العدد 4969 - الخميس 14 أبريل 2016م الموافق 07 رجب 1437هـ

العاهل لـ "القمة الإسلامية" : البحرين عانت ولاتزال من أعمال إرهابية تخريبية مدعومة من الخارج

أكد عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على التحديات التي تواجهها أمتنا الاسلامية دولاً وشعوباً باعتبارها تحديات بالغة الدقة والخطورة، داخلية وخارجية، تفرض زيادة التنسيق والتشاور والتعاون بما يوجب مواجهتها ودرء أخطارها التي تهدد أمن واستقرار ومستقبل دولـها وشعوبها، وتحول دون تحقيق مصالحهـا وأهدافها المشتركة فــي وحدة الصف والتضامن والوصول إلى العدل والسلام الذي يدعو اليه الدين الحنيف وشريعته الغراء.

 جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عن جلالة العاهل، نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة أمام القمة الاسلامية الثالثة عشرة التي اختتمت أعمالها اليوم في اسطنبول.

وشدد جلالته على خطر الإرهاب الذي استهدف الأرواح والأموال والممتلكات في مختلف أركان العالم والذي يستوجب  مواجهته بكل الجهود والإمكانات.

وجاء في كلمة جلالته أن مملكة البحرين قد عانت ولاتزال من أعمال إرهابية تخريبية مدعومة من جهات خارجية من بينها الجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله اللبناني وتجدد إدانتها الشديدة للإرهاب في شتى صوره وأشكاله وتؤكد التزامها بمحاربة هذا الخطر الذي يهدد أمن العالم وتدعو الجميع الى العمل من أجل ازالة اسبابه وتطوير أطر التعاون بين كافة دول العالم بما يكفل اجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه، كما انها تدعو المجتمع الدولي والاجهزة المحلية والدولية الى اعلان الحرب على الارهاب وبما يتبع  ذلك من إجراءات بهدف حماية مصالح الاوطان وحياة وسلامة الشعوب.

وأعرب جلالة الملك عن تمنياته ان تخرج القمة بموقف اسلامي موحد، متماسك وفاعل يجسد الالتزام الثابت تجاه قضايا الأمة  العادلة، من خلال تطوير سبل التعاون والتنسيق بين الدول الاسلامية وتقوية هذه المنظمة، بما يسهم في ترسيخ  المكانة الحضارية للأمة الاسلامية ويحقق تطلعات وآمال شعوبها في التنمية والاستقرار والتقدم والسلم للجميع.

وفيما يأتي نص خطاب جلالة الملك أمام القمة الاسلامية الثالثة عشرة:

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، رئيس الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الاسلامي.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول الإسلامية.

الحضور الكرام...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

يطيب لنا في البداية، أن نعرب عن شكرنا وتقديرنا البالغين للجمهورية التركية الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وحسن الاعداد لهذه القمة، مؤكدين ثقتنا الكاملة في أن القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس رجب طيب اردوغان رئيس الجمهورية التركية، لمنظمتنا الاسلامية خلال الفترة المقبلة ستضيف لبنات جديدة ومهمة في منظومة العمل الاسلامي المشترك، والنهوض بالمنظمة الى مستويات متقدمة من التطور بما يلبي طموحات أعضائها ويتواءم مع معطيات الفترة الحساسة التي نمر بها، ويحقق ما نصبو اليه جميعاً من مستقبل مشرق لشعوبنا. 

        

كما نقدم الشكر والتقدير لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة على إسهامات فخامته خلال فترة ترؤس جمهورية مصرالعربية الشقيقة للقمة السابقة وجهوده المخلصة بغية تعزيز عملنا الاسلامي المشترك.

كما نوجه الشكر لمعالي الدكتور إياد بن أمين مدني الأمين العام للمنظمة وجميع منتسبيها على ما يقومون به من جهد ويقدمون من عمل يسهم في  تمكين المنظمة من أداء دورها في خدمة قضايانا الاسلامية العادلة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،،

الحضور الكرام،،

تواجه أمتنا الاسلامية دولاً وشعوباً تحديات بالغة الدقة والخطورة، داخلية وخارجية، تفرض زيادة التنسيق والتشاور والتعاون بما يوجب مواجهتها ودرء أخطارها التي تهدد أمن واستقرار ومستقبل دولـها وشعوبها، وتحول دون تحقيق مصالحهـا وأهدافها المشـتركة فــي وحــدة الـصف  والتضامــن والوصول الى العدل والسلام الذي يدعونا اليه ديننا الحنيف وشريعته الغراء، وهو شعار وعنوان هذه القمة.

وعلى رغم عظم التحديات وجسامة المخاطر والتهديدات، الا اننا وبفضل ما منَّ الله به علينا من وحدة الدين، وروابط الأخوة والمصير، وما تزخر به الامة الاسلامية من تاريخ مشرف وثقافة قوامها التعقل والحكمة، قادرون وبعون منه سبحانه وتعالى على الدفاع عن مصالحنا المشتركة ودرء ما يتهددها من اطماع وإرهاب.

فخامة الرئيس،،

اصحاب الجلالة والفخامة و السمو،،

تواجه امتنا والعالم من حولنا خطرا يستوجب مواجهته بكل الجهود والإمكانات، الا وهو خطر الارهاب الذي أصبح يضرب في مختلف أركان العالم، مستهدفا الأرواح والأموال والممتلكات، فالإرهاب لا دين له ولا وطن، والإسلام منه براء، فديننا الإسلامي الحنيف ومبادئه تدعو للتعايش والإخاء والسلام.

وانه من غير المنطق والمعقول أن ترتكب هذه الاعمال الارهابية باسم الدين الذي يدعو الى الخير والمحبة في ظل الحوار والحكمة.

إن مملكة البحرين التي عانت ولاتزال تعاني من أعمال إرهابية تخريبية مدعومة من جهات خارجية من بينها الجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله اللبناني تجدد ادانتها الشديدة للارهاب في شتى صوره واشكاله وتؤكد التزامها بمحاربة هذا الخطر الذي يهدد أمن العالم وتدعو الجميع الى العمل من اجل ازالة اسبابه وتطوير اطر التعاون بين كافة دول العالم بما يكفل اجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه، كما انها تدعو المجتمع الدولي والاجهزة المحلية والدولية الى اعلان الحرب على الارهاب وبما يتبع ذلك من اجراءات بهدف حماية مصالح الاوطان وحياة وسلامة الشعوب.

فخامة الرئيس،،،

أصحاب الجلالة والفخامة و السمو،،

إن عملية السلام في الشرق الاوسط  اصبحت أكثر تعقيداً وتشهد تراجعًا وجموداً في ظل استمرار السياسات الاسرائيلية وممارساتها المعادية للسلام والتوسع  في بناء المستوطنات ومصادرة الاراضي، واستمرار حصارها لقطاع غزة واعتداءاتها المتكررة على أبناء الشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية وبخاصة المسجد الاقصى الشريف.

واننا نؤكد رفضنا القاطع لهذا الظلم، وندعو المجتمع الدولي وخاصة مجلس الامن لردع سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن تعنتها الذي تسبب في تقويض عملية السلام، واضحى احد اهم اسباب انتشار العنف والكراهية والإرهاب في منطقتنا.

ومن واقع ايماننا باحلال السلام العادل والشامل في المنطقة واعطاء الشعب الفلسطيني الشقيق حقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية فاننا نؤكد على ضرورة استئناف العملية السلمية انطلاقا من ثوابت القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية، وما أكدت عليه مؤخرا القمة الاسلامية الاستثنائية في  مدينة  جاكرتا بجمهورية اندونيسيا.

وانطلاقا من رؤية هذه القمة واهدافها في تحقيق العدل والسلام، فان مملكة البحرين تؤكد مجدداً على حق دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة في استعادة جزرها الثلاث المحتلة من ايران بالمفاوضات المباشرة او احالة القضية الى محكمة العدل الدولية؛ تحقيقا للأمن والاستقرار، ولاعادة بناء علاقات جوار طبيعية قائمة على احترام سيادة واستقلال الدول وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير ومد جسور الثقة وفتح آفاق جديدة للتعاون القائم على المصالح المشتركة في المنطقة، الامر الذي اكدته قرارات مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومؤتمرات القمة العربية والاسلامية.

الاخوة الاعزاء،

ان واجبنا الوطني والانساني يدعونا ان نستمر في جهودنا الرامية الى الحفاظ على سيادة دولنا وسلامتها، وبذل المزيد من الجهد والعمل على تعزيز التنسيق والتعاون سواء بين دولنا او مع مختلف دول العالم؛ لكي يتمكن ابناء الشعوب الاسلامية الشقيقة وخاصة في كل من اليمن وسورية وليبيا وغيرها من بناء نظامهم السياسي بكل حرية واستقلالية ودون اي شكل من اشكال الوصاية او التدخل الخارجي، حيث ان من شأن هذا التدخل تعميق المشكلات والأزمات دون الاسهام في وضع حلول مناسبة تضمن تحقيق تطلعات الشعوب في الحياة المستقرة والآمنة والعمل على بناء المستقبل المشرق والمزدهر للاجيال القادمة.

ان موقف مملكة البحرين من دعم اليمن من خلال المشاركة في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة  هو موقف ثابت ومبدئي وينطلق من الايمان بأمن واستقرار اليمن الشقيق آملين ان تسفر جولات الحوار في دولة الكويت الشقيقة الى عودة الامن والاستقرار في اليمن الشقيق في ظل الشرعية والتوافق بين كافة الاطراف.

مؤكدين في هذا الاطار على اهمية وقف التدخل الخارجي والتصعيد العسكري في سورية واتاحة الفرصة للجهود الدولية لإنهاء الاوضاع الخطيرة وتداعياتها الانسانية بما يساعد على التوصل الى حل سياسي يتوافق عليه الجميع وفقا لما ورد في بيان جنيف واحد (1).

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،

الإخوة الاعزاء،،.

غايتنا من هذه القمة ان نحقق التضامن الاسلامي الذي تتطلع اليه الشعوب المسلمة في ظل مبادىء واهداف منظمتنا والتي  توجبه علينا وتدعونا اليه الاية الكريمة: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" (آل عمران: 103).

أملنا ان نتمكن، بمشيئة الله تعالى ومن خلال هذا الاجتماع، من الخروج بموقف اسلامي موحد، متماسك وفاعل يجسد الالتزام الثابت تجاه قضايانا العادلة، من خلال تطوير سبل التعاون والتنسيق بين دولنا وتقوية منظمتنا الاسلامية، بما يسهم في ترسيخ  المكانة الحضارية لديننا وامتنا الاسلامية  ويحقق تطلعات وآمال شعوبنا في التنمية والاستقرار والتقدم والسلم للجميع، مؤكدين ثقتنا في رئاسة وحكمة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان ومكانة ودور الجمهورية التركية الشقيقة في تحقيق ذلك.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً