العدد 4982 - الأربعاء 27 أبريل 2016م الموافق 20 رجب 1437هـ

الحب بدون شروط

إذا أردنا تعزيز العلاقة الأسرية علينا أن نقدم..

يقدم الباحث الاجتماعي والأسري السيد محمد جواد مرهون مجموعة إرشادات يسيرة وواضحة تتعلق بكيفية تعزيز العلاقات بين أفراد الأسرة، وهي يرى أن منطلقها الأساس يبدأ من قلب الأم والأب، فمعظم المشكلات التي تعاني منها العديد من الأسر هي تبدأ أولًا من انعدام معنى التفاهم والمحبة وتقدير الآخر.

ولعلنا نسأل السيد مرهون :"ما الذي يتوجب على الأبوين فعله؟"، فيجيب بالقول.. على الأبوين أن يكون لهما قسمة يعتز بها الأبناء فيجعلونهما قدوة تحتذى، وعلى الآباء أن يوصلوا بصورة غير مباشرة لأبنائهم مقدار المعاناة والتضحيات التي يقدمها كل واحد منهم لأجل سعادة الأسرة، وعلينا كآباء تقديم الحب بدون شروط، وبدون تمييز على الرغم من الفروق الفردية في الذكاء وفي الجمال وفي المستوى الدراسي وفي السلوك أيضًا.

وهذه هي رسالتي باختصار لكل الآباء والأمهات :"دعوا أبناءكم يشاركون في صياغة القوانين والضوابط المنزلية حتى يكونوا أكثر التزامًا بتطبيقها، وبذلك ننزع فتيل التذمر من الأوامر والنواهي، كما ينبغي لهم الاطلاع على خصائص كل مرحلة من مراحل نمو الأبناء ليتمكنوا من التعامل الأمثل معهم، ذلك لأن الأسرة منظومة إلهية أودعها الله في نفوس خلقه وزودها بالمودة والحب والرحمة والسكن والسكينة؛ لذلك لم يستطع الإنسان منذ الخليقة إلى الآن أن يجد عنها بديلًا.

ولأن الأسرة هي الخلية الأساسية الاجتماعية الأولى التي تقوم بعملية التنشئة الاجتماعية، فمن خلالها يتحول الطفل من كائن بيولوجي يعتمد على الآخرين إلى كائن إجتماعي يتشرب من خلالها قيم المجتمع، كما تتميز الأسرة عن غيرها من المؤسسات الاجتماعية بأن العلاقات القائمة بين أفرادها تتميز بالحب والدفء والحنان، والترابط.

ويوضح أكثر بالتأكيد على أن استعمال الأساليب العاطفية المنطوقة ككلمات الحب، والتقدير، والاعتزاز أو الممارسة عن طريق الاحتضان أو التعبير بالمواقف حين الدعم والمساندة وبالمشاعر الإيجابية المتدفقة، وحرارة العاطفة حين تتوافق مع قوة الفكر وسداد الرأي تنتج أبناءً ناضجين مترابطين يقدر كل واحد منهم الآخر وينهل الجميع من الأب القدوة، ومن الأم العطاء، وهكذا يزدهر المجتمع.

ويلفت إلى ما تسببه الأجهزة الذكية من جفاء بين أفراد الأسرة، فشبكات التواصل الاجتماعي وعالم المعرفة في الشبكة العنكبوتية المجتمعة في الهاتف النقال الذي أصبح في متناول جميع أفراد الأسرة، حتى أصبحت إحدى الألعاب المهمة للأطفال، تحول إلى إدمان في المجتمع عامة، و أصبح النقال أحد مرتكزات حياتنا، عن طريقه نحب ونكره، نثاب ونعاقب، نرشد ونسيء، نبني ونهدم، رذيلة وفضيلة، خير وشر.

الأمر المهم الذي أود التركيز عليه هنا هو الاتفاق مع أفراد الأسرة على منتدى حواري أسري أسبوعي تتناقش فيه الأسرة حول موضوع أسري أو اجتماعي، وتشجع فيه الأبناء على إبداء الرأي وإنصات الأهل لهم لمعرفة دواخلهم واهتماماتهم، وربما معاناتهم كما يمكن إرشادهم، وتوجيههم بشكل غير مباشر ضمن هذا المنتدى الحواري.

العدد 4982 - الأربعاء 27 أبريل 2016م الموافق 20 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً