العدد 4970 - الجمعة 15 أبريل 2016م الموافق 08 رجب 1437هـ

بدء الحملة الرسمية للاستفتاء بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي

قبل عشرة أسابيع من الاستفتاء بشأن مكانة بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، تتوجه الأنظار الأوروبية والأميركية إلى لندن حيث بدأت الحملة الرسمية لعملية تصويت ستشهد منافسة حامية على ما يبدو.

ويثير هذا الاستفتاء الأول للبريطانيين بشأن أوروبا منذ العام 1975، قلق الأوساط الاقتصادية وقادة العالم. ويشكل مجازفة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بمنصبه وفي التاريخ السياسي للبلاد.

وقرر كاميرون الدعوة إلى الاستفتاء في (23 يونيو/ حزيران) لمحاولة تهدئة غضب المشككين في أوروبا في حزبه المحافظ، الذين يطالبون منذ سنوات بمراجعة للعلاقات مع الاتحاد. وسيبذل هو شخصيّاً جهوداً كبيرة للبقاء في الاتحاد الأوروبي، مؤكداً باستمرار أن بريطانيا ستكون أغنى وأقوى ببقائها في الاتحاد مع الاستفادة من الوضع الخاص الذي حصلت عليه خلال القمة الأوروبية في (فبراير/ شباط الماضي).

لكن موقفه يبدو ضعيفاً إذ إن جزءاً كبيراً من النواب المحافظين يطالبون بالخروج من الاتحاد ويواجه معسكر مؤيدي البقاء فيه صعوبة في حشد التأييد لهم. ويمكنه الاعتماد على أكبر الشركات التي تؤمن وظائف وعالم المال اللذين أيدا البقاء في الاتحاد الأوروبي.

ويضاعف القادة الأوروبيون التصريحات المؤيدة لبقاء بريطانيا في الاتحاد. وقد تدخلت الولايات المتحدة في الجدل، وأعلن البيت الابيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيوضح خلال زيارة للندن الأسبوع المقبل «بصفته صديقاً، لماذا تعتقد الولايات المتحدة أن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي جيد للمملكة المتحدة».

من جهته، قال صندوق النقد الدولي أيضاً إن خروج البلاد من الاتحاد «يمكن أن يسبب أضراراً خطيرة إقليمية وعالمية عبر الاخلال بالعلاقات التجارية القائمة».

لكن المعسكر المؤيد للخروج من الاتحاد الذي يسمونه في بريطانيا «بريكزيت» اختصارا لعبارة «بريتش ايكزيت» يرى أن الخطر الأكبر على اقتصاد وأمن المملكة يتمثل في «البقاء في الاتحاد الأوروبي الذي يحتاج إلى إصلاحات وعاجز عن التصدي للتحديات التي يواجهها مثل أزمتي اليورو والهجرة».

وحددت اللجنة الانتخابية يوم الأربعاء الماضي الحملتين الرسميتين اللتين ستتنافسان حتى (23 يونيو/ حزيران) وهما «صوت مع الانسحاب» (فوت ليف) الحملة الرسمية للمؤيدين لمغادرة الاتحاد، و «حملة البقاء» (ذي اين كامبين) للمؤيدين للبقاء في الاتحاد.

هروب من السجن

والقى زعيم حزب العمال جيريمي كوربن أمس الأول (الخميس) أول خطاب له مؤيد للبقاء في الاتحاد. ويرى مراقبون أن كوربن يمكن أن يلعب دوراً أساسيّاً في إقناع الناخبين وخصوصاً الشباب منهم، بالتصويت للبقاء في الاتحاد.

لكن المعسكر المؤيد للخروج من الكتلة الأوروبية بقيادة رئيس بلدية لندن، بوريس جونسون الذي يتمتع بشعبية كبيرة ينوي اقناع البريطانيين بأن المستقبل سيكون زاهراً بإنهاء المعاملات الإدارية الأوروبية.

وشبه جونسون الخروج من الاتحاد بالهرب من سجن، معتبراً أنه مع هذا الاستفتاء يبدو الأمر وكأن «سجاناً ترك سهواً باب السجن مفتوحاً وأصبح الناس قادرين على رؤية الأراضي تحت الشمس من بعيد».

وحملة «فوت ليف» مبادرة تشارك فيها أحزاب عدة يدعمها خصوصاً 128 نائباً محافظاً وفرضت نفسها متقدمة على الحركة التي يدعمها زعيم حزب الاستقلال (يوكيب) نايجل فاراج المشكك في الوحدة الأوروبية.

وتنظم هذه الحركة سلسلة من المناسبات للدعوة إلى الانسحاب من الاتحاد. وسيشارك بوريس جونسون في تجمعات في مدن شمال انجلترا.

وحاليّاً تشير استطلاعات الرأي إلى منافسة حامية بين المعسكرين بينما تناولت المفاوضات خصوصاً الاقتصاد والهجرة ولم يبد البريطانيون خارج الساحة السياسية باستثناء قلة منهم، أي موقف علني بشأن هذه القضية.

وفي استطلاع للرأي أجراه جامعيون في مشروع «ماذا تفكر المملكة المتحدة؟» (وات يو كاي ثينكس) تبين ان كلا من الجانبين يلقى خمسين في المئة من تأييد الناخبين. ويرى الخبراء أن نسبة المشاركة ستشكل عاملاً أساسيّاً في النتيجة.

وقال جون كورتيس من جامعة ستراثكلايد إن عناصر عدة تشير إلى أن الناخبين المؤيدين للخروج من الاتحاد «يبدون أكثر حماساً للتصويت». وكان 32 في المئة فقط من الهولنديين صوتوا في استفتاء الأسبوع الماضي بشأن اتفاق شراكة بين الاتحاد الأوروبي وهولندا، في خطوة اعتبرها مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد تعبيراً صامتاً عن رفض للمؤسسات الأوروبية.

وقال الناطق باسم حزب الاستقلال في بيتربورو وسط شرق إنجلترا، بيتر ريف، حيث كان يوزع منشورات أمس «نحن متفائلون. لا نعمل على هذه القضية منذ أسابيع بل منذ عشرين عاماً».

أما مؤيدو البقاء في الاتحاد فقد أطلقوا خلال الاسبوع الجاري حملة على موقع «يوتيوب» لتسجيلات الفيديو لدعوة الشباب إلى التحدث إلى أجدادهم من أجل إقناعهم بالتصويت من أجل المحافظة على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

العدد 4970 - الجمعة 15 أبريل 2016م الموافق 08 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً