العدد 4978 - السبت 23 أبريل 2016م الموافق 16 رجب 1437هـ

ميركل تزور مخيَّماً للاجئين السوريين في تركيا... وتعمل على تبديد التوتر بشأن الاتفاق بشأن المهاجرين

 أنجيلا ميركل تتحدث مع الأطفال خلال زيارة لمخيم للاجئين على الحدود التركية السورية - AFP
 أنجيلا ميركل تتحدث مع الأطفال خلال زيارة لمخيم للاجئين على الحدود التركية السورية - AFP

وصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل برفقة رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك والمفوض الأوروبي فرانز تيمرمانز بعد ظهر أمس السبت (23 أبريل/ نيسان 2016) إلى غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا، لتبديد التوتر بشأن الاتفاق بين أنقرة وأوروبا بشأن المهاجرين.

وكان في استقبالهم رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، وتوجهوا إلى بلدة نيزيب الصغيرة قرب الحدود السورية حيث زاروا مخيماً للاجئين هناك، وفق ما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس».

وبعيد وصولها استقبلت شابات سوريات كن يرتدين اللباس الأبيض المستشارة الألمانية وقدمن لها باقة من الزهور، بينما كانت محاطة بعشرات الحراس.

وتم تعليق لافتة ضخمة فوق باب المخيم كتب عليها «أهلاً بكم في تركيا، البلد الذي يستقبل أكبر عدد من اللاجئين في العالم»، أي نحو 2,7 مليون.

وقال محمد طوموق (49 عاماً) الذي فر من دمشق مع زوجته وأولاده الأربعة «لدينا مدارس ومستشفيات، الحياة جيدة هنا. لكننا نريد معرفة ما سيكون عليه مصيرنا (...) إذا انتهت الحرب اليوم، أعود غداً إلى سورية».

وقبل أن يغادروا المخيم افتتح المسئولون الأوروبيون مع داود أوغلو مركزاً يستقبل أطفالاً سوريين تم بناؤه بتمويل أوروبي.

وقالت المفوضية الأوروبية لوكالة «فرانس برس» إن هذه الزيارة «تهدف إلى إظهار كيف توحد تركيا والاتحاد الأوروبي قوتهما لمواجهة أزمة المهاجرين السوريين»، مشيرة إلى أنها انفقت حتى الآن 77 مليون يورو في مشاريع متنوعة في تركيا، وهو مبلغ ستضاف إليه قريباً 110 ملايين يورو.

وتأتي هذه الزيارة بعد ثلاثة أسابيع على إرسال أوائل المهاجرين من اليونان إلى تركيا في إطار اتفاق مثير للجدل أبرم في 18 مارس/ آذار بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ويهدف إلى ردع المهاجرين عن السعي للدخول بصورة غير شرعية إلى أوروبا التي تواجه أسوأ أزمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية.

ولكن، بالنسبة إلى المسئولين الأتراك الذين وعدوا 79 مليون تركي بإعفائهم من تأشيرات الدخول، فإن هذا الوعد بات على المحك. فقد صعد الأتراك اللهجة هذا الأسبوع، ملوحين بعدم احترام الاتفاق إن لم يف الأوروبيون بتعهداتهم.

وقالت المفوضية الأوروبية إنها ستقدم تقريراً حول الموضوع في 4 مايو/ أيار وهو ما ينتظره منتقدو الاتفاق الذين يقولون إن بروكسل تخلت عن قيمها إرضاء لتركيا.

واعتبر رئيس وزراء المجر الشعبوي فيكتور أوربان أمس (السبت) أن الاتحاد الأوروبي «سلم أمره لتركيا» على صعيد أزمة اللاجئين نتيجة ضغوط مارستها ميركل، مشيراً إلى عواقب «يصعب التكهن بها» ستنجم عن هذه المسألة، وذلك في مقابلة مع مجلة «فيرشافسفوخي» الألمانية الأسبوعية.

وأكد توسك الجمعة في مقالة صدرت في عدد من الصحف الأوروبية أن «قيمنا، بما فيها حرية التعبير، لن تكون يوماً موضع مساومة سياسية مع أي شريك»، مضيفاً «يجب أن يسمع الرئيس أردوغان أيضاً هذه الرسالة».

وواجهت المستشارة انتقادات حادة داخل ألمانيا، بعدما سمحت بمباشرة ملاحقات جنائية طلبتها تركيا بحق فكاهي ألماني سخر من أردوغان في برنامج تلفزيوني، في قضية أثارت توتراً في العلاقات بين البلدين.

وأشارت ميركل إلى أن زيارتها لتركيا ستسمح بعرض ما تم تنفيذه من اتفاق الهجرة، واتخاذ قرار بشأن أي خطوات مستقبلية لمساعدة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم تركيا بعد فرارهم من الحرب في بلادهم، وعددهم 2,7 مليون شخص. وكانت ميركل تعتزم الأسبوع الماضي زيارة محافظة كيليس القريبة من غازي عنتاب، لكن إطلاق عدد كبير من الصواريخ على المنطقة نسبتها أنقرة إلى تنظيم «داعش» دفعها إلى إلغائها.

وقبل ساعات من وصول المسئولين الأوروبيين، أعلن حاكم منطقة قونيا التركية (وسط) القبض على ستة عناصر يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم «داعش» كانوا يعدون هجوماً على «مسئولين حكوميين بارزين».

وأعلنت المفوضية الأوروبية الجمعة أنه منذ بدء تنفيذ الاتفاق الأوروبي التركي في 4 أبريل، تمت إعادة 325 مهاجراً إلى تركيا بعد أن كانوا وصلوا إلى اليونان بعد إبرام الاتفاق في 20 مارس، فيما جرى ايواء 103 لاجئين سوريين في الاتحاد الأوروبي. وأكدت أنقرة تراجع عدد المهاجرين الوافدين على الجزر اليونانية.

العدد 4978 - السبت 23 أبريل 2016م الموافق 16 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً