العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ

كتَّاب غاضبون يدعون لرفض دعْم إسرائيلي لـ «مهرجان أصوات العالم»

تنظمه رابطة القلم الأميركية...

أليس ووكر
أليس ووكر

من المفترض بالجهات التي تُعنى بالشأن الإبداعي، وتدافع في الوقت نفسه عن حق منتسبيها في حرية التعبير، أن تنأى بنفسها عن جهات من أبسط ممارساتها قمع حرية التعبير، وصولاً إلى السجن أو التصفية. رابطة القلم الدولية، ومن خلال رابطة القلم الأميركية، تورَّطت مؤخراً بقبولها دعم ورعاية السفارة الإسرائيلية لمهرجان الرابطة السنوي «مهرجان أصوات العالم»؛ ما دفع 100 كاتب ومؤلف إلى التوقيع على رسالة غاضبة يعترضون فيها على قبول الدعم والرعاية من قبل طرف معروف عنه ممارساته التمييزية والعنصرية على الأرض (إسرائيل). سْيان كاين كتبت تقريراً في صحيفة «الغارديان»، يوم الخميس (7 أبريل/ نيسان 2016)، تنشر «الوسط» أهم ما جاء فيه، وردود الفعل على مثل ذلك الموقف، وكذلك رد رابطة القلم الأميركية على قبولها الدعم والرعاية.

دعا أكثر من 100 كاتب، بينهم مجموعة من الحائزين على جائزة بوليتزر مثل: أليس ووكر، ريتشارد فورد ويونوت دياز، في رسالة غاضبة مفتوحة، رابطة القلم الأميركية إلى «رفض دعم من سفارة «إسرائيل».

وتم بعث الرسالة إلى رئاسة الرابطة ومشاركين آخرين في المهرجان في شهر مارس/ آذار الماضي، ولكن الرسالة نُشرت على الانترنت يوم الأربعاء (6 أبريل 2016). وتعارض الرسالة دعم السفارة الإسرائيلية لمهرجان الرابطة السنوي «مهرجان أصوات العالم»، الحدث الذي يستمر لمدة سبعة أيام في نيويورك حتى نهاية الشهر الجاري.

وكانت رابطة القلم قد ضمَّنت في موادِّها الترويجية للمهرجان، السفارة الإسرائيلية من بين رعاة مهرجانها، بدعم أحداثه وفعالياته، وخاصة الندوة التي أطلق عليها «90 دقيقة» التي تجمع ثلاثة من المفكِّرين في جلسة نقاش، ومن بين ضيوف ندوة هذا العام، الكاتبة الإسرائيلية المولودة في إثيوبيا، داليا بيتولين شيرمان.

100 مؤلِف... عدالة نيويورك

وتقول الرسالة، التي شارك فيها 100 من المؤلِّفين يُطلق عليها «عدالة نيويورك»، التي تقود حملة لمقاطعة «إسرائيل» في الولاية: «من المؤسف أن المهرجان قد اختار قبول رعاية الحكومة الإسرائيلية، على رغم تكثيف حملاتها لعقود طويلة في حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه الأساسية، بما في ذلك الاستهداف المتكرِّر للكتَّاب والصحافيين الفلسطينيين».

ومن بين الكتَّاب الذين وضعوا أسماءهم للاحتجاج على دعم السفارة الإسرائيلية، الرئيس السابق ونائب رئيس رابطة القلم الإنجليزية، غيليان سلوفو وكاميليا شمسي، والشاعرة ايلين مايلز، والكاتبان لويز إردريتش وأهداف سويف، والكاتب الفلسطيني أحمد قطامش، الذي سجنته الحكومة الإسرائيلية من دون تهمة؛ الأمر الذي أثار انتقادات رابطة القلم العالمية.

من جانبها قالت مُؤلفة «اللون البنفسجي»، أليس ووكر: «كعضو في رابطة القلم، أريد من هذه المنظمة التي من المفترض بها أن تكون مدافعاً عن حقوق الكتَّاب، الوقوف مع الكتَّاب والأكاديميين والطلبة الفلسطينيين، الذين يُعانون في ظل النظام الإسرائيلي القمعي الذي يحرمهم من حق حرية التعبير. إن آخر شيء يجب على رابطة القلم العالمية أن تقوم به هو الدخول في شراكة مع الحكومة التي تُنكر الحقوق الأساسية للإنسان الفلسطيني».

من جانبها بعثت رابطة القلم الأميركية رسالة إلكترونية لجميع أعضائها، من الكاتب ورئيس هيئة المهرجان للعام الجاري، كولم تويبين، معيَّة مدير المركز الكاتب جيكب أورسوس، نصها «إن المهرجان وضمن سياسته المعتمدة رسمياً في العام 2007، لن يشارك في أي نوع من المقاطعات الثقافية التي من شأنها إعاقة حرية التعبير الشخصية مهما كان السبب».

