العدد 4978 - السبت 23 أبريل 2016م الموافق 16 رجب 1437هـ

كامل مهدي... حداد يجد متعته بين قساوة الحديد وضربات المطرقة

ورث مهنته من والده وأصبح تشكيله للمعادن كاللعب في الطين

كامل مهدي الحداد متحدثاً إلى «الوسط»
كامل مهدي الحداد متحدثاً إلى «الوسط»

كامل مهدي الحداد... وعي الدنيا على راحة يدين ملؤهما الخشونة، أذناه مفعمتان بأصوات المطرقة والسندان، لعب بالحديد عوضاً عن الطين، عيناه تربتا على خطرات الشرار، تعلم الصلابة بين صهر المعادن ومقابض المطارق، حتى ورث اليوم مهنة الحدادة من أبيه، ليواصل مسيرة بدأها أجداده.

عمل كامل الحداد كموظف حكومي، ولم يفارق والده في مهنة الحداد بعد دوامه الرسمي وخلال أيام العطل والإجازات، ومنذ 30 عاماً لازمه في كل كبيرة وصغيرة، وبعد أن شاب به الزمان، تسلم زمام الأمور من والده قبل نحو 7 أعوام من الآن، وأخذ يطور من هذه المهنة ويتعامل مع كبرى الشركات الصناعة التي تطلب المعادن وتشكيلتها ذات الجودة العالية.

ومن كل صاحب مهنة تُقتبس كلمات قريبة منه، لكنها غريبة على الجمهور، فالحداد كثرت بين أسطره مصطلحات مثل التطريق والجرارة والتصليب وغيرها. وبين كل هذا تتعقب الحسرة على اندثار هذه المهن كل كلمات يصدح بها من عبق تاريخها ومستقبل يقول عنه إنه «صعب وشاق».

وشارك كامل الحداد ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض «الوسط» للكتب المستخدمة في نسخته الرابعة والمنظم في الفترة 21 - 23 أبريل/ نيسان 2016 بالتزامن مع يوم الكتاب وبرعاية وزير الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف.

وفي حديث لـ «الوسط»، قال الحداد كامل مهدي: «إن هذه المهنة موجودة، وتشق طريقها بين كل الصناعات، فالجودة تعتبر عنصراً كبيراً بالنسبة لمن يتعامل مع الحديد ومنتجاته، وكثير من المصانع والأعمال الكبيرة مازالت تتعامل مع الحدادة الأصلية القديمة من أجل توفير احتياجاتها، فالمنتجات الصناعية الحديثة والمستوردة غالباً ما تكون هشة ولا تقاوم العمل لفترة طويلة، وإن توافرت فإنها تكون غالية الثمن».

وأضاف مهدي «أحب الحدادة وتشكيل المعادن، كما يحب البعض تحويل الألوان إلى لوحة جميلة، أو تحويل الطين إلى مجسمات تحاكي الواقع، فنحن الحدادون نتذوق جمالية ما نصنع بين قساوة الحديد وحرارة الانصهار»، مفيداً بأن «أسعى حالياً إلى تطوير المهنة من خلال استقدام آلات وأجهزة تقنية متطورة تستخدم للقطع والتشكيل، إلا أنني أعول كثيراً على المعادن الخاصة وذات القوة والنوعية الممتازة من أجل ضمان جودة المنتج».

وذكر الحداد أن «نستخدم الكثير من أنواع المعادن الصلبة وذات الجودة العالية من خلال تدوير بعض المعادن في السيارات وغيرها، ونصنع بعض الأشياء التي تُطلب حتى من خارج البحرين مثل «الباورة» المستخدمة في رسي القوارب والسفن، بل نتعامل أيضاً مع كبرى المصانع في البحرين وخارجها».

وختم كامل مهدي بأن «توجد بعض المنتجات مثل معلقات المراوح في الأسقف والأوتاد والمطارق والأدوات الحادة المستخدمة في تقليم الأشجار (المحاشة والمناجل) لا تُطلب إلا من خلال الحدادة، فالتجاري الموجود في السوق المحلي لا يعتبر مرغوباً ولا يدوم»، منوهاً إلى أن «المهنة الأصلية لا تنتهي متى ما كان هناك من يحيها ويبعث فيها الأمل دائماً، وإلا لما بلغتنا حتى اليوم مهناً وحرفاً مضت عليها مئات السنين».

الحداد مستعرضاً عدداً من منتجاته الحديدية أمام أحد المهتمين بالمقتنيات القديمة
الحداد مستعرضاً عدداً من منتجاته الحديدية أمام أحد المهتمين بالمقتنيات القديمة

العدد 4978 - السبت 23 أبريل 2016م الموافق 16 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:58 ص

      يجب على كل من يمتهن مهنة آبائه و اجداده ان يتمسك بها وان ينقلها لاولاده واحفاده، للاسف هناك الكثير من المهن اندثرت بسبب التغير الحاصل بسبب ترك المهن للعمالة الاجنبية و تجار الاستيراد، على سبيل المثال مهنة البناء و الحياكة و الصياغة والمزيد من المهن التي تحولت في يد الاجانب

اقرأ ايضاً