العدد 4987 - الإثنين 02 مايو 2016م الموافق 25 رجب 1437هـ

أصحاب مزارع: قطاع الدواجن ينهار... ونناشد تدخل الحكومة

بعد فشل توقيع اتفاق مع «دلمون» بسبب خفض 100 فلس من سعر الدجاجة

توقف العمل في نحو 19 مزرعة دواجن في البحرين بسبب عدم إبرام العقود الجديدة مع «دلمون»
توقف العمل في نحو 19 مزرعة دواجن في البحرين بسبب عدم إبرام العقود الجديدة مع «دلمون»

اعتبر أصحاب 19 مزرعة لتربية الدجاج أن قطاع الدواجن في طريقه للنهاية في البحرين وأن القطاع ينهار مع فشل إبرام عقود بأسعار جديدة بين مربي الدواجن الرئيسيين وشركة دلمون إثر توقف الحكومة عن تقديم الدعم المالي لللحوم.

وبحسب مربين، فإذا لم توقع «دلمون» اتفاقاً مع المربين فإن الدجاج البحريني سيختفي من الأسواق رغم إبرام الشركة اتفاقاً مع عدد من المنتجين لا يتجاوز ثلث الإنتاج البالغ مليوني دجاجة في الدورة الواحدة، أي أن دلمون قد تستأنف إنتاج الدجاج في منتصف شهر رمضان المبارك بطاقة إنتاج لا تتجاوز 9 آلاف دجاجة مقارنة مع نحو 34 ألف دجاجة حجم الإنتاج اليومي.

إلا أن المربين الذين سيستلمون الصوص لتربية الدجاج وتسليمه لدلمون بعد قرابة شهر من الآن، لن يكون كذلك بمقدورهم الاستمرار مع توقع تكبدهم لخسائر، وأشاروا إلى أن دلمون يصعب عليها البقاء بدون المربين كما يصعب على المربين البقاء وأن الجميع يغرق في مركب واحد.

وقال عدد من مربي الدواجن في لقاء مع الصحافيين إنهم يتوقعون أن يتم إغلاق مزارعهم مع عدم وجود بديل آخر لتصريف الدجاج غير شركة دلمون للدواجن التي تصر على شروطها في العقد الجديد الذي عرضته على المزارعين في مارس/آذار الماضي والذي احتوى على زيادات مالية إثر توقف الحكومة عن تقديم الدعم للشركة.

وعلى الرغم من قبول المربين لمعظم الشروط ومن بينها رفع سعر العلف الذي تزوده الشركة إلى المربين من 110 دنانير إلى 125 دينار ورفع أسعار الصوص من 190 فلساً إلى 200 فلس وتقليص دورة الإنتاج من نحو 35 يوماً إلى نحو 30 يوماً فقط، إلا أن المزارع لم تقبل بشرط خفض سعر شراء كيلو الدجاج من المربين من سعر 800 إلى سعر 700 فلس.

وقال صاحب مزرعة الصفا للدواجن جميل سلمان في رده على شرط تخفيض سعر شراء كيلو الدجاج من قبل «دلمون» : « هذا يعد انتحار ولا يمكننا القبول به».

وعلى الرغم من أن بعض مزارع الدواجن في البحرين والبالغة قرابة 35 مزرعة وقعت عقود مع شركة دلمون لدواجن لتوفير الدجاج لهم والذي سيكون متاحاً في الأسبوع الثاني من شهر رمضان، يرى سلمان أن بعض هذه المزارع ربما لم تقم بدراسة العقود بطريقة مالية صحيحة وهي ستتعرض لخسائر ولن تستمر بتنفيذ العقود بعد اكتشافها أنها خاسرة، في حين أن البعض لا يريد أن يخسر التطعيمات التي تستخدم في تربية الدواجن والتي لها تاريخ صلاحية محددة وذلك بالتأخر في إبرام العقود والاستفادة من هذه التطعيمات.

وفي كل الأحوال يرى سلمان أن مزارع الدواجن الرافضة لتوقيع الاتفاق مع شركة دلمون يقدر إنتاجها بنحو 83 إلى 85 في المئة من حجم الإنتاج وأن دلمون لن تتمكن من مواصلة إنتاجها للدجاج كما كان في السابق دون إبرام اتفاق مع هذه المزارع.

تخصيص أرض لتشييد مسلخ

وأعتبر سلمان أن الجميع سيغرق بما فيها مزارع الدواجن الذي اعتمدت على شركة دلمون طوال الثلاثين سنة الماضية بصفة حصرية دون منافس لها محلياً ما جعل المزارع تعتمد على دلمون كمستهلك حصري لإنتاج هذه المزارع، وأشار إلى أن دراسة لتأسيس مسلخ للدواجن منافس لدلمون تم إجراءها لكن المشروع يتطلب دعماً حكومياً من خلال توفير الأرض وهو ما حصلت عليه «دلمون» في وقت سابق، وأشار إلى أن كلفة مشروع المسلخ يكلف قرابة 1.5 مليون دينار بحجم إنتاج يومي يصل إلى 30 ألف دجاجه وهو قرابة حجم إنتاج دلمون اليومي.

وعلى رغم اعترافه بأن شركة دلمون والمربين جميعهم في قارب واحد من حيث الخسائر، إلا أن سلمان أعتبر أن الشركة لم تقم طوال السنوات الماضية، بحسب رأيه، بالاستثمار في تطوير مرافق الشركة وتحسين التعبأة بحيث تنافس وتستطيع الحصول على أسعار أفضل كما أنها لم تتحسب لفترة ما بعد الدعم الحكومي.

وتحدث سلمان عن خسائر لمزرعته بلغت 220 ألف دينار منذ توقفت توريد المربين كميات الدجاج إلى «دلمون» قبل نحو ستة أشهر. « لديّ تطيعمات تقدر قيمتها 13.5 ألف دينار وأفضل أن أخسرها ولا أن أتكبد خسائر إضافية بقبولي بعقد دلمون الذي يسبب لي خسائر أكبر».

فقدان الأمل

ويرى صاحب مزرعة الصفا أن مزارع الدواجن «فقدت الأمل» في تصحيح الوضع رغم تواصلها مع المسئولين في الشركة ومع بعض الجهات المعنية، مقدراً وقوف شئون الزراعة مع المزارعين في كثير من الظروف الحالكة التي مرت خلال السنوات الماضية.

ودعا سلمان سمو رئيس الوزراء والحكومة إلى إيجاد حلول للمزارعين بعد استنفاذ كل ما يمكن القيام به، معتبراً أن عدم حل هذه المشكلة تعني نهاية قطاع الدواجن التي تساهم في تحقيق أمن غذائي للبلاد. لافتاً إلى أن المربين لا يتلقون دعم حكومي ولو عبر تخصيص أراض لهم.

وأشار إلى أن شركة دلمون «تعودت» على فترة الدعم الحكومي وأن عليها تنمية قدرتها فيما يتعلق بالتسويق وتحسين مرافق التعبأة خصوصاً لكي تلقى قبول الزبائن بأسعار تعادل سعر الدجاج السعودي الذي يصل سعر الكيلو منه إلى نحو 1.6 دينار.

ويتفق مع صاحب مزارع الداود أحمد الداود مع الرأي القائل بأن الشركة كان يمكنها الاستثمار في التطوير طوال السنوات الماضية مع تلقيها دعماً من الحكومة، حيث كانت الشركة تربح وتوزع الأرباح على المساهمين.

%10 خسائر مع العقود الجديدة

من جانبه قدر عمر إبراهيم من مزرعة الحديثة لتربية الدواجن أن خسائر المربين تقدر بنحو 10 في المئة من تكاليف الدورة الإنتاجية حيث أن تكاليف الدورة الواحدة لمزرعته قد تقدر بنحو 80 ألف دينار لكن الخسارة ستبلغ 8 آلاف دينار، وعليه فإن المربين لن يستطيعوا العمل بسعر 700 فلس لكيلو الدجاج.

وقدر إبراهيم حجم الاستثمارات في قطاع تربية الدواجن بنحو 12.5 مليون دينار في حين قدر عدد العاملين في مزارع تربية الدواجن.

ولفت إلى ارتفاع التكاليف المصاحبة للإنتاج مثل ارتفاع اسعار الوقود والكهرباء.

علاقة مثمرة

ويستطيع أصحاب مزارع الدواجن عن قدرتهم تزويد البحرين بجميع الاحتياجات من الدجاج إذا ما تم إضافة طاقة استيعابية للسلخ حيث يتم توفير 30 في المئة فقط من احتياجات الدجاج عن طريق الإنتاج المحلي، كما يرى محمد زين العابدين من الشركة العربية.