الرابطة تنفي دعم سياسات الحكومات

وأضافت الرسالة «على امتداد 12 عاماً، من انطلاق المهرجان، تلقَّت اللجنة المشرفة على المهرجان تمويلاً من جهات عديدة، من بينها عشرات الحكومات التي أرسلت مؤلفيها متكفِّلة بمصاريف سفرهم وما يرتبط به، والأمر نفسه ينطبق على الدعم الذي تسلَّمته لجنة مهرجان أصوات العالم في العام 2016. إن تنوُّع مصادر تمويلنا يتيح لنا حرية القرار في مضمون برامجنا، كما أن الدعم الحكومي للكتَّاب الدوليين لا يعني دعماً لسياسات تلك الحكومات، وليس له أي تأثير على قرارات الرابطة التي تتبنَّى حرية التعبير».

وعلى الضدِّ من موقف الرابطة، قالت الحائزة على جائزة فولكر للشعر، وجائزة نادي القلم للشعر المُترجم، وهي الجائزة التي تمنحها رابطة القلم الأميركية، مارلين هاكر: «حتى لو اتخذت الرابطة موقفاً من كل أشكال المقاطعات، فعليها أن تبادر إلى تطبيق سياسات ومعايير أخلاقية، تحظر التعاون مع الجهات أو الأطراف التي تخرق حقوق الإنسان خرقاً جليِّاً، وعلى هذا الأساس وحده، يجب على رابطة القلم إلغاء الشراكة مع الحكومة الإسرائيلية».

إلى ذلك قالت المتحدِّثة باسم رابطة القلم الأميركية، سارة إدكينز، إن رعاية السفارة الإسرائيلية «لا تغطي نفقات المهرجان عموماً» وإنما «تغطي فقط نفقات سفر الكتَّاب الإسرائيليين الذي تم اختيارهم من قبل اللجنة المسئولة عن المهرجان». مضيفة أن الدعم المالي ذهب لتغطية أجور ونفقات الطيران والإقامة وكذلك نفقات المترجمين للكتَّاب الإسرائيليين.

يُذكر أن السفارة الإسرائيلية شاركت عدَّة مرات في المهرجان وبشكل متقطع منذ العام 2006؛ إذ تم إدراجها ضمن رعاة المهرجان جنباً إلى جنب مع الحكومة الأسترالية والمجلس الثقافي البريطاني في العام 2015.

تجميل وجه «إسرائيل»

وفي أعقاب الحرب على غزة في 2008 و 2009، مُنحت وزارة الخارجية الإسرائيلية مليوني دولار لتحسين صورة «إسرائيل» في العالم؛ ما دفع نائب المدير العام بوزارة الخارجية للشئون الثقافية أريه ميكيل، إلى التصريح لصحيفة «نيويورك تايمز» بالقول: «سنبتعث روائيين مشهورين وكتَّاباً إلى الخارج، للمشاركة في المعارض، وبهذه الطريقة يمكننا أن نُظهر وجه (إسرائيل) الأجمل، ولا يتم النظر إلينا من منظار الحرب فحسب».

الانتقادات للرابطة الأميركية للقلم لم تنفك تصلها؛ إذ تلقَّت انتقادات من فروع أخرى تابعة إلى الرابطة الأم، مهتمَّة بحرية تعبير المؤلفين، ففي العام 2015، تظاهر أكثر من 200 كاتب ومؤلف احتجاجاً على منح جائزة حرية التعبير إلى المجلة الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو»، بعد الهجوم على مكاتبها مطلع العام الماضي.

وقالت رسالة الاحتجاج التي رفعها الكتَّاب والمؤلفون، إن اختيار رابطة القلم الأميركية لـ «شارلي إيبدو»، للفوز بالجائزة «أعطى قدراً وقيمة للمواد العنصرية المسيئة التي أجَّجت مشاعر الكراهية ومعاداة الإسلام ودول المغرب والعرب، والتي يمتلئ بها العالم الغربي».

يذكر، أن رابطة القلم الأميركية، تأسَّست في العام 1922 ومقرها مدينة نيويورك، وتعمل على دفع عجلة الأدب للدفاع عن حرية التعبير، وتعزيز الزمالة الأدبية الدولية. وتضم الرابطة في عضويتها 3300 من الكتَّاب والمحرِّرين والمُترجمين. وتعد الرابطة الأكبر من بين المراكز الـ 144 التي تنتمي إلى رابطة القلم العالمية التي تدافع عن الكتَّاب الذين يتعرَّضون إلى المضايقة والسجن والقتل بسبب آرائهم. كما أن رابطة القلم الأميركية واحدة من مركزين يقعان في الولايات المتحدة الأميركية، أحدها في لوس أنجليس، ويغطي الآخر غرب نهر المسيسيبي.

وتتطلَّب العضوية الكاملة في الرابطة عموماً، نشر كتاب أو أكثر ذي طابع أدبي، أو مسرحية وأكثر يتم إنتاجها بمهنية عالية. وبالنسبة إلى المحرِّرين، عليهم أن يتمتعوا بخبرة خمس سنوات أو أكثر، كي يكونوا مؤهَّلين لنيل العضوية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى عديد الناشرين وغيرهم من أعضاء دور النشر الأدبية. ومؤخراً، أوجدت الرابطة عضوية للمنتسبين، وهي مفتوحة للجمهور.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً