ضرب الألماني نيكو روزبرغ وفريقه مرسيدس مجدداً وخرجا فائزين من جائزة البحرين الكبرى، المرحلة الثانية من بطولة العالم لسباقات فورمولا 1، فيما تواصلت مشاكل فيراري مع انسحاب الألماني سيباستيان فيتل خلال لفة الإحماء أمس (الأحد) على حلبة الصخير.

وكان روزبرغ حسم السباق الافتتاحي في استراليا، متقدمًا على زميله البريطاني لويس هاميلتون بطل العالم في الموسمين الأخيرين، لكن سائق فيراري الفنلندي كيمي رايكونن فصل أمس بين ثنائي مرسيدس باحتلاله المركز الثاني ليعوض بذلك انسحابه من سباق ألبرت بارك بعد عطل ميكانيكي.

وإذا كان رايكونن انسحب من السباق الافتتاحي في اللفة 14 فان زميله فيتل لم يصل حتى إلى مركزه الثالث على خط الانطلاق إذ خذله محرك فيراري «إف 059/5» واجبره على الانسحاب خلال لفة الإحماء، ما مهد الطريق أمام روزبرغ ليخرج فائزا مجددا.

وهذا الفوز الخامس على التوالي لروزبرغ الذي أنهى الموسم الماضي بثلاثة انتصارات متتالية، لكن ذلك لم يكن كافيا لحرمان زميله هاميلتون من التتويج العالمي الثاني على التوالي والثالث في مسيرته يعد 2008 مع ماكلارين، لأن اللقب كان في جعبته قبل الدخول في السباقات الثلاثة الأخيرة للموسم.

ولا يبدو أن شيئا تغير منذ الموسم الماضي الذي هيمن عليه فريقه مرسيدس تماماً وخرج منتصرا في 16 سباقًا من أصل 19، بينها 10 للهاميلتون، كما حصل الفريق الألماني على 12 ثنائية (رقم قياسي) وانطلاق «السهم الفضي» من المركز الأول في 18 سباقًا من أصل 19 (عادل الرقم القياسي المسجل باسم ريد بول) وتصدر 86 في المئة من اللفات في السباقات الـ19.

وعزز روزبرغ بانتصاره السادس عشر في مسيرته صدارته للترتيب العام بعدما رفع رصيده إلى 50 نقطة مقابل 33 نقطة لهاميلتون الثاني و24 نقطة للاسترالي دانييل ريكياردو (ريد بول - تاغ هيوير) الذي حل رابعا للسباق الثاني على التوالي ما سمح له بإزاحة فيتل الذي تراجع من المركز الثالث (15 نقطة) إلى السادس لمصلحة زميله رايكونن (18 نقطة) والفرنسي رومان غروجان الذي واصل بدايته الجيدة على متن الوافد الجديد هاس - فيراري باحتلاله المركز الخامس، أي أفضل بمركز من السابق الافتتاحي، رافعا رصيده إلى 18 نقطة أيضًا.

وجاء الهولندي ماكس فيرشتابن (تورو روسو- فيراري) سادسا أمام الروسي دانييل كفيات (ريد بول - تاغ هيوير)، فيما حقق البلجيكي شتوفل فاندورن، بديل الاسباني فرناندو ألونسو في ماكلارين - هوندا (لم يشارك لعدم تعافيه من حادث في الجولة الأولى)، بداية واعدة بحصوله على نقطة المركز العاشر.

وعزز فريق مرسيدس الذي يحقق فوزه الثامن على التوالي، صدارته لترتيب الصانعين برصيد 83 نقطة مقابل 33 لفيراري و30 لريد بول.

تفاصيل السباق

وكانت البداية كارثية لفيراري بعد انسحاب فيتل، والأمر لم يكن أفضل بكثير بالنسبة إلى هاميلتون الذي تراجع كثيرا عند الانطلاق بعد تلاحم مع الفنلندي فالتيري بوتاس (وليامس - مرسيدس) الذي قفز عند الانطلاق من المركز السادس إلى الثالث.

