العدد 4969 - الخميس 14 أبريل 2016م الموافق 07 رجب 1437هـ

دامبيسا مويو: اختفاء الوظائف المتعلقة بالخدمات بسبب التطور التكنولوجي

الديمقراطية ليست بالضرورة سبباً للنمو الاقتصادي... وصراع عالمي على الموارد

الخبيرة الاقتصادية دامبيسا مويو تتحدث عن تحديات تحقيق النمو الاقتصادي  - تصوير أحمد آل حيدر
الخبيرة الاقتصادية دامبيسا مويو تتحدث عن تحديات تحقيق النمو الاقتصادي - تصوير أحمد آل حيدر

تنبأت خبيرة اقتصادية عالمية أن تتقلص الوظائف التي تتعلق بالخدمات بصورة كبيرة خلال العقدين المقبلين مدفوعة بالتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم وتطور أنظمة الاتصالات في الوقت الذي توقعت فيه أن يزداد الصراع على الموارد وأن يتسبب في حروب ليس على مستوى الدول بل حتى على داخل الأصعدة الوطنية.

وأبلغت الخبيرة الاقتصادية دامبيسا مويو «الوسط»، على هامش محاضرة في معهد الدراسات المصرفية بالجفير، مساء أمس الأول (الأربعاء)، «أن الدول التي تصدر السلع الأولية، ومن بينها بلدي زامبيا تعاني من تقلبات السوق».

وفي معرض ردها على استفسارات بشأن أسعار النفط قالت، الخبيرة العالمية إنها لا تتوقع أن تعود أسعار النفط إلى مستوياتها السابقة على الإطلاق، لكنها قد تحوم حول مستوى الأربعين دولاراً على المستوى المتوسط أو في غضون ثلاث السنوات المقبلة.

وأشارت إلى أن المشكلة تتلخص في تغيير طريقة إدارة العالم للطاقة، وتبني خيارات تكنولوجية جديدة بعيداً عن النفط الذي سيزيد من تراجع حاجة اقتصاديات العالم من هذا الوقود الأحفوري، وأشارت إلى أهمية الحصول على بدائل والتحول إلى التنوع الاقتصادي.

وناقشت الخبيرة الفرص المستقبلية لتحقيق النمو الاقتصادي في ظل تحديات كبيرة وخصوصاً بعد الأزمة المالية العالمية الأخيرة التي وضعت علامات استفهام كبيرة بشأن قدرة العالم على تحقيق مستويات النمو السابقة.

وتحمل دامبيسا مويو درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أُكسفورد البريطانية، وشغلت في السابق منصب خبيرة اقتصادية في البنك الدولي بواشنطن، ولها مؤلفات عديدة تعد من الأكثر مبيعًا في مجالي الاقتصاد والمالية، بالإضافة إلى كتاباتها في عديد من الصحف العالمية المالية.

و شرحت الخبيرة الاقتصادية أن الديمقراطية ليست بالضرورة سبباً لتحقيق النمو الاقتصادي في البلدان التي تنبناها، مستشهدة بتجربة البرازيل وجنوب إفريقيا التي تشهد انتخابات وفتحت أسواقها للعالم لكنها تعاني من ناحية عدم تغيير في نسب البطالة وفي تحقيق النمو الاقتصادي المنشود، وأشارت إلى أن آلية القرار ربما تكون أسهل وأسرع في الصين مثلاً.

وتحدثت الخبيرة عن التغييرات التكنولوجية التي يشهدها العالم والتي تغير من سوق الوظائف وتنذر بتفاقم مشكلة الوظائف وخصوصا في الدول النامية، مع وجود 100 مليون تحت سن العشرين سنة لا يحصلون على فرص التعليم.

وأوضحت أن الولايات المتحدة وأوربا يشكلان نصف الاقتصاد العالمي في الوقت الذي يعيش 90 في المئة من السكان خارج هذه المنظومة.

وشرحت أهمية وجود تأهيل عال للحصول على الوظائف مستقبلاً وكيف أن تحولات كبيرة سيشهدها سوق العمل في السنوات العشرين المقبلة مع اختفاء للوظائف في بعض القطاعات أو تقلصها كما حصل للمزارعين في الولايات المتحدة والذين كانوا يشكلون الغالبية العظمى من سوق العمل لكنهم الآن لا يشكلون سوى جزء بسيط.

وأعطت الخبيرة الاقتصادية مثالاً، كيف أنها قبل مدة كانت تتدرب على رياضة الجري وكانت تريد الحصول على وجبة بروتينات بعد تدريب مرهق وكان «ماكدونلز» هو الخيار الأقرب لكنها لتحصل على وجبتها من سلسلة المطاعم المشهورة هذه كان عليها الحديث فقط إلى آلة وتمرير البطاقة والحصول على الوجبة بهذه البساطة مع اختفاء العنصر البشري.

ودللت الخبيرة على هذه التجربة، بأن الكثير من الوظائف التي تتعلق بالخدمات ستختفي بفضل التكنولوجيا.

وأعطت الخبيرة مثالاً آخر كيف أن شركة «وولمارت» الأميركية لمتاجر التجزئة توظف أكثر من مليوني موظف في حين أن منافسها الأشرس وهو «أمازون» يوظف نحو 87 ألف موظف وهو في تناقص مستمر.

وسألت الخبيرة الاقتصادية الحضور عن أكبر الجهات التي توظف العمالة لديها في العالم، فكانت إجابة الكثيرين «وولمارت»، لكن الخبيرة فاجأتهم بأن أغلب العشرة الكبار الذين يقومون بالتوظيف في العالم هي من القطاع الحكومي وعلى رأسها الجيش الأميركي الذي يوظف قرابة 3 ملايين شخص يليه الجيش الصيني.

ورسمت الخبيرة الاقتصادية شكل العالم الذي بدأ يذهب باتجاه ضد العولمة Deglobalization، فأشارت إلى تراجع التجارة البينية بين معظم الدول في حين تتراجع الاستثمارات العابرة للحدود.

وأشارت المتحدثة إلى موضوع الفقر حيث إن من بين كل 7 أميركيين هناك جائع واحد، لافتة إلى نظام الضرائب الأميركي حيث يدفع 50 في المئة من الحصيلة الضريبية 1 في المئة من السكان.

العدد 4969 - الخميس 14 أبريل 2016م الموافق 07 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً