العدد 4964 - السبت 09 أبريل 2016م الموافق 02 رجب 1437هـ

مُتغيّرات جوهريّة في الاقتصاد والسياسة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قفزت يوم أمس أسعار النفط أكثر من 6 في المئة مُسجِّلةً بذلك أكبر زيادة أسبوعية في شهر؛ بسبب هبوط مخزونات الخام الأميركية، وهو ما أنعش الآمال بأنّ تخمة الإمدادات العالمية قد تبدأ بالانحسار. كما استمدّت السوق دعماً أيضاً عندما قالت روسيا إن إنتاجها النفطي انخفض بينما يستعد منتجو النفط الرئيسيون للاجتماع في الدوحة في 17 أبريل/ نيسان 2016، وربما ينتج عن الاجتماع تجميد الإنتاج.

وبينما تتجه أنظار العالم لأسواق النفط، هناك اهتزاز عالمي آخر سببه إغراق الأسواق بالحديد الصيني، وهو ما يهدد حاليّاً بإغلاق مصاهر حديد في بريطانيا وتسريح نحو 40 ألف بريطاني من أعمالهم في صناعة الحديد والصلب والصناعات المعتمدة عليها. بريطانيا كانت قد تصدّرت العالم، وأصبحت القوة الاقتصادية الأولى في الماضي بسبب تصدُّرها لصناعة الحديد والصلب، وذلك بعد أن تمكّنت من صهر الحديد بالطرق الحديثة في 1736م، في وقت كانت الصين تبدو لديها عصور التخلف. أمّا اليوم فالقصة أصبحت بالمقلوب، ويوم أمس التقى وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند نظيره الصيني، في بكين، طالباً من الصينيين تقليل مستويات إنتاج الصلب، وذلك لأنّ إغراق الأسواق بالحديد الصيني سيؤدّي للقضاء على هذا القطاع الصناعي في بريطانيا ودول أخرى.

دول مجلس التعاون الخليجي ناقشت ملف إغراق الحديد الصيني للأسواق قبل أشهر، وكانت الفكرة المطروحة تتحدّث عن توحيد الرسوم الحمائية على الحديد الصيني بـ15 في المئة، من أجل التصدّي لممارسات الإغراق، الذي يُعتبَر نوعاً من المنافسة غير العادلة التي تتسبّب في اختلال توازن الأسواق.

وتباعاً لذلك، قال مسئول في وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات في الصين، أمس، إن الطاقة الإنتاجية لقطاع الحديد والصلب في بلاده ستهبط بحلول 2020، وقال إن الصين قد لا تمضي قدُماً فى زيادة حجم الصادرات، للمساعدة في حَلّ مشكلة الطاقة الإنتاجية الزائدة عن الحاجة في السنوات المقبلة.

لو عدنا إلى الوراء قليلاً، فسنجد أن العالم تغير في نهاية الثمانينات من القرن العشرين بسقوط جدار برلين، وانتهاء الحرب الباردة، وبروز نظام عالمي ذي القطب الأميركي الواحد... ونحن الآن نشهد متغيّرات كبرى، اقتصادياً، وسياسياً، وجانب من تلك التغييرات هذه الاهتزازات في الأسواق العالمية، واهتزاز منطقة الشرق الأوسط في الذكرى المئوية لتوقيع اتفاقية «سايكس-بيكو»... هذه المُتغيّرات تُعتبَر مؤشرات كبيرة على بروز نظام عالمي جديد، مختلف عن الحالي، وهذا أمر له تبعات جوهريّة في مجمل العلاقات الدولية والإقليمية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4964 - السبت 09 أبريل 2016م الموافق 02 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:00 م

      " إدامة الحال من المحال" اذا المواد كلها و ما بينها النفط الذي ننتجه يتم تسعيرها بواسطة الغير، فأين مكاننا من الإعراب؟ صبرا: النفط سيباع بسعر أقل من الماء و ذلك بسبب تآمر دولي لنهب القشة التي تعتمد عليها حياتنا.

اقرأ ايضاً