من جانبه يعترف صاحب مزرعة أوال علي مهدي والذي عد نفسه من مؤسسي شركة دلمون للدوادجن بالعلاقة المثمرة التي استمرت لسنوات طويلة بين شركة دلمون للدواجن والتي حصل بموجبها المربون على عدة امتيازات من بينها تصريف كميات الدجاج المنتجه والحصول على المستحقات في خلال أسبوعين بشكل منتظم وهو من الصعب أن تقوم به المزارع نفسها، كما أن المربين يحصلون على علف بأسعار أرخص من السوق العالمي حيث يحصل عليه المربون وهو السعر الحالي 125 ديناراً مقارنة مع 160 ديناراً في السوق العالمية، إلى جانب الصوص بأسعار 200 فلس مقارنة مع ما لا يقل عن 280 فلساً في السوق العالمية.

إلا أن المشكلة هي في خفض قيمة الدجاج من 800 إلى 700 فلس بعد رفع الدعم الحكومي، وهو سيفاقم تكاليف المربين في الوقت الذي ارتفعت فيه تكاليف الكهرباء والماء والإيجارات، كما يقول مهدي الذي يتسائل «لماذا لم تقم الشركة بدراسة فترة ما بعد الدعم».

وقال مهدي «المشكلة أنهم (دلمون) لا يستوعبون بأننا نخسر ويصعب علينا البقاء بالشروط المطلوبة منا». وأشار إلى أن ارتفاع تكاليف التربية لديه من ألفين دينار للدورة الواحدة إلى 5 آلاف دينار بعد الزيادات الأخيرة في الكهرباء والوقود. كما أشار إلى أن الأوقاف رفعت إيجار مزرعته من 3 آلاف إلى 12 ألف دينار في حين رفعت أسعار الكهرباء من 16 فلساً للوحدة إلى 32 فلساً للوحدة.

وأشار إلى أنه استثمر 200 ألف دينار في مزرعة في الشاخورة وأنه لم يحصل على الكميات المطلوبة من الصيصان للإنتاج طوال الست السنوات الماضية.

وأوضح أن الشركة طلبت من المربين تجربة العمل بالشروط الجديدة لإعادة النظر في العقود لاحقاً، لافتاً إلى أن المربين لا يمكنهم العمل وفق هذه الظروف وتكبدهم للخسائر.

وأشار المربون إلى أن «دلمون» مددت للشركات العمل بالأسعار القديمة لدورتين بعد رفع الدعم الحكومي لتجد نفسها بأنها تخسر قبل أن تعيد العقود بصيغتها الحالية.

أما يوسف مهدي من مزرعة النسيم فيشر إلى أن الإيجارات سترتفع على مزرعته بعد أن استثمر الكثير من أجل تشييدها وفق مواصفات حديثة. كما قال المربي إبراهيم جاسم أن تكاليف الكورسين على مزرعته للدواجن ارتفعت من 600 دينار إلى 4900.

عدد من أصحاب مزارع تربية الدواجن يشرحون مشكلاتهم مع العقود الجديدة
عدد من أصحاب مزارع تربية الدواجن يشرحون مشكلاتهم مع العقود الجديدة

العدد 4987 - الإثنين 02 مايو 2016م الموافق 25 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 7:07 ص

      إذا خسارة مزرعة واحدة 220 الف دينار خلال 6 أشهر..
      يصعب على كل المزارع الاشتراك بعمل مسلخ بقيمة 1.5 مليون.

    • زائر 12 | 5:11 ص

      الله يستر من الجاي . يارحمة الله الواسعة .

    • زائر 11 | 4:11 ص

      والله الدجاج الخليجي شاحن السوق بسعر وجودة ممتازة وانتو خلكم على التبرير لتمهيد الطريق لرفع الاسعار والجودة السيئه ومن طمع طبع واغلب
      استغنة عن الدجاج المحلين اول ماارتفع سعره لانه في انواع خليجيه بنفس السعر او مقارب بجودة افضل قبل كانت مبيعاتكم زينه بسبب السعر الرخيص اما الان بعد ارتفاع اسعاركم الناس تنظر لانواع اخرى بنفس السعر وجودة اعلى وسبب انتكاسة الدجاج المحلي ....

    • زائر 13 زائر 11 | 5:34 ص

      استعمار تجاري

      .........
      اسوق محكوره

    • زائر 16 زائر 11 | 10:10 ص

      ياحظي رفعوا لو نزلوا السعر هل يصير ان البحرين توصل لمرحلة انها حتى في اتفه الامور تعتمد على الخارج ؟؟ ماعندنا صناعة محلية كلش يعني احنا قاعدين نتراجع في كل شي ماعندنا اعتماد على انفسنا !!

    • زائر 17 زائر 16 | 1:06 م

      ههههه ومن متى البحرين تعتمد على الصناعه والانتاج المحلي بغض النظر عن السعر
      ضحكتني شكلك بوادي
      ثاني وماتدري عن البلد وشنو الانتاج والصناعه المحليه اللي عدنه اكتفاء ذاتي
      طول عمرنه معتمدين على الخارج اما الانتاج والصناعه المحليه على اصابع اليد تنعد مافيهه اللي غلاء سعرهه وسوء جودتهه فلاتخدع نفسك وتعيش الجو يعني جت على الدجاج المحلي
      هههه

    • زائر 10 | 2:51 ص

      احتكار

      لماذا شركه واحده محتكره بيع الدجاج؟ونفس الشئ بالنسبه للحوم السنا نتبتع نظام السوق المفتوح

    • زائر 7 | 2:09 ص

      إلي متعود على أكل قرص مستحيل ياكل ربع قرص، المزارعين تعودوا على تلبية طلباتهم وأخذهم ...، والضحية كالمعتاد المستهلك، حسبي الله ونعم الوكيل ... ):

    • زائر 6 | 2:05 ص

      شركة لكم

      وين العقل المفكر اسسو شركة لكم لو فوق سطح بيوتكم بدل اللطم والندب وطيحو سوقهم هاكم شطار

    • زائر 4 | 1:25 ص

      لا يستوعبون و لا يبون يستوعبون لانهم شركات اذعانية ربحية و المربين عليهم الامر و الطاعة ..يا شركة ارحمو عزيز قوم ذل .الا ترو الانكسار في وجوههم يعني لازم تبونهم يعتصمون في الشارع .

    • زائر 3 | 12:33 ص

      ٣٥ مزرعه لتربية الدواجن لو كلمتكم وحده اسسو شركة فيما بينكم وفتحوها ، وان لم توفر لكم حكومه البحرين الدعم للفتح والارض للمشروع الافضل لكم سحب اموالكم من السوق وفتح المزارع و المصنع في المنطقه الشرقية بلسعودية سوق اوسع و تسهيلات اكثر .

    • زائر 5 زائر 3 | 2:01 ص

      لو كلمتهم وحدة جان ارتفع السعر عليك زيادة واكثر من الحين وهذهه مني ماعليك من الكلام المعسول ترى التاجر مايهمه اله جيبه والله انجان ماتاجر
      هويتاجر للربح مو للثواب خلهه براسك التاجر مايهمه اله الربحيه بس وغير هالكلام كله هرار وضحك على الناس العاطفيه

    • زائر 2 | 10:54 م

      اي

      الناس الي تطيح فيها والحين جاي رمضان لازم تسوون ليكم سوالف

    • زائر 1 | 10:49 م

      والله شركة ... طماعه ومومحتاجه لرفع التيعار بس الطمع هو السبب اللي بخليهه تنهار ومافي سبب ثاني لانهيارها على العموم الدجاج المحلي قلة مبيعاته
      بشكل ملحوظ مع ازدياد مبيعات الدجاج السعودي يعني الدجاج البحريني ابتده يختفي من السوق وقلة رغبة الناس فيه وتعودو على استخدام انواع اخرى وملاحظ انه فيه منافسه بين البحريني والسعودي والسعودي اكتسح السوق بقوة وسيطر عليها هذا هو سبب الانهيار للدجاج البحريني الجودة والسعر

    • زائر 18 زائر 1 | 1:56 م

      المربين أعود على أن دلمون تعطيه الصوص و العلف و هم بس يربون و بعدين الشركة تأخذ الدجاج و تبيع و تعطيهم الفلوس بعد خصم ثمن الصوص و العلف
      يعني المربي ما يدفع شي بس يستلم الأرباح
      الحين الظاهر بنقص الأرباح
      و الشركة طماعه تبي توبوق عشان تعوض البوق الأولي مال الدعم

اقرأ ايضاً