العدد 4962 - الخميس 07 أبريل 2016م الموافق 29 جمادى الآخرة 1437هـ

الضوء الأزرق الصناعي علاج الضعف الجنسي؟

الوسط - المحرر الصحي 

تحديث: 12 مايو 2017

الضوء جزء أساسي من البيئة الحياتية التي نعيش فيها، فهو يمّكن من القراءة، ومن تنفيذ الأعمال، ومن رؤية الأشياء من حولنا، ومن الحصول على فوائد نفسية وجسدية لها انعكاسات جيدة على الصحة، مثل تحسين المزاج وتنظيم النوم. وكشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة «طب الطبيعة» أن التعرض لضوء النهار الطبيعي يسّرع الشفاء من النوبة القلبية، ويساعد في التخفيف من وقع أضرارها على المصابين بها، حسبما نقلت صحيفة "الحياة".

هذا ما يمكن قوله عن الضوء الطبيعي، ولكن ماذا عن الضوء الصناعي؟

مما يعيشون تحت ظل الضوء الطبيعي، ما أدى الى ارباكات على صعيد الساعة البيولوجية التي تتحكم بدورة اليقظة والنوم، والى حدوث قلاقل هرمونية قد تكون ضالعة في زيادة احتمال الإصابة ببعض الأمراض، مثل الداء السكري، والبدانة، وارتفاع الضغط الشرياني، والمشاكل القلبية، والإكتئاب، والسرطان.

 وفي دراسة حديثة أجريت على فئران الهامستر من قبل باحثين أميركيين نشرت نتائجها على موقع «لايف ساينس»، تبين أن تعريض الفئران لأربعة أسابيع من الضوء الصناعي ساهم في وقوعها ضحايا مرض الاكتئاب.

وبدأ الضوء الأزرق يغزو حياتنا في شكل مخيف، فهو لا ينبعث فقط من مصابيح الإضاءة بل من شاشات أجهزة الكومبيوتر والهواتف الخليوية وشاشات التلفزيون والشاشات الالكترونية. صحيح ان الضوء الصادر عنها يبدو أبيض اللون في أعيننا، لكنه في الحقيقة يتألف من طيف من الألوان أحدها اللون الأزرق الذي يشع بكمية كبيرة في المصابيح الموفرة للطاقة.

لقد أثيرت مخاوف من أن التحديق في الأجهزة التي تشع الضوء الأزرق يمكن أن يؤذي العين، خصوصًا بعد نشر دراسة اسبانية أشرف عليها سانشيز راموس من جامعة مدريد، أشارت إلى أن النظر مطوًلا الى الشاشات من نوع « ليد» التي توجد في الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، مثل الآيفون والآيباد، قد يتسبب بأضرار خطيرة في العين قد لا يمكن اصلاحها اطلاقًا، بل ان الضوء الأزرق يستطيع تدمير قرنية العين وشبكيتها نهائيًا. وتجدر الاشارة الى أن شاشات «ليد» تصدر عنها كمية من الضوء الأزرق أكثر بخمس مرات من الكمية التي تشعها الشاشات القديمة.

لكن نتائج دراسة حديثة أجراها جون أوهاجان، كبير باحثي مجموعة لايزر وقياس الاشعاعات البصرية في مؤسسة الصحة العامة في بريطانيا، جاءت لتؤكد أنه حتى ولو تم التحديق لفترات طويلة في المصابيح وشاشات الحواسيب والهواتف الذكية، فإنه لا يوجد دليل قاطع يفيد بأنها تشكل خطرًا على الصحة العامة. وعند مقارنة ظروف التعرض الطبيعية للضوء الأزرق عند التحديق الى السماء مع ظروف التعرض للضوء المنبعث من الأجهزة الالكترونية الحديثة تبين أن كمية الضوء الأزرق الصادرة عن تلك الأجهزة هي أقل بالمقارنة مع الكمية الصادرة من السماء. وعلى رغم التهم الموجهة للضوء الأزرق بأنه مسئول عن مجموعة من المتاعب الصحية، إلا إنه يتمتع بمزايا طبية مهمة نجدها في أكثر من مجال، ومنها:

­ يستعمل الضوء الأزرق في علاج اليرقان (ابو صفار) عند الأطفال المولودين حديثًا، إذ يعمل الضوء على خفض مستوى مادة البيليروبين المسببة للون الأصفر.

­ يحّض اللون الأزرق على الشعور بالحيوية والنشاط ويقلل من الرغبة بالنوم، هذا ما

توصل اليه باحثون من جامعة كاليفورنيا بعد اجراء اختبارات شملت مجموعة من المتطوعين لمعرفة تأثير اللونين الأزرق والأخضر.

­ أشارت دراسة أميركية حديثة الى أن تناول الرجال الطعام تحت الضوء يساهم في كبح الشهية، وبالتالي يقي من السمنة. وأوضحت الدراسة التي قام بها باحثون من جامعة اركنساس، أن هذا الأمر يقتصر على الرجال فقط إذ يحّرض على الشعور بالشبع سريعًا وعلى عدم المقدرة على اكمال الوجبة. في المقابل لم يكن للضوء الأزرق أثر مشابه عند النساء، وقد علل البحاثة ذلك بقولهم ان النساء يعتمدن أكثر على حاسة الشم والذوق.

­ تساهم تقنية اللون الأزرق في ترميم الكسور عند كبار السن الذين لا يتحّملون الجراحات التقليدية، وتقوم التقنية على عمل قسطرة من خلال فتحة صغيرة يتم من خلالها الوصول الى مكان الكسر من دون الحاجة الى اجراء فتحة كبيرة، وبعدها يعمل الجراح على زرع القطعة الصناعية مستعينًا بالضوء الأزرق لتثبيتها وزيادة صلابتها، وهذا ما يمّكن المريض من التخلص من آلام الكسر سريعًا بحيث لا يبقى من ذكرى العملية سوى آثار فتحات صغيرة على سطح الجلد الخارجي.

­ يستعان بالضوء الأزرق لعلاج حب الشباب المعند على العلاجات الكلاسيكية، ويستخدم مصباح ضوئيُ مصّنع خصيصًا لهذا الغرض. وأظهرت دراسات أنه يعطي نتائج طيبة في أكثر من 60 في المئة من الحالات.

­ هل يستخدم الضوء الأزرق في علاج الضعف الجنسي ليكون بديًلا عن الحبة الزرقاء؟ ربما، أو على الأقل هذا ما ورد أخيرًا في الموقع الالكتروني لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية بناء على مستجدات خلصت اليها دراسة سويسرية أجريت على مجموعة من حيوانات المختبر تم خلالها حقن مجموعة من الجينات، التي تم اختيارها بعناية، مباشرة في العضو الذكر للحيوانات، ومن ثم جرى تعريضها للون الأزرق، فكانت النتيجة ناطقة، إذ ساعد على زيادة ضخ الدم الى العضو الذكر وحصول الانتصاب من دون حاجة الى أي إثارة جنسية. بعض الأطباء يعتقد بأن هذه التقنية ستتفوق على الفياغرا، وما علينا سوى انتظار التجارب السريرية على الانسان.

­ كشفت دراسة نفذها باحثون من جامعة توينت الهولندية أن الضوء الأزرق ساعد على تحسين درجة تركيز التلامذة أثناء تلقيهم الدروس، فهل تتم انارة غرف المدارس بالأضواء الزرقاء؟

أخيرًا، ان الضوء الأزرق ينبعث بكثافة من المصابيح الموفرة للطاقة، فحبذا لو تم استعمال أضواء هادئة مساء وقبل النوم بساعتين كي لا يطير النوم من العينين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً