العدد 4969 - الخميس 14 أبريل 2016م الموافق 07 رجب 1437هـ

كيف يتجنب الزوجان حدوث خلافات مالية تفرق بينهما؟

عندما تزوج آلان بيرلمان من لانا أكسيلرود سنة 2014، لم يجدا غضاضة في دمج مواردهما المالية معًا.

زقالت أكسيليرود، البالغة من العمر 33 عامًا، وتعيش في مدينة نيويورك: "نحن ندبِّر أموالنا بطريقة مشابهة، ونؤمن بقيم ومبادئ متوافقة، ونشعر أن الزواج يعني المشاركة في كل شيء".

ومن أجل ذلك، فتحا حسابًا مصرفيًا مشتركًا، أودعا فيه المال الذي تلقياه كهدية خلال الزفاف، ثم بدآ تحويل راتبيهما إلى هذا الحساب شهريًا، كما وافقا على استخدام بطاقة ائتمان واحدة فقط للإنفاق، وربطا حساباتهما بموقع للتدبير المالي الشخصي على الإنترنت يحمل اسم "مينت دوت كوم"، حتى يتسنى لهما متابعة التعاملات المالية.

ووضع الزوجان، حسبما نقلت قناة "البي بي سي"، خطة لتسديد قرض الطالب الجامعي الموحد، الذي حصلا عليه أثناء دراستهما الجامعية، ثم فتحا، في وقت لاحق، حسابًا استثماريًا مشتركًا للاستفادة منه عند التقاعد، وإضافة أي مدخرات أخرى إليه.

تقول أكسيلرود: "نتحدث عن مواردنا المالية بكل صراحة وفي كثير من الأحيان. فهذا يُقرّب بيننا، لأننا نشعر حينئذ أننا كفريق واحد نواجه معًا مصاعب الحياة ونسعى لتحقيق أفضل مستقبل لنا".

وبالفعل، حقق كل من أكسيلرود وبيرلمان نجاحًا. وكانت أكسيلرود مندهشة من قلة مشاركة الزوجين في الموارد المالية، ممّا حدا بها إلى الاستعانة بما لديها من معلومات مالية في هذا المجال لإنشاء شركة أطلقت عليها اسم "سيدجكوبل". وقد دُشِن هذا الموقع العام الماضي، ويوفر ورش عمل مالية للمتزوجين.

ولكن في أنحاء كثيرة من العالم، لا يقترن الزواج والمال بهذه السهولة. ففي الولايات المتحدة، تعدّ الموارد المالية المسبب الرئيسي لتوتر العلاقات، بحسب استطلاع للرأي أجراه مصرف سانتراست.

وفي المملكة المتحدة، يثار 39 خلافًا في السنة الواحدة بين الأزواج العاديين حول المال، بحسب منظمة "خدمة تقديم المشورة المالية"، ويذكر 24 في المئة من المتزوجين أن أزواجهم أو زوجاتهم "يتضجرون أو يغضبون أو يندهشون" عندما يعرفون الدخل الحقيقي الذي يتقاضونه.

وفي أستراليا، يعدّ المال أحد الأسباب الكبرى للخلافات الزوجية، ويعتقد قرابة 85 في المئة من الناس أن الأمور المالية تؤدي إلى الانفصال، وفقًا لمنظمة "ريليشنشيبس أستراليا".

قال هوارد بريسمان، مُخطط مالي لدى مؤسسة "إيغان، بيرغر أند وينر" في واشنطن: "قد يأتي الزواج عاجلًا أو آجلًا، وسيغير الزواج مجرى حياتك، ولذا يجب أن تأخذه على محمل الجدّ".

وفيما يلي نوضح كيف يمكن أن تستكمل حياتك بعد إبرام عقد الزواج.

ما يلزمك لتحقق النجاح: كن مستعدًا أن تكشف عن وضعك المالي بصراحة وصدق، وأن تتقبل شريكة أو شريك حياتك بكل مشاكله المالية.

تقول سوزان تشيسون، مخططة مالية لدى "فوكاس ويلث ماندجمنت"، بولاية فيرجينيا، بالولايات المتحدة: "يجب أن يتحرى كل منكما الصدق مع الأخر دائمًا وأبدًا بصدد دخلكما ونفقاتكما وما تمتلكان من أصول، وما عليكما من التزامات. فإن لم يكن لديك صورة واضحة عن موقف زوجك أو زوجتك المالي، فيجب ألا تدمجا مواردكما المالية."

كم تحتاج من الوقت لتستعد: إذا كنت مقبلًا على الزواج، فيجب أن تتحدثا عن الأمور المالية بمجرد انعقاد الخِطبة، ويفضل من قبلها، ولا سيما لأن متوسط تكاليف الزفاف في الولايات المتحدة تجاوز حاليًا 30 ألف دولار أمريكي، بحسب موقع "ذانوت دوت كوم".

وإذا كنت تنوي أن تقضي بقية حياتك مع شخص ما، فلتعرف ما يدور في خلده بشأن الأمور المالية، وما الذي سيسهم به في الحياة الزوجية من أصول وديون، وما لديه من خطط للتقاعد.

لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد: فلتتفاهما وتتفقا على كل شيء. فمن أكبر الأخطاء التي يقع فيها حديثو الزواج أن كلًا منهما يسعى لتحقيق أهدافه المالية المستقلة عن الأخر. ولذا فلتتحدثا عن كل الأهداف المالية التي تأملا في تحقيقها، مع الحرص على التنسيق بين هذه الأهداف.

