العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ

عبدالكريم الصائغ: الفِضَّة البحرينية تفرض نفسها في سوق المجوهرات... وقلة السيولة تحرِمُ عشاقها من شرائها

الصائغ: ترك المصوغات الفضة لفترات طويلة يتسبب في تغير لونها
الصائغ: ترك المصوغات الفضة لفترات طويلة يتسبب في تغير لونها

قضى من عمره حتى الآن أكثر من 52 عاماً، وهو يزاول مهنة صناعة الفضة والمجوهرات، ويطوّع خام الفضة والذهب إلى الشكل الذي يختاره الزبائن، متنقلاً في مسيرة حياته بين أكثر من دكان، إلى أن استقر به الحال في أحد دكاكين سوق الذهب في المنامة، متمسكاً بالمهنة التي توارثها عن آبائه، ونقلها لابنه الذي مازال مواصلاً العمل في هذه الصنعة.

الحاج عبدالكريم الصائغ (74 عاماً)، الذي يعتبر أحد القلة الذين مازالوا يعملون في صياغة الفضة، بعد أن بدأ مشواره في هذه الصنعة في العام 1964، وتنقل بين دكان كان إيجاره اليومي نصف روبية، وزاد إلى روبية بعد أعوام من استئجاره، قبل أن يضطر إلى الانتقال إلى دكان وصل إيجاره إلى 600 دينار.

يتحدث الحاج الصائغ لـ «الوسط» من محله الصغير في المنامة، عن الفضة التي ملأت المحل بأشكالها المختلفة، ويؤكد أن الفضَّة البحرينية تفرض نفسها في سوق المجوهرات والفضة، فهي خالصة كلياً، ولا تضاف إليها شوائب.

وفي تنقله بين العملات القديمة ومصنوعات الفضة المختلفة التي تزيّن محله، يشير الصائغ إلى أن قلة السيولة تحرم عشاق الفضة البحرينية من شرائها، وهو الأمر الذي اضطر الكثيرين من العاملين في هذا المجال إلى تركه، لعدم تمكنهم من إحراز مدخول يغطي مصروفاتهم الشهرية.

ما سر الرقم 99905؟

الصائغ، وخلال تأكيداته المستمرة أن الفضة البحرينية لا مثيل لها، لجودتها العالية، يشير إلى أن هناك أنواعاً أخرى من الفضة التي تستورد من دول عدة منها، ماليزيا والصين وتايلند، إلا أنها لا تضاهي جودة الفضة البحرينية، والتي يكون رمزها (99905)، وهو مؤشر على الفضة الخالصة، بينما الرمز (925) الذي يوضع على الفضة المستوردة يكون ممزوجاً ببعض المواد التي تقلل من جودته.

ولا ينكر أن الفضة المستوردة أصبحت تنافس الفضة البحرينية، وخصوصاً أنها أرخص من الأخيرة، بيد أن ذلك ليس قاعدة، فالأجانب والوافدون إلى البحرين يقصدون السوق لشراء الذهب البحريني والفضة البحرينية، بحسب قوله.

الصياغة القديمة... شقاء ومتعة

ويتطرق في حديثه إلى طرق الصياغة القديمة، والتي كانت تعتمد بشكل أساسي على العمل اليدوي، فلم تكن الأدوات والمعدات المستخدمة حالياً متوافرة آنذاك، ولذلك تُرسم النقوش وتصاغ باليد، وبالطرق البدائية.

وعن الأسعار، يقول إن الصياغة القديمة كانت شاقة وممتعة، وتتطلب جهداً كبيراً، إلا أنها سعرها زهيد، في حين أن الصياغة الحديثة وعلى الرغم من توافر المعدات الحديثة إلا أنها باهظة الثمن.

ويبيّن أن الصياغة الحديثة متوافرة بالتقنيات المختلفة، وبالقوالب الجاهزة التي لا تتطلب جهداً كبيراً كما السابق، لافتاً إلى أن سعر غرام الفضة مع تصنيعه يصل إلى دينار واحد فقط. ويذكر أن خام الفضة يُستورد من دول عدة أيضاً، ومن بينها أستراليا والهند.

ويعود بالذاكرة إلى الوراء، ويعدد أسماء بعض رواد صناعة الفضة والمجوهرات في البحرين، ومن بينهم: محمد عبدالرسول، حسن مديفع، حسن المناعي، وخليفة المناعي.

عدم لبس الفضة يؤدي إلى سوادها

ويقلب الصائغ عـدداً من مصنوعات الفضـة في يـده، والتي تستخدم في الأعراس والمناسبات المختلفة، ويحمل بعضها اسم مرجان، بناجر أو بنجري، وهي تسميات معروفة لدى عشاق الفضة والمجوهرات.

وفي هذا السياق، يفيد بأن عدم لبس مصنوعات الفضة يؤدي إلى سوادها، فعندما تترك فترة طويلة، فإنها تحتاج إلى تلميع، وقديماً كانوا يستخدمون الملح والصبار للتلميع، إلا أن هذا لا يستخدم حالياً، فالمواد الكيميائية تؤدي الغرض نفسه.

الفضة أخت الذهب

يصف الحاج الصائغ الفضة بأنها أخت الذهب، ومن يعمل في الذهب يعمل في الفضة، والعكس كذلك، مؤكداً أن هذه الصنعة لن تختفي، فمادام تجارها موجودين فهي مستمرة، حتى وإن قلّ عدد الزبائن بسبب قلة السيولة، وحتى إن أغلقت العديد من محلات بيع الفضة والذهب، فإن هذه الصنعة ستبقى مستمرة.

وعوداً إلى الفرق بين الزبائن قديماً وحديثاً، يقول الصائغ إن الزبائن قديماً كانوا يقفون طوابير أمام المحلات، وينتظرون لحظة فتحها، إلا أن هذا المنظر لم يعد حاضراً الآن، فزبائن مصنوعات الفضة والذهب قلّوا، ومحلات كثيرة أغلقت أو غيرت نشاطها، ولكن رغم كل ذلك، تبقى الفضة البحرينية هي المرغوبة والممدوحة، وهي التي تفرض نفسها في سوق المجوهرات.

عبدالكريم الصائغ لـ «الوسط»: صياغة الفضية قديماً كانت تعتمد على العمل اليدوي وليس الآلات
عبدالكريم الصائغ لـ «الوسط»: صياغة الفضية قديماً كانت تعتمد على العمل اليدوي وليس الآلات
عبدالكريم الصائغ معايناً مصوغة فضية لأحد زبائنه - تصوير : محمد المخرق
عبدالكريم الصائغ معايناً مصوغة فضية لأحد زبائنه - تصوير : محمد المخرق

العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 7:21 ص

      الله يحفظه ويبارك له

      عندي حجر عقيق من دكان الحجي عبدالكريم صغته في خاتم فضة لكن من مكان آخر اذكره بخير كلما لبسته فله قصة مع هذا الرجل الأمين

    • زائر 1 | 7:04 ص

      الله يطول في عمره ويبارك في رزقه

اقرأ ايضاً