العدد 4970 - الجمعة 15 أبريل 2016م الموافق 08 رجب 1437هـ

قضايا المنطقة بين التفتيت والتطرف والتدويل

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أخبار الصراعات والحروب والأزمات في المنطقة أصبحت تتصدَّر النشرات الإخبارية والصحف والمواقع في كل مكان في العالم، ويمكن ملاحظة أنَّ مختلف أنواع الصراعات والأزمات تتَّخذ طابعاً تفريقيّاً وتفتيتيّاً للمجتمعات بما يهدّد التماسك الاجتماعي.

هذا التفريق تراه يتخذ أنماطاً مرعبة، مثل نمط الصراع الطائفي، أو الصراع القبلي، أو المناطقي، أو الإثني، إلى الدرجة التي أصبحت فيه هذه الهويّات تنتصر في عدد من المناطق على الهوية الوطنية الجامعة.

هذا التفتيت يوفر فرصاً سانحة للجماعات المتطرّفة التي تستطيع استخدام الخطابات الحماسيَّة؛ لجذب الشباب نحو العنف والإرهاب، من أجل الانتقام من الأوضاع الحالية، حتى ولو كان ذلك يعني العودة إلى عصور الظلام والتخلف والقتل والوحشية. فاليأس والبؤس يوفران فرصة سانحة لمن يبيع الجِنان عبر الموت، وعبر تدمير الذات، وتدمير الأوطان، ومادام الجميع يخسر، فالمسابقة تتحول إلى من يدمر أكثر، ومن يتسبَّب في خسارة الآخرين بصورة أكبر.

التطرف يحرك العنف والإرهاب عبر الحدود، ويصل بآثاره إلى أماكن بعيدة، الى أوروبا وإفريقيا وآسيا وأميركا، وبالتالي فإنَّ الوضع يتحول إلى شأن دولي. ولأنَّ بلداننا تعيش أزمات متلاحقة، وتعاني من اتجاهات تفرق المجتمعات، فإنَّها أضعف من التأثير على الأجندة العالميَّة التي تتحرك نحو تدويل قضايا المنطقة، الواحدة تلو الأخرى، ومن ثم وضع حلول تتناسب مع القوى المؤثرة في عالم اليوم.

نعود إلى الوراء مئة عام، وذلك لأنَّ العام 1916 شهد عجز النظام القديم (الدولة العثمانية، الخ) عن حلّ مشاكله، وبالتالي تدخلت القوى المسيطرة آنذاك (بريطانيا وفرنسا) لتخطيط المنطقة وحلّ مشاكلها بما يتلاءم ومصالحهما القوميَّة أولاً. وحاليّاً، في 2016، فإنَّ قضايا المنطقة أصبحت أيضاً في يد قوى مؤثرة، وهذه تتنافس حاليّاً لوضع نظام إقليمي جديد.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4970 - الجمعة 15 أبريل 2016م الموافق 08 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 9:17 ص

      .. فهل كان من أصحاب الكف؟ أم / أو من الدول النائمة ؟أو النائمة ،التي بها نواب عن الشعب منتهية صلاحيتهم!؟؟

    • زائر 7 | 9:01 ص

      كما يقال كلّ يغني على ليلاه!!! ... يعني لا يحيك المكر السيء إلّا بأهله. ففرنسا وبريطانيا مع أمريكا اليوم الخاسر...

    • زائر 6 | 6:46 ص

      كل المشاكل التى تحصل لدول العربيه ابتعادهم عن حكم الله ويه المعامله ويه شعوبهم واتخدو الشيطان حليفهم وصارت هادى الاظطرابات فى الاوطان قاتل الله الجهل وشكرا استادى

    • زائر 5 | 6:44 ص

      رد على زائر3 انت تقصد الخمينى هو الذي بث الطائفيه
      السيد احيى الاسلام من جديد ولم يبث الطائفة وكل الشعوب تعرف ذالك الذى بث الطائفة هى امريكا وحلفائها بمساعدة عربيه انصحك ان تقرا زين وتبعد عنك الاحقاد خصوصا على اخوانك وشكرا استادى

    • زائر 4 | 6:40 ص

      No 3

      ومتى عرفت عصابات الإرهاب التكفيريين والمفخخات ودعاة الفتنه لتمزيق الأمه والمجتمعات ؟ ..

    • زائر 3 | 2:16 ص

      الطائفية مرض لم نعرفه الا بعد عام ١٩٧٩

    • زائر 9 زائر 3 | 12:24 م

      صحيح!!

      صحيح! وبالذات عندما قرر أحد المجانين شنّ حرب عدوانية لمدة ثمانية أعوام،دمر فيها وطنه وجيشه واقتصاده قبل أي شئ..وبالذات حينما ساعدت دولٌ ذاك المعتوه بالمليارات وبملايين القطع من السلاح..ومن ثم غدا ذاك الحارس (للبوابة الشرقية) عدواً لمن حرضوه على القتال !!

    • sabah.fardan | 10:36 م

      سياسة الارض المحروقة ستزداد هذه الفترة

      كتبت قبل ايام ان بعد نشر وثائق بنما ستكون هناك ثورات كبيرة في العالم و رأينا توترات في العالم و مظاهرات مثل مظاهرة لندن ضد كاميرون و مظاهرات القاهرة ضد السيسي في موضوع بيع الجزيرتين و انشاء الجسر اذن العالم على صفيح ساخن وايضا الارهاب له تهديدات بضرب الدول.
      و الدول المؤثرة نفسها تخطط للتدخل العسكري في اكثر من دول اقليمية في المنطقة و هناك مستجدات كارثية والحرب العالمية تقترب

    • sabah.fardan | 9:54 م

      القوى المؤثرة التي صنعت الارهاب و التطرف و الصراع الطائفي المرعب ستتأثر

      بالفعل انماط مرعبة من التنظيمات الارهابية المتفوقة الكترونيا و قتاليا و اعلاميا و استطاعت استقطاب الاف الشباب لتفجير أنفسهم وسط الحشد الشعبي او داخل المساجد لطائفة معينة او داخل الاسواق و في احد المرات رأيت في احد القنوات في اثناء عزاء لاحد الشهداء من الحشد الشعبي دخل ارهابي داعشي و فجر نفسه و قتل اكثر من 50 من الحشد هناك دول كبرى دفعت ملايين و دربت و دعمت بالسلاح الفتاك و اعتقد ان النار ستصيبهم

اقرأ ايضاً