وأدى التصادم بين هاميلتون وبوتاس إلى تراجع البريطاني للمركز السابع وصعود البرازيلي فيليبي ماسا (وليامس - مرسيدس) إلى المركز الثاني خلف روزبرغ الذي كان المستفيد الأكبر من الانطلاقة «الفوضوية»، فيما تراجع رايكونن من المركز الثالث إلى الخامس بسبب انطلاقه السيئ.

وبدأ روزبرغ يبتعد عن ماسا إذ وصل الفارق إلى حوالي 3 ثوان بعد 3 لفات فقط، فيما كان التنافس خلفه محتدما إذ تمكن رايكونن من تجاوز الاسترالي دانييل ريكياردو (ريد بول - تاغ هيوير) والصعود إلى المركز الرابع (اللفة 6 من أصل 57).

وبدأت بعدها التوقفات الأولى التي سمحت لرايكونن وهاميلتون بالصعود إلى المركزين الثاني والثالث مؤقتا، وذلك في وقت انسحب فيه البريطاني جنسون باتون (ماكلارين هوندا) بسبب عطل ميكانيكي في اللفة 7، فيما عوقب بوتاس بالدخول والخروج من خط الحظائر بسبب حادثه مع هاميلتون في بداية السباق.

وشهدت اللفة 13 توقف رايكونن للمرة الأولى ثم لحق به روزبرغ في اللفة التالية واستبدل أيضا إطاراته الشديدة الليونة بالإطارات اللينة والأمر ذاته بالنسبة لهاميلتون الذي توقف في اللفة ذاتها.

وعاد روزبرغ إلى الصدارة لكن هذه المرة أمام رايكونن الذي كان موفقا في استراتيجيته، وريكياردو فيما كان هاميلتون خامسا مباشرة أمام ماسا مع الوصول إلى اللفة 16 ثم أصبح بطل العالم رابعا بعد تجاوزه الروسي دانييل كفيات (ريد بول - تاغ هيوير) ثم ثالثا بعد لفة فقط بعد تجاوزه ريكياردو.

وبقي الوضع على حاله بالنسبة لسائقي الطليعة مع انتصاف السباق إذ وصل الفارق بين روزبرغ ورايكونن لأكثر من 15 ثانية، فيما كان هاميلتون متخلفا عن زميله في مرسيدس بأكثر من 23 ثانية مع الوصول إلى اللفة 28 من أصل 57.

وكان هاميلتون أول المتوقفين للمرة الثانية بين ثلاثي الصدارة وذلك في اللفة 29 وقد استخدم مجددا الإطارات الشديدة الليونة ثم لحق به رايكونن في اللفة التالية واعتمد النوع ذاته من الإطارات ثم دخل روزبرغ في اللفة 30 واستخدم أيضا النوع ذاته.

وفي ظل هذا الواقع واحتكام السائقين الثلاثة إلى الاستراتيجية ذاتها، بقي روزبرغ متقدما بفارق مريح على رايكونن الذي بدأ تدريجيا يشعر بضغط هاميلتون الذي كان على بعد حوالي 3 ثوان منه مع الوصول إلى اللفة 32 لكن بطل العالم عجز بعدها عن الاقتراب أكثر من منافسه الفنلندي الذي أجرى توقفه الثالث والأخير في اللفة 38 مع استخدامه بطبيعة الحال الإطارات اللينة من اجل أن تدوم حتى نهاية السباق.

ولحق به روزبرغ في اللفة 40 مع الاستراتيجية نفسها أيضًا والأمر ذاته بالنسبة لهاميلتون الذي توقف في اللفة 43.

وفي ظل الاستراتيجية المشابهة بقي الوضع على حاله بالنسبة لثلاثي الصدارة على رغم أن رايكونن قلص الفارق الذي يفصله عن روزبرغ إلى حوالي 6 ثوان مع الدخول في اللفات العشر الأخيرة، وذلك حتى تجاوز خط النهاية.