمى «داود» وكانت المفاجأة هو النصر الإلهي، والله لا يخلف وعده وقتل داود جالوت.

مهدي خليل


الإعلام في الواقع العربي ودوره في محاكاة ومنافسة الإعلام بالخارج

دائماً يخلق الإعلام الداخلي لأي بلد في محيطه العربي الإسلامي الإيهام في المشاركة في صنع القرار عن طريق المجالس المنتخبة وترسيخ القناعة بأن كل القرارات إنما جاءت تعبيراً عن آمال وأحلام المواطن.

ولكن إذا انتقلنا إلى الخارج في الغرب لوجدنا أن الخارج لا يهتم للولاءات ولكنه يهتم للمصالح التي تربطه معك. والخارج دائم التصديق للمنظمات غير الحكومية فيما تنقله وتدعيه. فالدولة في البلد العربي الإسلامي للرد على هذه الادعاءات في حاجة إلى إعلام قوي يعمل فيه من لهم الخبرة الكبيرة في الإعلام والسياسة. يمكن في الإعلام الداخلي أن تدخل المحسوبيات في التعيين. ولكن هذا الأسلوب والتوجه في التعيين لا يصلح في الإعلام الموجه للخارج. لذلك وجب التمييز بين مستويات الإعلام الخارجي وهذا التمييز يجب أن يتبع طبيعة الموقف للدولة من خلال الصراع الذي تعيشه في أي لحظه كانت. ولكن الحقيقة التي يجب أن نعترف بها هو أن ألدوله لا تستطيع في أوضاع إعلامها الحالي أن تقوم بأي عمل إعلامي خارجي. يمكن أن يواجه الإعلام المضاد. لأن الواقع أن هيكل الإعلام من حيث التقاليد التي يتبعها لا يؤهلها لذلك. حيث إن تكوين الإعلام الحالي هو استمرار لأوضاع سابقه لا تتجانس مع طبيعة المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية، لذلك وجب على الدولة أن تُخضع جهاز الإعلام لتطوير كلي شامل وإخراجه من تقاليد قديمه تسيطر على أوضاعه الحالية. لذلك فإن الدولة وجب عليها إعادة النظر في جميع عناصر ومقومات التنظيم الإعلامي فيها. حيث إن الإعلام الحالي يرى في الإعلام الخارجي امتداداً للإعلام الداخلي. وهو يرفض حقيقة الواقع وليست لديه ألقدره على مواجهه هذا الواقع الذي أساسه ضرورة التمييز بين الإعلام الداخلي والإعلام الخارجي. ومازال الإعلام يخضع لمنطق واحد أساسه منطق الاتصال الداخلي، وهذا المنطق يدل على أن من يمسك بأجهزة الإعلام المرئية والمسموعة هم بارعون في الإعلام المحلي ولغته وأساليبه واعتقدوا أنهم صالحون للعمل الخارجي. وهؤلاء بالضرورة جاءوا من أجهزه الاستعلامات التي هي أجهزة تتجه إلى الإعلام الداخلي. الحل يكمن في تغيير سياسة وأسلوب ومنهج. وأن نواجه الحقيقة بأننا ليس لدينا إعلام بالمعنى الصحيح، يحتاج الإعلام إلى مسئول يؤمن بالتطوير، يقدر حساسية الوضع الذي تمر به المنطقة ويعمل على أساسه.

خليل النزر


الشرقي ما مات مادامت الشمس فينا تشرق

هي الدنيا لا تدوم النعم التي فيها ولا تبقى كما هي فإن جادت لك يوماً سلبت منك أياماً أخر، وإن أعطت أخذت الأعز لديك، وإن جمعتك بحبيب تيقن أن يوماً ستفرقك عنه فما أقساها من دنيا حينما قست لتعلن ترجل خالي المرحوم الحاج عبدالله الشرقي إلى مثواه الأخير تاركاً فيناً حزناً لا يندمل... إن القلب ليحزن وإن العين تترقرق دموع مآقيها، اللّهمّ لا اعتراض على قَدَرِك ولا رادّ لقضائك.

أبا محمد... يعز علينا فراقك وما عزاؤنا فيك إلا أن وفدت على كريم ورحيم بعباده، الحمد لله أن لك صوراً تحمل طيفك الجميل والأخاذ، وأن لك في زوايا القرية أعمالاً تحمل من بصماتك ومن فيضك المعطاء، وهي التي تجعلنا نذكرك في كل آن وفي كل حين، فمحال القلب أن ينساك يا أنبل الناس وأعزهم، كنت فرداً وعملك كمؤسسة عملت ليل نهار، وسخرت كل قواك لخدمة دور العبادة ومجتمعك، وكان لجهدك الكبير لتثبيت الأراضي والوقفيات الأثر المنشود والواضح، لقد كنت عنواناً للعمل التطوعي وما أغلقها سوى رحيلك المفجع ما يربو على ستين عاماً، وديدنك العمل التطوعي الذي كنت تعتبره أمراً مقدساً حتى نهاية المطاف، فأكثر ما كان يتميز به الفقيد على صعيد العمل التطوعي هو الإخلاص والعمل بروح ولائية وإيمانية، ما عسانا أن نقول فيك مهما كتبت وكتبت في حقك لن أفي حقك ، مع ذلك أترك ولو كلمة عرفان بحقك وجميلك، طبت حياً وميتاً يا خالي، أتذكرك وأنت تخرج من بيتك متوجهاً لبيت الله لأداء الصلاة، وسبحتك بيدك بخطوات واطمئنان... أتذكر بكاءك ودموعك الساكبة على سيد الشهداء (ع)... أتذكرك عند كل مسجد كان لك حضور فيه نستذكرك كلما مررنا بالأوقاف الجعفرية الذي كنت ترتادها وأنت تفتقر إلى وسيلة نقل تقلك إليها آنذاك، سأذكرك وسأظل أذكرك في كل يوم تشرق شمسي يا شرقي.

أرقد بسلام يا خالي فإنك حتماً في عداد من أخلصوا وأعطوا وكان عطاؤك لله، جعل الله الجنة مثواك.

ابن أختك

السيدمحمود علوي

العدد 4955 - الخميس 31 مارس 2016م الموافق 22 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:10 ص

      رسالة لوزير التربية عن مدير ....

      ياسعادة الوزير تفاجانا مع بداية الفصل الدراسي الثاني بنقل مدير ضعيف المستوى لمدرسة ....... وشكله ليس ملما وليس مؤهلا لان يكون مدير لروضة صغيرة فما بالك بمدرسة تضم اكثر من 500 طالب. ناهيك بأنه رجل كسول وبليد ولايتمتع بفن التعامل مع الاخرين بمعنى اخر انسان غير اجتماعي وجاف لذلك اريحوا العباد وانقلوا هذا الرجل قبل خراب المدرسة مجمموعة أولياء امور.

    • زائر 2 زائر 1 | 2:28 ص

      هذا معروف عنه كل سنة في مدرسة

      انسان فاشل حده السؤال كيف تم تعيينه مديرا من الاساس وهل اجتاز امتحانات الترقي....

    • زائر 3 زائر 1 | 2:39 ص

      .................

      مشكلته يتعامل بنفس طائفي كريه وهذا محظور في وزراة هامة كوزراة التربية تحتضن مجموعة كبيره من المواطنيين ، هذا من يروح مدرسة ينفر منه الكل من طلاب ومدرسين وأولياء امور. المفروض يعاقب بموجب القانون من يروح مدرسه خربها وطلع.

اقرأ ايضاً