العدد 4959 - الإثنين 04 أبريل 2016م الموافق 26 جمادى الآخرة 1437هـ

«وثائق بنما»... أكبر إنجاز لصحافة البيانات الاستقصائيّة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الصحيفة الألمانية «زود دويتشه تسايتونغ» Süddeutsche Zeitung، فتحت صفحة جديدة في عالم الصحافة مساء الأحد (3 إبريل/ نيسان 2016)، وذلك عبر الكشف عن أكبر تسريب وثائق في التاريخ إلى الآن، بلغ حجمه 11.5 مليون وثيقة تفصيلية (تشغل مساحة 2.6 تيرابايت من البيانات الرقمية).

التسريبات التي تعرف حاليّاً باسم «وثائق بنما» تشرح كيف تم استخدام شركة المحاماة البنمية «موساك فونيسكا» لإخفاء الثروات، وأيضاً لما يشك في أنه قد يدخل في إطار غسل أموال بالمليارات، عبر فتح شركة في بنما ومن ثم تحويل أموال وأصول إليها.

الصحيفة الألمانية حصلت على الوثائق من مصدر داخل شركة المحاماة، ثم قامت بالاتصال بالاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية، والذي شكل تحالفاً من عدد كبير من الصحافيين الذين قاموا خلال عام واحد بدراسة البيانات ومن ثم تحويلها إلى قصة خبرية عالمية، نشرت بالتزامن في عدد من الصحف والمواقع الإعلامية العالمية. وعلى أساس ذلك، فإنَّ «وثائق بنما»، تُعَدُّ أكبر عمل صحافي استقصائي عالمي استخدم أسلوب «صحافة البيانات»، وهو أسلوب حديث يعتمد على البيانات ذات الحجم الكبير جدّاً من أجل استخلاص قصص خبريَّة.

هناك الكثير من الحديث عن «ملاذات التهرب من الضريبة»، من قبل بعض من أغنى وأقوى الناس في العالم، في وقت يزداد فيه عدد الفقراء. والإحصاءات تقول إن ثروات الأرض تقدر حاليّاً بنحو 320 تريليون (مليون مليون) دولار، لكن نصف هذه الثروة يقع بيد 1 في المئة فقط من الناس. وقدرت منظمة عالمية حجم الأموال التي تم إخراجها إلى الملاذات الآمنة على مدى عشر سنوات (بين 2001 و2010) وكلف الدول النامية (أخذ من ثروتها العامة) نحو 6 تريليونات دولار.

وعلى رغم أنَّ نشر أسماء في هذه الشركة البنمية لا يعني بالضرورة ارتكاب صاحبها خطأً ما، كما قالت الصحيفة الألمانية ذاتها، الا إنَّه مؤشر كبير لقضايا تستدعي فتح التحقيقات واستكشاف الوضع حول السبب في اللجوء إلى تكوين شركة خارج إطار الرصد في بلد مثل بنما.

إنَّ هذا العمل الصحافي النوعي يأتي ليثبت أنَّ دور الصحافة لم ينتهِ، بل أصبح أكثر أهمية، لكنه في طور جديد، ويزداد تأثيره إذا جاء عبر تعاون عالمي، وعبر استقصاء للبيانات الكبيرة جدّاً، وهو عمل عجزت عنه أجهزة عالميَّة متخصصة في هذا المجال، وحققته الصحافة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4959 - الإثنين 04 أبريل 2016م الموافق 26 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 9:40 ص

      written for sale while SALE is sale too" للبيع أم/ أو للتخفيض يعني من دول الممانعة التي لا تكشف عن الحقائق التي تمرها الوقت أو عفا عليها الزمن. فأكثر الإتفاقيات كانت في الماضي ولا علاقة لها لا بالمستقبل ولكن الناس تعاني اليوم بسبب هذه الإتفاقات وغلإتفاقيات. فإتفاقية السلام لم تحل السلام في العالم وبالأخص في فلسطين بل إزداد وتيرة القتل و التنكيل لهذا الشعب المطلوب منه عدم الإنتفاض وعدم الممانعة وعدم . . . فا ما العمل؟

    • زائر 5 | 8:27 ص

      مقال مميز

    • زائر 2 | 12:51 ص

      وتبقى منطقة من العالم تسرق اموالها سرا وعلانية عصية على التغيير وتقاد شعوبها كالنعاج غصبا وايضا برضى وذلك في ظاهرة غريبة من التناقض بحجة الخصوصية والأعراف والتقاليد

    • زائر 3 زائر 2 | 3:02 ص

      أكيد تقصد

      إيران والعراق وسوريه ؟
      خلك واضح خوي

    • زائر 1 | 12:42 ص

      ن ثروات الأرض تقدر حاليّاً بنحو 320 تريليون دولار، لكن نصف هذه الثروة يقع بيد 1 في المئة فقط

      هناك الكثير من الحديث عن «ملاذات التهرب من الضريبة»، من قبل بعض من أغنى وأقوى الناس في العالم، في وقت يزداد فيه عدد الفقراء. والإحصاءات تقول إن ثروات الأرض تقدر حاليّاً بنحو 320 تريليون (مليون مليون) دولار، لكن نصف هذه الثروة يقع بيد 1 في المئة فقط من الناس. وقدرت منظمة عالمية حجم الأموال التي تم إخراجها إلى الملاذات الآمنة على مدى عشر سنوات (بين 2001 و2010) وكلف الدول النامية (أخذ من ثروتها العامة) نحو 6 تريليونات دولار.

اقرأ ايضاً