قال بريت إيفاننز، وهو مدير منتدب لدى مؤسسة "أطلاس ويلث ماندجمنت" في ساوثبورت، أستراليا: "إذا كنتما تدخران معًا من أجل سداد مبلغ الدفعة الأولى المطلوبة لشراء منزل، فيجب أن يسهم الطرفان من أجل تحقيق هذا الهدف المالي، تجنبًا لما قد يحدثه ذلك من خلافات".

وتابع: "فلنفترض أن أحد الزوجين يتسوق أو يستمتع بوقته والآخر يوفر كل ما لديه من أموال، فإن النتيجة لن تكون مرضية".

توجد طريقة مرحة لتقييم مشاعركما المالية، بلا شدّ وجذب: ناقشا معًا كيف تنفقان مبلغ 10 ملايين دولار.

تقول نيف بيرسود، مخططة مالية لدى "ترانزيشن بلانينج أند جايدانس" في جورجيا، بالولايات المتحدة: "في الكثير من الأحيان، حين يجلس الزوجان للحديث عن المال، يأخذان الأمور بمحمل الجدّ. فإذا ناقشت الأمر بأسلوب خفيف ومضحك، ستكتشف الأمور التي يهتم بها الطرف الآخر. وهذه الأمور هي التي ستبني على أساسها آمالك وأحلامك وستساعدك على وضع الأهداف التي تصبو إلى تحقيقها".

ضع ميزانية. هذا أمر لا مناص منه. إذا كنتما تسعيان إلى تحقيق أهداف مشتركة، فيجب أن تضعا خطة عمل، وإن كانت غير مكتملة. يقول شانون لي سايمونز، مخطط مالي لدى "سايمونز فاينانشيال بلاننغ" في تورنتو: "يجب أن توجزا في هذه الميزانية الورادات والمصروفات، وأن تحسبا كيف ستنهضا بالأعباء المنزلية بالتساوي".

اقتراح: إن لم تدمجا حساباتكما المصرفية، فلتفتحا حسابًا مشتركًا، يضع كل منكما فيه مبلغًا من المال يتناسب مع ما يتقاضاه من مال. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تحصل على 70 في المئة من دخل البيت، فإنك تُسهم في ذلك الحساب بما يكفي ليغطي 70 في المئة من المصروفات.

عدِّل بيانات الشخص الأقرب والأعزّ. احرص على تحديث اسم المستفيد عند التقاعد أو غير ذلك من الحسابات لتعكس الزواج الجديد، إن كنت تنوي ترك مدخراتك لزوجك أو زوجتك بعد الممات.

تناول مسألة التأمين. كونك متزوجًا لا يقتضي بالضرورة أنك تحتاج إلى تأمين على الحياة أو تأمين ضد العجز، ولكن ربما تحتاج إليهما في وقت لاحق. يقول بريسمان: "بمجرد أن يوجد في حياتك شخص ما يعتمد عليك ماليًا وقد يعاني في حياته إذا فقد أحد معيلي الأسرة، فأنت تحتاج التأمين على الحياة".

فعلى سبيل المثال، إذا كنتما تستأجران شقة معًا، أو تمتلكان منزلًا أو أنجبتما طفلًا، فسيكون لفقد أحد مصادر الدخل وقع كبير عليكما.

فلتؤجل ذلك إلى وقت لاحق. استشر محام في مجال التخطيط العقاري. فإذا لم يكن لديك أطفال أو أصول ذات قيمة كبيرة، فربما لا تحتاج إلى كتابة وصية بعد. ولكن يجب أن يكون لديك توكيلات تتواكب مع تغيير وضعك حديثًا إلى وضع شخص متزوج.

وهذا يعني أنك من المحتمل أن تخوّل زوجك أو زوجتك باتخاذ القرارات المالية والصحية نيابةً عنك في حال عجزت عن الحركة وتعذّر عليك اتخاذها بنفسك، مع العلم أن هذا مفيد للغاية في حالات الطوارئ.

وإذا كانت هذه الزيجة هي الثانية لك وكان لدى أي منكما أو كليكما أطفال، فيجدر بكما استشارة محام متخصص في تخطيط العقارات.

فإن كان لديك طفل من زيجة سابقة، مثلًا، فقد ترغب في أن تترك له شيئًا صراحةً في وصيتك، لأن الكثير من الحكومات تنقل ما لديك من أصول تلقائيًا إلى الزوجة أو الزوج الجديد بعد مماتك، وتُسقط من حساباتها الطفل الذي أنجبته من الزيجة الأولى كليًا.

فلتفعل ذلك بذكاء: إذا لزم الأمر استعن بشخص ذي خبرة في المجال. فبالعض ليس لديهم القدرة والمهارة التي تمكنهم من مناقشة الأمور المالية مع أزواجهم.

ولعلّ استشارة شخص أخر مستقل يُجرّد الموقف من العواطف، مثل مخطط مالي أو مستشار زواج، هي أفضل خطوة تُقدم عليها للحفاظ على استقرار الحياة الزوجية. يقول تشيسون: "هذه الطريقة صحية تمامًا لتتعامل مع حقيقة أن بعض الناس لا يشعرون بالراحة التامة حيال الأمور المالية الشخصية أو يشعرون أنهم لا يفهمونها".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً